روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 17

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 17 Jb12915568671



فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 17 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 17   فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 17 I_icon_minitimeالسبت مارس 15, 2014 11:17 am

[size=29.3333]ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ[/size]
[size=29.3333]وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ[/size]
[size=29.3333](17)[/size]
[size=29.3333]قولُهُ ـ تَعالى شأنه: {ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ} إخبارٌ عنْ إبليسَ، وما يحاولُ به إغواءَ بني آدمَ  فذَكَرَ الأَمَامَ والخَلْفَ والأيمانَ والشمائلَ، ولمْ يَذْكُرِ فَوقَ ولا تَحْتَ؛ لاحتمال أنْ يَدْخُلَ ما فوق وما تحت بذكرِ الأمامِ واليمين والشمالِ والخلفِ؛ كقوله تعالى في سورة سبأ: {أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ} الآية: 9، فدَخَلَ (ما فوق) بذِكْرِ ما بَيْنَ أَيديهم، ودَخَلَ (ما تحت) بذكر ما خَلفَهُم؛ فعَلى هذا يَدْخُلُ (ما تحت) و(ما فوق) بما ذُكِرَ؛ فيَصير كأنه قال: فيأَتيكم مِنْ كلِّ وَجْهٍ.[/size]
[size=29.3333]ويُحْتَمَلُ أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ هذا؛ لِما أَنَّه لا سُلْطانَ لَهُ على مَنْعِ الأَرْزاقِ والبَركاتِ؛ لأنَّ أَرْزاقَ الخَلْقِ والبَرَكاتِ مِمَّا يُنْزِلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ المَطِر، ويُخْرِجُ مِنَ الأرْضِ مِنَ النَباتِ؛ فلَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ يَمْنَعُ إنْزالَ المَطَرِ وإخراجَ النَباتِ مِنَ الأَرْضِ.[/size]
[size=29.3333]قال ابْنُ عبَّاسٍ ـ رضي اللهُ عنْهُما: (مِنْ بيْنِ أَيْديهم: يَعني مِنْ قِبَلِ [/size]
[size=29.3333]الآخِرةِ، فأُشَكِّكُهم فيها، ومِنْ خَلْفِهم: يَعْني مِنْ قِبَلِ الدُنْيا فَأُرَغِّبُهم فيها، وعنْ أَيْمانِهم: يُشَبِّهُ عليْهِم أَمْرَ دِينِهم، وعَنْ شَمائلِهم: أُشَهّي لَهُم المَعاصي). وإنَّما جَعَلَ ـ رضي اللهُ عنْهُ ـ الآخَرَةَ مِنْ بيْنِ أَيديهم لأنَّهم مُنْقَلِبونَ إليْها وإليها صائرون، لأنَّ الشيء الذي أَمامَ العالَمِ كُلِّهِ، ويَسيرُ الجميعُ إليه هو الدارُ الآخِرَةُ، فأنْ يأتي الشيطانُ مِنْ الأمامِ معناه يُشكِّكُهم في الآخرةِ والبعثِ بعد الموت. ويُبعِدُ الإِنسانَ عن منهجِ اللهِ، فيكونُ مِنَ الذين لا يُؤمنونَ بلِقاءِ اللهِ، ولا بدارٍ أُخرى يُجَازى فيها المُحْسِنُ بإحْسانِهِ والمُسيءُ بإساءتِه. وقد تحدث القرآنُ اكريم بلِسانِ حال هؤلاء فقال في سورة الصافّات: {أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ * أَوَ آبَآؤُنَا الأَوَّلون} الآيتان: 16 ـ 17. ولِذلكَ يَعْرِضُ الحَقَّ قضيَّةَ البَعْثِ عَرْضاً لا يَجْعَلُ للشَيْطانِ مَنْفَذاً فيها، فيقول في سورة الأنبياء: {كما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} الآية: 104. فيُوضِّحُ ـ سبحانَهُ ـ أَنَّه كما لمِ يَعْجَزْ عَنْ خَلْقنا أَوَّلاً؛ لِذَلكَ لَنْ يَعْجِزَ عَنْ إعادَتِنا، والإِعادة بالتأكيدِ أَهْوَنُ مِنَ البِدايَةِ؛ لأنَّه سيُعيدُهم مِنْ مَوْجودٍ، لكنَّ البِدايَةَ كانتْ مِنْ عَدَمٍ، قالَ ـ جلَّ شأنُهُ في سورةِ الروم:[/size] [size=29.3333]{وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} الآية: 27. فهو يُخاطِبُهم إذاً بِما لا يَجِدونَ إلى إنْكارِهِ سبيلاً، وإلاّ فالله ـ جَلَّ وعَلا ـ تَسْتَوي لَدى طَلاقَةِ قُدْرَتِهِ كُلُّ الأَعْمالِ فَليْسَ لَدَيْهِ شَيءٌ سَهْلٌ وهيِّنٌ وآخَرُ شاقٌّ وصَعْبٌ، ويُبْلِغُنا ـ سبحانَهُ ـ بإحاطةِ عِلْمِهِ بكلِّ شيءٍ إحاطةً تامَّةً فيقول في سورة (ق): {قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأرض مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ} الآية: 4. وإذاً فالدُنيا على هذا الاعتبارِ خَلفَهم لأنَّها وراءَ ظُهورِهم. [/size]
[size=29.3333]وقالَ ـ رضي اللهُ عنه ـ في روايةٍ أُخرى عنْه: (مِنْ بَيْنِ أَيديهم: مِنْ قِبَلِ دُنياهم، يَعني أُزَيِّنُها في قلوبِهم، ومِنْ خَلْفِهم: مِنْ قِبَلِ الآخِرَةِ، فأقولُ لا بَعْثَ ولا نُشُورَ، ولا جَنَّةَ ولا نار، وعَنْ أَيْمانِهم: مِنْ قِبَلِ حَسَنَاتِهم، وعنْ شمائلهم: مِنْ قِبَلِ سَيِّئاتِهم). وإنَّما جَعَلَ الدُنْيا في هذا القولِ مِنْ بَيْنِ أَيْديهم لأنَّ الإنسانَ يَسعى فيها ويُشاهِدُها، فهيَ حاضِرَةٌ بيْن يَدَيْهِ، والآخِرَةُ غائِبَةٌ عنْه، فهي خَلْفَهُ. [/size]
[size=29.3333]وقالَ الحَكَمُ بْنُ عُتْبَةَ: مِنْ بيْنِ أَيْديهم يَعْني مِنْ قِبَلِ الدُنْيا فأُزَيِّنُها لَهُم، ومِنْ خَلْفِهم، مِنْ قِبَلِ الآخِرَةِ فأُثَبِّطُهم عَنْها، وعَنْ أَيْمانِهم يَعني مِنْ قِبَلِ الحَقِّ فأَصُدّهم عنْه وعنْ شَمائلِهم مِنْ قِبَلِ الباطِلِ فأُزيِّنُه لهم. [/size]
[size=29.3333]وقال قَتادَةُ: أَتاهم مِنْ بَيْنِ أَيديهم فأَخْبَرَهم أَنَّه لا بَعْثَ، ولا جَنَّةَ، ولا نارَ، ومِنْ خلفِهم مِنْ أَمْرِ الدُنيا فَزَيَّنَها لَهمْ ودَعاهم إليها. وعَنْ أيمانِهم، مِنْ قِبَلِ حَسَناتِهم فبَطَّأَهُم عَنْها، وعنْ شَمائلِهم، زَيَّنَ لهم السيِّئاتِ والمَعاصي، ودعاهم إليها. أي: أَتاكَ يا بنَ آدمَ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ غيرَ أَنَّهُ لَمْ يَأْتِكَ مِنْ فَوْقِكَ، فلم يَسْتَطِعْ أَنْ يَحولَ بينَكَ وبَيْنَ رَحْمَةِ اللهِ تعالى. [/size]
[size=29.3333]وقالَ مُجاهِدٌ: يَأْتيهم مِنْ بَيْنِ أَيْديهم، وعَنْ أَيْمانِهم، حيثُ يُبصرون، ومِنْ خَلْفِهم، وعنْ شَمائلِهم، حيثُ لا يُبْصِرون. ومعنى هذا مِنْ حَيْثُ يُخْطِئون ويَعْلَمونَ أَنَّهم يُخطئون، ومِنْ حيثُ لا يُبْصِرونَ أَنَّهم [/size]
[size=29.3333]يُخطئون ولا يعلمونَ أَنَّهم يُخْطِئون. [/size]
[size=29.3333]وقيل: مِنْ بينِ أَيْديهم: يَعني فيما بَقيَ مِنْ أَعْمارِهم، فلا يُقدِّمون فيه طاعةً، ومِنْ خلفِهم: يَعني ما مَضى مِنْ أَعْمارِهم فلا يَتوبونَ عمَّا أَسْلَفوا فيهِ مِنْ مَعْصِيَةٍ. وعنْ أَيْمانِهم: يَعني مِنْ قِبَلِ الغِنَى فلا يُنْفِقونَ ولا يُشْرِكون ـ أيْ غيرَهم فيما رَزَقَهُمُ اللهُ ـ ومِنْ خَلْفِهم: يَعني مِنْ قِبَلِ الفَقْرِ فلا يَمْتَنِعون فيهِ مِنْ مَحْظُورٍ نَالُوه. [/size]
[size=29.3333]وقالَ شقيقٌ البَلْخي: ما مِنْ صباحٍ إلاّ وَيَأْتيني الشيطانُ مِنْ الجِهاتِ الأَرْبَعِ، مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، ومِنْ خَلْفي، وعَن يَميني، وعنَ شِمالي، أمَّا بَيْنَ يَدَيَّ فيَقولُ: لا تَخَفْ، إنَّ اللهَ غَفورٌ رَحيمُ، فأَقْرَأُ: {وإني لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وآمَنَ وعَمِلَ صالحاً ثمَّ اهْتَدى}، وأمَّا مِنْ خَلْفي فيُخَوِّفُني مِنْ وُقُوعِ أَوْلادي في الفَقْرِ، فأَقْرأُ: {ومَا مِنْ دابَّةٍ في الأرْضِ إلاَّ على اللهِ رِزْقُها}، وأَمَّا مِنْ قِبَلِ يَميني، فَيأْتيني مِنَ الثَناءِ، فأَقْرَأُ: {والعاقِبَةُ للمُتَّقين}، وأَمَّا مِنْ قِبَلِ شِمالي، فيَأْتيني مِنْ قِبَلِ الشَهَواتِ، فأَقْرَأُ: {وحِيلَ بَيْنَهم وبَيْنَ ما يَشْتَهون}. [/size]
[size=29.3333]وقيلَ إنَّ ذِكْرَ هذِه الجِهاتِ الأرْبعِ إنَّما أُريدَ بِها التَأْكيدُ والمُبالَغَةُ في إلقاءِ الوَسْوَسَةِ في قَلْبِ ابْنِ آدمَ، وأَنَّهُ لا يُقْصِرُ في ذلك، ومعنى الآيةِ على هذا القولِ: ثمَّ لآتِيَنَّهم مِنْ جَميعِ الوُجوهِ المُمْكِنَةِ لِجميعِ الاعْتِباراتِ. [/size]
[size=29.3333]وقولُهُ: {وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ} يَعني ولا تَجِدُ يا رَبِّ أَكْثَرَ بَنيِ آدَمَ شاكرينَ لك على نِعَمِكَ التي أَنْعَمْتَ بِها عَلَيْهم. وهذا مِنْ عَدُوِّ اللهِ ظَنٌّ ظَنَّهُ فصدَّق اللهُ ـ عزَّ وجلَّ ـ ظَنَّهُ بقولِهِ: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِين} سورةُ سَبَأ، الآية: 20. وقال ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رضي اللهُ عنهما: مَعناهُ ولا تَجِدُ أَكْثَرَهُم مُوَحِّدينَ. وقيلَ إنَّه كانَ عازِماً على المُبالَغَةِ في تَزيينِ الشَهواتِ، وتَحسينِ القَبائِحِ، وعَلِمَ مَيْلَ بَني آدمَ إلى ذلكَ فقالَ هذِهِ المَقالَةَ، وقيلَ إنَّه رَآهُ مَكْتوباً في اللّوحِ المَحْفوظِ، فقالَ هذِهِ المَقالَةَ على سبيلِ اليَقينِ والقَطْعِ، واللهُ أَعلَمُ بِمُرادِهِ.[/size]
[size=29.3333]قولُهُ تَعالى: {ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بين أيديهم ومِنْ خلفِهِمْ وعَنْ أَيْمانِهِمْ وعَنْ شَمائِلِهم} الأَيْمانُ والشمائلُ هُما الجارِحَتانِ المعروفتان، وتُجْمَعانِ في القِلَّةِ عَلى أَفْعُلٍ، قالَ أَبو النَّجْمِ العجْليّ: [/size]
[size=29.3333]يَأْتي لَها مِنْ أَيْمُنٍ وأَشْمُلِ ............. ذُو خِرَقٍ طُلْسٍ وشَخْصٍ مِذْأَل[/size]
[size=29.3333]طُلس: سوداء اللون مخلولقة، وشخص مذأل: أي ذليل. فالأَيْمانُ: جَمْعُ يَمينٍ، ويُعَبَّرَ بها عنِ الحَسَناتِ، والشَمائِلُ: جمعُ شِمالٍ، والشمائلُ يُعَبَّرَ بِها عَنِ الأَخْلاقِ والشِيَمِ، تَقولُ: لَهُ شَمائلُ حَسَنَةٌ، وعنِ السَيِّئاتِ بالشمالِ، لأنَّهُما مَنْشَأُ الفِعْلَيْنِ: الحَسَن والسيِّئ. ويقولون: اجْعَلْني في يَمينِك لا في شِمالك قال:[/size]
[size=29.3333]أبُثْنى أفي يُمْنَى يديكِ جَعَلْتِني ......... فَأَفْرحَ أم صَيَّرْتني في شِمالكِ[/size]
[size=29.3333]يَكْنون بذلك عن عِظَم المنزلة عند الشخص وخِسَّتها وقال:[/size]
[size=29.3333]رأيت بني العَلاَّتِ لمَّا تضافروا ..... يَحُوزون سَهْمي بينهمْ في الشَّمائل[/size]
[size=29.3333]والشمائلُ: جمعُ شَمَالٍ بِفتحِ الشين وهي الريحُ. قالَ امرُؤُ القيس:[/size]
[size=29.3333]وهَبَّتْ له ريحٌ بمختلف الصُّوى .......... صَباً وشَمالٌ في منازِلِ قُفَّالِ[/size]
[size=29.3333]والألفُ في الشمال زائدةٌ، لذا يُزاد فيها الهمزةُ أَيْضاً بَعْدَ الميمِ فيَقولونَ شَمْأَل، وقَبْلَها فيَقولونَ شَأْمَل، يَدُلُّ على ذلك كُلِّهِ سُقوطُهُ في التَصْريفِ، قالوا: (شَمَلَت الريح) إذا هبَّت شَمالاً.[/size]
[size=29.3333]ونوَّعَ حَرْفَ الجَرِّ فَجَرَّ الأَوَّلَيْن بِحَرْفِ الابْتِداءِ "مِنْ" فقال: "مِنْ بين أيديهم ومِنْ خلفِهم"، وجرَّ الثانيَيْن بِحَرْفِ المُجاوَزَةِ "عن" فقال: "وعن أيمانهم وعن شمائلهم" لِنُكْتَةٍ، فالمَفْعولُ فيه عُدِّيَ إليْهِ الفِعْلُ نحو تعديتِهِ إلى المَفْعولِ بِهِ، فكَما اخْتَلفَتْ حُروفُ التَعديَةِ في ذلكَ اخْتَلَفَتْ في هذا، وهي لُغَةٌ تُؤْخَذُ ولا تُقاسُ، وإنَّما يُفَتَّشُ عن صِحَّةِ مَوقِعِها فقَطْ، فلمَّا سَمِعْناهُم يَقولون: جَلَسَ عَنْ يَمينِهِ وعلى يَمينِه، وعَنْ شِمالِهِ وعلى شِمالِهِ قُلنا: معنى "على يمينه" أَنَّه تَمَكَّن مِنْ جِهَةِ اليَمينِ تَمَكُّنَ المُسْتَعْلي مِنَ المُسْتَعْلَى عليه. ومعنى "عن يَمينِه" أنَّه جَلَسَ مُتَجافياً عَنْ صاحِبِ اليَمينِ، غيرَ مُلاصِقٍ لَهُ مُنْحَرِفاً عَنْه، ثُمَّ كَثُرَ حَتّى اسْتُعمِلَ في المُتَجافي وغيرِهِ كما هو في تَعالَ. ونحوُهُ مِنَ المَفعولِ بِهِ قولُهم: رميتُ على القوسِ وعَنِ القَوْسِ ومِنَ القَوْسِ، لأنَّ السهم يُبْعِدُ عنْها ويَسْتعليها إذا وُضع على كَبِدِها للرمي، ويَبْتَدِئُ الرّمْيَ مِنها فلِذلك قالوا: جلسَ بيْنَ يَدَيْهِ وخَلْفَهَ بمَعنى "في" لأنَّهما ظَرْفان للفِعْلِ، ومِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، ومِنْ خَلْفِهِ، لأنَّ الفعلَ يَقَعُ في بَعْضِ الجِهَتَيْنِ كما تَقولُ: جئتُ مِنَ الليلِ، تُريدُ بَعْضَ الليلِ. وإنَّما خَصَّ بيْنَ الأَيْدي والخَلْفَ بِحَرْفِ الابْتِداءِ الذي هوَ أَمْكَنُ في الإِتْيانِ لأنَّهُما أَغْلَبُ ما يَجيءُ العَدوُّ مِنْهُما فَيَنَالُ فُرصَتَهُ، وقد قدَّمَ بيْنَ الأَيْدي على الخَلْفِ لأنَّها الجِهَةُ التي تَدُلُّ على إقدامِ العَدُوِّ وبَسالَتِهِ في مُواجَهَةِ قِرْنِهِ غيرَ خائفٍ مِنْهُ، والخَلْفُ جهةُ غَدْرٍ ومُخاتَلَةٍ وجَهالَةِ القِرْنِ بِمَنْ يَغْتالُه ويطلُبُ غِرَّتَهُ وغَفْلَتَه، وخَصَّ الأَيْمانَ والشَمائلَ بالحَرْفِ الذي يَدُلُّ على المُجاوَزَةِ لأنَّهما لَيْسَتا بأَغْلَبِ ما يأتي مِنْهُما العَدُوُّ، وإنَّما يُجاوِزُ إتْيانَه إلى الجِهَةِ التي هِيَ الأَغْلَبُ في ذلك، وقُدِّمت الأَيْمانُ على الشَمائِلِ لأنَّها هِيَ الجِهَةُ القَوِيَّةُ في مُلاقاةِ العَدُوِّ، وبالأَيْمانِ البَطْشُ والدَفْعُ، فالقِرْنُ الذي يَأْتي مِنْ جِهَتِها أَبْسَلُ وأَشْجَعُ إذْ جاءَ مِنَ الجِهَةِ التي هي أَقْوى في الدَفْعِ، والشَمائلُ لَيْسَتْ في القُوَّةِ والدّفْعِ كالأَيْمان.[/size]
[size=29.3333]وجُمْلةٌ "ثمَّ لآتينَّهم" مَعْطوفةٌ على جَوابِ القَسَمِ أَيْضاً، أَخْبرَ أَنَّه بَعدَ أَنْ يَقْعُدَ على الصِراطِ سَيَأْتي مِنْ هذِه الجِهاتِ الأَرْبَعِ.[/size]
[size=29.3333]قولُهُ: {وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ} الوِجْدان هنا يَحْتَمِلُ أَنْ يَكونَ بِمَعْنى اللِّقاءِ أوْ بمَعنى العِلْمِ أيْ: لا تُلْفِي أَكْثَرَهم شاكرينَ، أوْ لا تَعْلمَ أَكْثَرَهم شاكرينَ، فشاكرينَ حالٌ على الأوَّلِ، مَفْعولٌ ثانٍ على الثاني. وهذِهِ الجُمْلَةُ استئنافيَّةٌ أَخْبَرَ اللَّعينُ بذلك لِتَظنِّيه أوْ لأنَّه عَلِمَهِ بطريقٍ. ويُحتَمَلُ أَنْ تَكونَ داخلةً في حَيِّزِ ما قَبْلِها في جَوابِ القَسَمِ، فتَكونَ معطوفةً على قولِهِ "لأقعدَنَّ"، أَقْسَمَ على جُمْلَتَيْنِ مُثْبَتَتَيْن وأُخْرى مَنْفِيَّةٌ.[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 17
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 2
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 20
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 35
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 48
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 61

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: