خطة مقترحة لحل الأزمة في سوريا

بسم الله الرحمن الرحيم

إخوتي
أخواتي الأعزاء في الجمهورية العربية السورية ، أنا في الثالثة والستين من
عمري ، وبعد سنوات طوال ، من عمر أحمَدُ اللهَ أن وفقني لأن أكون محباّ
للخير ساعياً إليه بما أمدني الله به في كل المواقع التي عملت فيها، سواءً
في التربية والتعليم، أو الكلمة المسئولة حيث أنجزت ما يربو على العشرين
مؤلفاً بين شعر بمختلف أبوابه وأغراضه ودراسات أدبية، منها ما هو مطبوع
ومنها ما هو مخطوط .
هذا وقد آلمني أشد الألم ما وصل إليه حال البلاد من
قتل ودمار بين سلطة تُمْعِنُ في استعمال القوة وشعبٍ مصر على (إسقاط
النظام)، وأيد غريبة وأفواه آثمة تنفخ في نار الفتنة من بعيد ، ساعيةً
لتحقيق حُلمِها بشرق أوسط جديد عن طريق ما سمّته بالفوضى الخلاقة، وأحزاب
وتنظيمات ـ سواء أكانت في السلطة أو المعارضة ـ لا تمثل الغالبية العظمى في
المجتمع، بدليل عدم مقدرتها على السيطرة على الشارع وضبط إيقاعه والتحكم
في حركته. لذلك فإنّ الحلّ لا بد من أن يكون جماهيرياً .
وعملاً بقول
سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لم يهتم بأمر المسلمين فليس
منهم)) واهتداءً بقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه(المسلمون
يسعى بذمتهم أدناهم)) فإني ـ وانطلاقاُ من كوني أحد مواطني هذا القطر
المبارك ـ عارضٌ خطة لانهاء الأزمة ، إرضاءً لضميري ومعذرة إلى ربي ،

وهذه الخطة تتلخص بالآتي:
1 ـ وقف جميع أعمال العنف وسحب القوات والعناصر الأمنية من الشوارع في كل
المناطق والمدن والأرياف في جميع أنحاء الجمهورية العربية السورية وعودتها
إلى ثكناتها ومقراتها التي كانت فيها قبل الأحداث الأخيرة
2 ـ وقف جميع المظاهرات والاحتجاجات بجميع أشكالها فور انسحاب الجيش وعناصر الأمن .
3 ـ الدعوة إلى حوارات جماهيرية برعاية القضاة وحماية جهاز الشرطة لوضع خطة للحل، تدعو إليها السلطة وتحميها ولا تتدخل في تفاصيلها .
4 ـ يختار كل عشرة آلاف خمسة أعضاء بالانتخاب المباشر، بغض النظر عن
انتماءاتهم السياسية أو الحزبية وغيرها، حيث يقوم هؤلاء بتنسيق مقترحات من
يمثلون .
5 ـ يحمل هذه المقترحات أحد الخمسة إلى مؤتمر مصغر في كل
محافظة، بحيث يجتمع هؤلاء الممثلون لينسقوا هذه المقترحات، وانتخاب ممثل
واحد منهم لكل مئة ألف نسمة للمؤتمر التأسيسي .
6 ـ يجتمع المؤتمر
التأسيسي في العاصمة ، حلال مدة لا تتجاوز الأسبوع من تاريخ انتخاب أعضائه،
وذلك لفرز هذه المقترحات وتبويبها وإعدادها وإعادة صياغتها .
7 ـ يدعى المواطنون إلى استفتاء عام على مشروع الحل خلال مدة أقصاها شهر واحد .
8 ـ يباشر بتنفيذ مشرع الحل اعتباراً من اليوم التالي لنيله ثقة الشعب بالأغلبية المطلقة .
9 ـ يعتبر المؤتمر التأسيس بمثابة السلطة التشريعية ويشرف على تطبيق خطة
الحل ، ويشرف عل انتخابات تشريعية ورئاسية، خلال ما لايزيد على الستة أشهر .
10 ـ تنتهي مهمة المؤتمر التاسيسي بعد إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية .
وبذلك
نكون قد حقنا دماءنا وقطعنا الطريق على التدخلات الأجنبيّة، وتوصلنا إلى
حلّ جماهيري شاركت فيه كل قوى الشعب الفاعلة ولا يمكن لأحد أن يعترض عليه
لأن الجميع شارك في صياغته وأدلى بدلوه فيه وانتخب ممثليه بكامل حريّته،
والله الموفق لكل خير.