***{ الذكرى }***
***{أكتب إليك من عالمي2}***
جالسة في سريرها تتصفح كتابها تفتح صفحة زهرية اللون ترى فيها فتاة حالمة بين الزهور و الريحان نظراتها حركاتها توحي أنها تترقب أحد ما؟
جاءها صوته من أعماق الخيال كفارس أسطوري قال لها هل ترضين بي عاشقا سؤال اختصر به الأزمنة و الأمكنة الكلمات و الجمل التي كانت تنتقيها لتقولها له شعرت أن الصمت قد عانق قلبها و ذهب بخوفها و رهبتها أدراج الرياح ليحل مكانه سكون و اطمئنان لقد أزيحت الستارة عن قصة حب قالت له أحبك أمنحك أسراري و كياني حتى أحلامي لا تتركني في ناري ضمني بشوق و دعني أبحر بعينيك سيدي اسمح لي أن أغفو على صدرك أنت عالمي
بقي الحب سرا بالرغم من شرارة الغيرة التي في عيونهم و اهتمامه بها و دفاعه عن بعض تصرفاتها الصبيانية و نظراته التي تحرسها دائما و خوفها الدائم عليه بقي الحب بعيدا عن أعين الحساد و الأصدقاء و الخلان في غمرة حبهما و توهجه سكن جسده ضيف غريب دون استئذان طلب منها أن تختار نهاية لحبهما لأن الموت بدأ يطرق الباب بعد ذلك الضيف بالرغم من الخطر الذي يحدق به و رفض الأهل اختارته بكل إصرار فأصبحت شعلة حياته ملأت زوايا بيته بنورها و همسها طلبت منه أن يقاوم ألا يتركها في منتصف الطريق وحيدة و يغيب
هذا هو الربيع تتساقط أوراقه الخضراء قبل الاصفرار هذه الورود تتحول إلى رماد تلونت الصفحة بلون رمادي الغيوم حالكة السواد تأتي لتغادر حاملة معها الجسد الذي سكنته روحها زمنا تاركة لها ذكرى إنه برعم حبهما قد تكون في الأحشاء لا يتجاوز عمره أشهرا إذا بالباب يفتح ليدخل عليها حبيبها يشرق وجهها من جديد كابوس قد تلاشى هذا حبيبها أمامها يقول لها:ماما حبيبتي يطبع قبلته الصباحية على جبهتها تنظر أسفل الصفحة تتراكض الصفحات ترى التاريخ إنها أعوام كثيرة مضت على فراق روحها لجسدها
البرعم تفتح عن شاب يحمل ملامح حبيبها تتساقط دموعها غزيرة فوق صفحات كتابها لا تدري هل هي دموع فرح أم حزن ؟!؟!؟!
تعيد تصفح الكتاب لترى صفحاته قد امتلأت بالورود و الزهور الربيعية غطت رماد الورود تضم كتابها إلى حضنها تتناول فنجان قهوتها من يد حبيبها الذي لم يتركها وحيدة فهو دائم التجدد بكل الصور بل لقد اتحد معها أصبح قطعة من جسدها