رسالة مفتوحة إلى إخواننا الأردنيين

مالى أراكم اليوم أشد الناس حرصاً وأكثرهم فخراً بثمار سايكس بيكو اليانعة وأنتم العرب المسلمون؟؟؟؟
فالعربي يجب أن ينظر إلى الوطن العربي كله على أنه وطنه ، والمسلم ينظر إلى كل شبر من الأرض عليه مسلم يشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ينظر إلى هذا الشبر من الأرض نظرة الاحترام والحب والفخر ، لكرامة هذا الإنسان على الله ، لا للأرض التي يقيم عليها ، وإنما تشرف الأرض بأهلها وبهم ترخص وتهان ، وقديماً قيل :
وما حب الديار .... ولكن حب من سكن الديارا
نعم قد يكون لك في هذه الأرض الطاهرة التي رواها أجدادنا بدمهم وعرقهم ، ذكريات وأهل وأحبة ، لكن من المؤكد أن لك في سواها مثل هذه الذكريات ونفس هذه العلاقات .
إن التعلق بهذا الشعار الذي أراده لنا سايكس بيكو والصهاينة من وراهما هو لتفريق صفوفنا حتى ننسى أننا أمة واحدة ، لها تاريخها الذي به تفتخر وبه تعتز . حتى إذا تلهى كل منا بقطعة صغيرة من وطنه الكبير وانشغل بأهله الأدنين عن أمته ، سهل ابتلاع الكل لقمة لقمة ، وهو ما رأيناه في الماضي ونراه اليوم ، وصفحة الفيسبوك هذه خير دليل ، فالمتصفح لها يرى الكثير من إخوته وأخواته العرب المسلمين بعيداً في همه الذي تترجمه كتاباته عن كل ما ينزل بأمته من بلاء .
أمعقول أن أضع تسجيلات الأغاني مثلاً لأسمعها ، وأهلي في حمص أو سواها ينتحبون على أطفالهم ويستصرخون الأشباح لتخلصهم من القصف الصاروخي والمدفعي وغداً ربما ـ لا سمح الله ـ يكون القصف عليكم فتستصرخون ولا مجيب ، أي أمة هذه ؟؟؟؟
إنّ أبسط ا لواجبات وأول حقوق الأخوة ، أن يشارك الأخ أخاه أفراحه وأحزانه ، ولا أقول ينصره فيقاتل معه ويدفع عنه ، كما أوجبت الشرائع فهذه بنحن بعيدون عنها بعدنا عن ديننا الحنيف ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .