روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 المَوْسُوعَةُ القُرْآنِيَّةُ فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيمِ سورة النّور الآية: 24

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
المَوْسُوعَةُ القُرْآنِيَّةُ      فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيمِ سورة النّور الآية:  24 Jb12915568671



المَوْسُوعَةُ القُرْآنِيَّةُ      فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيمِ سورة النّور الآية:  24 Empty
مُساهمةموضوع: المَوْسُوعَةُ القُرْآنِيَّةُ فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيمِ سورة النّور الآية: 24   المَوْسُوعَةُ القُرْآنِيَّةُ      فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيمِ سورة النّور الآية:  24 I_icon_minitimeالإثنين يناير 10, 2022 5:02 pm

يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
(24)
قولُهُ ـ تَعَالى شَأْنُهُ: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ} لَقَدْ خَلَقَكَ اللهُ ـ جَلَّتْ قُدْرَتُهُ، يا أَيُّها الإِنْسانُ في هَذِهِ الحَيَاةِ مِنْ لَحْمٍ وَدَمٍ، جِسْمًا مُؤَلَّفًا مِنْ أَعْضَاءَ، هِيَ كُلُّها مُشَكَّلةٌ مِنْ لَحْمٍ وَدَمٍ، فَكَانَ مِنْهَما العَصَبُ والعظْمُ وغيرُ ذلكَ، وَأَعَدَّ كُلَّ عُضْوٍ مِنْ هَذِهِ الأَعْضَاءِ بِحَيْثُ يَسْتَطِيعُ القِيَامَ بِالمُهِمَّةِ المُنَاطَةِ بهِ على أَكْمَلِ وجْهٍ. فَأَعَدَّ الرِّجْلَ للمَشْيِ واللَّسَانَ للنُّطْقِ وَبَلْعِ الطَّعَامِ وتَقْلِيبِهِ في تَجْويفِ الفَمِ، وأَعَدَّ العَيْنَ لِلْإِبْصَارِ، وَالْيَدَ لمُمَارَسَةِ مَا لَا يكادُ يُحْصَى مِنَ الأَعْمَالِ، وَمَكَّنَكَ مِنْ التَّصَرُّفِ بِبَعْضِ هَذِهِ الأَعْضَاءِ، بِأَنْ أَسْلَمَ إِلَيْكَ أَمْرَ قيادَتِها وَالْتَّحَكُّمِ بِحَرَكَتِهَا، وَذَلِكَ بِأَنْ يُصْدِرَ مُخُّكَ لَهَا الأَمْرَ بِالتَّحَرُّكِ وَالعَمَلِ، فَتَتَحَرَّكُ وَتَعْمَلَ، لِكِنْ دُونَ عِلْمٍ مِنْكَ بِكَيْفِيَّةِ عَمَلَهَا، وَمَا زَالَ العِلْمُ ـ مَعَ كُلِّ تَطَوُّرِهِ، يَجهَلُ أَضْعافَ أَضْعافِ ما يَعْلَمُ عَنْ ذَلِكَ، فَأَنْتَ لَا تَعْلمَ كَمْ عَصَبٍ، وَكَمْ عَضَلَةٍ تَتَحَرُّكُ لِتَتَلَفَّظَ بِحَرْفٍ وَاحِدٍ مِمَّا تَنْطِقُ بِهِ، وَلَا كَيْفَ تَمْتَدُّ هَذِهِ الأَعْصَابُ والعَضَلَاتُ وَتَتَقَلَّصُ، وَتَنْقَبِضُ وَتَنْبَسِطُ، لِتَدْفَعَ الكمِيَّةَ المُنَاسِبَةَ مِنَ الهَوَاءَ المُنْدَفِعِ مِنَ الرِّئَتَيْنِ، فَتَهُزَّ الحِبَالَ الصَّوتيَّةَ، وَتَتَحَكَّمَ بِتَمَوْضُعِ اللِّسَانِ مَا بَيْنَ الحَلْقِ وَالشَّفَتَيْنِ، وحركَةِ الشِّفاهِ والفكَّينِ بالكَيفيَّةِ المناسِبَةِ لِخُروجِ كُلِّ حرفٍ مِنَ الأحرُفِ التي يختارُها المُخُّ للنُطْقِ بهَذِهِ الكَلمةِ أَوْ تِلْكَ، الأمْرُ الَّذي يَعْجِزُ المَخلوقُ عَنْ تنظيمِهِ والتَّحَكُّمِ فيهِ، وَمِثْلُ هذا الكلامِ يُقَالُ في عَمَلِيَّةِ الإبْصَارِ وتَشَكُّلِ الصُّورِ وتحليلِها وتركيبِها بحيثُ يدْركُ المُخُّ كُنْهَها والغايةَ منها وَيُصْدِرُ الأَمْرَ لمَنْ هُوَ مُختَصٌّ مِنَ الأعضاءِ بالتعامُلِ المُناسِبِ معها، وكذلكَ السَّمْعُ، وَغَيْرِهُ. وَهَذا يُذَكِّرُنا بِقَوْلِهِ ـ تَعَالَى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} الآيَةَ: 96، مِنْ سُورَةِ الصَّافَّاتِ. فَإِنَّ مَا يَصْدُرُ عَنْ هَذِهِ الأعْضَاءِ مِنْ عَمَلٍ إنَّما هُوَ مِنْ خَلْقِ اللهِ الَّذي خلَقَهَا نَفْسَهَا، وَلَيْسَ لَكَ أَنْتَ سِوَىَ الاخْتِيَارِ وَالنِّيَّةِ وَتَوَجُّهِ إِرَادَتِكَ بِالْعَمَلِ وَحَسْبُ، وَهَذَا الذي سَوْفَ تُسْألُ عَنْهُ، وتُحَاسَبُ عَلَيْهِ، وَلِذَلِكَ قَالَ نبيُّنا المُصْطَفَى ـ عَلَيْهِ وآلِهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: فِيمَا رَوَاهُ عنْهُ أَميرُ المُؤْمِنينَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ وَأَرْضاهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, يَقُولُ: ((إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ)). أَخْرَجَهُ الأئمَّةُ ـ رَحَمَهُمُ اللهُ وَرَضِيَ عَنْهُمْ: مَالِكٌ في مُوَطَّئِهِ: (ص: 338، رقم: 983)، وَأَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ: (1/25، رقم: 168)، والبُخاري في صَحيحِهِ: (1/3، رقم: 1)، وَمْسْلم في صحيحِهِ: (3/1515، رقم: 1907)، والتِّرْمِذِي في جامِعِهِ: (4/179، رقم: 1647) وقالَ: حَديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ، وَأَبُو دَاوُدَ في سُنَنِهِ: (2/262، رقم: 2201)، والنَّسائيُّ: (6/158، رقم: 3437)، وَابْنُ مَاجَهْ: (2/1413، رقم: 4227). وَغيرُهُم كَثِيرٌ مِنْ أَئمَّةِ الحَديثِ. وَقَالَ الإِمامُ الشَّافعيُّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: هَذَا الحَديثُ ثُلُثُ الإِسْلَامِ.
ولاحَظْ مَعِي أَخي الكَريمَ اسْتِعْمَالَهُ ـ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، أَدَاةَ الحَصْرِ "إِنَّما" مَرَّتَيْنِ في هَذَا الحَديثِ الشَّريفِ، فَالْأُولَى حَصَرَتِ العَمَلَ بالنِّيَّةِ فيهِ، والثَّانِيَّةُ حَصَرَتْ حَظَّكَ مِنْ هَذَا العَمَلِ، وَنَصيبَكَ وَجَزَاءَكَ، بِنَيَّتِكَ وَلَيْسَ بالعَمَلِ بالذّاتِ.
وأمَّا مَا يَتَعَلَّقُ بِحَياتِكَ مِنْ حَيْثُ تَوْقُّفُها أَوِ اسْتِمْرارُهَا، كَعَمَلِيَّةِ التَّنَفُّسِ، وَعَمَلِ عَضَلَاتِ الْقَلْبِ، وَتَدَفُّقِ الدَّمِ في الأَوْرِدَةِ وَالشَّرايِينِ، وَعَمَل الغِدَدِ المُخْتَلِفَةِ وَالْكِلَى، فَقَدْ أَبْقَاهَا اللهُ بِيَدِهِ كَلَّها، لِأَنَّهُ هُوَ الَّذي حَدَّدَ لَكَ مُدَّةَ حَيَاتِكَ، وَلِأَنَّ عَمَلَ هَذِهِ الأَعضَاءِ يَحْتَاجُ إِلَى اسْتمرارِ الإِمْدَادِ والمُراقبةِ دونَ أَيِّ تقصيرٍ أَوْ غفلةٍ أَوْ سَهْوٍ أَوْ نِسْيانٍ لأَنَّ أَيْ أَمْرٍ مِنْ هَذا القَبِيلِ يجعَلُ هَذِهِ الأَجْهِزَةَ تَتَوَقَّفُ عَنِ العَمَلَ، فتتوقَّفَ الحياةُ، وَلِذَلِكَ فقد أَبْقَى اللهُ ـ تَعالى، أَمْرَ هَذِهِ الأَعْضَاءِ في يَدِهِ وَحْدَهُ لِضَمَانِ بَقَائكَ عَلى قَيْدِ الحَيَاةِ المُدَّةَ الَّتي حَدَّدَهَا لَكَ. وَمَا كانَ أَمْرُ حَرَكَتِهِ في يَدِ اللهِ ـ تباركَ وَتَعَالَى، فَلَسْتَ مَسْؤولًا عَنْهُ ولا عَنْ عَمَلِهِ.
ناهِيكَ عَنْ عَمَلِيَّاتِ الشَّمِّ أَوِ الهَضْمِ، أَوِ الإبْصَارِ، أَوْ تَشَكُّلِ الأَجِنَّةِ فِي الأَرْحَامِ، أَوْ عَمَلِ المُخِّ وَالفِكْرِ وَالإِدْرَاكِ، أَوِ الإِحِسَاسِ العَوَاطِفِ، كَالحُبِّ وَالكُرْهِ، والمَيْلِ وَالنُّفُورِ، وَالْفَرَحِ وَالحُزْنِ، وَالسُّرُورِ والاكْتِئَابِ، والرِّضا والغَضّبِ، وَغَيْرِهَا مِنْ أَعْمَالٍ هِيَ في غَايَةِ التَّعْقِيدِ، وممَّا نُسِبَ إلى أميرِ المُؤمنينَ علِيٍّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: دَوَاؤُكَ فِيكَ وَمَا تَشْعُرُ ................................. وَدَاؤُكَ مِنْكَ وَمَا تَنْظُرُ
وَتَحْسَبُ أَنَّكَ جِرْمٌ صَغِيرٌ ........................... وَفِيكَ انْطَوَى الْعَالَمُ الْأَكْبَرُ
وَأَنْتَ الْكِتَابُ الْمُبِينُ الَّذِي ............................. بِأَحْرُفِهِ يَظْهَرُ الْمُضْمَرُ
وَهَذا إِنَّما هُوَ الشَّأْنُ في الدُّنْيَا، أَمَّا شأْنُ الآخرَةِ فَإِنَّ أَمْرَ قِيَادَةِ أَعْضَائكَ كُلِّها، والهَيْمَنَةِ عَلَيْها، كُلُّ ذلِكَ للهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ، وَحْدَهُ فإِذا صَدَرَ الأَمْرُ مِنْهُ إِلى اللِّسانِ، أَوِ اليَدِ أَوِ الرِّجْلِ، أَوِ العَيْنِ، أَوِ الفَرْجِ، أَوْ أَيِّ عُضْوٍ مِنَ لأعضاءِ، بأَنْ يَتَكَلَّمَ كَمَا يَأْمُرُهُ اللهُ بِهِ فسوفَ يَتَكلَّمَ، أَوْ يُبْصِرَ أَبْصَرَ، وَهَكَذَا وَلَيْسَ لَكَ أَيُّها الإِنْسانُ إِلَّا أَنْ تُسَلِّمَ وَتُصَدِّقَ وَتُذْعِنَ، لِأَنَّهُ لَا مُلْكَ هُنَالِكَ إِلَّا لَهُ ـ سُبْحَانَهُ، كَمَا قَالَ في الآيَةِ: 16، مِنْ سُورَةِ غافِر: {لِمَنِ المُلْكُ الْيَوْمَ للهِ الوَاحِدِ القَهَّارِ}.
لَقَدْ كانَ لَكَ أَيُّها الإنسانُ بَعْضُ التَّمَلُّكِ في الدُّنيا، وكانَ لكَ بَعْضُ السَّيطَرةِ على أَعْضائِكَ، في حَياتِكَ الدُّنيا أَمَّا في الآخِرةِ فَلَيْسَ لَكَ مُلْكُ شَيْءٍ وَلَا هَيمَنَةَ لَكَ عَلَى شَيْءٍ، وَلَا تَسْتَطيعُ التَّحَكُّمَ في شَيْءٍ مِنْها، وَلَا الاعْتِراَضَ عَلَى شَيْءٍ صَدَرَ عَنْها، يَأْمُرُ اللهُ يَدَكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ عَمَّا عَمِلَتْهُ في الدُنيا فَتَتَكَلَّمُ، وكَذلكَ رِجْلُكَ وَلِسَانُكَ وَعَيْنَكَ وفرجُكَ وسائِرُ أَعْضائكَ، فَلَا تَسْتَطِيعُ تَكْذيبَها وَلَا مَنْعَهَا، وَلَيْسَ لَكَ أَنْ تَأْمُرَهَا أَوْ تَعْتَرِضَ عَلَيْها لِأَنَّكَ لَا تَمْلُكُ شَيْئًا هُنَالِكَ، وَلَا تُهَيْمِنُ عَلَى شَيْءٍ. فلسَ أَمامَكَ إلَّا أَنْ تُذْعِنَ وَتُقِرَّ وَتَعْتَرِفَ.
قولُهُ: {بِمِا كَانُوا يَعْمَلُونَ} يُقالُ: إِنَّ الجارِحَةَ مِنْ جَوارِحِ الإِنْسانِ حِينَ تَقُومُ بأَيِّ عَمَلٍ مِنَ الأَعْمالِ، يُلْتَقَطُ لَهَا صُورَةٌ تُسَجِّلُ عَلَيْها مَا عَمِلَتْهُ، فإِنَّ نُطْقَهَا يَوْمَ القِيَامَةِ يكونُ بِأَنْ تُظْهَرَ هَذِهِ الصُّوَرُ الَّتي سَبَقَ أَنِ الْتُقِطَتْ لَهَا. وَاللهُ أَعْلَمُ.
قولُهُ تَعَالى: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا} يَوْمَ: مَنْصُوبٌ عَلَى الظَّرْفيَّةِ الزَّمانِيَّةِ، مُتَعَلِّقٌ بِالِاسْتِقْرَارِ الَّذي تَعَلَّقَ بِهِ الجَارُّ مِنْ قَوْلِهِ: "وَلَهُمْ" وَالتَّقْديرُ: عَذَابٌ عَظيمٌ كَائِنٌ لَّهُمْ، يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ، وَيَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِالمَصْدَرِ "عَذَابٌ"، لِأَنَّهُ يُتَوَسَّعُ فِي الظُّرُوفِ مَا لَا يُتَوَسَّعُ في غَيْرِهَا. و "تَشْهَدُ" فِعْلٌ مُضَارِعٌ مرْفوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ النَّاصِبِ والجازِمِ. و "عَلَيْهِمْ" عَلَى: حَرْفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "تَشْهَدُ"، والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجرِّ بحرْفِ الجَرِّ، والميمُ: علامَةُ جَمْعِ المُذَكَّرِ. و "أَلْسِنَتُهُمْ" فَاعِلُهُ مَرْفوعٌ بِهِ، وهوَ مُضافٌ، والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إلَيْهِ، والميمُ: علامَةُ جَمْعِ المُذَكَّرِ. و "أَيْدِيهِمْ" وَ "أَرْجُلُهُمْ" مَعْطوفانِ عَلَى "أَلْسِنَتُهُمْ" ولهُما مِثْلُ إعرابِهِ. و "بِمَا" الباءُ: حرفُ جَرٍّ، متعلق بـ "تَشْهَدُ"، وَ "ما" اسْمٌ موصولٌ مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ الجَرِّ بحرفِ الجرِّ. وَالْجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ في مَحَلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إِلَيْهِ لِـ "يَوْمَ".
قولُهُ: {كَانُوا} فَعْلٌ ماضٍ ناقِصٌ، مبنيٌّ لى الضَّمِّ لاتِّصالِهِ بِواو الجَماعةِ، وواوُ الجَماعةِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مَبْنِيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ على كونِهِ اسْمًا لـ "كانَ"، والأَلِفُ فارقةٌ. وَجُمْلَةُ "يَعْمَلُونَ" خَبَرُ كانَ في محلِّ النَّصْبِ. وَجُمْلَةُ "كان" مِنِ اسْمِها وخبرِها صِلَةُ "ما" المَوْصُولَةِ لا محلَّ لها منَ الإعرابِ، وَالعَائِدُ مَحْذُوفٌ، والتَّقْديرُ: بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَهٌ.
قوْلُهُ: {يَعْمَلون} فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرفوعٌ لتجَرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، وَعَلَامَةُ رفعِهِ ثَبَاتُ النُّونِ في آخِرِهِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعالِ الخَمْسَةِ، وَوَاوُ الجَمَاعَةِ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ، مَبْنيٌّ عَلى السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بالفاعِليَّةِ. والجُمْلَةُ الفعليَّةُ هَذِهِ في محَلِّ النَّصْبِ على كونِها خَبَرًا لـ "كانوا".
قرأَ العامَّةُ: {يَوْمَ تَشْهَدُ} بالتَاءِ مُرَاعاةً لِلَّفْظِ، وَقَرَأَ الأَخَوَانِ "حمزةُ" و "الكِسائيُّ": "يَشْهَدُ" بالياءِ مِنْ تَحْتُ؛ لِأَنَّ التَأْنِيثَ هنا مجَازِيٌّ، وَقَدْ وَقَعَ الفَصْلُ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المَوْسُوعَةُ القُرْآنِيَّةُ فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيمِ سورة النّور الآية: 24
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: