روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 14

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة النساء، الآية:  14 Jb12915568671



فيض العليم ... سورة النساء، الآية:  14 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 14   فيض العليم ... سورة النساء، الآية:  14 I_icon_minitimeالأحد أبريل 28, 2013 3:24 pm

وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ
حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ.
(14)


قوله
ـ تباركت أسماؤه: {
وَمَن يَعْصِ الله وَرَسُولَهُ} فيما أمرَ بِه مِنَ الأَحكامِ أو فيما فَرَضَ مِنَ
الفرائضِ، وقال ابنُ جُريْجٍ: مَنْ لا يُؤمِنُ بِما فَصَّلَ سبحانَه مِنَ المَواريثِ،
وحُكيَ مثلُه عنِ ابنِ جُبيرٍ.



قولُه:
{
وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ} التي جاءَ بِها رَسولُهُ ـ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومِنْ
جُملَتِها ما قَصَّ لنا قَبْلُ، أو يَتَعَدَّ حُدودَه في القِسمَةِ المَذكورةِ اسْتِحلالاً
كما حُكيَ عن الكَلبيِّ.



قولُه:
{
يُدْخِلْهُ نَارًا خالدا فِيهَا}
يدخلْهُ ناراً: عظيمةً هائلةً "خالدًا فِيهَا"
إيذانٌ بأنَّ الخلودَ في دارِ الثوابِ بصفةِ الاجتِماع الذي هو أَجْلَبُ للأُنْسِ،
والخلودَ في دارِ العِقابِ بصِفةِ الانْفِرادِ الذي هو أَشدُّ في اسْتِجْلابِ
الوحشة،



قولُه:
{
وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ} أي له عذابٌ عظيمٌ "مُّهِينٌ" أي مُذِلٌّ له، والمُرادُ جمعُ أمريْنِ للعُصاةِ
المُعتدين: عَذابٌ جِسمانيٌّ الذي هو عَذابُ الحريقِ، وعذابٌ رُوحانيٌّ كما يُؤذِنُ
بِه وصفُه. وهما عقوبتان: مُعَجَّلَةٌ ومُؤجَّلةٌ، ويَقترِنُ بِهِما جَميعاً
الذُّلُّ؛ فلو اجْتَهَدَ الخَلائقُ على إذْلالِ المَعاصي بِمثل الذلِّ الذي يَلْحَقُهم
بارْتكابِ المَعصيةِ لم يُقدِموا عليها: فمَنْ باتَ مُلِمًّا بِذنْبٍ أصبحَ وعليْه
مَذلَّتُه، ومَنْ أَصبَحَ مُبِرَّاً بِبِرٍ ظلَّ وعليه مَهابَتُه.



واعْلمْ
أنَّ الطاعةَ سببٌ لِنيلِ المَطالبِ الدُنْيَويَّةِ والأخْرَويَّةِ ويُرْشِدُكَ قال
حاتمٌ الأصَمُّ ـ قُدِّسَ سِرُّهُ ـ الْزَمْ خِدْمَةَ مولاكَ تأتِكَ الدُنيا راغِمةً
والآخرةُ راغبَةً، ومِنْ كَلامِهِ: مَنِ ادَّعى ثلاثًا بِغيرِ ثلاثٍ فهو كذّابٌ، مَنِ
ادَّعى حُبَّ الجَنَّةِ مِن غيرِ إنفاقِ مالِه فهو كذَّابٌ. ومَنِ ادَّعى مَحبَّةَ
اللهِ مِنْ غيرِ وَرَعٍ عنْ مَحارِمِ اللهِ فهو كذَّابٌ. ومَنِ ادَّعى مَحبَّةَ
النَبِيِّ ـ عليْه الصلاةُ والسلامُ ـ مِنْ غيرِ مَحَبَّةِ الفُقراءِ فهو كذَّابٌ،
وكلَّما ازْدادَ العبدُ في عِبادةِ اللهِ وطاعتِه ازْدادَ قُرْبًا منه وبُعْدًا مِنْ
كَيْدِ الشيطانِ.



قالَ
السِرِّي السَقَطيِّ ـ رضيَ اللهُ عنهما ـ سألتُ مَعروفَ الكَرْخِيَّ ـ رضي اللهُ
عنه ـ عنِ الطائعينَ للهِ بأيِّ شيءٍ قَدِروا على الطاعةِ؟ قالَ بِخُروجِ الدُنيا
مِنْ قُلوبِهمْ، ولو كانت في قلوبِهم ما صَحَّتْ لَهم سَجْدَةٌ، ومَنْ أَكرَمَهُ
اللهُ بِمَعرِفةِ عَظَمَتِهِ ـ سبحانَه ـ اضْطُرَّ إلى كمالِ طاعتِه.



وعن
وَهْبٍ بنِ مُنَبِّهٍ (من التابعين) كان داود عليه السلامُ جعلَ نوبةً عليْه وعلى أهلِه
وأولادِهِ ولا تَمُرُّ ساعةٌ مِنَ اللَّيلِ إلّا وهو يُصلّي ويَذكُرُ ففي سِرَّهِ
تَحرّكَ قلبُه بالنظرِ إلى طاعتِه وكان بيْن يديْه نهرٌ فأنطقَ اللهُ ضِفدَعًا
فقال: والذي أكرمَكَ بالنُبُوَّةِ إنَّه مُنْذُ خَلَقني اللهُ ـ تعالى ـ وأنا قائمٌ
على رِجْلٍ ما استرحتُ مع أنّي لا أرجو الثَوابَ ولا أخافُ العقابَ، فما عُجْبُكَ
فيهِ يا داودُ؟ فعَلِمَ أنَّ المُحْسِنَ هو الذي يَعلَمُ أنَّه مُسيءٌ ولا يُعْجَبُ
بطاعتِه.



واسْتَدَلَّ
بالآيةِ مَنْ زَعَمَ أنَّ المُؤمنَ العاصي مُخَلَّدٌ في النار، والجوابُ أنَّها لا
تَصْدُقُ عليه، إمَّا لأنَّها في الكافرِ على ما رُويَ عنِ الكَلْبِيِّ وابنِ جُبيْرٍ
وابْنِ جُرَيْجٍ، وإمَّا لأنَّ المُرادَ مِن حُدودِ اللهِ ـ تعالى ـ جميعُ حُدودِهِ
لِصِحَّةِ الاسْتِثْناءِ، والمُؤمنُ العاصي واقِفٌ عندَ حَدِّ التَوحيدِ، وإمّا
لأنَّ ذلك مَشروطٌ بعدمِ العَفوِ كما أنَّه مَشروطٌ بعدمِ التَوبةِ عندَ الزاعِمِ.
وفي خَتْمِ آياتِ المَواريثِ بهذِه الآيةِ إشارةٌ إلى عِظَمِ أَمْرِ المِيراثِ ولُزومِ
الاحْتِياطِ والتَحَرّي وعدمِ الظُلمِ فيه، وقد أَخرَجَ ابنُ ماجَةَ عن أنسٍ عن
رسولِ اللهِ ـ صلى اللهُ عليه وسلَّم ـ أنَّه قال: ((مَنْ قَطَعَ مِيراثاً فَرَضَهُ
اللهُ ورَسولُهُ قَطَعَ اللهُ مِيراثَه مِنَ الجَنَّةِ)). وأَخرَجَ مَنصورٌ عن سُليمانَ
بْنِ موسى والبيهقيُّ عن أبي هُريْرَةَ ـ رضي اللهُ عنه ـ نحو ذلكَ، وأَخرجَ
الحاكمُ عن ابنِ مسعودٍ أنَّ الساعةَ لا تَقومُ حتَّى لا يُقْسَمَ مِيراثٌ ولا يُفْرَحَ
بِغنيمةِ عدوٍّ، وكأنَّ عَدَمَ القَسْمِ إمَّا للتَهاوُنِ في الدِّينِ وعدمِ المُبالاةِ
وكَثْرَةِ الظُلمِ بيْن الناسِ، وإما لِتَفَشِّي الجَهْلِ وعدمِ وجودِ مَنْ يَعرِفُ
الفَرائضَ، فقد وَرَدَ عن أبي هُريرةَ مرفوعاً ((إنَّ عِلْمَ الفَرائِضِ أَوَّلُ
ما يُنْزَعُ مِنَ الأُمَّةِ))، وأَخرَجَ البَيْهَقيُّ، والحاكمُ عنِ ابْنِ مَسعودٍ
ـ رَضيَ اللهُ ـ تعالى ـ عنْه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلَّم: ((تعلَّموا
الفرائضَ وعلِّموهُ النَّاسَ فإنِّي امْرُؤٌ مَقْبوضٌ، وإنَّ العِلْمَ سَيُقْبَضُ
وتَظهَرُ الفِتَنُ حتَّى يَخْتَلِفَ الإثنانِ في الفريضةِ لا يَجدان مَنْ يَقضي
بها))، ولَعلَّ الاحْتِمالَ الأوَّلَ أَظهرُ، واللهُ أعلم.



قولُه
ـ تعالى: {
يُدْخِلُهُ
نارًا خالِدًا فيها ولَه عذابٌ مُهينٌ
}
جُملةٌ في محلِّ نَصْبٍ على الحاليَّةٌ، وجَوَّزَ الزَجّاجُ والتَبريزيُّ كونَ {
خالدين} النساء: 13. هناك وخالداً هنا أن تكونا صفتيْن لِجنَّاتٍ
أو نارٍ، واعتُرضَ بأنَّه لو كان كذلك لَوَجَبَ إبْرازُ الضَميرِ لأنَّهُما جَرَيا
على غيرِ مَنْ هُما لَه، وتَعَقَّبَه أبو حيَّان بأنَّ هذا على مَذْهَبِ البَصْريّين،
ومذهبُ الكُوفيّين جوازُ الوَصفيَّةِ في مثلِ ذلك ولا يَحتاج إلى إبرازِ الضَميرِ
إذْ لا لَبْسَ، وقد تقدّم. وقرأ نافع وابن عامر بالنون "
نُدْخِلْهُ" في الموضعين، وقد تقدّمَ كذلك.


وأفردَ
"
خالدًا" في أهلِ النارِ لأنَّ في الانْفِرادِ وَحشةً
وعذابًا للنفسِ، وذلك أنْسَبُ لِحالِ أهلِ النارِ. وجَمَع في أهْلِ الجَنَّةِ فقال:
"
خالدين" لأنَّ أهلَ الطاعةِ أهلُ الشفاعةِ وإذا شَفَعَ
أحدُهم في غيرِهِ دَخَلَ الجنَّةَ معه، بينما أهلُ المعاصي لا يَشفعونَ فلا يَدخُلَ
النارَ بِهِم غيرهم فيبقون فُرادى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 14
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: