روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 33

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة النساء، الآية:  33 Jb12915568671



فيض العليم ... سورة النساء، الآية:  33 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 33   فيض العليم ... سورة النساء، الآية:  33 I_icon_minitimeالأربعاء مايو 08, 2013 2:43 pm

وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ
وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ
اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً
.
(33)


قولُه
ـ سبحانَه وتعالى: {
وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ
...
} بَيانٌ منه ـ سبحانَه ـ أَنَّ لِكُلِّ إِنْسَانٍ
وَرَثَةً وَمَوَالِيَ، فَلْيَنْتَفِعْ كُلُّ وَاحِدٍ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ
مِنَ الْمِيرَاثِ، وَلَا يَتَمَنَّ مَالَ غَيْرِهِ. وَرَوَى الْبُخَارِيُّ فِي
كِتَابِ الْفَرَائِضِ مِنْ رِوَايَةِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
كَانَ الْمُهَاجِرُونَ حِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ يَرِثُ الْأَنْصَارِيُّ
الْمُهَاجِرِيَّ دُونَ ذَوِي رَحِمِهِ، لِلْأُخُوَّةِ الَّتِي آخَى رَسُولُ
اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ بَيْنَهُمْ، فَلَمَّا نَزَلَتْ "
وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ
...
) قَالَ: نَسَخَتْهَا "وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ
أَيْمَانُكُمْ
". وقَالَ أَبُو الْحَسَنِ
بْنُ بَطَّالٍ: وَقَعَ فِي جَمِيعِ النُّسَخِ "
وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ" قَالَ: نَسَخَتْهَا "وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ
أَيْمَانُكُمْ
". وَالصَّوَابُ أَنَّ
الْآيَةَ النَّاسِخَةَ "
وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ" وَالْمَنْسُوخَةَ "وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ
أَيْمَانُكُمْ
"، وكذا رواهُ الطَبريُّ
في روايتِه.



وَرُوِيَ
عَنْ جُمْهُورِ السَّلَفِ أَنَّ الْآيَةَ النَّاسِخَةَ لِقَوْلِهِ: "
وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ


أَيْمَانُكُمْ}
قَوْلُهُ تَعَالَى فِي (الْأَنْفَالِ): {وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى
بِبَعْضٍ} رُوِيَ هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَتَادَةَ وَالْحَسَنِ
الْبَصْرِيِّ، وَهُوَ الَّذِي أَثْبَتَهُ أَبُو عُبَيْدٍ فِي كِتَابِ (النَّاسِخِ
وَالْمَنْسُوخِ) لَهُ. وَفِيهَا قَوْلٌ آخَرُ رَوَاهُ الزُّهْرِيُّ عَنْ سَعِيدِ
بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِينَ تَبَنَّوْا
غَيْرَ أَبْنَائِهِمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَوَرِثُوا فِي الْإِسْلَامِ أَنْ
يَجْعَلُوا لَهُمْ نَصِيبًا فِي الْوَصِيَّةِ وَرَدَّ الْمِيرَاثَ إِلَى ذَوِي
الرَّحِمِ وَالْعَصَبَةِ. وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: قَوْلُهُ تَعَالَى (وَالَّذِينَ
عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ) مُحْكَمٌ وَلَيْسَ بِمَنْسُوخٍ، وَإِنَّمَا أَمَرَ
اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُعْطُوا الْحُلَفَاءَ أَنْصِبَاءَهُمْ مِنَ
النُّصْرَةِ وَالنَّصِيحَةِ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، ذَكَرَهُ الطبري عن ابن عباس.
(والذين عقدت أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ) مِنَ النُّصْرَةِ
وَالنَّصِيحَةِ وَالرِّفَادَةِ وَيُوصِي لَهُمْ وَقَدْ ذَهَبَ الْمِيرَاثُ، وَهُوَ
قَوْلُ مُجَاهِدٍ وَالسُّدِّيِّ. وَاخْتَارَهُ النَّحَّاسُ، وَرَوَاهُ عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَلَا يَصِحُّ النَّسْخُ، فَإِنَّ الْجَمْعَ مُمْكِنٌ
كَمَا بَيَّنَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فِيمَا ذَكَرَهُ الطَّبَرِيُّ، وَرَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ عَنْهُ فِي كِتَابِ التَّفْسِيرِ.



قولُه:
{
كُلّ} فِي كَلَامِ الْعَرَبِ مَعْنَاهَا الْإِحَاطَةُ
وَالْعُمُومُ. فَإِذَا جَاءَتْ مُفْرَدَةً فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ فِي
الْكَلَامِ حَذْفٌ عِنْدَ جَمِيعِ النَّحْوِيِّينَ، حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ
أَجَازَ مَرَرْتُ بِكُلٍّ، مِثْلَ قَبْلُ وَبَعْدُ. وَتَقْدِيرُ الْحَذْفِ:
وَلِكُلِّ أَحَدٍ جَعَلْنَا مَوَالِيَ، يَعْنِي وَرَثَةً. (وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ
أَيْمَانُكُمْ) يَعْنِي بِالْحَلِفِ، عَنْ قَتَادَةَ. وَذَلِكَ أَنَّ الرَّجُلَ
كَانَ يُعَاقِدُ الرَّجُلَ فَيَقُولُ: دَمِيَ دَمُكَ، وَهَدْمِي هَدْمُكَ،
وَثَأْرِي ثَأْرُكَ، وَحَرْبِي حَرْبُكَ، وَسِلْمِي سِلْمُكَ وَتَرِثُنِي
وَأَرِثُكَ، وَتَطْلُبُ بِي وَأَطْلُبُ بِكَ، وَتَعْقِلُ عَنِّي وَأَعْقِلُ
عَنْكَ، فَيَكُونُ لِلْحَلِيفِ السُّدُسُ مِنْ مِيرَاثِ الْحَلِيفِ ثُمَّ نُسِخَ.



قَوْلُهُ
تَعَالَى: {
مَوالِيَ} جمع مولى والْمَوْلَى لَفْظٌ مُشْتَرَكٌ يُطْلَقُ
عَلَى وُجُوهٍ، فَيُسَمَّى الْمُعْتِقُ مَوْلًى وَالْمُعْتَقُ مَوْلًى. وَيُقَالُ:
الْمَوْلَى الْأَسْفَلُ وَالْأَعْلَى أيضا. ويسمى
النَّاصِرُ الْمَوْلَى، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:
(وَأَنَّ الْكافِرِينَ لَا مَوْلى لَهُمْ). وَيُسَمَّى ابْنُ الْعَمِّ مَوْلَى
وَالْجَارُ مَوْلَى. فَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ)
يُرِيدُ عَصَبَةً، لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصلاةُ والسَّلَامُ: ((مَا أَبْقَتِ
السِّهَامُ فَلِأَوْلَى عَصَبَةٍ ذَكَرٍ)). وَمِنَ الْعَصَبَاتِ الْمَوْلَى
الْأَعْلَى لَا الْأَسْفَلُ، عَلَى قَوْلِ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ، لِأَنَّ
الْمَفْهُومَ فِي حَقِّ الْمُعْتِقِ أَنَّهُ الْمُنْعِمُ عَلَى الْمُعْتَقِ،
كَالْمُوجِدِ لَهُ، فَاسْتَحَقَّ مِيرَاثَهُ لِهَذَا الْمَعْنَى. وَحَكَى
الطَّحَاوِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ أَنَّ الْمَوْلَى الْأَسْفَلَ يَرِثُ
مِنَ الْأَعْلَى، وَاحْتَجَّ فِيهِ بِمَا رُوِيَ أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ عبد اله
فَمَاتَ الْمُعْتِقُ وَلَمْ يَتْرُكْ إِلَّا الْمُعْتَقَ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِيرَاثَهُ لِلْغُلَامِ الْمُعْتَقِ. قَالَ
الطَّحَاوِيُّ: وَلَا مُعَارِضَ لِهَذَا الْحَدِيثِ، فَوَجَبَ الْقَوْلُ بِهِ،
وَلِأَنَّهُ إِذَا أَمْكَنَ إِثْبَاتُ الْمِيرَاثِ لِلْمُعْتِقِ عَلَى تَقْدِيرِ
أَنَّهُ كَانَ كَالْمُوجِدِ لَهُ، فَهُوَ شَبِيهٌ بِالْأَبِ، وَالْمَوْلَى
الْأَسْفَلُ شَبِيهٌ بِالِابْنِ، وَذَلِكَ يَقْتَضِي التَّسْوِيَةَ بَيْنَهُمَا
فِي الْمِيرَاثِ، وَالْأَصْلُ أَنَّ الِاتِّصَالَ يَعُمُّ. وَفِي الْخَبَرِ
(مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْهُمْ). وَالَّذِينَ خَالَفُوا هَذَا وَهُمُ الْجُمْهُورُ
قَالُوا: الْمِيرَاثُ يَسْتَدْعِي الْقَرَابَةَ وَلَا قَرَابَةَ، غَيْرَ أَنَّا
أَثْبَتْنَا لِلْمُعْتِقِ الْمِيرَاثَ بِحُكْمِ الْإِنْعَامِ عَلَى الْمُعْتَقِ،
فَيَقْتَضِي مُقَابَلَةَ الْإِنْعَامِ بِالْمُجَازَاةِ، وَذَلِكَ لَا يَنْعَكِسُ
فِي الْمَوْلَى الْأَسْفَلِ. وَأَمَّا الِابْنُ فَهُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِأَنْ
يَكُونَ خَلِيفَةَ أَبِيهِ وَقَائِمًا مَقَامَهُ، وَلَيْسَ الْمُعْتَقُ صَالِحًا
لِأَنْ يَقُومَ مَقَامَ مُعْتِقِهِ، وَإِنَّمَا الْمُعْتِقُ قَدْ أَنْعَمَ
عَلَيْهِ فَقَابَلَهُ الشَّرْعُ بِأَنْ جَعَلَهُ أَحَقَّ بِمَوْلَاهُ الْمُعْتَقِ،
وَلَا يُوجَدُ هَذَا فِي الْمَوْلَى الْأَسْفَلِ، فَظَهَرَ الْفَرْقُ بَيْنَهُمَا
وَاللَّهُ أَعْلَمُ.



قَوْلُهُ
تَعَالَى: {
إِنَّ
اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً
}
أَيْ قَدْ شَهِدَ مُعَاقَدَتَكُمْ إِيَّاهم، وهو ـ عَزَّ وجَلَّ يُحِبُّ الوفاءَ.



قولُهُ
تعالى: {
وَلِكُلٍّ
جَعَلْنَا
} فيه ستَّةُ أَوْجُهٍ، وذلك يَستَدعي
مُقدِّمةً قبلَه، وهو أنَّ "
كُلّ"
لا بُدَّ لها مِنْ شيءٍ تُضاف إليه. واختلفوا في تَقديرِه: قيل: تقديرُه: "ولكلِّ
إنسانٍ"، وقيل: لِكُلِّ مالٍ، وقيل: لِكُلِّ قومٍ، فإنْ كان التقديرُ: "لكلِّ
إنسان" ففيه ثلاثةُ أَوْجُهٍ، أحدُها: "ولكلِّ إنْسانٍ مَوروثٍ جعلْنا مَواليَ"
أي: وُرَّاثاً مِمَّا تَرَكَ، ففي "
ترك"
ضميرٌ عائدٌ على "
كلّ"
وهنا تمَّ الكلامُ، ويَتَعلَّقُ "
مِمَّا ترك"
بـ "
مواليَ" لِما فيه مِن مَعنى الوِراثةِ، أو بِفعلٍ مُقدَّرٍ
أي: يَرِثون ممّا. "
مواليَ"
مفعولٌ أوَّلُ لـ "
جعل"
بمَعنى صَيَّرَ، و"
لكلٍّ"
جارٌ ومَجْرورٌ هو المَفعولُ الثاني قُدِّمَ على عامِلِه، ويَرتفعُ "
الوالدان" على خبرِ مُبتدأٍ مَحذوفٍ، أو بِفِعلٍ مُقدَّرٍ،
أي: يَرِثون ممّا، كأنَّه قيل: ومَنْ الوارثُ؟ فقيلَ: همُ الوِالْدانُ والأقربون،
والأصلُ: "وجعلْنا لِكلِّ مَيْتٍ وُرَّاثاً يَرِثون ممَّا تَرَكه همُ الوِالدانُ
والأَقرَبون.



والثاني:
أنَّ التقديرَ: ولِكُلِّ إنسانٍ مَوْروثٍ جَعَلنا وُرَّاثاً مما ترك ذلك الإِنسانُ"
ثمَّ بَيَّن الإِنسانَ المضافَ إليه "
كلّ"
بقولِه: الـ "
وِالدان
كأنَّه قيل: ومَنْ هو هذا الإِنسانُ الموروث؟ فقيل: الوالدانُ والأَقرَبون.
والإِعرابُ كما تقدَّم في الوجهِ قبلَه. وإنَّما الفَرْقُ بينَهما أنَّ الوالديْن
في الأوَّلِ وارثون، وفي الثاني مَوْروثون، وعلى هذين الوجهيْن فالكَلامُ جُملتان،
ولا ضمير مَحذوف في "
جعلنا
و"
موالي" مفعولٌ أَوَّلُ، و"لكلّ" مفعولٌ ثانٍ.


الثالث:
أنْ يَكونَ التَقديرُ: ولكلِّ إنسانٍ وارثٍ مِمَّنْ تَرَكَه الوالدان والأقربون
جعلْنا مواليَ أي: مَوروثين، فيُرادُ بالمَوْلى المَوروثُ، ويرتفع "
الوالدان" بـ "ترك
وتَكونُ "
ما"
بمعنى "
مَن"، والجارُّ والمَجرورُ صِفةٌ للمُضافِ إليه "كل"، والكلامُ على هذا جملةٌ واحدةٌ، وفي هذا بُعْدٌ
كبيرٌ.



الرابع:
وإنْ كان التقدير: "ولكلِّ قومٍ" فالمَعنى: ولِكُلِّ قومٍ جَعلناهم



مواليَ
نَصيبٌ مِمَّا تَرَكَه والدُهم وأَقرَبوهم، فـ "
لكل" خبرٌ مقدَّمٌ، و"نصيبٌ" مبتدأٌ مُؤخَّرٌ، و"جَعَلْناهم" صفةٌ لِقومٍ، والضميرُ العائدُ عليْهِم مفعولُ "جَعَل" و"مواليَ":
إمَّا مفعولٌ ثانٍ وإمَّا حالٌ، على أنَّها بمعنى خلقنا، و"
مِمَّا ترك" صفةٌ للمُبتَدأِ، ثمَّ حُذِفَ المُبتدأُ وبَقيتْ
صِفتُه، وحُذِفَ المُضافُ إليْه "
كل"
وبقيتْ صفتُه أيْضاً، وحُذِفَ العائدُ على الموصوفِ. ونظيرُه: "لكلِّ خلقه
الله إنساناً مِنْ رزق الله" أي: لكلِّ أحدٍ خلقَه اللهُ إنساناً نصيبٌ مِن رِزقِ
الله.



الخامس:
وإنْ كان التقدير: "ولكلِّ مالٍ" يكون المعنى: ولكلِّ مالٍ مِمَّا تَرَكَه
الولدان والأقربون جَعَلْنا مَواليَ أي: وُرَّاثاً يَلُونَه ويَحُوزونه، وجَعَلوا "
لكلّ" متعلِّقةً بـ "جعل"، و"ممّا تَرَكَ"
صفةً لـ "
كل
الوِالْدان فاعلٌ بـ "
ترك"
فيكون الكلامُ على هذا وعلى الوجهيْنِ قبلَه كَلاماً واحِداً، وهذا وإنْ كان حَسَنًا
إلَّا أَنَّ فيه الفصلَ بيْنَ الصِفَةِ والمَوصوفِ بجُملَةٍ عاملَةٍ في المَوصوفِ.
وهو نظيرُ قولِكَ: "بكلِّ رجلٍ مَرَرْتُ تَميميٍّ" وكقوله تعالى: {قُلْ
أَغَيْرَ الله أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السماوات} الأنعام: 14. فـ "فاطر"
صفةٌ لـ "الله"، وقد فُصِلَ بينَهما بـ "أتَّخِذُ" العاملُ في
"غير" فهذا أَوْلى.



السادس:
أَنْ يَكونَ "لِكلِّ مال" مفعولاً ثانياً لـ "
جعل" على أنَّها تَصييريَّةٌ، و"مواليَ"
مفعولٌ أوَّلُ، والإِعرابُ على ما تقدَّمَ.



قولُه:
{
والذين عَاقَدَتْ} في مَحَلِّه أربعةُ أَوجهٍ، أحدُها: أنَّه مبتدأٌ
والخبرُ قولُه: "
فآتوهم".
الثاني: أنَّه منصوبٌ على الاشْتِغالِ بإضمارِ فعل، وهذا أرجحُ من حيثُ إنَّ بعدَه
طَلَباً. والثالث: أنَّه مَرفوعٌ عطفاً على "
الوالدان والأقربون"
فإنْ أريدَ بالوالدينِ أنَّهم مَوروثون عادَ الضميرُ مِنْ "
فآتوهم" على "موالي
وإنْ أُريدَ أنَّهم وارثون جازَ عَوْدُه على "
مواليَ" وعلى الوالدين وما عُطف عليهم. الرابع: أنَّه
منصوبٌ عطفاً على "
مواليَ".


وقرأ
الكوفيّون: "عَقَدَتْ" والباقون: "عاقَدَتْ"، ورُويَ عن حمزة
التشديدً "عَقَّدت". والمفاعلةُ هنا ظاهرةٌ لأنَّ المُرادَ المُحالَفةُ.
والمفعولُ محذوفٌ على كلٍّ مِنَ القراءات، أي: عاقَدْتَهم أو عَقَدْتَ حِلْفهم
ونسبةُ المعاقدةِ أو العقدِ إلى الأيمان مجازٌ، سواءً أُريدَ بالأيمانِ الجارحةُ
أمْ القَسَم. وقيل: ثَمَّ مضافٌ محذوفٌ أي: عقدت ذوو أَيمانِكم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 33
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 43
» فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 5
» فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 20
» فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 35
» فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 68

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: