روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 18

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 18 Jb12915568671



الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 18 Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 18   الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 18 I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 01, 2021 3:48 am

وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ
(18)
قولُهُ ـ تَعَالَى شَأْنُهُ: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُوَزَّعًا بِتَقْديرِ العَلِيمِ الحَكِيمِ، بِحَيْثُ تَكْفِي لِلشُّرْبِ وَسَقْيِ الزُّرُوعِ، وَلِإِحْداثِ التَّوَازُنِ الحَرَارِيِّ المُنَاسِبِ فِي كَوْكَبِكم، وَذَلِكَ جَلْبًا لِمَنَافِعِكمْ وَدَفْعًا لِلمَضَارِّ عَنْكُمْ.
وَقَدْ بَيَّنَ ـ تَعَالَى، كَيْفَ يُنْزِلُ الْمَاءَ مِنَ السَّمَاءِ فقَالَ مِنْ سُورَةِ النُّورِ: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} الآيَةَ: 43، فَالْوَدْقُ هُوَ الْمَطَرُ، وَيَخْرُجُ مِنْ خِلَالِ السَّحَابِ الَّذِي هُوَ الْوِعَاءُ الَّذِي يَحْوِي الْمَاءَ.
وَبَيَّنَ في الآيةِ: 57، مِنْ سُورةِ الأَعْرافِ أَنَّ السَّحَابَةَ تَمْتَلِئُ مِنَ الْمَاءِ حَتَّى تَكُونَ ثَقِيلَةً لِثِقَلِ الْمَاءِ الْذي تَحْمِلُهُ فقَالَ: {حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ}. وَقَالَ أَيْضًا في الآيةِ: 12، مِنْ سُورةِ الرَّعْدِ: {وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ}، فَـ "الثِقَالَ" جَمْعُ ثَقِيلَةٍ، وثِقَلُها إِنَّما هوَ بثقَلِ الماءِ الَّذي تَحْمِلُهَ.
وَهَذا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ اللهَ ـ تَبَاركَتْ أَسْماؤهُ، يَجْمَعُ الْمَاءَ فِي الْسَّحابِ ثُمَّ يُخْرِجُهُ مِنْ خِلَالِ ثُقُوبٍ وَفُرُوجٍ فيهِ، وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُهُ وَيُصَرِّفُهُ ويوزِّعُه عَلَى أَرْضِهِ وَبَيْنَ خَلْقِهِ كَيْفَ يَشَاءُ، وَقَدْ يُكْثِرُهُ فِي بِلَادٍ سَنَةً، فَيَكْثُرَ فِيهَا الْخِصْبُ عَلَى مَنْ فَيهَا، وَتَتَزَايَدَ عَلَيهِمُ النِّعَمُ، لِيَبْتَلِيَهَمْ أَيَشْكُرونَهُ على نِعَمِهِ أَمْ يَكْفُرُونَ، وَيُقِلُّهُ عَلَيْهِمْ بَعْضَ السِّنِينَ، فَتُجدِبُ أَرضُهُمْ، وَلَا تَنْبُتُ زُرُوعُهُمْ، وَلَا تُثْمِرُ أَشْجَارُهُمْ، وَتَهْلِكُ مَوَاشِيهِمْ، لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ وَيَتُوبُونَ، وَيُقلِعونَ عَنْ كُفْرِهِمْ وَضَلَالِهِم ومَعَاصيهِم.
وَقَدْ بيَّنَ بقولِهِ: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ} الآيةَ: 50، مِنْ سُورةِ الفُرْقانِ أَنَّهُ تَعَالَى، هُوَ مُصَرِّفُ الْمَاءِ، وَمُنَزِّلُهُ حَيْثُ شَاءَ كَيْفَ شَاءَ. وَجاءَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الصُّبْحَ بِالْحُدَيْبِيَةِ فِي أَثَرِ السَّمَاءِ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: ((هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟)) قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: ((قَالَ أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي، وَكَافِرٌ بِي: فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ)). أَخْرَجَهُ الأئمَّةُ: أَحْمَدٌ: (4/117، رقم: 17102)، والبُخَارِيُّ: (1/290، رقم: 810)، وَمُسْلِمٌ: (1/83، رقم: 71)، والنَّسَائيُّ: (1/562، رقم: 1833). وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا: الشافعيُّ: (1/80)، وأَبو داودَ: (4/16، رقم: 3906)، وابْنُ حِبَّانَ: (1/417، رقم: 188)، وأَبُو عُوَانَةَ: (1/26)، والبَيْهَقِيُّ: (3/357، رقم: 6243). واللَفْظُ لِمُسْلِمٍ ـ رَحِمَهُ اللهُ تعالى. وَلَا شَكَّ أَنَّ مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِبُخَارِ كَذَا مُسْنِدًا ذَلِكَ لِلطَّبِيعَةِ، أَنَّهُ كَافِرٌ بِاللهِ مُؤْمِنٌ بِالطَّبِيعَةِ وَالْبُخَارِ، وَقد كانَ الْعَرَبُ يَزْعُمُونَ أَنَّ بَعْضَ الْمَطَرِ أَصْلُهُ مِنَ الْبَحْرِ، إِلَّا أَنَّهُمْ يُسْنِدُونَ فِعْلَ ذَلِكَ لِلْفَاعِلِ الْمُخْتَارِ ـ جَلَّ وَعَلَا، وَمِنْ أَشْعَارِهِمْ فِي ذَلِكَ قَوْلُ طَرَفَةَ بْنِ الْعَبْدِ:
لَا تَلُمْنِي إِنَّهَا مِنْ نِسْوَةٍ ..................... رُقَّدِ الصَّيْفِ مَقَالِيَتٍ نُزُرْ
كَبَنَاتِ الْبَحْرِ يَمْأَدْنَ إِذَا ............... أَنْبَتَ الصَّيْفُ عَسَالِيجَ الْخُضَرْ
فَقَوْلُهُ: بَنَاتُ الْبَحْرِ يَعْنِي: الْمُزْنَ الَّتِي أَصْلُ مَائِهَا مِنَ الْبَحْرِ. وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ:
سَقَى أُمَّ عَمْرٍو كُلَّ آخِرِ لَيْلَةٍ .................. حَنَاتِمُ غُرٌّ مَاؤُهُنَّ ثَجِيجُ
شَرِبْنَ بِمَاءِ الْبَحْرِ ثُمَّ تَرَفَّعَتْ ............... مَتَى لُجَجٌ خُضْرٌ لَهُنَّ نَئِيجُ
وَهكذا نَرَى أَنَّ القولَ بِأَنَّ الأَمْطَارَ مَصدرُها الغُيُومُ، وأَنَّ الغيومَ تتشَكَّلُ مِنَ البُخَارِ المُتَصاعِدِ مِنَ البحارِ لَيْسَ ممَّا قالَ بهِ علماءُ الطبيعةِ حَدِيثًا وإنَّما هوَ قديمٌ كانَ يعرِفُهُ العَرَبُ وهمُ الأمَّةُ الأُمِّيَّةُ.
ولَا شَكَّ أَنَّ خَالِقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ـ جَلَّ وَعَلَا، هُوَ مُنَزِّلُ الْمَطَرِ بالْقَدْرِ الَّذِي يَشَاءُ، عَلَى مَنْ يشاءُ، وَقْتَ يشاءُ، وَكَيْفَ يَشَاءُ. فَسُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا.
وَبَيَّنَ أَيْضًا أَنَّهُ مَعَ إِنْعَامِهِ عَلَى عَامَّةِ الْخَلْقِ بِإِنْزَالِ الْمَطَرِ عليهِمْ بِالْقَدْرِ الْذي يُصْلِحُ شَأْنَهُمْ، ويلبِّي حاجَتَهُمْ، وَإِسْكَانِهِ ماءَ المَطَرِ وإقرارهِ فِي الْأَرْضِ لِيَشْرَبُوا مِنْهُ هُمْ وَأَنْعَامُهُمْ، وَيَنْتَفِعُوا بِهِ بإرواءِ مَزروعاتِهِم، أَبَى أَكْثَرُهُمْ إِلَّا أنْ يَكْفُرُوا بِهِ، فقَالَ مِنْ سورةِ الفُرقانِ: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا * لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا * وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا} الآيات: (48 ـ 50). وَمِنْ جُمْلَةِ الذينَ أَبَوا "إِلَّا كُفُورًا" مَنْ يَزْعُمُونَ أَنَّ الْمَطَرَ لَمْ يُنَزِّلْهُ فَاعِلٌ مُخْتَارٌ، وَإِنَّمَا نَزَلَ مِنْ تلقاءِ نَفْسِهِ بِحسَبِ القَوَانِينِ التي فَرَضَتْها الطَبِيعَةُ، فَالْمُنَزِّلُ لَهُ عِنْدَهُمْ: هُوَ الطَّبِيعَةُ، وَأَنَّ طَبِيعَةَ الْمَاءِ التَّبَخُّرُ، إِذَا تَكَاثَرَتْ عَلَيْهِ دَرَجَاتُ الْحَرَارَةِ مِنَ الشَّمْسِ أَوْ الِاحْتِكَاكِ بِالرِّيحِ، وَأَنَّ ذَلِكَ الْبُخَارَ يَرْتَفِعُ بِطَبِيعَتِهِ، ثُمَّ يَجْتَمِعُ، ثُمَّ يَتَقَاطَرُ، وَأَنَّ تَقَاطُرَهُ ذَلِكَ أَمْرٌ طَبِيعِيٌّ لَا فَاعِلَ لَهُ. فَيُنْكِرُونَ نِعْمَةَ اللهِ فِي إِنْزَالِهِ، وَيُنْكِرُونَ دَلَالَةَ إِنْزَالِهِ عَلَى قُدْرَةِ مُنَزِّلِهِ، وَوُجُوبِ الْإِيمَانِ بِهِ، وَاسْتِحْقَاقِهِ لِلْعِبَادَةِ وَحْدَهُ، فَهَؤُلَاءِ هُمُ الذينَ عَناهمُ اللهُ بقَوْلِهِ: {فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا}.
وَفِي إِنْزَالِهِ ـ تَعَالى الْمَطَرَ دَلَالَةٌ واضِحةٌ عَلَى سَعَةِ عِلْمِهِ وَعظيمِ قُدْرَتِهِ ـ تباركَتْ أَسْماؤهُ، وَإِنْزَالُ الْمَاءِ إِسْقَاطُهُ مِنَ السُّحُبِ عَلَى السُّهُولِ وَالْجِبَالِ مَاءً وَثَلْجًا وَبَرَدًا.
وقيلَ المُرادُ بإنزالِ الماءِ مِنَ السَّماءِ، الأَنْهَارُ الكُبرى في الأَرْضِ وَهِيَ أَرْبَعَةٌ، أُنْزِلَتْ مِنَ الجَنَّةِ: دِجْلَةُ وَالفُرَاتُ وَسِيحَانُ وجِيحانُ.
وَقِيلَ بَلْ هيَ خَمْسَةٌ: سَيْحُونُ نَهْرُ الهِنْدِ، وَجَيْحونُ نَهْرُ بَلْخٍ، ودِجْلَةُ وَالفُرَاتُ نَهْرا العِراقِ، وَالنِّيلُ نَهْرُ مِصْرَ، أَنْزَلَهَا اللهُ ـ تَعَالَى، مِنْ عَيْنٍ وَاحِدَةٍ مِنْ عُيُونِ الجَنَّةِ، فاسْتَوْدَعَهَا الجِبَالَ، وَأَجْرَاهَا فِي الأَرْضِ، وَجَعَلَ فِيهَا مَنَافِعَ للنَّاسِ في أَلْوَانِ حياتِهِمْ، وفنونِ مَعَايِشِهِمْ.
فقد أَخْرَجَ ابْنُ مِرْدُوَيْهِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنِ الخَطِيبِ البغداديُّ فِي أَوَّلِ (تاريخِ بَغْدَادَ) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُما، عَنِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: ((أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الجَنَّةِ إلَى الأَرْضِ خَمْسَةَ أَنْهَارٍ: سَيْحُونَ: وَهُو نَهْرُ الهِنْدِ، وجَيْحُونَ: وَهُوَ نَهْرُ بَلْخَ، ودِجْلَةَ والفُرَاتَ: وَهُمَا نَهَرَا العِرَاقِ، والنِّيلَ: وَهُوَ نَهْرُ مِصْرَ، أَنْزَلَهَا اللهُ ـ تَعَالَى، مِنْ عَيْنٍ وَاحِدَةٍ مِنْ عُيُونِ الجَنَّةِ، مِنْ أَسْفَلِ دَرَجَةٍ مِنْ دَرَجَاتِهَا، عَلَى جَنَاحَيْ جِبْرِيلَ، فَاسْتَوْدَعَهَا الجِبَال، وَأَجْرَاهَا فِي الأَرْضِ، وَجَعَلَ فِيهَا مَنَافِعَ لِلنَّاسِ فِي أَصْنَافِ مَعَايِشِهِمْ. فَذَلِكَ قَوْلُهُ ـ تَعَالَى: "وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأَرْضِ"، فَإذَا كَانَ عِنْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، أَرْسَلَ اللهُ ـ تَعَالَى، جِبْرِيلَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَرَفَعَ مِنَ الأَرْضِ القُرْآنَ، وَالْعِلْمَ كُلَّهُ، وَالْحَجَرَ مِنْ رُكْنِ البَيْتِ، وَمَقَامَ إبْرَاهِيمَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَتَابُوتَ مُوسَى ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ، بِمَا فِيهِ، وَهَذِهِ الأَنْهَارَ الخَمْسَةَ، فَيَرْفَعُ ذَلِكَ كُلَّهُ إلَى السَّمَاءِ؛ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: "وَإِنَّا على ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ"، فَإذَا رُفِعَتْ هَذِهِ الأَشْيَاءُ مِنَ الأَرْضِ، فَقَدَ أَهْلُهَا خَيْرَ الدِّينِ وَالدُّنْيَا)). وَفِي رِوَايَةٍ: "خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ". فَإنْ صَحَّ هَذَا الحَديثُ، فَلَا كلامَ لِأَحَدٍ مَعَهُ ولا نَظَرَ، وَنَقَلَ هَذَا الحَديثَ ابْنُ العَرَبِيِّ أَيْضًا فِي "أَحْكامِهِ" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ، ثُمَّ قَالَ في آخِرِهِ: وَهَذَا جَائِزٌ فِي الْقُدْرَةِ إِنْ صَحَّتْ بِهِ الرِّوَايَةُ.
وَنَقَلَ العلامَةُ الأَلوسِيُّ في تفسيرِهِ أَنَّ مُعْظَمَ الفَلَاسِفَةِ يَزْعُمُونَ أَنَّ ذَلِكَ المَاءَ هوَ مِنِ تحوُّلِ البُخَارِ المُحْتَبَسِ فِي الأَرْضِ إلى مَاء إِذَا مَالَ إِلَى جِهَةٍ مِنْهَا وَبَرَدَ، وَلَيْسَ لِمَاءِ المَطَرِ دَخْلٌ فِيهِ، وَكَوْنُهُ مِنَ السَّمَاءِ بِاعْتِبَارِ أَنَّ لِأَشِعَةِ الكَوَاكِبِ الَّتِي فِيهَا مَدْخَلًا فِيهِ مِنْ حَيْثُ الفَاعِلِيَّةِ.
وقالَ ابْنُ سِينَا: هَذِهِ الأَبْخِرَةُ المُحْتَبِسَةُ فِي الأَرْضِ إِذَا انْبَعَثَتْ عُيُونًا أَمَدَّتِ البِحَارَ بِصَبِّ الأَنْهَارِ إِلَيْهَا، ثُمَّ ارْتَفَعَ مِنَ البِحَارِ وَالبَطائحِ وبُطُونِ الجِبَالِ ـ خَاصَّةً، أَبْخِرَةٌ أُخْرَى، ثُمَّ قُطِّرَتْ ثَانِيَةً إِلَيْهَا، فَقَامَتْ بَدَلَ مَا يَتَحَلَّلُ مِنْهَا عَلَى الدَّوْرِ دَائِمًا.
وَمَا فِي الآيَةِ يُؤَيِّدُ مَا ذَهَبِ إِلَيْهِ أَبُو البَرَكَاتِ البَغْدَادِيُّ مِنْهُمْ، فَقَدْ قَالَ فِي (المُعْتَبر): إِنَّ السَّبَبَ فِي العُيُونِ وَالقَنَوَاتِ، وَمَا يَجْرِي مُجْرَاهَا هوَ مَا يَسِيلُ مِنَ الثُّلوجِ وَمِياهِ الأَمْطَارِ لِأَنَّا نَجِدُهَا تَزيدُ بِزِيَادَتِهَا، وَتَنْقُصُ بِنُقْصانِهَا، وَإِنَّ اسْتِحَالَةَ الأَهْوِيَةِ وَالأَبْخِرَةِ المُنْحَصِرَةِ فِي الأَرْضِ لَا مَدْخَلَ لَهَا فِي ذَلِكَ، فإِنَّ بَاطِنَ الأَرْضِ فِي الصَّيْفِ أَشَدُّ بَرْدًا مِنْهُ فِي الشِّتَاءِ، فَلَوْ كَانَ ذَلِكَ سَبَبَ اسْتِحَالَتِهَا لَوَجَبَ أَنْ تَكونَ العُيُونُ وَالقَنَوَاتُ وَمِياهُ الآبَارِ فِي الصَّيْفِ أَزْيَدَ وَفِي الشِّتَاءِ أَنْقَصَ مَعَ أَنَّ الأَمْرَ بِخِلافِ ذَلِكَ عَلَى مَا دَلَّتْ عَلَيْهِ التَّجْرُبَةُ.
واخْتَارَ القاضِي حُسَيْنُ المُبيدِيُّ أَنَّ لِكُلٍّ مِنَ الأَمْرَيْنِ مَدْخَلًا، واعْتَرَضَ عَلَى دَلِيلِ أَبي البَرَكَاتِ بِأَنَّهُ لَا يَدُلُّ إِلَّا عَلَى نَفْيِ كَوْنِ تِلْكَ الاسْتِحَالَةِ سَبَبًا تَامًّا، وَأَمَّا عَلَى أَنَّهَا لَا دَخْلَ لَهَا أَصْلًا فَلَا. وَالحَقُّ مَا يَشْهَدُ لَهُ كِتَابُ اللهِ ـ تَعَالَى، فَهُوَ ـ سُبْحَانَهُ أَعْلَمْ بما خَلَقَ، وَكُلُّ مَا يَذْكُرُهُ الفَلَاسِفَةُ مِنْ هَذِهِ المَقَالَاتِ لَا دَلِيلَ لَهُمْ عَلَيْهِ يُفِيدَ اليَقِينَ، وإنَّما نَقَلْنَا هَذِهِ الآراءَ حتَّى لا يَظُنَّ ظانٌّ بِأَنَّ الحَدِيثَ عنْ كيفيَّةِ تشكُّلِ السَّحابِ، وتساقُطِ الأَمْطَارِ هُوَ ممَّا بحثَهُ العلمُ الحديثُ، وإِنَّما كانَ حَديثَ الأَقْدَمِينَ، وقدْ أَوْرَدْنَا فِيمَا تَقَدَّمَ ـ للتَدْليلِ عَلَى ذَلكَ، طَرَفًا مِنْ هَذَا الحَدِيثِ فِي الشِّعْرِ العَرَبِيِّ لِشَاعِرَيْنِ كبيرَيْنِ مِنْ شُعراءِ العَرَبيَّةِ في العَصْرِ الجاهليِّ، أَيْ قبلَ نزولِ القرآنِ الكريمِ على خاتَمِ الأنبياءِ والمُرْسَلَينَ سيِّدِنا محمدٍ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا، والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.    
قَوْلُهُ: {بِقَدَرٍ} أَيْ: أَنَّهُ ـ سُبْحانَهُ، قدْ أَنْزَلَ الماءَ عَلَى الأَرْضِ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ، لَا يَزيدُ فَيَغَطْي كُلَّ سَطْحِهَا فتَسْتحيلُ الحياةُ عَلَيْهَا، وَلَا يَقِلُّ فلا يَفِي بحاجَةِ مَنْ عليها مِنَ الكائناتِ الحَيَّةِ إِلَيْهِ. فَلَا يَكونُ طُوفانًا فَيُغْرِقَكُمْ وزروعَكم، ومَوَاشِيَكُمْ وَطُيُورَكم كما حدَثَ في طوفانِ نوحٍ ـ عليْهِ السلامُ، حيثُ انْعَدَمَتِ الحياةُ على الأرضِ إِلَّا ما كانَ معَ نوحٍ في السَّفينَةِ، ولذلكَ قالَ لَهُ: {فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ} الآيةَ: 27، مِنْ سُورةِ: المؤمنونَ، وَلَا يَكونُ جَدْبٌ وَعَطَشٌ وَجُوعٌ. وَإِنَّمَا أَنْزَلَهُ بِتَقْديرِ العزيزِ العَلِيمِ مُنَاسِبًا لِجَلْبِ المَنَافِعِ، وَدَفْعِ المَضَارِّ، كَمَا قالَ مِنْ سُورَةِ الحِجْرِ: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} الآيةَ: 21. والماءُ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الأشْياءِ الَّتي في خزائنِهِ ـ تَبَارَكَ وتَعَالَى، التي لا تَنْفدُ مَخزوناتُها، ولا تنقُصُ مهما نَزَّلَ منها.
فقدْ جاءتْ عبارةُ "الْقَدَرِ" هُنَا بمعنى التَّقْدِيرِ وَالتَّعْيِينِ لِلْمِقْدَارِ فِي الْكَمِّ وَفِي الدُّفْعَةِ، فَيَصِحُّ أَنْ يُحْمَلَ الكلامُ عَلَى ظاهِرِهِ، أَيْ بِمِقْدَارٍ مُعَيَّنٍ مُنَاسِبٍ لِلْإِنْعَامِ بِهِ لِأَنَّهُ إِذَا أُنْزِلَ كَذَلِكَ حَصَلَ بِهِ الرِّيُّ وَالتَّعَاقُبُ، وَكَذَلِكَ ذَوَبَانُ الثُّلُوجِ النَّازِلَةِ. وَيَصِحُّ أَنْ يُكونَ عَلى سبيلِ الْكِنَايَةِ عَنِ الضَّبْطِ وَالْإِتْقَانِ. وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِالْقَدَرِ هُنَا الْمَعْنَى الْمُشَارَ إِلَيْهِ فِي حَدِيثِ جِبْرِيلَ ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ، الَّذي رَواهُ عُمَرُ بْنُ الخطَّابِ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُ، حِينَ قَالَ جبريلُ لِلنَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ. قَالَ: ((أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ)). قَالَ: صَدَقْتَ ..).
قَوْلُهُ: {فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ} وَقَالَ في الآيَةِ: 21، مِنْ سورةِ الزُّمَر: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ}.
وَقَالَ مِنْ سُورةِ الْحِجْرِ: {فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ} الآيةَ: 22.
والمَعْنَى: فَأَدْخَلْنَا الماءَ الذي أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ بقَدَرٍ فِي طَيَّاتِ الأَرْضِ وباطِنِها، وَجَعَلْنَاهُ مُسْتَقِرًا ثَابِتًا فيهَا، فَتَرَوْنَهُ مَوْجُودًا في الآبارِ وَالعُيُونِ والغُدْرَانِ، متفجِّرًا منها، لِتَنْتَفِعُوا بِهِ.
وَالْإِسْكَانُ: جَعْلُ الشَّيْءِ فِي مَسْكَنٍ، وَالْمَسْكَنُ: مَحَلُّ الْقَرَارِ، وَهُوَ اسْمُ مَكَانٍ مُشْتَقٌّ مِنَ السُّكُونِ على وزنِ "مَفْعَلٌ"، وَأَطْلَقَ عَلَى الْإِقْرَارِ فِي الْأَرْضِ بطَرِيقِ الِاسْتِعَارَةِ. وَهُوَ عَلَى نَوْعَيْنِ:
إِقْرَارٌ قَصِيرٌ المُدَّةِ: كإِقْرَارِ مَاءِ الْمَطَرِ فِي الْقِشْرَةِ الظَّاهِرَةِ مِنَ كُرَةِ الْأَرْضِ عَقِبَ نُزُولِهِ بِحَسَبِ غَزَارَتِهِ وَرَخَاوَةِ الْأَرْضِ أَوْ صَلَابَتِها، وَشِدَّةِ حَرَارَتِها وبُرُودتِها، وَهُوَ مَا يَنْبُتُ بِهِ النَّبَاتُ فيُبْهِرُ، وَتَمْتَصُّهُ جُزورُ لْأَشْجَارِ فَتُثْمِرُ، وكلُّ ذلكَ بتقديرِ العزيزِ العليمِ.
وَإِقرارٌ طَوِيلٌ: وَهُوَ ما يَتَسَرَّبُ إِلَى دَوَاخِلِ الْأَرْضِ، فَتَنْشَأُ مِنْهُ الْعُيُونُ الَّتِي تَنْبُعُ بِنَفْسِهَا أَوْ تُفَجَّرُ بِالْحَفْرِ عَلَيْها.
قَوْلُهُ: {وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ} تَذْكِيرٌ بِأَنَّ قُدْرَةَ اللهِ ـ تَعَالَى، صَالِحَةٌ لِلْإِيجَادِ وَالْإِعْدَامِ بِآنٍ، وَيَعْنِي بالذَّهابِ بِهِ: أَنْ يَغُورَ فِي الأَرْضِ، فَلَا نَسْتَطِيعَ اسْتِخْرَاجَهُ مِنْهَا، كَما قالَ مِنْ سورةِ المُلْكِ: {قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَّعِينٍ} الآيةَ: 30. أَوْ أَنْ يُصَيِّرَهُ مِالِحًا فلا يُمْكِنُنَا أَنْ نَشْرَبَهُ وَلَا أنْ نَسْقِيَ مِنْهُ زُروعَنَا ومَواشيَنا، كما قَالَ مِنْ سورةِ الواقعَةِ: أَفرأيتُمُ الماءَ الذي تشْربونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُموهُ مِنَ المُزْنِ أَمْ نَحْنُ المُنْزِلونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ} الآياتِ: (68 ـ 70، لِأَنَّهُ إِذَا صَارَ مِلْحًا أُجَاجًا صَارَ فِي حُكْمِ الْمَعْدُومِ. وَيَجوزُ أَنْ يكونَ ذهابُهُ بِالتَّصْعِيدِ بُخَارًا، وَاللهُ أَعْلَمُ.
قالَ الزَّمَخْشَرِيُ في تفسيرِهِ (الْكَشَّاف): وَهُوَ (أَيْ مَا فِي هَاتِهِ الْآيَةِ) أَبْلَغُ فِي الْإِيعَادِ مِنْ قَوْلِهِ: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ} الآيةَ: 30، مِنْ سورةِ الْمُلْكِ. فَبَيَّنَ مُحَمَّدٌ السِّيرَافِيُّ، صَاحِبُ "التَّقْرِيبِ" أَنَّ لِهَذِهِ الْأَبْلَغِيَّةِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ وَجْهًا:
الْأَوَّلُ: أَنَّ ذَلِكَ عَلَى الْفَرْضِ وَالتَّقْدِيرِ، وَهَذَا عَلَى الْجَزْمِ عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ أَدَلُّ عَلَى تَحْقِيقِ مَا أَوْعَدَ بِهِ وَإِنْ لَمْ يَقَعْ.
الثَّانِي: التَّوْكِيدُ بِـ "إِنَّ". قالَ هُنَا "وإنَّا على ذَهابٍ بِهِ"
الثَّالِثُ: اللَّامُ فِي الْخَبَرِ. قالَ: "لَقادرونَ"
الرَّابِعُ: أَنَّ هَذِهِ فِي مُطْلَقِ الْمَاءِ الْمُنَزَّلِ مِنَ السَّمَاءِ وَتِلْكَ فِي مَاءٍ مُضَافٍ إِلَيْهِمْ.
الْخَامِسُ: أَنَّ الْغَائِرَ قَدْ يَكُونُ بَاقِيًا بِخِلَافِ الذَّاهِبِ.
السَّادِسُ: مَا فِي تَنْكِيرِ ذَهابٍ مِنَ الْمُبَالَغَةِ.
السَّابِعُ: إِسْنَادُهُ هَهُنَا إِلَى مُذْهِبٍ، بِخِلَافِهِ ثَمَّتْ حَيْثُ قِيلَ هناكَ في سورةِ الْمُلْك: "غَوْرًا"، ولمْ يُسْنَدْ فعْلُ التَّغويرِ إلى مُغوِّرٍ.
الثَّامِنُ: مَا فِي "نا" ضَمِيرِ الْمُعَظِّمِ نَفْسَهُ هُنَا ـ سُبْحانَهُ، مِنَ الرَّوْعَةِ.
التَّاسِعُ: مَا فِي قولِهِ "لَقادِرُونَ" مِنَ الدَّلَالَةِ عَلَى الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ وَالْفِعْلُ الْوَاقِعُ مِنَ الْقَادِرِ أَبْلَغُ لا سيَّما وقدْ أُكِّدَ باللامِ المُزَحْلقةِ.
الْعَاشِرُ: مَا فِي الجَمْعِ مِنْ قَوْلِهِ: "قَادِرُونَ".
الْحَادِي عَشَرَ: مَا فِي لَفْظِ "بِهِ" مِنَ الدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّ مَا يُمْسِكُهُ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ.
الثَّانِي عَشَرَ: إِخْلَاؤُهُ مِنَ التَّعْقِيبِ بِإِطْمَاعٍ وَهُنَالِكَ ذُكِرَ الْإِتْيَانُ الْمَطْمَعُ بقولِهِ: {فَمَنْ يَأْتِيكٌمْ}.
الثَّالِثَ عَشَرَ: تَقْدِيم مَا فِيهِ الْإِيعَادِ، وَهُوَ "الذَّهَابُ" عَلَى مَا هُوَ كَالْمُتَعَلِّقِ لَهُ أَوْ مُتَعَلِّقِهِ وهوَ الجارُّ والمجرورُ مِنْ قولِهِ "بِهِ" عَلَى الْمَذْهَبَيْنِ الْبَصْرِيِّ وَالْكُوفِيِّ.
الرَّابِعَ عَشَرَ: مَا بَيْنَ الْجُمْلَتَيْنِ الِاسْمِيَّةِ وَالْفِعْلِيَّةِ مِنَ التَّفَاوُتِ ثَبَاتًا وَغَيْرَهُ، فالمَعروفُ أَنَّ الجُملةَ الاسْمِيَّةَ أَثْبَتُ مِنَ الفعليَّةِ.
الْخَامِسَ عَشَرَ: مَا فِي لفظ {أَصْبَحَ} في سورةِ الْمُلْكِ مِنَ الدَّلَالَةِ عَلَى الِانْتِقَالِ وَالصَّيْرُورَةِ.
السَّادِسَ عَشَرَ: أَنَّ الْإِذْهَابَ هَاهُنَا مُصَرَّحٌ بِهِ وَهُنَالِكَ مَفْهُومٌ مِنْ سِيَاقِ الِاسْتِفْهَامِ.
السَّابِعَ عَشَرَ: أَنَّ هُنَالِكَ نَفْيُ مَاءٍ خَاصٍّ أَعْنِي "الْمَعِينَ" بِخِلَافِهِ هَاهُنَا، فإنَّهُ عامٌّ.
الثَّامِنَ عَشَرَ: اعْتِبَارُ مَجْمُوعِ هَذِهِ الْأُمُورِ الَّتِي يَكْفِي كُلٌّ مِنْهَا أَنْ يكونَ مُؤَكِّدًا.
وَقد زَادَ شِهَابُ الدينِ مَحْمُودُ ابْنُ عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنِيِّ الْآلُوسِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ المُسَمَّى بـ "رُوحُ المَعَانِي فِي تَفْسِيرِ القُرْآنِ العَظِيمِ وَالسَّبْعِ المَثَانِي) فَقَالَ:
التَّاسِعَ عَشَرَ: إِخْبَارُهُ ـ تَعَالَى، نَفْسُهُ بِهِ مِنْ دُونِ أَمْرٍ لِلْغَيْرِ هَهُنَا بِخِلَافِهِ هُنَالِكَ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ أَمَرَ نَبِيَّهُ ـ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، أَنْ يَقُولَ ذَلِكَ، فقال: {قُلْ أَرَأَيتُم ..}.
الْعِشْرُونَ: عَدَمُ تَخْصِيصِ مُخَاطَبٍ هَاهُنَا، وَتَخْصِيصُ الْكُفَّارِ بِالْخِطَابِ هُنَالِكَ إِذْ قَالَ: {قُلْ أَرَأَيتُم إِنْ أَصْبحَ ماؤكم غورًا فمنْ يأْتيكم}.
الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ: التَّشْبِيهُ الْمُسْتَفَادُ مِنْ جَعْلِ الْجُمْلَةِ حَالًا فَإِنَّهُ يُفِيدُ تَحْقِيقَ الْقُدْرَةِ وَلَا تَشْبِيهَ ثَمَّت.
الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ: إِسْنَادُ الْقُدْرَةِ إِلَيْهِ ـ تَعَالَى، مَرَّتَيْنِ هُنَا.
وَنَقَلَ عَنِ الْمَوْلَى مُحَمَّدٍ الزَّهَاوِيِّ، وُجُوهًا أُخْرى هِيَ:
الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ: تَضْمِينُ الْإِيعَادِ هُنَا إِيعَادهُمْ بِالْإِبْعَادِ عَنْ رَحْمَةِ اللهِ تَعَالَى لِأَنَّ "ذَهَبَ بِهِ" يَسْتَلْزِمُ مُصَاحَبَةَ الْفَاعِلِ الْمَفْعُولَ، وَذَهَابَ اللهِ ـ تَعَالَى، عَنْهُمْ مَعَ الْمَاءِ بِمَعْنَى ذَهَابِ رَحْمَتِهِ ـ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، عَنْهُمْ، وَلَعْنِهِمْ، وَطَرْدِهِمْ عَنْهَا، وَلَيسَ مَا هُنَالكَ كَذَلِكَ.
الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ: أَنَّهُ لَيْسَ الْوَقْتُ لِلذَّهَابِ مُعَيَّنًا هُنَا بِخِلَافِهِ فِي "إِنْ أَصْبَحَ" الْملك:30، فَإِنَّهُ يُفْهَمُ مِنْهُ أَنَّ الصَّيْرُورَةَ فِي الصُّبْحِ عَلَى أَحَدِ اسْتِعْمَالَيْ (أَصْبَحَ) نَاقِصًا.
الْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ: أَنَّ جِهَةَ الذَّهَابِ بِهِ لَيْسَتْ مُعَيَّنَةً بِأَنَّهَا السُّفْلُ (أَيْ مَا دَلَّ عَلَيْهِ لَفْظُ غَوْرًا) .
السَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ: أَنَّ الْإِيعَادَ هُنَا بِمَا لَمْ يُبْتَلُوا بِهِ قَطُّ، بِخِلَافِهِ بِمَا هُنَالِكَ.
السَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ: أَنَّ الْمُوعَدَ بِهِ هُنَا إِنْ وَقَعَ فَهُمْ هَالِكُونَ أَلْبَتَّةَ.
الثَّامِنُ وَالْعِشْرُونَ: أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ هُنَا لَهُمْ مُتَشَبِّثٌ وَلَوْ ضَعِيفًا فِي تَأْمِيلِ امْتِنَاعِ الْمَوْعِدِ بِهِ وَهُنَاكَ حَيْثُ أَسْنَدَ الْإِصْبَاحَ غَوْرًا إِلَى الْمَاءِ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْمَاءَ لَا يُصْبِحُ غَوْرًا بِنَفْسِهِ كَمَا هُوَ تَحْقِيقُ مَذْهَبِ الْحَكِيمِ، أَيْضًا احْتُمِلَ أَنْ يُتَوَهَّمَ الشَّرْطِيَّةُ مَعَ صِدْقِهَا مُمْتَنِعَةَ الْمَقْدَمِ فَيَأْمَنُوا وُقُوعَهُ.
التَّاسِعُ وَالْعِشْرُونَ: أَنَّ الْمُوعَدَ بِهِ هَاهُنَا يُحْتَمِلُ ـ فِي بادِئِ النَّظَرِ، وُقُوعُهُ حَالًا، بِخِلَافِ الأمْرِ هُنَالكَ، فَإِنَّ الْمُسْتَقْبَلَ مُتَعَيِّنٌ فيهِ الوُقُوعُ لِمَكَانِ "إِنْ" فيهِ.
وَظَاهِرٌ أَنَّ التَّهْدِيدَ بِمُحْتَمَلِ الْوُقُوعِ فِي الْحَالِ أَهْوَلُ، وَمُتَعَيِّنِ الْوُقُوعِ فِي الِاسْتِقْبَالِ أَهْوَنُ.
الثَّلَاثُونَ: أَنَّ مَا هُنَا لَا يَحْتَمِلُ غَيْرَ الْإِيعَادِ بِخِلَافِ مَا هُنَاكَ فَإِنَّهُ يَحْتَمِلُ وَلَوْ عُلِمَ بُعْدُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِهِ الِامْتِنَانُ بِأَنَّهُ: {إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا} فَلَا يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ سِوَى اللهِ ـ تَعَالَى.
قَالَ ابنُ عاشور في تفسيرِهِ (التحريرُ والتَّنْويرُ): (18/32): عُنِيَ هَؤُلَاءِ النَّحَارِيرُ بِبَيَانِ التَّفَاوُتِ بَيْنَ الْآيَتَيْنِ وَلَمْ يَتَعَرَّضْ أَحَدُهُمْ لِلْكَشْفِ عَنْ وَجْهِ تَوْفِيرِ الْخَصَائِصِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ دُونَ الْآيَةِ الْأُخْرَى مِمَّا يُوَازِنُهَا، وَلَيْسَ ذَلِك لخو الْآيَةِ عَنْ نُكَتِ الْإِعْجَازِ وَلَا عَجْزِ النَّاظِرِينَ عَنِ اسْتِخْرَاجِ أَمْثَالِهَا، وَلَكِنْ مَا يُبَيَّنُ مِنَ الْخَصَائِصِ الْبَلَاغِيَّةِ فِي الْقُرْآنِ لَيْسَ يُرِيدُ مَنْ يُبَيِّنُهُ أَنَّ مَا لَاحَ لَهُ وَوُفِّقَ إِلَيْهِ هُوَ قُصَارَى مَا أَوْدَعَهُ اللَّهُ فِي نَظْمِ الْقُرْآنِ مِنَ الْخَصَائِصِ وَالْمَعَانِي وَلَكِنَّهُ مُبَلِّغٌ مَا صَادَفَ لَوْحُهُ لِلنَّاظِرِ الْمُتَدَبِّرِ، وَالْعُلَمَاءُ مُتَفَاوِتُونَ فِي الْكَشْفِ عَنْهُ عَلَى قَدْرِ الْقَرَائِحِ وَالْفُهُومِ فَقَدْ يُفَاضُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ إِدْرَاكِ الْخَصَائِصِ الْبَلَاغِيَّةِ فِي بَعْضِ الْآيَاتِ وَلَا يُفَاضُ عَلَيْهِ مِثْلُهُ أَوْ عَلَى مِثْلِهِ فِي غَيْرِهَا. وَإِنَّمَا يَقْصِدُ أَهْلُ الْمَعَانِي بِإِفَاضَةِ الْقَوْلِ فِي بَعْضِ الْآيَاتِ أَنْ تَكُونَ نَمُوذَجًا لِاسْتِخْرَاجِ أَمْثَالِ تِلْكَ الْخَصَائِصِ فِي آيَاتٍ أُخْرَى كَمَا فَعَلَ السَّكَّاكِيُّ فِي بَيَانِ خَصَائِصِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ} الآيةَ: 44، مِنْ سورةِ هودٍ، مِنْ مَبْحَثِ الْفَصَاحَةِ وَالْبَلَاغَةِ مِنَ "الْمِفْتَاحِ"، وَأَنَّهُ قَالَ فِي مُنْتَهَى كَلَامِهِ: وَلَا تَظُنَّنَّ الْآيَةَ مَقْصُورَةً عَلَى مَا ذَكَرْتُ فَلَعَلَّ مَا تَرَكْتُ أَكْثَرُ مِمَّا ذَكَرْتُ لِأَنَّ الْمَقْصُودَ لَمْ يَكُنْ إِلَّا الْإِرْشَادُ لِكَيْفِيَّةِ اجْتِنَاءِ ثَمَرَاتِ عِلْمَيِ الْمَعَانِي وَالْبَيَانِ.
قولُهُ تَعَالَى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَر} الواوُ: حرفُ عَطْفٍ، وَ "أَنْزَلْنَا" فِعْلٌ ماضٍ مبنيٌّ عَلى السُّكونِ لاتِّصالِهِ بضميرِ رَفْعٍ مُتَحَرِّكٍ هوَ "نا" المُعَظِّمِ نَفْسَهُ ـ سُبْحانَهُ، و "نا" التَّعْظِيمِ هَذِهِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مبنيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بالفاعِلِيَّةِ. و "مِنَ" حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "أَنْزَلْنَا"، و "السَّمَاءِ" مجرورٌ بحَرْفِ الجَرِّ. وَ "مَاءً" مَفْعُولُهُ مَنْصوبٌ بِهِ. و "بِقَدَرٍ" الباءُ حرفُ جَرٍّ متعلِّقٌ بِصِفَةٍ لِـ "مَاءً" أَيْ: مَاءً مًلْتَبِسًا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ يَسْلَمُونَ مَعَهُ مِنَ المَضَرَّةِ، وَيَصِلُونَ إِلَى المَنْفَعَةِ. وَ "قَدَرٍ" مَجْرُورٌ بحرْفِ الجَرِّ، والجُمْلَةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى جملةِ {خَلَقْنَا} مِنَ الآيةِ التي قبلَها، عَلَى كونِها جَوَابًا لِقَسَمٍ مَحْذُوفِ ليسَ لها مَحَلٌّ مِنَ الإعرابِ.
قولُهُ: {فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ} الفَاءُ: حرفُ عَطْفٍ وَتَعْقِيبٍ، و "أَسْكَنَّاهُ" فِعْلٌ ماضٍ مبنيٌّ عَلى السُّكونِ لاتِّصالِهِ بضميرِ رَفْعٍ مُتَحَرِّكٍ هوَ "نا" المُعَظِّمِ نَفْسَهُ ـ سُبْحانَهُ، و "نا" التَّعْظِيمِ هَذِهِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مبنيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بالفاعِلِيَّةِ، وَالهاءُ: ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في محلِّ النَّصْبِ عَلَى المَفْعُولِيَّةِ. و "فِي" حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "أَسْكَنَّا"، وَ "الْأَرْضِ" مَجْرُورٌ بحرْفِ الجَرِّ. والجملةُ الفعلِيَّةُ هَذِهِ مَعْطُوفَةٌ عَلَى جملَةِ: "أَنْزَلْنَا".
قولُهُ: {وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ} الواوُ: حَالِيَّةٌ، و "إِنَّا" إنَّ: حرفٌ ناصِبٌ، ناسِخٌ، مُشَبَّهٌ بالفِعْلِ، للتَّوكيدِ، و "نا" ضميرُ العَظَمَةِ مُتَّصِلٌ بِهِ، مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في مَحَلِّ النَّصْبِ، اسْمُها. و "عَلَى" حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "قَادِرُونَ" "عَلَى" حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بـ "لَقَادِرُونَ" وَقد تَقَدَّمَ أَنَّ اللَّامَ غَيْرُ مَانِعَةٍ مِنْ ذَلِكَ، وَقُدِّمَ عَلَى مُتَعَلَّقِهِ مُرَاعَاةً للفَاصِلَةِ، و "ذهابٍ" مجرورٌ بحَرْفِ الجَرِّ، والتَّنْكيرُ للإيماءِ إِلَى كَثْرَةِ طُرُقِهِ لِعُمُومِ النَّكِرَةِ، وَلِلتَّفْخِيمِ وَالتَّعْظِيمِ. وَمَعْنَى التَّعْظِيمِ هُنَا تَعَدُّدُ أَحْوَالِ الذَّهَابِ بِهِ مِنْ تَغْوِيرِهِ إِلَى أَعْمَاقِ الْأَرْضِ بِانْشِقَاقِ الْأَرْضِ بِزِلْزَالٍ وَنَحْوِهِ، وَمِنْ تَجْفِيفِهِ بِشِدَّةِ الْحَرَارَةِ، وَمِنْ إِمْسَاكِ إِنْزَالِهِ زَمَنًا طَوِيلًا. وَ "به" الباءُ: حَرْفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "ذَهَابٍ"، وَهِيَ مُرَادِفَةٌ للهَمْزَةِ كما هِي فِي قولِهِ مِنْ سورةِ البَقَرَةِ: {ولوَ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ} الآيَةَ: 20، أَيْ: عَلَى إِذْهَابِهِ. وَ "لَقَادِرُون" اللَّامُ: هيَ المُزَحْلَقَةُ للتوكيدِ (حَرْفُ ابْتِدَاءٍ)، وَ "قَادِرُون" خَبَرُ "إِنَّ" مَرفوعٌ بِها، وعلامةُ رفعِهِ الواوُ لأَنَّهُ جَمْعُ المُذكَّرِ السَّالمُ، والنُّونُ عِوَضٌ مِن التنوينِ في الاسْمِ المُفْرَدِ، وَجُمْلَةُ "إِنَّ" مِنِ اسْمِها وخبرِها في مَحَلِّ النَّصْبِ على الحالِ مِنْ ضميرِ الفاعِلِ في "أَسْكَنَّاهُ".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 18
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 1
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 17
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 33
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 49
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 66

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: