روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

  أطفال المدارس ...

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
 أطفال المدارس ... Jb12915568671



 أطفال المدارس ... Empty
مُساهمةموضوع: أطفال المدارس ...    أطفال المدارس ... I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 24, 2012 6:26 am

أطفال المدارس الذين أشعلوا الثورة في سوريا

Posted on 24 أبريل 2012 by المترجمون السوريون الأحرار
أمل هنانو

30 مارس/ آذار 2012

في 20 مارس/ آذار من العام الماضي، أحضر أحد ضباط المخابرات في دمشق مجموعة من المراهقين من درعا وقال لهم: “لقد أسأتم الاحترام للرئيس لكنه قرر العفو عنكم”.

فوجئ الأولاد، فقد تم حجزهم من قبل السلطات لأكثر من شهر، وبشير أبازيد الذي كان في 15 من عمره في ذلك الوقت لم يستطع أن يصدق ما سمعه، لأنه في كل مرة كان يقال للأولاد بأنه سيتم الإفراج عنهم، إلا أنهم كانوا ينقلون إلى فرع مخابرات آخر.

وبشكل ملحوظ تم إعادة المراهقين إلى درعا في ذلك اليوم. “لقد كنا مذعورين طوال الطريق إلى المنزل”، يتذكر بشير. عندما اقتربوا من المدينة وتوجهوا إلى المركزالرئيسي لحزب البعث، شاهدوا منظراً لم يعرفوه إلا في التلفاز. لقد شاهدوا حشوداً متراصة في الشوارع.

“اعتقدت أنهم يحضرون الساحة لإعدامنا”، يقول. “امتلأت أعيننا بالدموع عندما وصلنا إلى الساحة. أمرنا الضباط بإسدال الستائر في الباص. وهذا ما جعلنا أكثر خوفاً. انتشر الخبر بين الناس بأننا داخل الحافلة، فأحاطوه. وعندها فتحنا النوافذ رأيت إخوتي وأعمامي. كانت أمي تبكي. فقفزت من النافذة”. أحد إخوة بشير احتضنه وقال باكياً: “هل ترى كل هؤلاء؟ لقد أتوا من أجلكم”.


تقدم المتظاهرين نحو المسجد العمري، مارس 2012.

درعا، المدينة السورية الجنوبية بقيت تحت الحصار من قبل قوات بشار الأسد منذ أبريل/ نيسان العام الماضي. فقد حاصرت الدبابات المنطقة وتم فرض حظر تجول صارم هناك. واحتلت القناصة أسطح معظم المباني العالية. وتم قطع الطرق الرئيسية فيها من خلال نقاط التفتيش. وعلى الرغم من ذلك استمرت المظاهرات بالخروج يومياً مؤكدة على تفاني درعا للثورة التي أشعلتها منذ عام.

عندما بدأت الاحتجاجات بالانتشار في تونس ومصر. قام القليل من النشطاء بمناقشة كيفية وصول الربيع العربي إلى سوريا. بعض المثقفين من كبار العمر رأوا أنه من السابق لأوانه التفكير في الانتفاضة على أرض الوطن. إلا أن الشباب قالوا بأن هذه هي فرصتهم الوحيدة لاستغلال الأحداث الجارية في المنطقة.

أحد هؤلاء النشطاء هو محمد مسالمة. عامل بناء في درعا ويوافق على فكرة أنه يجب استغلال اللحظة. محمد والذي تم احتجازه في فرع المخابرات الجوية في المزة في دمشق لمدة أربعة أشهر قبل بدء الثورة، كان يعلم أن أربعة عقود من العيش في ظل نظام قمعي كافية لتأتي بالتغيير في سوريا.

في الوقت الذي كان النشطاء يناقشون النظريات قام بشير وأصدقاؤه التلاميذ باستغلال الفرصة. ففي السادس عشر من فبراير/ شباط 2011 قاموا بكتابة الهتافات الشهيرة والتي رأوها على القنوات الفضائية على جدار مدرستهم مثل “الشعب يريد إسقاط النظام” و”إجاك الدور يا دكتور” و”ارحل”. وفي اللمسة الأخيرة لعملهم الشجاع والساذج قام كل منهم بالتوقيع باسمه على كل عبارة “مع تحيات، بشير أو عيسى أو نايف أبازيد”.

يقول مسالمة إنه من حي عربين في درعا، وهو مقابل تماماً لمدرسة عربين، والتي لا تزال جدرانها مغطاة ببقع سوداء لتخفي الكلمات التي أشعلت الثورة. وعلى بعد مئتي متر منها فقط تقبع نقطة تفتيش أمنية. وكالكثير من السوريين في ظل الانتفاضة فهو محاطٌ بإشارات الإلهام والقمع معاً.

نايف، وهو في الصف الثامن تم اعتقاله من قبل قوات الأمن في اليوم التالي. وبعد تعذيبه هناك اعترف وقام بتسليم أسماء المتآمرين معه. ومع هذه المعلومات قامت الشرطة بالبحث متنقلة من منزل لآخر مع تهديد الأهالي لتسليم أبنائهم. وبعد عدة أيام قام الأولاد بتسليم أنفسهم بعد أن أكدوا لهم بأنه لن يلحقهم أي أذى. ولكنهم اختفوا بعد ذلك.

حاول الأهل كثيراً معرفة ما حصل لأبنائهم. وفي 26 فبراير/ شباط ذهب بعض الآباء ممن ينحدرون من أبرز الأسر العشائرية في درعا إلى فرع المخابرات السياسية وتوسلوا إليهم للإفراج عن أبنائهم. ولكن ووفقاً لما نقله الأهالي فإن عاطف نجيب، وهو رئيس الفرع وابن خالة بشار الأسد، التقى بالأهالي وأخبر الرجال بأن ينسوا أبناءهم وأن يذهبوا إلى نسائهم ليأتوا بأولاد جدد، وذلك قبل أن يزيد الطين بلة مع هذه الكلمات المقرفة: “وإذا كنتم لا تستطيعون إنجاب الأطفال بأنفسكم فأرسلوا لنا زوجاتكم ونحن سنتكفل بالأمر”.

عاد الرجال إلى منازلهم مهزومين ومذلولين، وقد امتلأوا بالغضب.


قدوم المتظاهرين من "الوادي" للمشاركة في المظاهرات، 18 مارس 2012.
وبعد ذلك بقليل قال خالد مسالمة وهو محامي وناشط في حقوق الإنسان للحركة السرية في درعا بأن هناك مظاهرة يتم الإعداد لها في دمشق من قبل نشطاء المعارضة في 15 من آذار. هذه المظاهرة ستطالب بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين. وقد قرر الرجال التظاهر دعماً لهم أمام القصر العدلي.

وصل حوالي 30 ناشطاً إلى القصر العدلي في درعا في 15 مارس، ووجدوا خالد واقفاً أمام المبنى. تظاهروا بأنهم متفرقون بينما جالت قوات الأمن فيما بينهم بانتظار أية حركة مريبة قد تبدأ. يتذكر محمد مسالمة هذه الحادثة جيداً “أردنا أن نصرخ حرية إلا أننا لم نستطع. خالد لم ينطق أيضاً بحرف، ولكن قوات الأمن استطاعت أن تعرف من كنا”.

وفي تلك الليلة اجتمعوا جميعاً في منزل منعزل يعود لعلي مسالمة، أبو حسين، وهو عضو بارز في المعارضة. يتذكر محمد إحدى محادثاتهم “لا يمكننا التظاهر في يوم عمل”، بعضهم اعترض على الاقتراح بحجة أن التظاهر خلال الأسبوع عندما تكون الشوارع مزدحمة قد يضمن انضمام الآخرين إليها. فأجاب الناشط “وماذا لو لم ينضموا؟ ستقبض علينا قوى الأمن جميعاً”.

قرروا إعادة المحاولة يوم الجمعة. وقد نشروا الخبر بأن مظاهرة ستنطلق من المسجد العمري، ولكن تم الاتفاق سراً على أن مجموعة أساسية مكونة من 30 رجل ستخرج أيضاً من مسجد الحمزة والعباس القريب. هذان المسجدان يقعان في منطقة تسكنها أغلبية من أبرز الأسر العشائرية البارزة في درعا. المنطق يقول: إن حصل لأحدهم شيء، فإنهم سيحاطون بسرعة بأهاليهم وأقاربهم والذين سيدافعون عنهم ضد قوى الأمن.

في ذلك اليوم أخبر إمام مسجد الحمزة والعباس الشباب بأنه لن يسمح لأحد بقيادة مظاهرة من مسجده. ولكنهم طمأنوه بأنهم لن يفعلوا ذلك. يقول مسالمة: “وقف الرجال قبل انتهاء الصلاة. لم يركزوا على الصلاة في ذلك اليوم. وقف الآباء الكبار في الصف الخلفي على أمل أن يمسكوا بأبنائهم ويوقفوهم قبل أن يخرجوا”.

توجه علي مسالمة باتجاه الباب وصرخ “الله أكبر، الله أكبر، حرية، كرامة”، فانضم أبناء عمومته له سريعاً. ثم انضم طبيب ومهندس ولحقهم الجميع.

علي مسالمة الذي كسر صمت درعا تم اغتياله في 23 فبراير 2012 أثناء مداهمة منزله. مشت المجموعة باتجاه المسجد العمري وقد انضم إليهم حوالي 25 رجلاً آخر. كانت قوى الأمن تملأ المكان كما لو أنه تم إخبارهم بمخطط النشطاء. ولكن لأن الجميع كان يغادر المسجد نفسه اعتقدوا أن آلاف الأشخاص انضمت إلى المظاهرة.

أتى قائد الشرطة للتفاوض: “ماذا تريدون؟” فهتفوا: “نريد أولادنا المعتقلين”، فأجابهم: “سنطلق سراحهم”، فردوا عليه: “كاذبون، كاذبون”. ثم أخذوا يهتفون للنشطاء الذين اعتقلوا في 16من مارس/ آذار من أمام وزارة الداخلية وسط دمشق، مثل دانا الجوابرة وسهير الأتاسي بالإضافة إلى الهتاف بأسماء أولادهم أيضاً.

عندما لم تستطع الشرطة تفريق الحشود وصل عاطف نجيب بمرافقة 300 شخص مسلح إلى مكان الحدث. فقام أحمد الرشيد مسالمة وهو متظاهر جريء برميهم بالحجر، ففتحت السلطات النيران مباشرة. قُتل أحمد في الشهر التالي.

محمود جوابرة، وحسام عبد الوالي عياش والذي كان يقيم سابقاً في الإمارات العربية المتحدة، كانا أول الشهداء في الثورة السورية. العديد غيرهم أصيبوا. أحدهم فقد عينه وآخر فقد بعض أصابعه. لم يتوقع أحد أن يواجه مثل هذا النوع من العنف.

في اليوم التالي بدأ الرجال في درعا بالتحضير لجنازة الشهيدين. تم تهديد أحد أقارب عائلة الجوابرة من قبل حزب البعث لإبقاء مراسم الجنازة تحت السيطرة، وقد نصحهم بالهدوء لكن الرجال رفضوا.

بالمقابل صرخوا “الخاين يلي بيقتل شعبو”، هذا الهتاف الذي سيحور فيما بعد إلى الهتاف الشائع “يلي بيقتل شعبو خاين”، كما هتفوا “يا ماهر يا جبان خود جنودك عالجولان”، و”الموت ولا المذلة”، عندما كان مسالمة يصدح بالهتافات كان يغنيهم تقريباً فيقول: “نحن لا نريد أي شيء إلا كرامتنا”.

دفن الشابان فيما يسمى الآن بمقبرة الشهداء. بعد الجنازة بدأت حلقة الثورة من التظاهر والعنف ثم التشييع. إنها حلقة لم تكسر إلى يومنا هذا.


بعد عام من اعتقال الأولاد، أصبح بالإمكان رؤية الشعارات المناهضة للنظام على جدران المدارس الأخرى في درعا.
قام النشطاء فيما بعد بتصوير المظاهرات والتشييع والقتلى. لقد نظموا أنفسهم تبعاً لمهاراتهم. وقد أدركوا سريعاُ بأن نشطاء الإعلام والتقانة يجب أن يظلوا بالخفاء من أجل حمايتهم. مسالمة هو أحد هؤلاء النشطاء. يقول: “لم أستخدم الحاسوب سابقاً عدا برنامج AutoCAD من أجل عملي، ولم يكن لدي فكرة عن الفيسبوك أو سكايب”.

حصل على كاميرا وهاتف جوال، وبدأ بإرسال أقراص محمولة تحتوي على المواد إلى دمشق وعمان ليتم رفعها. ثم بدأوا بعرضها بأنفسهم. “لقد بدأنا بغرفة عمليات”، يقول “كل يوم كنا نذهب إلى الوادي (الذي يصل بين درعا والمحطة) لنصور المظاهرات والقتلى ومن ثم نعود بالأفلام المصورة.”لقد جهزوا الغرفة بأجهزة محمول أردنية، وشرائح هاتفية، وحواسب محمولة، وبطاريات لدعم البث المباشر عندما تنقطع الكهرباء. منظمو المظاهرات جهزوا اللافتات ورسموا مخطط المدينة ووزعوا المصورين على نقاط محددة.

كل هذا العمل لم يكن ليتم بدون تضحيات، فالرجال في درعا يقومون بهذا رغم بعدهم عن منازلهم وزوجاتهم وعائلاتهم لعدة أشهر. كانوا يتنقلون من منزل آمن إلى غيره. شكّلوا أخوية جديدة من نشطاء من كافة المدن وأحياناً من مختلف أنحاء العالم، وكان عليهم الاعتماد على الثقة فيما بينهم. وهي حاسة من الحواس التي قُتلت منذ عقود من القمع في المجتمع السوري.

في الوقت الذي تم فيه الإفراج عن أول دفعة من الأولاد المعتقلين في 20 مارس/ آذار، كان بشير قد مكث شهراً في السجن. بعد أن سلم نفسه تم نقله مع الآخرين إلى فرع المخابرات العسكرية في السويداء. يقول بشير عن الوقت الذي أمضاه هناك “كانت خمسة أيام من الضرب غير المعقول”، عندما وصل إلى هناك جرّدوه من ثيابه ووضعوه في زنزانة منعزلة، وعندما نادوه للاستجواب سمحوا له بارتداء بعض من ثيابه، ولكن لم يسمح له بارتداء الجاكيت أو أي شيء له سحاب، وكذلك الأمر بالنسبة لرباط الحذاء لأنهم “يخشون بأن يقوم أحدهم بشنق نفسه”.

كان الأولاد عرضة للعديد من الأساليب الوحشية المعتادة في التحقيق. فقد ضربوا بالكابلات و تم وخزهم بعصي الكهرباء مع التهديدات المستمرة، كما يذكر بشير.

“كنا نُضرب عند استلامنا للطعام، ونُضرب عند خروجنا إلى الحمّام، ونُضرب عند استدعائنا للتحقيق. كان هناك صبي لديه مشاكل في معدته، وعندما علموا ذلك أخذوا يضربونه على بطنه. وبعد جولة من الضرب فقد الطفل وعيه”. تم أخذه إلى المشفى لاحقاً ليتبين أنه كان يعاني من نزيف داخلي.

“كانوا يضربوننا بالكابلات على وجهيّ أيدينا، وقالوا لنا بأنهم سوف يكسرون أصابعنا التي كتبت على الجدار. ولهذا بدأت أظافر أيدينا بالتشقق، وقد كُسرت ثم تساقطت فأصابعنا كانت تنزف بشكل مستمر”.

سألوهم مراراً وتكراراً: “لماذا كتبتوا على الجدار؟ من قال لكم أن تكتبوا على الجدران؟ مع من ترتبطون؟ من يساعدكم من خارج سوريا؟ من جعلكم تتسللون إلينا؟ كم أعطوكم من المال؟ هل أنتم من الإخوان المسلمين؟ هل أنتم من تنظيم القاعدة؟ هل أنتم سلفيون؟ من أنتم لتسقطوا النظام؟”.

كانت تستمر التحقيقات إلى أن تُنتزع اعترافات الصبية بالضرب، وقد سلموهم أسماء أبناء عمومتهم وأصدقاءهم أو أي اسم فقط لإيقاف العذاب. أحدهم أخبرهم عن أحمد ثاني أبازيد 17 عاماً، والذي لم يكن في المدرسة عندما كتب الأولاد الآخرون على الجدار، ولكن عندما عذبوه فَقَد أعصابه وقال لهم: إنه سلفي واعترف بالكتابة على الجدار وإحراق مخفر الشرطة. وقد تم اعتقاله لثمانية أشهر قبل أن يطلق سراحه.

عيسى ذو 16 عاماً، اُتهم “بمحاولة الانقلاب على النظام”. يقول: “لقد علقوني على الجدار وقاموا بلفي. كنت اختنق وشعرت بأنني أموت”. سمع الأولاد الضباط يقولون بأننا “لا نستحق الحياة”، يقول بشير بأنه كل ما كان يتمناه هو الموت “عندما كنت هناك ندمت على الساعة التي كتبت فيها على الجدار”.

تم نقلهم إلى فرع فلسطين (الفرع 235) في دمشق. يقول مسالمة: “كل فرع كان يتنافس مع الآخر على دوره في تعذيب الأطفال”، هنا كان التعذيب أقل حدة، وقد طُلب من الأولاد مسح الأرض وتنظيف الصحون. وكانوا يُعذبون فيما بين هذه الأعمال. ولكنهم كانوا ممتنين لهذه “الأوقات المستقطعة”.

في يوم الأحد الذي أُطلق سراحهم فيه لاحظ بشير أمراً مختلفاً. فقد كانوا ينادونهم بأسمائهم بدلاً من المصطلحات المهينة المعتادة. وعندما وصلوا إلى درعا كان الضابط لؤي العلي، والذي قام باعتقال الأولاد سابقاً ينتظرهم للترحيب بهم. فقال لهم: “مرحباً بكم يا أولاد، لقد تشرفنا باستضافتكم، أتمنى أنكم لم تتعرضوا للأذى”، ولكنهم لم يهتموا لذلك فقد كانوا أحراراً.

كانت الحشود بانتظارهم في المسجد العمري. يتذكر بشير “لقد كنا خائفين لكن شقيقي أصرّ بأن ننضم لهم. حملونا على أكتافهم، وكان الجميع يحتفل” يمتلئ صوت بشير بالمشاعر ويقول: “أردنا فقط إغاظة النظام لم نفكر قط أن الثورة ستشتعل… عندما سمعت أن هناك شهداء، قلت سأكون معهم إلى الموت مع هؤلاء الذين قضوا لإخراجي من القمع، لن أتخلى عن الثورة السورية”.

حي عربين الذي بدأت فيه الأحداث هو الآن قلب الثورة في درعا. فتح أهالي الصبية منازلهم للناشطين مقدمين لهم الطعام والإنترنت والاتصالات الهاتفية، ومكاناً آمناً ليناموا فيه وأحياناً للاختباء من مداهمات الأمن الاعتيادية. هؤلاء النشطاء الآن غالباً ما يتحدثون عن “الاصطدام بالجدار”، فحسب السياق قد تعني هذه الكلمات الصدمة وعدم التصديق أو الحزن الشديد واليأس. سمعتهم يستخدمونها عندما تحدثت إلى النشطاء مباشرة بعد مقتل أحد أصدقائهم. سمعتها أيضاً عندما يتجاوز النظام في عنفه توقعات الناس. سمعتها عندما يعبر النشطاء عن استيائهم من انحياز الإعلام وصمت العالم.


كُتبت شعارات جديدة مناهضة للنظام على جدران مدرسة عربين.
قد تشعر أن الثورة التي خرجت من جدار المدرسة تواجه أحياناً ذلك الجدار المادي مراراً وتكراراً، لأنه وراء جدار الخوف الذي هُدم هناك جدران من الحزن والوحشية.

جدران لم تكن جاهزة للتحطيم في الثورة الوليدة. جدران عمل النظام لأربعة عقود على بنائها. وعلى الرغم من ذلك كله استمر الشعب السوري بهدمها.

وبعد عام، ما زال جواب النظام على نداءات الشعب للحرية واضحاً. فكل يوم لأكثر من عام هناك قتلى. وعشرات الآلاف تم اعتقالهم. المئات من الأطفال قُتلوا والآلاف يُتموا. الأحياء أصبحت أنقاضاً. كل ذلك لأن النظام رفض قراءة ما كُتب على الجدار.

أجاب الشعب السوري على النظام أيضاً. فكل يوم يكتب الآلاف -مع مواقفهم الشجاعة ضد الظلم- “الشعب يريد إسقاط النظام”، ويوقعونها بدمائهم ودموعهم بلا خوف، “مع تحيات الشعب السوري”.

أمل هنانو، الاسم المستعار لكاتبة سورية-أميركية والتي كتبت كثيراً عن الثورة السورية.

المصدر

The Syrian schoolboys who sparked a revolution

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أطفال المدارس ...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الثقافية العامة ::... :: استراحة ومقهى الروضة-
انتقل الى: