ومهما تكن عند امرئ من خليقة ... وأن خالها تخفى على الناس تُعلمِ
تذكرت هذا البيت من الشعر وأنا أتأمل واقع الثورة السورية اليوم ، وأصغي إلى أصوات الهتافات التي تصدح بها حناجر الثوار لا تكل ولا تمل صباح مساء ، واسترجعت العديد من التحليلات السياسية وما تتداوله الشاشات اليوم ، وكأني في حلم ، بل شيء لا يصدق ، ما كان ليحلم به امرؤ ابداً بعد سنوات من الكذب والتدجيل وتلميع صورهم وإخفاء الحقائق ، حتى حسبنا الخائن مجاهداً والمجاهد عميلاً وإذا بالصور كلها معكوسة والحقائق كلها منكوسة ، ياالله !! أمعقول هذا؟ ألهذا الحد استطاع الإعلام الكاذب طمس الحقائق وتزوير الوقائع؟؟
تصوروا لو أن بشار قام بالإصلاحات التي وعد بها الشعب أو لو أنه و منذ اليوم الأول تصرف ـ هو ومن وراءه ـ لو أنه تصرف كما يمكن أن يتصرف أي رجل دولة يحترم نفسه ، إذا لبقيت الحقائق مطموسة والعيون مغلقة ولبقي حافظ الأسد بائع الجولان قائداً خالداً وحسن نصر الله مجاهداً شريفاً وإيران دولة إسلامية شقيقة ...
لكن الله أراد أمراً آخر ، أراد أن يكشف الأمور كما هي على حقيقتها وينهي مسرحية الزيف والتضليل ، ومد لهم في ضلالهم واستكبارهم وغطرستهم ، واستهتارهم بأهل السنة والجماعة على أنهم لاهين متفرقين لا وزن لهم ولا أهمية ، فالحمد لله الذي ازال عن العيون ما غشاها وأيقظ هذه الأمة من سباتها.