روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ الحج، الآية: 1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ الحج، الآية: 1 Jb12915568671



الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ الحج، الآية: 1 Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ الحج، الآية: 1   الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ الحج، الآية: 1 I_icon_minitimeالأربعاء يناير 20, 2021 7:13 pm

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ
(1)
قولُهُ ـ تعالى شأْنُهُ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} خِطابٌ للنَّاسِ جميعًا مِنْ ربِّهم العليِّ العظيمِ، يَعُمُّ بِحُكْمِهِ جميعَ المُكَلَّفِينَ عِنْدَ النُّزُولِ ومَنْ سَيَأْتي بَعْدَهم إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، وَلَا يَتَنَاوَلُ القَاصِرينَ عَنْ رُتْبَةِ التَّكْلِيفِ إِلَّا في مَذْهبِ الإمامِ أَحمَدِ بْنِ حَنْبَلٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَإِنَّ الإِجْمَاعَ مُنْعَقِدٌ عَلَى أَنَّ آخِرَ الأُمَّةِ مُكَلَّفٌ بِمَا كُلِّفَ بِهِ أَوَّلُهَا لِقَوْلِهِ ـ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ، فيما روَى عَنْهُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، قَالَ: "خَرَجَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي مَرَضِهِ الَّذِي تَوَفَّاهُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ، فِيهِ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، ثُمَّ قَالَ: ((عَلَيَّ بِالنَّاسِ)). فَاجْتَمَعَ لَهُ مِنْ ذَلِكَ مَا اجْتَمَعَ فَقَالَ: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ، أَنْزَلَ كِتَابَهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ فَأَحَلَّ حَلَالَهُ، وَحَرَّمَ حَرَامَهُ، فَمَا أَحَلَّ فِي كِتَابِهِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ فَهُوَ حَلَالٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَا حَرَّمَ فِي كِتَابِهِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ فَهُوَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ لَا تُعَلِّقُوا عَلَيَّ بِشَيْءٍ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ تَرِكَةً وَضَيْعَةً، أَلَا وَإِنَّ تَرِكَتِي وَضَيْعَتِي الْأَنْصَارُ فَاحْفَظُونِي فِيهِمْ)). "حِلْيَةُ الأَوْلياءِ وَطَبَقَاتُ الأَصْفِياءِ" لَأَبي نُعَيمٍ الأَصْبهانيِّ: (3/264). وأَخْرجهُ أَيْضًا الضِّياءُ المَقدِسِيُّ في مُسْتَخْرَجِهِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ.
وأَخْرَجَ الدَّارِمِيُّ في سننِهِ: (ص: 179) عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُما: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَطَبَ الناسَ فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللهَ لَمْ يَبْعَثْ بَعْدَ نَبِيِّكُمْ نَبِيًّا، وَلَمْ يُنْزِلْ بَعْدَ الكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَيْهِ كِتَابًا، فَمَا أَحَلَّ الله عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ فَهُوَ حَلَالٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَا حَرَّمَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ فَهُوَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، أَلَا وَإِنِّي لَسْتُ بِقَاضٍ وَلَكِنِّي مُنَفِّذٌ، وَلَسْتُ بِمُبْتَدِعٍ وَلَكِنِّي مُتَّبِعٌ، وَلَسْتُ بِخَيْرٍ مِنْكُمْ غَيْرَ أَنِّي أَثْقَلُكُمْ حِمْلًا، أَلَا وَإِنَّهُ لَيْسَ لأَحَدٍ مِنْ خَلْقِ الله أَنْ يُطَاعَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، أَلَا هَلْ أَسْمَعْتُ؟).
وأَمَّا الأُمَمُ البائدةُ قَبْلَ النُّزُولِ فَلَا حَظَّ لَهُمْ فِي هَذا الخِطابِ لاخْتِصَاصِ الأَوَامِرِ وَالنَّواهِي بِمَنْ يُتَصَوَّرُ مِنْهِ الامْتِثَالُ لَهَا وَ "النَّاسِ" يَشْملُ الذُّكُورَ وَالإِنَاثَ حَقِيقَةً.
قولُهُ: {اتَّقُوا رَبَّكُمْ} التَّقْوى: تَجَنُّبُ كُلِّ مَا مِنْ شأْنِه أَنْ يُغْضِبَ اللهَ ـ تباركتْ أَسْماؤُهُ، وَيُؤْثَمُ المَرْءُ عَلَيْهِ مِنْ تَركِ ما أُمِرَ بِهِ أوْ ارتِكابِ ما نُهِيَ عَنْهُ، ويَأْتِي الإيمانُ باللهِ تَعَالَى وَاليَوْمِ الآخِرِ في مُقَدَّمَةِ التكاليفِ المَأْمورِ بِهَا، كَمَا أَنَّ الشِّرْكَ هوَ أَوَّلُ المَنْهِيَّاتِ الَّتي حَذَّرَنا اللهُ ـ تَعَالى، مِنْ ارْتكابِها.
فَالتَّقْوى: مِنَ الاتِّقَاءِ، وهُوَ التَّحَرُّزُ وَتَجَنُّبُ المَحْظُوراتِ. وَكُلُّ ذَلِكَ فَرْضٌ عَينٍ، ثُمَّ تَجَنُّبُ والشَّوَاغِلِ المَلَاهِي، وهُوَ نَفْلٌ وَثَوَابُهُ مُعَجَّلٌ، وَالفَرْضِ ثَوَابُهُ مُؤَجَّلٌ، وَلَكِنَّهُ أَكَثَرُ، لأَنَّهُ قالَ: {والآخِرَةُ خَيْرٌ وأَبقى} الآيةَ: 17، مِنْ سُورةِ الأَعْلَى، وَقَالَ مِنْ سُورَةِ الضُّحَى: {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى} الآيةَ: 4. إِلى آخِرِ مَا هُنَالِكَ مِنْ آيٍ وَهُوَ كَثِيرٌ.
فَقَدْ خَوَّفَهُمْ بِقَوْلِهِ: "اتَّقُوا" ثُمَّ هَدَّأَ رَوْعَهُم وَبَدَّدَ خَوْفَهُمْ فَقالَ: "رَبَّكُمْ"، أَيْ: احْذَرُوا عُقُوبَةَ مُرَبِّيكمْ وَمَالِكِ أُمُورِكُمْ، فَإِنَّ إِضافةَ الرُّبُوبِيَّةِ ـ الَّتِي تَعْنِي المَالِكِيَّةَ والتَّرْبِيَةَ، إِلَى ضَمِيرِ المُخَاطَبِينَ تُوجِبُ سُكونَ القَلْبِ، وراحَةَ النَّفْسِ، وَعُمُومَ السَّلَامِ، وَالاسْتِرْوَاحَ بِالطُّمَأْنِينَةِ وَالأَمَانِ.
قولُهُ: {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} الزَّلْزلةُ المَذْكورةُ هُنَا هِيَ نفسُها الزَّلْزَلَةُ المَذْكُورَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى أَوَّلَ سُورَةِ الزَّلْزَلَةِ: {إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا}، وَإِنَّما تَكونُ يَوْمَ القِيامَةِ. وَهذا هُوَ المَرْوِيُّ عَنِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ. وَيُرْوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالى عَنْهُمَا، أَنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ يَعني قِيَامَهَا.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي الْآيَةِ قَالَ: هَذِهِ الْأَشْيَاءُ تَكُونُ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ ابْنِ جريج ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: زَلْزَلَتُهَا شَرْطُهَا.
وَأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ عَنِ ابْنِ زَيْدٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ ـ تَعَالَى: "إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ"، قَالَ: هَذَا بَدْءُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
وَعَنْ عَلَقَمَةَ وَالشَّعْبِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُما: أَنَّهَا سَتَكونُ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْربِها، وَعلَيْهِ فَإِضافَتُها إِلى "السَّاعَةِ" إنَّما هُوَ لِكَوْنِهَا شَرْطًا مِنْ أَشْرَاطِهَا.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ ـ تَعَالَى: "إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ" قَالَ: الزَّلْزَلَةُ قَبْلَ السَّاعَةِ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ الإمامِ الشَّعْبِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَرَأَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمْ" إِلَى قَوْلِهِ: {وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ}. قَالَ: هَذَا فِي الدُّنْيَا مِنْ آيَاتِ السَّاعَةِ.
وَقالَ تَعَالَى: "شَيْءٌ" إِيذَانًا بِأَنَّ العُقُولَ قَاصِرَةٌ عَنْ إِدْراكِ كُنْهِهَا، والعِبَارَةُ ضَيِّقةٌ لَا تُحِيطُ بِهَا إِلَّا عَلَى وَجْهِ الإِبْهَامِ.
والزَّلْزَلَةُ التَّحْريكُ العَنِيفُ المُتَكَرِّرُ، الَّذي يُفْقِدُ الأَجْرامَ تَوَازُنَها، وَيَحْرِفَها عَنْ وُجْهتِها، ويَقْتَلِعُهَا الأَشْيَاءَ مِنْ جُذورِها وَمَقَارِّهَا، ويُخْرِجُهَا عَنْ مَرَاكِزِهَا. وَهُوَ الإِزْعَاجُ الشَّديدُ الَّذي يُشتِّتُ الأَفْكارَ، ويَغَرِسُ الهَلَعَ في النُّفوسِ، وَيَخْلَعُ القُلُوبَ مِنَ الصُّدورِ، وَيَذْهَبُ بالأَلْبابِ. وَأَصْلُها مِنْ "زَلَّ" إِذا تحرَّكَ بِشِدَّةٍ واضْطَرَبَ وازَّحلقَ عَنْ مَوْضِعِهِ، وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ القَيْسِ مِنْ مُعلَّقتِهِ:
يَزِلُّ الغُلاَمُ الخِفُّ عَنْ صَهَوَاتِهِ .......... وِيُلْوِي بِأَثْوَابِ العَنِيفِ المُثَقَّلِ
أَيْ" يَزْلِقُهُ. وَقَالَ أَيْضًا:
كُمَيْتٍ يَزِلُّ اللِّبْدُ عَنْ حَالِ مَتْنِهِ ........... كَمَا زَلَّتِ الصَّفْوَاءُ بِالْمُتَنَزِّلِ
فَمَعْنَى يَزِلُّ اللِّبْدُ: يَزْلِقُهُ عَنْ وَسَطِ ظَهْرِهِ. والزَّلَلُ: الانزلاقُ عَنِ جادَّةِ الصَّوابِ، وَيُقَالُ: زَلْزَلَ يُزَلْزِلُ زَلْزَلَةً وَزِلْزَالًا وزَلزالًا وزُلْزالًا مُثَلَّثَةً، والاسْمُ: الزِّلْزَالُ. وقَوْلُهُ تَعَالى مِنْ سُورَةِ الزَّلْزَلَةِ: {إِذا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا} قَرَأَ العامَّةُ: "زِلْزَالَها" بِالكَسْرِ وَقَرَأَ عَامِرٌ وَالجَحْدَرِيُّ وَأَبُو البَرَهْسَمِ: {زَلْزالَهَا} بِالفَتْحِ، وَقَرَأَ نُعَيْمُ بْنُ مَيْسَرَةَ: {زُلْزَالَها} بِالضَّمِّ. وقالَ مِنْ سورةِ البقرةِ: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ الله} الآيةَ: 214، أَيْ وخُوِّفوا، لِيُرى إنْ كانُوا سَيَتَزَّحْزَحُوا عَنْ مَوَاقِفِهِمْ، وَقَالَ مِنْ سُورَةِ الأَحْزَابِ: {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا} الآيةَ: 11. وَقدْ قَرَأَ العامَّةُ هَذِهِ الآيَةَ بِكَسْرِ الزَّايِ، وَقَرَأَها الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدٍ الفَرَاهِيدِيُّ "زُلْزَالَها" بِالضَّمِّ.
وَإِضَافَةُ السَّاعَةِ هُوَ مِنْ إِضَافَةِ المَصْدَرِ إِلَى فَاعِلِهِ عَلَى سَبِيلِ المَجَازِ الحُكْمِيِّ، فكَأَنَّهَا هِيَ الَّتِي تُزَلْزِلُ الأَشْيَاءَ، أَوْ إِضافَتِهِ إِلَى الظَّرْفِ، إمَّا بإِجْرائِهِ مُجْرَى المَفْعُولِ بِهِ اتِّسَاعًا، أَوْ بِتَقْديرِ "في" كَمَا هوَ الحالُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى مِنْ سُورَةِ سَبَأ: {بَلْ مَكْرُ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ} الآيةَ: 33، أَي:
والجُمْلَةُ تَعْلِيلٌ لِمُوجِبِ الأَمْرِ بِذِكْرِ بَعْضِ عُقُوباتِهِ ـ سُبْحانَهُ وتَعَالَى، الشَّديدةِ، لأَنَّ اسْتِشْعارَ شِدَّتها وهَوْلِهَا الَّذي لَا خَلاصَ مِنْهُ إِلَّا بِتَقْوَى اللهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
قولُهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} يَا: لِنِدَاءِ البعيدِ. و "أَيُّ" مُنَادَى نَكِرَةٌ مَقْصودَةٌ مبْنِيٌّ على الضَّمِّ في محلِّ النَّصْبِ على النِّداءِ. و "ها" حَرْفٌ للتَّنْبِيهِ، زِيدَتْ تَعْويضًا عَمَّا فَاتَ مِنَ الإِضَافَةِ. و "النَّاسُ" صِفَةٌ لِـ "أَيُّ"، أَوْ بَدَلٌ مِنْهَا، وَجُمْلَةُ النِّدَاءِ هَذِهِ مُسْتَأْنَفَةٌ لا محلَّ لها مِنَ الإعرابِ.
قوْلُهُ: {اتَّقُوا رَبَّكُمْ} اتَّقُوا: فِعْلُ أَمْرٍ مبنيٌّ على حَذْفِ النُّونِ مِنْ آخِرِهِ، لأنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وواوُ الجَماعَةِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مبنيٌّ على السُّكونِ في محلِّ الرَّفعِ بالفاعِلِيَّةِ، والأَلِفُ فارقةٌ. و "ربَّكم" اسْمٌ منصوبٌ عَلى المَفْعُولِيَّةِ، وهوَ مُضافٌ، وكافُ الخِطابِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجَرِّ بحرفِ الجَرِّ، والميمُ علامةُ الجَمْعِ المُذَكَّرِ، وَالجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ جَوَابُ النِّدَاءِ، فَلَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ.
قوْلُهُ: {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} إِنَّ: حَرْفٌ نَاصِبٌ، ناسِخٌ، مُشَبَّهٌ بالفعلِّ. و "زَلْزَلَةَ" اسْمُهُ منصوبٌ بِهِ، وَهُوَ مُضَافٌ، و "السَّاعَةِ" مجرورٌ بالإضافةِ إلَيْهِ. وهوَ مِنْ إِضَافَةِ المَصْدَرِ إِلَى فَاعِلِهِ، أَوْ إِلَى مَفْعُولِهِ، فَعَلَى الأَوَّلِ كَأَنَّها هِيَ الَّتي تُزَلْزِلُ الأَشْيَاءَ (عَلَى سَبِيلِ المَجَازِ الحُكْمِيِّ)، وَعَلى الثاني هوَ عَلَى طَريقَةِ الاتِّسَاعِ فِي الظَّرْفِ، وَإِجْرَاؤُهُ مُجْرَى المَفْعُولِ بِهِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى مِنْ سُورَةِ سَبَأٍ: {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} الآيةَ: 33، وقولِ الشَّاعرِ جُبَارَةُ بْنُ جُزْءِ بْنِ ضِرارٍ، وهوَ ابْنُ أَخي الشَّماخ:
قالتْ سُلَيْمَى لست بالحادي المُدِلُّ
مالَكَ لا تمِلك أَعضادَ الإبلْ
رُبَّ ابنِ عمٍ لِسُلَيْمَى مُشْمَعِلُّ
أروعَ في السَّفْر وفي الحيَّ غَزلْ
(طباخِ ساعاتِ الكرى زادَ الكَسِلْ)
الشاهدُ أَنَّهُ أَضَافَ "طَبَّاخ" إِلَى "ساعَات" وَنَصَبَ "الكَسَلَ"، إِلَّا أَنَّ المَفْعُولَ فِي البَيْتِ مَذْكُورٌ، وَهُوَ "زادَ الكَسِلْ"، وَفي الآيَةِ الكَريمَةِ غَيْرُ مَذْكُورٍ؛ لِلدَّلَالَةِ عَلَيْهِ. وَقَدْ أَوْضَحَ الزَّمَخْشَرِيُّ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: وَلَا تَخْلو السَّاعَةُ مِنْ أَنْ تَكُونَ. وَمَعْنَى الكَلَامِ: طَبَّاخُ زَادِ الكَسَلِ سَاعَاتِ الكَرَى. وقدْ تقدَّمَ في مَبحثِ التَّفسيرِ. وَ "شَيْءٌ" خَبَرُ "إنَّ" مَرْفوعٌ بِهَا. وَ "عَظِيمٌ" صِفَةٌ لِـ "شَيْءٌ" مَرْفُوعٌ مِثْلُهُ. وَجُمْلَةُ "إِنَّ" هَذِهِ مُسْتَأْنَفَةٌ مَسُوقَةٌ لِتَعْليلِ مَا قَبْلَهَا، فَلَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ الحج، الآية: 1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ الحج، الآية: 17
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ الحج، الآية: 32
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ الحج، الآية: 47
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ الحج، الآية: 63
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ الحج، الآية: 78 (2)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: