روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 20

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 20 Jb12915568671



فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 20 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 20   فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 20 I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 18, 2014 10:35 am

[size=29.3333]فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما مَا وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما وَقالَ مَا نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ[/size][size=29.3333] (20)[/size]
[size=29.3333]قَوْلُهُ تَعَالَى شأنُه: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ} أيْ فَعَلَ الوَسْوَسَةَ لأَجْلِهِما، أوْ أَلقى إليهِما الوَسْوَسَةَ، فقد أَخَذَ إِبْلِيسُ يُحَرِّضُهُمَا عَلَى مُخَالَفَةِ أَمْرِ رَبِّهِمَا، وَيَحُثُّهُمَا، وَيُزَيِّنُ لَهُمَا الأَكْلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، لِيَسْلِبَهُمَا لِبَاسَهُمَا الحَسَنَ، وَقَالَ لَهُمَا: إنَّ اللهَ نَهَاكُمَا عَنِ الأَكْلِ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ لِكَيْلاَ تُصْبِحَا مَلَكَيْنِ بِأَكْلِكُمَا مِنْهَا، لَكُمَا خَصَائِصُ المَلاَئِكَةِ وَمَزَايَاهُمْ، أَوْ تُصْبِحَا مِنَ الخَالِدِينَ فِي الجَنَّةِ، الذِينَ لاَ يَمُوتُونَ أَبَداً، وَلا يَنْقَطِعُ نَعِيمُهُم فِيهَا أَبَداً. قال الحَسَنُ: إنَّما وَسْوَسَ إلَيْهِما مِنَ الدُنْيا لا أَنْ كان دَخَلَ الجَنَّةَ. وقِيلَ: دَخَلَ الْجَنَّةِ بِإِدْخَالِ الْحَيَّةِ إِيَّاهُ، وقَالَ بَعْضُهُمْ: وسوس إليهما من رأس الجَنَّةِ، وَقِيلَ: مِنْ خَارِجٍ بِالسُّلْطَانِ الذي جُعِلَ لَهُ. وقيلَ كانَ في الأَرْضِ وهُما في الجَنَّةِ في السماءِ، فوَصَلَتْ وَسْوَسَتُه إلَيْهِما بِقُوَّةٍ أُعطيها، أو كانَ في السماءِ، وكانا يَخْرُجانِ إلَيْهِ فيَلْقاهُمُا هُناكَ، أوْ خاطَبَهُما مِنْ بابِ الجَنَّةِ وهُما فيها. [/size]
[size=29.3333]قولُهُ: {مَا نَهَاكُمَا} هذه وَسْوَسَتُهُ: رَغَّبَهُما في الخُلودِ وشَرَفِ المَنْزِلَةِ، وأَوْهَمَهُما أَنَّهُما يَتَحَوَّلان في صورِ الملائكةِ، أوْ أَنَّهُما يَصيرانِ بمَنْزِلَةِ المَلَكِ في عُلُوِّ مَنْزِلَتِهِ، مَعَ عِلْمِهِما أنَّ صُوَرَهُما لا تَتَحَوَّلُ. وَقَدْ مَضَى فِي سورة الْبَقَرَةِ لذلك تفصيلٌ. [/size]
[size=29.3333]قولُه: {لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ مِنْ سَوْءاتِهِما} أَيْ لِيُظْهِرَ لَهُمَا. و"وُورِيَ" أَيْ سُتِرَ وَغُطِّيَ عَنْهُمَا. وَيَجُوزُ فِي غَيْرِ القرآن أورى مثل أُقِّتَتْ، و"من سوءاتهما" مِنْ عوراتهما. وَسُمِّيَ الْفَرْجُ عَوْرَةً لِأَنَّ إِظْهَارَهُ يَسُوءُ صَاحِبَهُ. وَدَلَّ هَذَا عَلَى قُبْحِ كَشْفِهَا فَقِيلَ: إِنَّمَا بَدَتْ سَوْءاتُهُما لَهُمَا لَا لِغَيْرِهِمَا كَانَ عَلَيْهِمَا نُورٌ لَا تُرَى عَوْرَاتُهُمَا فَزَالَ النُّورُ. وَقِيلَ: ثَوْبٌ فَتَهَافَتَ، وَاللهُ أَعْلَمُ. [/size]
[size=29.3333]قولُه: {إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ} قِيلَ: أَيْ إِلَّا أَلَّا تَكُونَا مَلَكَيْنِ تَعْلَمَانِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَقِيلَ طَمِعَ آدَمُ فِي الْخُلُودِ لِأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا يَمُوتُونَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. قَالَ النَّحَّاسُ: وَبَيَّنَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فَضْلَ الْمَلَائِكَةِ عَلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنَ الْقُرْآنِ فَمِنْهَا هَذَا وَهُوَ: {إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ}. وَمِنْهُ {وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ}. ومنهَ: {ولَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ} وَقَالَ الْحَسَنُ: فَضَّلَ اللهُ الْمَلَائِكَةَ بِالصُّوَرِ. وَالْأَجْنِحَةِ وَالْكَرَامَةِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: فَضَّلَهُمْ جَلَّ وَعَزَّ بِالطَّاعَةِ وَتَرْكِ الْمَعْصِيَةِ، فَلِهَذَا يَقَعُ التَّفْضِيلُ في كل شي. وَقَالَ ابْنُ فُورَكَ. لَا حُجَّةَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ، لِأَنَّهُ يَحْتَمِلُ أَنْ يُرِيدَ مَلَكَيْنِ فِي أَلَّا يَكُونَ لَهُمَا شَهْوَةٌ فِي طَعَامٍ. وَاخْتِيَارُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَالزَّجَّاجِ وَكَثِيرٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ تَفْضِيلُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْمَلَائِكَةِ، وَقَدْ مَضَى فِي الْبَقَرَةِ. وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: فُضِّلُوا عَلَى الْخَلَائِقِ كُلِّهِمْ، غَيْرَ طَائِفَةٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ: جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ وَمَلَكَ الْمَوْتِ، لِأَنَّهُمْ مِنْ جُمْلَةِ رُسُلِ اللهِ. وَتَمَسَّكَ كُلُّ فَرِيقٍ بِظَوَاهِرَ مِنَ الشَّرِيعَةِ، وَالْفَضْلُ بِيَدِ اللهِ. وإنَّما يُؤتى الإنسانُ مِنْ رَغْبَةِ العُلُوِّ والبَقاءِ، وقدَ أَتاهما الشيطانُ مِنْ هذِه الناحيةِ التي يبتغيها الإنسان بفطرته فقال كاذباً: "مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ" أيْ إلاَّ لِمَنْعِ أَنْ تَكونا مَلَكَيْن "أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخالِدِينَ" ويكون تقديرُ الكلامِ إلاَّ كَراهِيَةَ أَنْ تَكونا مَلَكيْن، والنَّفسُ الإنْسانِيَّةُ طامحةٌ إلى العُلُوِّ وحُبِّ البَقاءِ، فكانَ ذلك السبيلَ لإغْوائِهِما إلى الأكلِ وقد غَرَّهُما، ثُمَّ أرادَ أَنْ يُثبِتَ لَهُما أَنَّه ناصِحٌ لَهُما فأقْسَمَ بأنَّه لَهُما مِنَ الناصحين. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَتَاهُمَا الْمَلْعُونُ مِنْ جِهَةِ الْمُلْكِ، وَلِهَذَا قَالَ: {هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلى}. وَزَعَمَ أَبُو عُبَيْدٍ أَنَّ احْتِجَاجَ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ بِقَوْلِهِ: {وَمُلْكٍ لَا يَبْلى} حُجَّةٌ بَيِّنَةٌ، وَلَكِنَّ النَّاسَ عَلَى تَرْكِهَا فلهذا تركناها. وَهَلْ يَجُوزُ أَنْ يَتَوَهَّمَ آدَمُ ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ ـ أَنَّهُ يَصِلُ إِلَى أَكْثَرَ مِنْ مُلْكِ الْجَنَّةِ، وَهُوَ غَايَةُ الطَّالِبِينَ. وَإِنَّمَا مَعْنَى "وَمُلْكٍ لَا يَبْلى" الْمُقَامُ فِي مُلْكِ الْجَنَّةِ، وَالْخُلُودُ فِيهِ.[/size]
[size=29.3333]قوله تعالى: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا} الوَسْوَسَةُ: فعلٌ لازمٌ لا يطلب مفعولاً، ومعناهُ الكلام الخفيُّ المُكرَّرُ، ومِثْلُهُ الوَسْواسُ وهو صَوْتُ الحَلْيِ إذا حرَّكت المرأةُ معصمها وتحركتْ الأساوِرُ فيه، فإنها تُصدِرُ صوتاً خفيفاً نتيجة ارتطام بعضها ببعضٍ فيسمّى هذا الصوت الناعم وِسواساً. قَالَ الأعشى:[/size]
[size=29.3333]تَسْمَعُ لِلْحَلْيِ وَسْوَاسًا إِذَا انْصَرَفَتْ .... كَمَا اسْتَعَانَ بِرِيحٍ عِشْرِقٌ زَجِلُ[/size]
[size=29.3333]العِشْرِقُ كَزِبْرِج: شَجَرٌ قَدْرَ ذِراعٍ لَهُ حَبٌّ صِغارٌ إذا جَفَّ صَوَّتَ بِمَرِّ الرِيحِ. [/size]
[size=29.3333]وَالْوَسْوَسَةُ: حَدِيثُ النَّفْسِ يُقَالُ: وَسْوَسَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ وَسْوَسَةً وَوِسْوَاسًا (بِكَسْرِ الْوَاوِ). وَالْوَسْوَاسُ (بِالْفَتْحِ): اسْمٌ، مِثْلُ الزَّلْزَالِ. وَيُقَالُ لِهَمْسِ الصَّائِدِ وَالْكِلَابِ. [/size]
[size=29.3333]وَالْوَسْوَاسُ: اسْمُ الشَّيْطَانِ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ}. [/size]
[size=29.3333]والوَسْوَسة أيضاً الخَطْرةُ الرَديئةُ، ويُقالُ: رَجُلٌ مُوَسْوِسٌ بكسرِ الواوِ ولا يُقالُ بفتحِها. ويُقالُ: مُوَسْوَسٌ لَهُ ومُوَسْوَسٌ إليْهِ. والوَسْوَسَةُ حديثُ النَّفْسَ والصَّوْتُ الخَفِيُّ مِنَ رِيحٍ تَهُزُّ قَصَباً ونَحْوَهُ كالهَمْسِ. قال تعالى: {وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ} ق: 16. وقال رؤبة بنُ العجَّاجِ يصف صياداً: [/size]
[size=29.3333]وَسْوَسَ يدعو مُخلِصاً ربِّ الفَلَق ......... لمَّا دَنا الصيد دنا مِنَ الوَهَقْ[/size]
[size=29.3333]أي: لَمَّا أرادَ الصَيْدَ وَسْوَسَ في نَفْسِه: أَيُخْطِئُ أَمْ يُصيبُ؟ ووَسْوَسَ وَوَزْوَزَ بِمَعْنًى واحدٍ.[/size]
[size=29.3333]قوله: {لِيُبْدِيَ} الأظهَرُ أَنَّها لامُ العِلَّةِ على أَصْلِها، لأنَّ قَصْدَ الشيطانِ ذلك. أو هي لامُ الصيرورَةِ والعاقِبَةِ.[/size]
[size=29.3333]قوله: {مَا وُورِيَ} ما: موصولة بمعنى الذي وهي مفعولٌ لـ "يُبدي" أيْ: ليُظْهِر الذي سُتِرَ. [/size]
[size=29.3333]قرأَ الجمهورُ: "وُوْري" بواويْنِ صَريحتَيْن، وهوَ فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ للمَفْعولِ، أَصْلُهُ: وارَى، كَ "ضارَبَ" فلمَّا بُني للمفعولِ أُبْدِلَتِ الأَلِفُ واواً كَ "ضُوْرِبَ"، فالواوُ الأُولى فاءُ الفعلِ والثانيةُ زِائِدَةٌ. [/size]
[size=29.3333]وقَرَأَ عبدُ اللهِ: أُوْرِيَ بإبدالِ الأُولى همزةً، وهو بَدَلٌ جائزٌ لا واجبٌ. وهذِه قاعدةٌ كُلِّيَّةٌ، وهيَ: أَنَّه إذا اجْتَمَعَ في أَوَّلِ الكَلِمَةِ واوانِ، وتَحَرَّكَتِ الثانيةُ، أوْ كانَ لها نَظيرٌ مُتَحَرِّكٌ، وَجَبَ إبْدالُ الأُولى هَمْزَةً تَخْفيفاً. فمِثالُ النّوعِ الأَوَّلِ "أُوَيْصِل" و"أُواصل"، تصغيرُ "واصل" وتَكسيرُهُ، فإنَّ الأَصْلَ: "وُوَيْصِل"، و"واصل" فاجْتَمَعَ واوان في المِثالَيْنِ ثانيتُهما مُتَحرِّكةٌ فوَجَبَ إبْدالُ الأُولى هَمْزةً. ومثالُ النوعِ الثاني "أُوْلى" فإنَّ أَصلها "وُوْلَى"، فالثانيةُ ساكنةٌ، لكنَّها قَدْ تتَحَرَّكُ في الجَمْعِ في قولِكَ: "أُوَل" ك "فُضْلى" و"فُضَل". فإنَّ لم تَتَحرَّكْ وَلَمْ تُحْمَلْ على متحرِّكٍ جازَ الإِبْدالُ كما هو الحالُ في هذه الآيةِ الكَريمةِ. ومِثْلُهُ: "وُوْطِئ" و"أُوْطِئ".[/size]
[size=29.3333]وقرأَ يَحْيى بْنُ وَثّابٍ: "وُرِيَ" بواوٍ واحدَةٍ مَضمومَةٍ وراءٍ مَكْسورةٍ، وكأنَّه مِنَ الثُلاثِيِّ المُتَعَدِّي، وتحتاجُ إلى نَقْلٍ بأَنَّ وَرَيْتُ كَذا بمَعنى وارَيْتُهُ. والمُواراة: السَّتْرُ، ومنْه قولُه ـ عليه الصلاةُ والسلامُ ـ لِعَلِيٍّ ابْنِ أبي طالبٍ ـ رضي اللهُ عنه ـ لَمَّا بَلَغَهُ مَوْتُ أَبي طالبٍ: ((اذْهَبْ فَوارِهِ)) ومِنْهُ قولُ الشاعر: [/size]
[size=29.3333]على صَدىً أسودَ المُواري ............. في التُّرْب أمسى وفي الصفيح[/size]
[size=29.3333]وقدْ تقدَّمَ تحقيقُ هذِهِ المادَّةِ. [/size]
[size=29.3333]وقرأ الجُمْهورُ: "سَوْءاتهما" بالجَمْعِ مِنْ غيرِ نَقْلٍ ولا إدْغامٍ. وقَرَأَ مُجاهِدٌ والحَسَنُ: "سَوَّتِهما" بالإِفرادِ وإبْدالِ الهَمْزَةِ واواً وإدغامِ الواوِ فيها. وقرأ الحَسَنُ أَيْضاً وأَبو جَعْفَرٍ وشَيْبَةُ بْنُ نصاح: "سَوَّاتِهما" بالجَمْعِ وتشديدِ الواوِ بالعِمِلِ المُتَقَدِّمِ. وقَرأَ أَيْضاً "سَواتِهما" بالجمعِ أيْضاً إلاَّ أَنَّه نَقَل حركةَ الهمزة إلى الواو من غيرِ عَمَلٍ آخَرٍ، وكلُّ ذلك ظاهر، فَمَنْ قَرَأَ بالجَمْعِ فيَحْتَمِلُ وَجهَيْنِ، أَظْهَرُهُما: أَنَّهُ مِنْ بابِ وَضْعِ الجَمْعِ مَوْضِعَ التَثْنيَةِ كراهيةَ اجْتَماعِ تَثْنِيَتَيْن، والجمعُ أَخو التَثنِيَةِ، فلِذلكَ نابَ مَنابَها ،كقولِه: {صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} التحريم: 4. ويُحْتَمَلُ أَنْ يَكونَ الجمعُ هُنا على حقيقتِهِ؛ لأنَّ لِكُلِّ واحدٍ مِنْهُما قُبُلاً ودُبُراً، والسَّوْءاتُ كناية عن ذلكَ فهِيَ أَرْبَعٌ؛ فلِذلكَ جِيءَ بالجَمْعِ، ويُؤَيِّدُ الأوَّلَ قِراءةُ الإِفْرادِ، فإنَّهُ لا تَكونُ كذلِكَ إلاَّ والمَوْضِعُ مَوْضِعُ تَثْنِيَةٍ، نحوَ: "مَسَحَ أَذُنَيْهِ ظَاهِرَهُما وباطِنَهُما".[/size] [size=29.3333]والسّوآت هُنَا يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ جَمْعُ السَّوْأَةِ لِلْخَصْلَةِ الذَّمِيمَةِ كَمَا فِي قَوْلِ أَبِي زُبَيْدٍ:[/size]
[size=29.3333]لَمْ يَهَبْ حُرْمَةَ النَّدِيمِ وَحُقَّتْ ................ يَا لَقَوْمِي لِلسَّوْأَةِ السَّوْآءِ[/size]
[size=29.3333]فَتَكُونُ صِيغَةُ الْجَمْعِ على حَقِيقَتِها، والسَّوآتُ حِينَئِذٍ مُسْتَعْمَلٌ فِي صَرِيحِهِ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ جَمْعَ السَّوْأَةِ، الْمُكَنَّى بِهَا عَنِ الْعَوْرَةِ، وَقَدْ رُوِيَ تَفْسِيرُهَا بِذَلِكَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ} سُورَةُ الْأَعْرَافِ، الآيةُ: 26. وَعَلَى هَذَا فَصِيغَةُ الْجَمْعِ مُسْتَعْمَلَةٌ فِي الِاثْنَيْنِ لِلتَّخْفِيفِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما} سورة التَّحْرِيم، الآية: 4.[/size]
[size=29.3333]قولُهُ: {إِلاَّ أَنْ تَكُونَا} اسْتِثْناءٌ مُفَرَّغٌ، وهُوَ مَفْعولٌ مِنْ أَجْلِهِ، فيُقَدِّرُهُ البَصْرِيُّون: إلاَّ كَراهَةَ أَنْ تَكونا، وقدَّرَهُ الكُوفِيُّونَ إلاَّ أَنْ لا تَكونا، وقدْ تَقَدَّمَ غيرَ مَرَّةٍ أَنْ قوْلَ البَصْريِّين أَوْلى لأَنَّ إضْمارَ الاسْمِ أَحْسَنُ مِنْ إضْمارِ الحَرْفِ.[/size]
[size=29.3333]وقرأ الجمهورُ: "مَلَكَيْن" بِفَتْحِ اللاّمِ. وقَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ والحَسَنُ والضَحّاكُ ويَحيى بْنُ أَبي كثير والزُّهْريُّ وابْنُ حَكيم، عنْ ابْنِ كَثيرٍ: "مَلِكين" بِكَسْرِها. ويُؤيِّدُ هذِهِ القِراءَةَ قولُهُ في مَوْضِعٌ آخَرُ: {هَلْ أَدُلُّكَ على شَجَرَةِ الخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَّ يبلى} سورة طه، الآية: 120. والمُلْكُ يُناسِبُ المَلِك بالكَسْرِ. وأَتى بقولِهِ: "من الخالدين" ولم يَقُلْ "أو تكونا خالدَيْن" مُبالَغَةً في ذلك؛ لأنَّ الوَصْفَ بالخلودِ أَهَمُّ مِنَ المِلْكيَّة، أو المُلْك، فإنَّ قولَكَ: "فلانٌ من الصالحين" أَبْلَغُ مِنْ قولِكَ صالِحٌ، وعليْه قولُه تعالى في سورة التحريم: {وَكَانَتْ مِنَ القانتين} الآية: 12.[/size]
[size=29.3333]وَعَطْفُ جُمْلَةِ: "وَقالَ مَا نَهاكُما رَبُّكُما" عَلَى جُمْلَةِ "فَوَسْوَسَ" يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الشَّيْطَانَ وَسْوَسَ لَهُمَا وَسُوسَةً غَيْرَ قَوْلِهِ: "مَا نَهاكُما ..." إِلَخْ.  ثُمَّ ثَنَّى وَسْوَسَتَهُ بِأَنْ قَالَ: "مَا نَهَاكُمَا"، وَلَوْ كَانَتْ جُمْلَةُ: "مَا نَهاكُما" إِلَى آخِرِهَا بَيَانًا لِجُمْلَةِ "فَوَسْوَسَ" لَكَانَتْ جُمْلَةُ: "وَقالَ مَا نَهاكُما" بِدُونِ عَاطِفٍ، لِأَنَّ الْبَيَانَ لَا يُعْطَفُ عَلَى الْمُبَيَّنِ. وَفِي هَذَا الْعَطْفِ إِشْعَارٌ بِأَنَّ آدَمَ وَزَوْجَهُ تَرَدَّدَا فِي الْأَخْذِ بِوَسْوَسَةِ الشَّيْطَانِ فَأَخَذَ الشَّيْطَانُ يُرَاوِدُهُمَا. أَلَا تَرَى أَنَّهُ لَمْ يُعْطَفْ قَوْلُهُ، فِي سُورَةِ طه: 120: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ قالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلى}. فَإِنَّ ذَلِكَ حِكَايَةٌ لابتداءِ وَسْوَسَتِهِ، فابْتِدأ الْوَسْوَسَةَ بِالْإِجْمَالِ فَلَمْ يُعَيِّنْ لِآدَمَ الشَّجَرَةَ الْمَنْهِيَّ عَنِ الْأَكْلِ مِنْهَا اسْتِنْزَالًا لِطَاعَتِهِ، وَاسْتِزْلَالًا لِقَدَمِهِ.[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 20
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 2
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 35
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 48
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 61
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 75

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: