المعاهدات الدولية والمصلحة الوطنية
أنا لا اعتب على الحكومة المصرية بقدر عتبي على الشعب المصري الشقيق فاين مليونياته لوخرج بالملايين احتجاجاً على مرور السفن الإيرانية وغيرها التي تحمل القتل والدمار إلى نظام القتل والإجرام لأحرج الحكومة وأرغمها على التصرف الواجب بغض النظر عن اتفاقيات عفى عليها الزمن، وقد رأينا كيف تصرفت الحكومة التركية بما يخالف اتفاقياتها مع الولايات المتحدة استجابة لقرار برلمانها أثناء حرب أمريكا على العراق. أرأيت لو أن مصر في حالة حرب مع إيران وأنّ إيران احتلت جزءاً من ساحل مصر الشمالي ـ لا سمح الله ـ فهل كانت تسمح للسفن الإيرانية بنقل الامدادات عسكرية لقواتها عبر القناة أم كانت تضربها وتغرقها ؟ ومصر في الحقيقة في حالة حرب مع إيران وغيرها من الدول الداعمة لنظام القتل والإجرام لو كان ثمة شعور صحيح بالأخوية التي نصّ علها الله في كتابه العزيز : إنما المؤمنون إخوة، فكيف إذا جمعنا أخوة الدم إلى اخوة الإسلام ، لكن الحقيقة أن هذا الشعور الأخوي والإيماني هو في أضعف صوره فقد رضعنا حليب سايكس بيكو عشرات السنين وأصبح كل منا يهتم بشؤن نفسه وحسب ، والمخيف في الأمر حديث سيدنا رسول الله ، من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.