وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا
(7)
قولُهُ ـ تَعَالَى شَأْنُهُ: {وَقَالُوا} الْقائِلُونَ هُمْ كُفَّارُ قُريشٍ الْمُشْرِكُونَ باللهِ ـ تَعَالى، الْمُمْعِنُونَ فِي الْعِنَادِ وَالِاسْتِكْبَارِ وَالتَّكْذِيِبِ لِسَيِّدِنا رَسُولِ اللهِ ـ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلَامُ، والْأَذَى للمُؤمنِنَ.
قولُهُ: {مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ} فِرْيَةٌ أُخْرَى جَاؤُوا بِهَا وهِي ادِّعَاءُ أُولَئِكَ الْكَفَرَةِ أَنَّ الَّذِي يَأْكُلُ الطَّعامَ كَمَا يَأْكُلُ النَّاسُ، وَيَشْرَبُ الماءَ كَمَا يَشْرَبُونَ، وَيَرْتَدِي ما يَسْتُرُ جَسَدَهُ.
قوْلُهُ: {وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ} وَيَتَجَوَّلُ فِي الْأَسْوَاقِ طَلَبًا لِلتَّكَسُّبِ والتِجَارَةِ، فهُوَ يَحْتَاجُ إِلَى ارْتِيِادِ الْأَسْوَاقِ، لِيَبِيعَ وَيَشْتَرِيَ وَيَحْصُلَ عَلَى طَعَامِهِ وَشَرابِهِ وكِسَائِهِ وَقَضَاءِ حَاجَتِهِ مِنْهَا، فَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ رَسُولًا مِنَ اللهِ ـ تَعَالَى، وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُرْسِلُ إِلَّا مَلَكًا لَا يَحْتَاجُ لِلطَّعَامِ والشَّرَابِ وَالْكِسَاءَ وغيرِ ذَلِكَ، وَلَا لِلْمَشْيِ فِي الْأَسْوَاقِ طَلَبًا لِحَاجَاتِهِ، فَلَوْ كَانَ رَسُولًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ حَقًّا لَوَجَبَ أَنْ يَكونَ مَلَكًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَا يَحْتَاجُ إِلَى مَا يَحْتاجُهُ الْبَشَرُ. فَكَيْفَ يُرِيدُنَا أَنْ نَصَدِّقَهُ فِيما يَدَّعِيهِ مِنْ أَنَّهُ مُرْسَلٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ؟
قولُهُ: {لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا} وَهَلَّا أَنْزَلَ اللهُ مَلَكًا مِنْ عِنْدِهِ، فَيَكُونَ شَاهِدًا لَهُ عَلَى صِدْقِهِ فِيمَا يَدَّعِيهِ؟
وَهَذا كَقَوْلِهِ ـ تَعَالَى، مِنْ سُورةِ الْأَنْعَامِ: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ} الآيةَ: (9)، وَقَوْلِهِ مِنْ سُورةِ يوسُفَ ـ علَيْهِ السَّلامُ: {أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} الآية: (109)، أَيْ وَلَمْ نَجْعَلْهُمْ مَلَائِكَةً، لِأَنَّ كَوْنَهُمْ رِجَالًا وَكَوْنَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى، صَرِيحٌ فِي أَنَّهُمْ لَيْسُوا مَلَائِكَةً، وَقَوْلُهُ مِنْ سورةِ الرَّعدِ: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً} الآيةَ: (38)، وَقَوْلِهِ مِنْ سورةِ إبْراهيمَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ: {قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا} الآيةَ: (10)، وَقَوْلِهِ مِنْ سورةِ الإِسْراءِ: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا} الآيةَ: (94)، وَقَوْلِهِ مِنْ سُورَةِ المُؤْمِنونَ: {وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ} الآيتَانِ: (33 و: 34)، وَقَوْلِهِ في الآيةِ: 47، منها: {فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا} وَقَوْلُهُ في الآيةِ: (24) مِنْ سورةِ القَمَرِ: {أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ}، وَقَوْلِهِ في الآيةِ: (6) منْ سورةِ التَّغابُنِ: {فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ}. وَمِنَ الْآيَاتِ الَّتِي كَذَّبَهُمُ اللَّهُ بِهَا فِي دَعْوَاهُمْ هَذِهِ الْبَاطِلَةِ، وَبَيَّنَ فِيهَا أَنَّ الرُّسُلَ يَأْكُلُونَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُولَدُ لَهُمْ، وَأَنَّهُمْ مِنْ جُمْلَةِ الْبَشَرِ، إِلَّا أَنَّهُ فَضَّلَهُمْ بِوَحْيِهِ وَرِسَالَتِهِ، وَأَنَّهُ لَوْ أَرْسَلَ لِلْبَشَرِ مَلَكًا لَجَعَلَهُ رَجُلًا، وَأَنَّهُ لَوْ كَانَتْ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ، لَنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مَلَكًا رَسُولًا، لِأَنَّ الْمُرْسَلَ مِنْ جِنْسِ الْمُرْسَلِ إِلَيْهِمْ، قَوْلُهُ فِي الْآيَةِ: (20) مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ الْكَرِيمَةِ: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ}.
وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ مُحَمَّدًا ـ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ، أَنْ يَقُولَ لِلْكُفَّارِ: إِنَّهُ بَشَرٌ، وَإِنَّهُ رَسُولٌ. وَذَلِكَ لِأَنَّ الْبَشَرِيَّةَ لَا تُنَافِي الرِّسَالَةَ، كَمَا فِي قَوْلِهِ ـ تَعَالَى، مِنْ سُورةِ الإِسْراءِ: {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا} الآيةَ: (93)، وَقَوْلِهِ مِنْ سورةِ الكَهْفِ: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} الآيةَ: (110)، وَقَوْلِهِ في الآيةِ: (6) مِنْ سورةِ فُصِّلتْ: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوه}.
وَقد بَيَّنَ ـ جَلَّ جَلَالُهُ، أَنَّ الرُّسُلَ قَالُوا مِثْلَ هذَا وَذلِكَ فِي الآيةِ: (11) منْ سورةِ إِبْراهيمَ ـ علَيْهِ السَّلامُ، فقَالَ: {قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} الْآيَةَ: (11)، وَقَالَ مِنْ سُورَةِ الإِسْراءِ: {قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا} الآيةَ: (95).
قولُهُ تَعَالَى: {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ} الْوَاوُ: لِلْعَطْفِ أَوْ للاسْتِئْنافِ، وَ "قَالُوا" فِعْلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الضَّمِّ لاتِّصالِهِ بواوِ الجَماعَةِ، وَواوُ الجماعِةِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مَبْنِيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفْعِ بالفاعِلِيَّةِ، والأَلِفُ فارِقَةٌ، والجُمْلَةُ الْفِعْلِيَّةُ هَذِهِ مَعْطُوفَةٌ عَلَى جُمْلَةِ قوْلِهِ: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا} مِنَ الآيَةِ: (4) السَّابقَةِ عَلَى كَوْنِهَا جملةً مُسْتَأْنَفَةً، وَيجوزُ أنْ تكونَ الواوُ هنا للاسْتِئْنافِ فتكونُ هَذِهِ الجُملةُ مُسْتَأْنَفَةً مَسٌوقَةً لِبَيَانِ قَبَائِحِ الكَفَرَةِ، وافْتِراءاتِهم الَّتِي افْتَرَوْهَا عَلَى سَيِّدِنا رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وهي في الحالينِ لا مَحَلَّ لها مِنَ الإِعْرابِ.
قولُهُ: {مَالِ هَذَا الرَّسُولِ} مَا: اسْمُ اسْتِفْهامٍ لِلِاسْتِفْهَامِ التَّعَجُّبِيِّ الْمُتَضِمِنِ الإِنْكارَ، وهو مَبْنِيٌّ على السُّكونِ فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ بالابْتِداءِ. و "لِهَذَا" اللامُ: حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذوفِ خَبَرٍ لِلْمُبْتَدَأِ، وَالْهاءُ: للتَّنْبيهِ، وَ "ذا" اسْمُ إِشارةٍ مَبْنِيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ الجَرِّ بحَرْفِ الجَرِّ. و "الرَّسُولِ" مجرورٌ على البَدَلِ مِنِ اسْمِ الْإِشارَةِ، وَالتَّقْديرُ: أَيُّ شَيْءٍ ثَابِتٍ لِهَذَا الرَّسُولِ. وهَذِهِ الْجُمْلَةُ الِاسْمِيَّةُ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ مَقُولُ القولِ لِـ "قَالُوا". وقَدْ جاءَتِ اللَّامُ الجارَّةُ مِنْ "مَا لِ هَذا" مَفْصُولَةً عَنْ مجرورِها "هَذَا" فِي الْمُصْحَفِ، خَارِجَةً عَنْ أَوْضَاعِ الْخَطِّ الْعَرَبِي، وَخَطُّ الْمُصْحَفِ سُنَّةٌ لَا تُغَيَّرُ كما قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ.
قولُهُ: {يَأْكُلُ الطَّعَامَ} يَأْكُلُ: فعلٌ مُضارِعٌ مَرْفوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، وفاعِلُهُ مُسْتَتِرٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ (هُوَ) يَعُودُ عَلَى "الرَّسُولِ" صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. وَ "الطَّعَامَ" مَفْعُولُهُ مَنْصوبٌ بِهِ. وَالْجُمْلَةُ الْفِعْلِيَّةُ هَذِهِ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ عَلَى الْحالِ مِنِ اسْمِ الْإِشارَةِ "ذا"، وَالْعَامِلُ فِي هَذا الْحاِل هُوَ الِاسْتِقْرَارُ العامِلُ فِي الْجَارِّ، أَوِ الْجَارُّ نَفْسُهُ.
قوْلُهُ: {وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ} الوَاوُ: لِلْعَطْفِ، وَ "يَمْشِي" فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، وعلامَةُ رفعِهِ ضمَّةٌ مُقدَّرَةٌ على آخِرِهِ لِثِقَلِها على الياءِ. وَفَاعِلُهُ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فِيهِ جَوَازًا تقديرُهُ (هُوَ) يَعُودُ عَلَى "الرَّسُولِ" صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. و "فِي" حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "يَمْشِي". و "الْأَسْوَاقِ" مجرورٌ بِحَرْفِ الجَرِّ. وَالْجُمْلَةُ الْفِعْلِيَّةُ هَذِهِ مَعْطُوفَةٌ عَلَى جُمْلَةِ "يَأْكُلُ"، على كونِها فِي مَحَلِّ النَّصْبِ عَلَى الْحالِ مِنِ اسْمِ الْإِشارَةِ "ذا".
قَوْلُهُ: {لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ} لَوْلَا: حَرْفُ تَحْضِيضٍ بِمَعْنَى "هَلَّا". و "أُنْزِلَ" فِعْلٌ مَاضٍ مُغَيَّرُ الصِّيغَةِ مَبْنيٌّ للمجهولِ، مَبْنِيٌّ على الفتْحِ. و "إِلَيْهِ" إلى: حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "أُنْزِلَ"، والهاءُ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجَرِّ بحرفِ الجَرِّ. و "مَلَكٌ" نَائِبٌ عَنْ فَاعِلِهِ مَرْفوعٌ، وَالْجُمْلَةُ الْفِعْلِيَّةُ هَذِهِ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ على كونِها مَقُولَ الْقَوْلِ لِـ "قَالُوا".
قولُهُ: {فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا} الفاءُ: للعَطْفِ والتَّسَبُّبِ. و "يَكُونَ" فِعْلٌ مُضَارِعٌ نَاقِصٌ، مَنْصُوبٌ بِـ "أَنْ" مُضْمَرَةٍ وُجُوبًا، بَعْدَ الْفَاءِ السَّبَبِيَّةِ الْوَاقِعَةِ فِي جَوَابِ التَّحْضِيضِ. واسْمُ "كانَ" ضَمِيرٌ مُسْتتِرٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ (هُوَ) يَعُودُ عَلَى مَلِكِ. و "مَعَهُ" منصوبٌ على الظَّرْفِيَّةِ الِاعْتِبارِيَّةِ، متعلِّقٌ بِحالٍ مِنْ "نَذِيرًا"، وهوَ مُضافٌ، والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ في محَلِّ الجَرِّ بالإِضافةِ إلَيْهِ. و "نَذِيرًا" خَبَرُ "يَكونَ". والْجُمْلَةُ مِنْ كان واسْمِها وَخَبَرِهَا صِلَةُ "أَنْ" الْمُضْمَرَةِ، فليسَ لها مَحَلٌّ من الإِعْراب. و "أَنْ" مَعَ صِلَتِهَا، فِي تَأْويلِ مَصْدَرٍ مَعْطٌوفٍ عَلَى مَصْدَرٍ مُتَصَيَّدٍ، مِنَ الْجُمْلَةِ الَّتِي قَبْلَهَا، مِنْ غَيْرِ سَابِكٍ لِإصْلاحِ المْعْنَى، والتَّقْديرُ: هَلَّا يَكُنْ إِنْزَالُ مَلَكٍ إِلَيْه فَكَونُهُ نًذيرًا مَعَهُ.