روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 8

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 8 Jb12915568671



الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 8 Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 8   الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 8 I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 15, 2020 2:42 pm

اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (Cool


قولُهُ ـ تَعَالَى شَأْنُهُ: {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} تَذْيِيلٌ لِمَا قَبْلَهُ لِأَنَّ مَا قَبْلَهُ تَضَّمَنَ صِفَاتٍ مِنْ فِعْلِ اللهِ ـ تَبَاركَ وتَعَالَى، وَمِنْ خَلْقِهِ، وَمِنْ عَظَمَتِهِ، فَجَاءَ هَذَا التَّذْيِيلُ جامِعًا لِصِفَاتِهِ، وَبَيَانًا لَمَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ مِنَ أَسْمَاءِ اللهِ ـ تَعَالَى، وَصِفَاتِهِ كَ "كَوْنِهِ رَحْمانًا"، وَ "كَوْنِهِ سَمِيعًا" وغَيْرِهَا مِنَ الأَسْمَاءِ الحُسْنَى والصِّفَاتِ العُلَى، فَهِيَ كلُّها حَضْرَاتٌ مُتَعَدِّدَةٌ مِنْ غَيْرِ تَعَدُّدٍ في الذَّاتِ المُقدَّسَةِ، لِأَنَّهُ "لا إِلَهَ إلَّا هُوَ". وهُوَ تَصْريحٌ بِمَا تَضَمَّنَهُ مَا قَبْلَهُ مِنِ اخْتِصاصِ الأُلوهِيَّةَ بِهِ ـ سُبْحَانَهُ، فَإِنَّ مَا أُسْنِدَ إِلَيْهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ، مِنْ خَلْقِ جَمِيعِ المَوْجُودَاتِ، والعُلُوِّ اللائقِ بِجَنَابِهِ العالي، وشَأْنِهِ العظيمِ، عَلَى جَمِيعِ المَخْلُوقاتِ. فَـ "الرَّحْمانِيَّةُ"، وَ "الْمَالِكِيَّةُ" للْعُلْوِيَّاتِ وَالسُّفْلِيَّاتِ، وَالعِلْمُ العامُّ الشَّامِلُ لِلْكُلِّياتِ والجُزْئِيَّاتِ مِمَّا يَقْتَضِيهِ اقْتِضَاءً بَيِّنًا.
قولُهُ: {لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} الْأَسْمَاءُ: هِيَ الْكَلِمَاتُ الدَّالَةُ عَلَى الِاتِّصَافِ بِحَقَائِقَ مُعيَّنَةٍ. وَهِيَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى اللهِ ـ تَعَالى، إِمَّا اسْمٌ عَلَمٌ، وَهُوَ اسْمُ الْجَلَالَةِ خَاصَّةً. وَإِمَّا وَصْفٌ مِثْلُ: الرَّحْمَانِ، وَالْجَبَّارِ، وَبَقِيَّةِ الْأَسْمَاءِ المُقَدَّسَةِ الْحُسْنَى.
وَ "الحُسْنَى" تَأْنِيثُ الأَحْسَنِ، كالكُبْرَى والعُلْيا، وَقد وُحِّدَتْ "الحُسْنَى" مَعَ أنَّها صِفَةٌ لـ "الأسْماءُ" وهي جَمْعٌ؛ لِأَنَّهَا مُؤَنَّثَةٌ وَالجَمَاعَةُ تُوصَفُ بِصِفَةِ المُؤَنَّثِ الوَاحِدِ، كَما في قَوْلِهِ تَعَالَى في الآيةِ: 18، مِنْ هذِهِ السُّورةِ المبارَكَةِ {مَارِبُ أُخْرَى}، وَقَوْلِهِ مِنْ سُورَةِ النَّمْلِ: {حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَة} الآيَةَ: 60، كَأَنَّها اسْمٌ وَاحِدٌ لِلْجَميعِ.
وَقُدِّمَ الجارُّ وَالْمَجْرُورُ "لَهُ" هُنَا، لِلِاخْتِصَاصِ، أَيْ: لَهُ لَا لِغَيْرِهِ، لِأَنَّ غَيْرَهُ إِمَّا أَنْ يَكُونَ اسْمُهُ مُجَرَّدًا مِنَ الْمَعَانِي الْمَدْلُولَةِ لِلْأَسْمَاءِ، مِثْلَ الْأَصْنَامِ، وَإِمَّا أَنْ تَكُونَ حَقَائِقُهَا فِيهِ غَيْرُ بَالِغَةٍ مُنْتَهَى كَمَالِ حَقِيقَتِهَا، كَاتِّصَافِ الْبَشَرِ بِالرَّحْمَةِ وَالْمُلْكِ. وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ الِاتِّصَافُ بِهَا كَذِبًا لَا حَقِيقَةً، كَاتِّصَافِ الْبَشَرِ بِالْكِبْرِ ـ مَثَلًا، إِذْ لَيْسَ هُوَ أَهْلًا لِلْكِبْرِ والتَعَالِي والعِزَّةِ وَالْجَبَرُوتِ.
وقدْ وَصَفَ ـ سُبحانَهُ وَتَعَالى، أَسْمَاءَهُ بِـ "الْحُسْنَى" لِأَنَّهَا دَالَّةٌ عَلَى حَقَائِقَ كَامِلَةٍ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمُسَمَّى بِهَا ـ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَتَنَزَّهَ وَتَقَدَّسَ. وَذَلِكَ ظَاهِرٌ فِي غَيْرِ اسْمِ الْجَلَالَةِ، وَأَمَّا فِي اسْمِ الْجَلَالَةِ "الله" الَّذِي هُوَ الِاسْمُ الْعَلَمُ، فَلِأَنَّهُ مُخَالِفٌ لِلْأَعْلَامِ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فِي الْأَصْلِ وَصْفٌ دَالٌّ عَلَى الِانْفِرَادِ بِالْإِلَهِيَّةِ لِأَنَّهُ دَالٌّ عَلَى الْإِلَهِ. وَقَدْ عُرِّفَ بِلامِ "أَلْـ" التَعْريفِ الدَّالَةِ عَلَى انْحِصَارِ الْحَقِيقَةِ عِنْدَهُ، فَكَانَ جَامِعًا لِمَعْنَى وُجُوبِ الْوُجُودِ، وَاسْتَحَقَّ الْعِبَادَةَ لِوُجُودِ أَسْبَابِ اسْتِحْقَاقِهَا عِنْدَهُ. وَقَدْ تَقَدَّمَ شَيْءٌ مِنْ هَذَا عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى في الآيةِ: : 180، مِنْ سُورةِ الْأَعْرَاف: وَللهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها}. وَيَعْنِي بِهَا: التِّسْعَةَ وَالتِّسْعينَ الَّتِي ذَكرَهَا سيِّدُنا رَسولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فيما أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ وغيرُهُ مِنْ حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قالَ: قَالَ رَسُولُ الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ للهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِئَةً غَيْرَ وَاحِدٍ، مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَهُوَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ)). وَفِي رِوَايَةٍ: ((إِنَّ للهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِئَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ)). أَخْرَجَهُ الحُمَيْدِيُّ: (1130)، وأَحْمَدُ: (2/258(7493)، والبُخارِيُّ: (2736 و 7392)، ومسلم: (6906)، والتِّرمِذي: (3508)، والنَّسَائِيُّ في "السُّنَنُ الكبرى": (7612) ، وأَبو يَعْلَى: (6277).
وَأَخْرَجَهُ أَيضًا ابْنُ مَاجَهْ فَذَكَرَ فِيهِ الأَسْمَاءَ الحُسْنى، وَهَذَا نَصُّهُ: ((إِنَّ للهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِئَةً إِلَّا وَاحِدًا إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَهِيَ: اللهُ، الْوَاحِدُ، الصَّمَدُ، الْأَوَّلُ، الْآخِرُ، الظَّاهِرُ، الْبَاطِنُ، الْخَالِقُ، الْبَارِئُ، الْمُصَوِّرُ، الْمَلِكُ، الْحَقُّ، السَّلَامُ، الْمُؤْمِنُ، الْمُهَيْمِنُ، الْعَزِيزُ، الْجَبَّارُ، الْمُتَكَبِّرُ، الرَّحْمَنُ، الرَّحِيمُ، اللَّطِيفُ، الْخَبِيرُ، السَّمِيعُ، الْبَصِيرُ، الْعَلِيمُ، الْعَظِيمُ، الْبَارُّ، الْمُتْعَالِ، الْجَلِيلُ، الْجَمِيلُ، الْحَيُّ، الْقَيُّومُ، الْقَادِرُ، الْقَاهِرُ، الْعَلِيُّ، الْحَكِيمُ، الْقَرِيبُ، الْمُجِيبُ، الْغَنِيُّ، الْوَهَّابُ، الْوَدُودُ، الشَّكُورُ، الْمَاجِدُ، الْوَاجِدُ، الْوَالِيُّ، الرَّاشِدُ، الْعَفُوُّ، الْغَفُورُ، الْحَلِيمُ، الْكَرِيمُ، التَّوَّابُ، الرَّبُّ، الْمَجِيدُ، الْوَلِيُّ، الشَّهِيدُ، الْمُبِينُ، الْبُرْهَانُ، الرَّؤُوفُ، الرَّحِيمُ، الْمُبْدِئُ، الْمُعِيدُ، الْبَاعِثُ، الْوَارِثُ، الْقَوِيُّ، الشَّدِيدُ، الضَّارُّ، النَّافِعُ، الْبَاقِي، الْوَاقِي، الْخَافِضُ، الرَّافِعُ، الْقَابِضُ، الْبَاسِطُ، الْمُعِزُّ، الْمُذِلُّ، الْمُقْسِطُ، الرَّزَّاقُ، ذُو الْقُوَّةِ، الْمَتِينُ، الْقَائِمُ، الدَّائِمُ، الْحَافِظُ، الْوَكِيلُ، الْفَاطِرُ، السَّامِعُ، الْمُعْطِي، الْمُحْيِي، الْمُمِيتُ، الْمَانِعُ، الْجَامِعُ، الْهَادِي، الْكَافِي، الْأَبَدُ، الْعَالِمُ، الصَّادِقُ، النُّورُ، الْمُنِيرُ، التَّامُّ، الْقَدِيمُ، الْوِتْرُ، الْأَحَدُ، الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ، وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ)). صحيحُ سُنَنِ ابْنِ ماجَه: (2/1269)، قَالَ أَبُو الْمُنْذِرِ زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ بْنُ عُقْبَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ ـ رَاوِي الحَديثِ عنْ أَبي هُريرَةَ: فَبَلَغَنَا مِنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، أَنَّ أَوَّلَهَا يُفْتَحُ بِقَوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى. وَقَالَ التِّرْمِذَيُّ: هَذَا حَديثٌ غَريبٌ، وَلَيْسَ لِذِكْرِ الأَسْمَاءِ إِسْنَادٌ صَحيحٌ. وَقَالَ الإمامُ النَّوَوِيُّ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، في "شَرْحِهِ لِصَحِيحِ مُسْلم: (7/17): اتَّفَقَ العُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ هَذَا الحَديثَ لَيْسَ فِيهِ حَصْر لِأَسْمائِهِ ـ تَبَارَكَتْ أَسْماؤُهُ، وَلَيْسَ المَعنى أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ ـ سُبْحانَهُ، أَسْمَاءٌ غَيْرُ هَذِهِ التِّسْعَةِ وَالتِّسْعِينَ، وَإِنَّمَا المَقْصودُ أَنَّ مَنْ أَحْصَى هَذِهِ التِّسْعَةَ والتِّسْعِينَ اسْمًا دَخَلَ الجَنَّةَ، فَالمُرادُ الإِخْبَارُ عَنْ دُخُولِ الجَنَّةِ بإِحْصَائِهَا لَا حَصْرُهَا.
وَبَيَّنَ فِي مَوَاضِعَ أُخَرَ أَنَّ لَهُ الْأَسْمَاءَ الْحُسْنَى، وَأَمَرَ بِدُعَائِهِ بِهَا، فقَالَ مِنْ سُورةِ الأَعْراف: {وَللهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} الآية: 180، وَقَالَ مِنْ سورةِ الإسراءِ: {قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} الآيةَ: 110، وَهَدَّدَ مَنْ أَلْحَدَ فِي أَسْمَائِهِ فقالَ: {وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} الآيَةَ: 180، مِنْ سُورةِ الإِسْراءِ. وَمِنَ الإِلْحَادِ فِي أَسْمَائِهِ أَنَّهُمُ اشْتَقُّوا الْعُزَّى مِنِ اسْمِ الْعَزِيزِ، وَاللَّاتِ مِنِ اسْمِ اللهِ.
وَقَدْ دَلَّ بَعْضُ الْأَحَادِيثِ عَلَى أَنَّ مِنْ أَسْمَائِهِ ـ جَلَّ وَعَلَا، مَا اسْتَأْثَرَ بِهِ وَلَمْ يُعَلِّمْهُ خَلْقَهُ، فقد أَخْرج الأَئِمَّةُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَال: قالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا قَالَ عَبْدٌ قَطُّ، إذَا أَصَابَهُ هَمٌّ أَوْ حُزْنُ: اللَّهُمَّ، إِنِّي عَبْدُكَ وابْنُ عَبْدِكَ وابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ؛ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ القُرْآنَ العَظِيمَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجَلاَءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إلَّا أَذْهَبَ اللهُ غَمَّهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحًا))، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ: يَنْبَغي لَنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ هَذِهِ الكَلِمَاتِ؟ قَالَ: أَجَلْ، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ)). وَفي رِوَايَةٍ: وَنُورَ (بَصَرِي) بَدَلَ (وَنُورَ صَدْرِي). أَخْرَجَهُ الإمامُ أَحْمَدُ: (1/391، برقم: 3712)، و: (1/452، بِرقَم: 4318)، وَابْنُ أَبي شَيْبَةَ: (6/40، رَقَم: 29318)، والطَبَرَانِيُّ: (10/169، برقم: 10352)، والحَاكِمُ في مُسْتَدْركِهِ: (1/690، برقم: 1877) وَقَالَ: صَحيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.
قولُهُ تَعَالَى: {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} لفظُ الجَلالَةِ (اللهُ): مَرْفوعٌ إِمَّا عَلَى الابْتِدَاءِ، وَالجُمْلَةُ المَنْفِيَّةُ خَبَرُ المُبتدَأِ، وَإِمَّا عَلى أَنَّهُ خَبَرٌ لِمُبْتَدَأٍ مَحْذوفٍ، والتَقْديرُ: هُوَ اللهُ. وَ "لَا" نَافِيَةٌ للجِنْسِ تَعْمَلُ عَمَلَ "إِنَّ"، وَ "إِلَهَ" اسْمُهَا، مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، فِي مَحَلِّ النَّصْبِ، وَخَبَرُها مَحْذوفٌ جَوَازًا، تَقْديرُهُ: مَوْجُودٌ. و "إِلَّا" أَدَاةُ اسْتِثْنَاءٍ مُفَرَّغٍ. و "هُوَ" ضَميرٌ مُنْفَصِلٌ لِلْمُفْرَدِ المُنَزَّهِ عَنِ الذُّكورَةِ وَالأُنوثَةِ والغَيْبَةِ، مَبْنِيٌّ عَلَى الفتْحِ فَي مَحَلِّ الرَّفْعِ عَلى البَدَلِ مِنْ الضَّميرِ المُسْتَتِرِ في خَبَرِ "لَا" المَحْذوفِ، وَجُمْلَةُ "لَا" مِنِ اسْمِها وخَبَرِهَا فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ عَلَى أنَّها خَبَرٌ أَوَّلُ للْمُبْتَدَأِ، وَهَذَهِ الجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ مِنَ المُبتدَأِ والخَبَرِ جُمْلَةٌ مُسْتَأْنَفَةٌ لَيسَ لَهَا مَحَلَّ مِنَ الإِعْرابِ.
قوْلُهُ: {لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} لَهُ: اللامُ حرفُ جَرٍّ متعلِّقٌ بِخَبَرٍ مُقَدَّمٍ، والهاءُ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجَرِّ بِحَرْفِ الجرِّ. و "الْأَسْمَاءُ" مَرْفوعٌ بالابْتِداءِ مُؤَخَّرٌ. و "الْحُسْنَى" صِفَةٌ لِـ "الْأَسْمَاءُ" مرفوعَةٌ مِثْلُهَا، وَعَلامَةُ الرَّفْعِ ضمَّةٌ مُقَدَّرَةٌ على آخرِهِ لِتَعَذُّرِ ظُهُورِها عَلى الأَلِفِ. وَمَعْلُومٌ أَنَّ جَمْعَ التَكْسيرِ فِي غَيْرِ العُقَلاءِ، يُعامَلُ مُعامَلَةَ المُفْرَدَةِ المُؤَنَّثَةِ الواحِدَةِ، وَهَذِهِ الجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ على أَنَّهُ خَبَرٌ ثَانٍ لِلْمُبْتَدَأِ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 8
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: