وقفةٌ مع أبي العلاء
وُقوفاً فالمَقام هنا جلالُ
على روضٍ تَغَشاه الجمالُ
ومن أيْك الخلود عليه تحنو
غصونٌ في الوُجود لها ظلالُ
فما بِدْعاً إذا حجّت نفوسٌ
تَصَبّاها لمَرْقاها الكمالُ
وما جَدَثٌ كما عرَفوا بَوارٌ
ولكن جُمّعت فيه الخصالُ
وقالوا فيه حتى ظنَّ جهلاً
بأنه ليس ثمة ما يُقالُ
وما حُصِرت على الدهر الثريا
فأنّى يُحَصرُ النَجمُ المِثالُ؟!
ولا خَلِقت على الرَدِّ المعاني
لكلٍّ من مَجانيها نَوالُ
يطول الدهر والرُّوادُ كُثرٌ
ويَنبغ في الميادين الرجالُ
وما ازدادت بهم إلَّا جمالاً
وكم صَعِدوا ولم تَهُنِ الجبالُ
وإن النورَ ـ في التحقيق ـ معنى
من الإطلاق ليس له عِقالُ
***
(رهينَ المحبسين) بك انشغالي
كذا بالمجد إن يَكُنِ انشغالُ
عجينُ الطيب إن مسّته منا
يمينٌ عُطّرت منها الشمالُ
أَجُدُّ، وما استطعتُ إليك طَوْلاً
ومثلُك في العُلا أنى يُطال؟!
مَغاليقُ العلوم إليك ألقت
مَفاتِحَها وقد عزّ المنالُ
وشعرك ـ مثلُ فكرك - ضوءُ نجمٍ
سماءُ الخافقين له مجالُ
لنجمِك ـ ما ادْلهمَّ الليلُ ـ نورٌ
سرى فوق البلاد وما يزالُ
بلادٌ قد درجتَ على ثراها
وفيها منك قد طاف الخيالُ
عشقتَ نسيمَها طَلْقاً نديّاً
وقد رقصت على النَسَمِ الغِلالُ
رَوِيتَ، وماؤها العذب الزلالُ
سَكِرْتَ وإنَّه السُكْرُ الحلالُ
فحقَّ لها، وإن في كل ّيومٍ
لها عيدٌ جديد واحتفالُ
***
فيا هذي الربوع وفيك ( إبلا )
و( سِرْجلاّ) وكم حوت التلال ُ
تُحبِّر للعُلا عنا حديثاً
إذا نطقَ الرقيمُ فلا جدالُ
وكم أنجبتِ يا بلدي رجالاً
على شُمّ الجبال همُ الجبالُ
صُوًى للعِزِّ في الجوِّ اسْتَطالت
وقاماتٌ هي السمر الطِوالُ
فحسبُكِ، (إدلب) الخضراء فخراً
ومجداً أن مجدَك لا يُطالُ