تحليل قصيد النثر
بعنوان
قلبي المحترق في أنفاسي
للشاعرة د.حواء البدي
طرابلس - ليبيا
بقلم
الشاعر
هشام أيوب موسى
الأردن
قلبي المحترق في أنفاسي …… عنوان يأخذ المتلقي إلى أوج الخيال في هذا القلب الذي أحترق في أنفاس الشاعرة الملتهبة بنار العشق .
بين نبضات القلب
وسجال الحروف
تكون الأمنيات
ولا تكون
حوار رائع يجري بين نبضات القلب المفعمة بالحب وبين الحروف التي تخرج مع هذه النبضات الدافقة من القلب ، وكأن النبض يأمرنا بأن نكون هذه الأبجدية من الحروف التي تغزل لنا الأمنيات التي ربما لا تتحقق ولا تكون ، فقط تبقى أمنيات رسمت بين نبضات القلب وبين الحروف المتدفقة من شريان الكلم .
تنحني العواصف
ولا تخون
تضيع النبضات
تحتمي بغياب اللحظة
وأنت نغم العمر
نكمل مع الشاعرة في صورة شعرية وتخيلية سامقة ( تنحني العواصف .. ولا تخون ) صورة مبدعة ولطيفة وبسيطة في التراكيب وعميقة في المعنى المستوحى .
حيث تفيد الشاعرة وهنا وصف مجازي ينوب عن الشاعرة وعن مشاعرها تجاه الآخر بأنها سوف تكون مثل هذه العواصف التي ربما تنحني ولكنها لا تعرف للخيانة طريق ، وربما أيضا تضيع النبضات في ضجيج هذا العالم وتحتمي في ظل لحظة مسافرة شاردة غائبة ولكنها موجودة في أتون الزمن ..
وتخبر الشاعر الآخر بأنك هذا النغم المستمر إلى نهاية العمر ، ما أجمل وقع هذه الكلمات على أذني وأذن المتلقي .
تعيشين التألق
كأن العمر ينقضي
ولا ينقضي
في قلوبنا المفعمة
بهزيمة الريح
كأن الزمن
ولا زمن يقطعنا
ويقذفنا بين حمم اليقظة
تبهرنا الشاعرة هنا بهذه الكلمات وهذه الصور المزخرفة التي شكلتها الشاعرة من مشاعرها فهي تهمس لنفسها لكيانها بأنها تعيش هذا التألق وهذة الطبقة العالية لأن التألق يعني الرفعة والسمو ، ونتابع مع الشاعرة في تحليل المشاعر حيث تقول كأن العمر ينقضي ولا ينقضي .
وهنا نشير في هذه الصورة الى العمر والزمن حيث نجد ( كأن العمر ينقضي ) تفيد عن تناقص هذا العمر المفترض للأنسان مع زيادة في السن وهنا نبرة فلسفية ولكن نتفاجأ بعبارة أخرى ولا ينقضي حيث يتوقف الزمن هنا عندما نكون في لحظات سعادة لا نشعر في الوقت ولا في انقضاء العمر من اجسادنا أو حياتنا بل يتوقف الزمن وهو احساس داخلي يشعر فيه المرء عندما يكون سعيداً او في لقاء حميم حيث يمر الوقت سريعاً اي ينقضي ويذهب.
اما لحظات الحزن فتبقى لازقة بعقارب الساعة لا ينقضي وتمر ثقيلة في موعد انتظار . وهذا الشعور تشعر فيه في قلوبنا التي هزمت الريح والاعصار وكأن الزمن نملك زمام أمره ونسيطر على لحظاته ونشعر بأننا نمسك بأيدينا على الوقت ولكن هذا الزمن الدائر المستمر في كينونته التي لا يتوقف ابداً يضعنا فجأة امام الحقيقة امام مرآة الزمن كي نعيش حمم اليقضة والحقيقة بان الزمن يلعب بنا في مسرحية نحن شخوصها .
وكأن ..
لا كأن الأمنيات تتحقق
وتتمدد عبر شرايين
المسافات الزمنية
الساكنة في غياب الروح
وكأن لوعة الحاضر
تبكي لوعة الماضي
تقول الشاعرة هنا وهي في احلام اليقضة كأن الأمنيات تتحقق وتتمدد عبر شرايين المنشرة في الجسد وتخرج تداعب الزمن عبر مسافاته الزمنية المتوقفة المتجمدة في اوصال الجسد الذي غاب عنه الجسد وهنا صورة شعرية وخيال واسع للشاعرة لتفيد بأن هذه الامنيات ان تحققت فهي مبتورة لأن الروح غائبة مسافرة في خطوط مرسومة لها ،
وتخبرنا الشاعرة بأن لوعة الحاضر والمأسي هي أمتداد لبكاء لوعة ومأسي الماضي .
وكأن الأمس ينادي اليوم ..
انتظاراً لاستقبال لحظة تائهة
وكأن غداً لا ياتي ابداً
وكأننا تعانق الأمس
وننام بين الغد
واللاغد
وهنا صور شعرية باذخة وتصوير متقن حيث جعلت الأمس كائن حي يضج بالحياة وينادي على هذا اليوم المقبل ويخبره بأن هناك لحظة سوف تأتي ولكن في وصف الشاعرة بأن هذا اليوم او الغد المشرق لا يأتي ونبقي نعيش هواجس الأمس بل نعانقه ونبقى في حالة نوم بين المجهول من الغد .
مع الاحترام
تحليل بسيط لهذه القصيدة السامقة
هشام أيوب موسى
الأردن
بتوقيت البحر