روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 20

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة النساء، الآية:  20 Jb12915568671



فيض العليم ... سورة النساء، الآية:  20 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 20   فيض العليم ... سورة النساء، الآية:  20 I_icon_minitimeالأربعاء مايو 01, 2013 5:36 pm

وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَ زَوْجٍ
وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً
أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً.

(20)


لَمَّا
مَضَى فِي الْآيَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ حُكْمُ الْفِرَاقِ الَّذِي سَبَبُهُ
الْمَرْأَةُ، وَأَنَّ لِلزَّوْجِ أَخْذَ الْمَالِ مِنْهَا عَقِبَ ذَلِكَ بِذِكْرِ
الْفِرَاقِ الَّذِي سَبَبُهُ الزَّوْجُ، وَبَيَّنَ أَنَّهُ إِذَا أَرَادَ
الطَّلَاقَ مِنْ غَيْرِ نُشُوزٍ وَسُوءِ عِشْرَةٍ بل لِكُرْهِهِ إيَّاهَا، وَعَدَمْ
صَبْرِهِ عَلى مُعَاشَرَتِها، وَأراد أنْ يَسْتَبْدِلَ غَيْرَهَا بِها، وَهِي لَمْ
تَأْتِ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ، وَكَانَ قَدْ أَعْطَاهَا الكَثِيرَ مِنَ المَالِ
مَقْبُوضاً أوْ مُلْتَزِماً، دَفَعَهُ إلَيْها، أَوْ كَانَ دَيْناً فِي ذِمَّتِهِ،
فَعَلَيه أنْ لاَ يَأْخُذَ مِنْهُ شَيْئاً، بَلْ يَجبُ أنْ يَدْفَعَهُ إليها
بِالكَامِلِ، وَلُوْ كَانَ قِنْطَاراً مِنَ المَالِ.



وَاخْتَلَفَ
الْعُلَمَاءُ إِذَا كَانَ الزَّوْجَانِ يُرِيدَانِ الْفِرَاقَ وَكَانَ مِنْهُمَا
نُشُوزٌ وَسُوءُ عِشْرَةٍ، فَقَالَ مَالِكٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لِلزَّوْجِ
أَنْ يَأْخُذَ مِنْهَا إِذَا تَسَبَّبَتْ فِي الْفِرَاقِ وَلَا يُرَاعَى
تَسَبُّبُهُ هُوَ. وَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ: لَا يَجُوزُ لَهُ أَخْذُ
الْمَالِ إِلَّا أَنْ تَنْفَرِدَ هِيَ بِالنُّشُوزِ وَتَطْلُبَهُ فِي ذَلِكَ.



قَوْلُهُ
تعالى: {
وَآتَيْتُمْ
إِحْداهُنَّ قِنْطاراً
}
الآية. دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِ الْمُغَالَاةِ فِي الْمُهُورِ، لِأَنَّ اللَّهَ
تَعَالَى لَا يُمَثِّلُ إِلَّا بِمُبَاحٍ. وَخَطَبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
فَقَالَ: أَلَا لَا تُغَالُوا فِي صَدُقَاتِ النِّسَاءِ فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ
مَكْرُمَةً فِي الدُّنْيَا أَوْ تَقْوَى عِنْدَ اللَّهِ لَكَانَ أَوْلَاكُمْ بِهَا
رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا أَصْدَقَ قَطُّ
امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ وَلَا بَنَاتِهِ فَوْقَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةٍ.
فَقَامَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا عُمَرُ، يُعْطِينَا اللَّهُ
وَتَحْرِمُنَا! أَلَيْسَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَقُولُ: {وَآتَيْتُمْ
إِحْداهُنَّ قِنْطاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً}؟ فَقَالَ عُمَرُ:
أَصَابَتِ امْرَأَةٌ وَأَخْطَأَ عُمَرُ. وَفِي رِوَايَةٍ فَأَطْرَقَ عُمَرُ ثُمَّ
قَالَ: كُلُّ النَّاسِ أَفْقَهُ مِنْكَ يَا عُمَرُ!. وَفِي أُخْرَى: امْرَأَةٌ أَصَابَتْ
وَرَجُلٌ أَخْطَأَ. وَتَرَكَ الْإِنْكَارَ. أَخْرَجَهُ أَبُو حَاتِمٍ الْبُسْتِيُّ
فِي صَحِيحِ مُسْنَدِهِ عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ السُّلَمِيِّ قَالَ: خَطَبَ
عُمَرُ النَّاسَ، فَذَكَرَهُ إِلَى قَوْلِهِ: اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً،
وَلَمْ يَذْكُرْ:
فَقَامَتْ إِلَيْهِ
امْرَأَةٌ. إِلَى آخِرِهِ. وَأَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي سُنَنِهِ عَنْ أَبِي
الْعَجْفَاءِ، وَزَادَ بَعْدَ قَوْلِهِ: أُوقِيَّةً. وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُثْقِلُ
صَدَقَةَ امْرَأَتِهِ حَتَّى تَكُونَ لَهَا عَدَاوَةٌ فِي نَفْسِهِ، وَيَقُولُ: قَدْ
كَلِفْتُ إِلَيْكِ عَلَقَ الْقِرْبَةِ ـ أَوْ عَرَقَ الْقِرْبَةِ، وَكُنْتُ
رَجُلًا عَرَبِيًّا مُوَلَّدًا مَا أَدْرِي مَا عَلَقُ الْقِرْبَةِ أَوْ عَرَقُ
الْقِرْبَةِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَعَلَقُ الْقِرْبَةِ لُغَةٌ فِي عَرَقِ
الْقِرْبَةِ. وقَالَ غَيْرُهُ: وَيُقَالُ عَلَقُ الْقِرْبَةِ عِصَامُهَا الَّذِي
تُعَلَّقُ بِهِ. يَقُولُ كَلِفْتُ إِلَيْكِ حَتَّى عِصَامِ الْقِرْبَةِ. وَعَرَقُ
الْقِرْبَةِ مَاؤُهَا، يَقُولُ: جَشِمْتُ إِلَيْكِ حَتَّى سَافَرْتُ وَاحْتَجْتُ
إِلَى عَرَقِ الْقِرْبَةِ، وَهُوَ مَاؤُهَا فِي السَّفَرِ. وَيُقَالُ: بَلْ عَرَقُ
الْقِرْبَةِ أَنْ يَقُولَ: نَصِبْتُ لَكِ وَتَكَلَّفْتُ حَتَّى عَرِقْتُ عَرَقَ
الْقِرْبَةِ، وَهُوَ سَيَلَانُهَا. وَقِيلَ: إِنَّهُمْ كَانُوا يَتَزَوَّدُونَ
الْمَاءَ فَيُعَلِّقُونَهُ عَلَى الْإِبِلِ يَتَنَاوَبُونَهُ فَيَشُقُّ عَلَى
الظَّهْرِ، فَفُسِّرَ بِهِ اللَّفْظَانِ: الْعَرَقُ وَالْعَلَقُ. وَقَالَ
الْأَصْمَعِيُّ: عَرَقُ الْقِرْبَةِ كَلِمَةٌ مَعْنَاهَا الشِّدَّةُ. قَالَ: وَلَا
أَدْرِي مَا أَصْلُهَا. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَسَمِعْتُ ابْنَ أَبِي طَرَفَةَ
وَكَانَ مِنْ أَفْصَحِ مَنْ رَأَيْتُ يَقُولُ: سَمِعْتُ شِيخَانَنَا يَقُولُونَ:
لقيت مِنْ فلانٍ عَرَقَ الْقِرْبَةِ، يَعْنُونَ الشِّدَّةَ. وَأَنْشَدَنِي لِابْنِ
الْأَحْمَرِ:



لَيْسَتْ بِمَشْتَمَةٍ تُعَدُّ وَعَفْوُهَا ...........
عَرَقُ السِّقَاءِ عَلَى الْقَعُودِ اللَّاغِبِ



قَالَ أَبُو
عُبَيْدٍ: أَرَادَ أَنَّهُ يَسمعُ الكلمةَ تُغيظُه وليْستْ بشتمٍ فيُؤاخَذُ صَاحِبُهَا
بِهَا، وَقَدْ أَبْلَغْتُ إِلَيْهِ كَعَرَقِ الْقِرْبَةِ، فقال: كَعَرِقِ السِّقاءِ
لَمَّا لَمْ يُمْكِنْهُ الشِّعْرُ، ثُمَّ قَالَ: عَلَى الْقَعُودِ اللَّاغِبِ،
وَكَانَ مَعْنَاهُ أَنَّ تُعَلَّقَ الْقِرْبَةُ عَلَى الْقَعُودِ فِي
أَسْفَارِهِمْ. وَهَذَا الْمَعْنَى شَبِيهٌ بِمَا كَانَ الْفَرَّاءُ يَحْكِيهِ،
زَعَمَ أَنَّهُمْ كَانُوا فِي الْمَفَاوِزِ فِي أَسْفَارِهِمْ يَتَزَوَّدُونَ
الْمَاءَ فَيُعَلِّقُونَهُ عَلَى الْإِبِلِ يَتَنَاوَبُونَهُ، فَكَانَ فِي ذَلِكَ
تَعَبٌ وَمَشَقَّةٌ عَلَى الظَّهْرِ. وَكَانَ الْفَرَّاءُ يَجْعَلُ هَذَا
التَّفْسِيرَ فِي عَلَقِ الْقِرْبَةِ بِاللَّامِ. وَقَالَ قَوْمٌ: لَا تُعْطِي
الْآيَةُ جَوَازَ الْمُغَالَاةِ بِالْمُهُورِ، لِأَنَّ التَّمْثِيلَ
بِالْقِنْطَارِ إِنَّمَا هُوَ عَلَى جِهَةِ الْمُبَالَغَةِ، كَأَنَّهُ قَالَ:
وَآتَيْتُمْ هَذَا الْقَدْرَ الْعَظِيمَ الَّذِي لَا يُؤْتِيهِ أَحَدٌ. وَهَذَا
كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا،
وَلَوْ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الجنَّةِ)). ومعلوم أنَّه
لا يَكونُ مَسجدٌ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ. وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لِابْنِ أَبِي حَدْرَدٍ وَقَدْ جَاءَ يَسْتَعِينُهُ فِي مَهْرِهِ،
فَسَأَلَهُ عَنْهُ فَقَالَ: مِئَتَيْنِ، فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: ((كَأَنَّكُمْ تَقْطَعُونَ الذَّهَبَ
وَالْفِضَّةَ مِنْ عُرْضِ الْحَرَّةِ أَوْ جَبَلٍ)). فَاسْتَقْرَأَ بَعْضُ
النَّاسِ مِنْ هَذَا مَنْعَ الْمُغَالَاةِ بِالْمُهُورِ، وَهَذَا لَا يَلْزَمُ،
وَإِنْكَارُ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ عَلَى هَذَا
الرَّجُلِ الْمُتَزَوِّجِ لَيْسَ إِنْكَارًا لِأَجْلِ الْمُغَالَاةِ
وَالْإِكْثَارِ فِي الْمُهُورِ، وَإِنَّمَا الْإِنْكَارُ لِأَنَّهُ كَانَ فَقِيرًا
فِي تِلْكَ الْحَالِ فَأَحْوَجَ نَفْسَهُ إِلَى الِاسْتِعَانَةِ وَالسُّؤَالِ،
وَهَذَا مَكْرُوهٌ بِاتِّفَاقٍ. وَقَدْ أَصْدَقَ عُمَرُ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ
عَلِيٍّ مِنْ فَاطِمَةَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ أَلْفَ
دِرْهَمٍ. وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ ـ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ لِرَجُلٍ: ((أَتَرْضَى أَنْ أُزَوِّجَكَ
فُلَانَةً))؟ قَالَ: نَعَمْ. وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: ((أَتَرْضَيْنَ أَنْ
أُزَوِّجَكِ فُلَانًا))؟ قَالَتْ: نَعَمْ. فَزَوَّجَ أحدَهما مِنْ صاحبِه،
فَدَخَلَ بِهَا الرَّجُلُ وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا صَدَاقًا وَلَمْ يُعْطِهَا
شَيْئًا، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ وَلَهُ سَهْمٌ بِخَيْبَرَ،
فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ زَوَّجَنِي فُلَانَةً وَلَمْ أَفْرِضْ لَهَا صَدَاقًا وَلَمْ
أُعْطِهَا شَيْئًا، وَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَعْطَيْتُهَا مِنْ
صَدَاقِهَا سَهْمِي بِخَيْبَرَ، فَأَخَذَتْ سَهْمَهَا فَبَاعَتْهُ بِمِائَةِ
أَلْفٍ. وَقَدْ أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَلَّا تَحْدِيدَ فِي أَكْثَرِ
الصَّدَاقِ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ((وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً))
وَاخْتَلَفُوا فِي أَقَلِّهِ.



قَوْلُهُ
تَعَالَى: {فَلا تَأْخُذُوا
مِنْهُ شَيْئاً
} قَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ: لَا
يَأْخُذُ الزَّوْجُ مِنَ الْمُخْتَلِعَةِ شَيْئًا، لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: "فَلا تَأْخُذُوا
وَجَعَلَهَا نَاسِخَةً لِآيَةِ (الْبَقَرَةِ). وَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ وَغَيْرُهُ:
هِيَ مَنْسُوخَةٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ البقرة {وَلا يَحِلُّ لَكُمْ
أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً}. وَالصَّحِيحُ أَنَّ هَذِهِ
الْآيَاتِ مُحْكَمَةٌ وَلَيْسَ فِيهَا نَاسِخٌ وَلَا مَنْسُوخٌ وَكُلُّهَا يُبْنَى
بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ. قَالَ الطَّبَرِيُّ: هِيَ مُحْكَمَةٌ، وَلَا مَعْنَى
لِقَوْلِ بَكْرٍ: إِنْ أَرَادَتْ هِيَ الْعَطَاءَ، فَقَدْ جَوَّزَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ لِثَابِتٍ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ زَوْجَتِهِ مَا سَاقَ
إِلَيْهَا.



قولُه
ـ تعالى: {
مَكَانَ
زَوْجٍ
} ظرفٌ منصوبٌ بالاستبدالِ، والمرادُ بالزوج هنا الجمعُ
أي: وإنْ أردتم استبدالَ أزواجٍ مكانَ أزواج، وجاز ذلك لدلالةِ جمعِ المستبدِلين،
إذْ لا يُتَوَهَّم اشتراكُ المُخاطَبين في زَوجٍ واحدٍ مكانَ زوجٍ واحدٍ، لكنه لمّا
كان هذا مما لا يَحصلُ من جماعة في آنٍ معاً وإنَّما يقوم به الناسُ فُرادى أتت كلمةُ
"
زوج" مُفردةً، ولإِرادة معنى الجمعِ عادَ الضميرُ من
قولِهِ: "
إحداهُنَّ"
على "
زوج" جمعاً. والتي نَهَى عن الأخذ منها هي المستبدلُ
مكانَها، لأنَّها آخذةٌ منْه بدليلِ قولِه: {
وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أفضى بَعْضُكُمْ إلى
بَعْضٍ
} وهذا إنَّما هو في القديمةِ لا المُسْتحدَثَةِ.


وقال:
"
إِحْدَاهُنَّ" لِيَدُلَّ على أنَّ قولَه: "وَآتَيْتُمْ" المُرادُ منه: وآتى كلُّ واحدٍ منكم إحداهُنَّ،
أي: إحدى الأزواجِ، ولم يَقلْ: "آتيتموهن قنطاراً" لِئَلَّا يُتَوَهَّم
أنَّ جميعَ المُخاطبين آتَوا الأزواج قنطاراً، والمُرادُ: آتى كلُّ واحدٍ زوجَه
قنطاراً، فدَلَّ لَفظُ "
إحداهن"
على أنَّ الضميرَ في "
آتيتم"
المُرادُ منه كلُّ واحدٍ كما دَلَّ لفظُ "
وَإِنْ أَرَدْتُّمُ استبدال زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ" على أنَّ المُرادَ استبدالُ أزواجٍ مكانَ أزْواجٍ،
فأُريدَ بالمُفردِ هنا الجمعُ لدَلالةِ "
وَإِنْ أَرَدْتُّمُ".
فالحكم للجماعةِ لا يخصُّ واحداً بعينِه بينما يكون الاستبدالُ مفرداً.
وأُريدَ بقولِه "وَآتَيْتُمْ" كلُّ واحدٍ واحدٍ، لِدَلالةِ "إحداهن" وهي مُفردَةٌ على ذلك. ولا يُدَلُّ على هذا المعنى
البليغِ بأوْجَزَ ولا أَفصَحَ من هذا التركيب. والضمير في "
منه"
عائدٌ على "
قنطاراً".



وقرأ
ابنُ مُحَيْصِنٍ: "
آتيتمُ احْداهنَّ" بوصلِ ألفِ "إحدى" كما قرئ: {إِنَّهَا
لاحْدَى الكبر} المدثِّر: 35. حَذَفَ الهمزةَ تخفيفاً كقولِه:



إنْ لم أقاتِلْ فالبسوني بُرْقُعاً ... . . . . . . . . . . . . . . . . . .


وبهذا يَتَّضِحُ
معنى الآية.



قولُه:
{
أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً} الاستفهامُ للإِنكارِ، أي: أَتفعلونَه مع قُبْحِه. و"بهتاناً وإثماً" منصوبان على المفعولِ مِن أجلِه، أي: لِبهتانِكم
وإثْمِكم. أو هما مصدران في موضع الحال، وفي صاحبِها وجهان: أظهرُهُما: أنَّه
الفاعلُ في "
أتأخذونه"
أي باهتين وآثمين. والثاني: أنَّه المَفعولُ، أي: أتَأْخذونَه مُبْهِتاً
مُحَيِّراً لشَنْعَتِه وقُبحِ الأُحْدوثَةِ عنه.
وبُهْتان: فُعْلان من البَهْت، وقد تقدَّمَ معناه في البقرة،
وتقدم أيضاً الكلام في "
كيف" ومحلِّها من الإِعراب في
البقرة أيضاً في قوله: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ} البقرة: 28.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 20
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: