روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 19

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 19 Jb12915568671



الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 19 Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 19   الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 19 I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 23, 2019 5:35 am

الموسوعةُ القرآنيةُ، فيضُ العليمِ، الآيةَ: 19


وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19)


قوْلُهُ ـ تَعَالى شَأْنُهُ: {وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ} أَيْ: كَمَا زِدْنَاهُمْ هُدًى، وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ، وَأَنَمْنَاهُمْ، وَأَبْقَيْنَاهُمْ أَحْيَاءً معَ أَنَّهم لَا يَأْكُلُونَ وَلَا يَشْرَبُونَ، وَكما نُقَلِّبُهُمْ ذاتَ اليَمينِ وَذَاتَ الشِّمالِ، وحافَظْنَا عَلَى حَيَاةِ كَلْبِهِمْ كَرَامَةً لَهُمْ، كَذَلِكَ أَيقظْناهمْ مِنْ نَوْمِهِمُ الطَّويلِ وثًباتِهِمُ العَمِيقِ ذَاك. وَرَدَدْناهُمْ إِلَى الحَيَاةِ مِنْ جَديدٍ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ عَنْ مُدَّةِ ثُباتِهِمْ، ويَخْتِلَفُوا فِي ذَلِكَ. ولَا يَبْعُدُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ هُوَ الْغَرَضَ مِنْ بَعْثِهِمْ، أَنْ يَتَسَاءَلُوا، وَيَتَنَازَعُوا فِيمَا بَيْنَهُم. لِأَنَّ في تَسَاؤُلِهِمْ انْكَشَافُ أُمُورٍ عَجِيبَةٍ وَأَحْوَالٌ غَرِيبَةٌ، مِنْ قُدْرَةِ اللهِ تَعَالَى، وَذَلِكَ الِانْكِشَافُ أَمْرٌ مَطْلُوبٌ لِذَاتِهِ. فقد بَعَثَهُمْ لِمَا عَلِمَ أَنَّهُ يَكونُ مِنْهُمْ، وهَكَذَا جَمِيعُ مَا خَلَقَ اللهُ تعالى وأَنشَأَ، فَإِنَّما يَخْلُقُ وَيُنْشِئُ ـ سُبْحانَهُ، لِمَا يَعْلُمُ أَنَّهُ يَكونُ مِنْ خَلْقِهِ؛ كما قالَ في الآيةِ: 179، مِنْ سُورَةِ الأَعْراف: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}، فقد ذَرَأَهُمْ؛ لِمَا عَلِمَ أَنَّهُ يَكونُ مِنْهُمْ، وَهُوَ عَمَلُ أَهْلِ جَهَنَّمَ، ومِثْلُ ذَلِكَ قَوْلُهُ مِنْ سُورَةِ الذارياتِ: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) الآيةَ: 56، خلَقَهم لِمَا عَلِمَ أَنَّهُمْ يَعْبُدُونَهُ ويَعْمَلونَ عَمَلَ أَهْلِ الجَنَّةِ، وهَكَذَا كُلُّ خَلْقِهِ ـ تباركَ وتَعَالى، خلقَهُ لِمَا عَلِمَ أَنَّهُ يَكونُ مِنْهُ؛ فإذا كانَ اللهُ عَالِمًا بِمَا كانَ وما يَكونُ، ويَتَعَالَى عَنْ أَنْ يَكونَ فِعْلُهُ عَبَثًا كما قالَ في الآيَتَينِ: 115 و 116) مِنْ سُورةِ (المُؤمنون): {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ}، لَمْ يَجُزْ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئًا لِغَيْرِ مَا عَلِمَ أَنَّهُ يَكونُ، فَمَنْ عَمِلَ عَمَلًا، أَوْ فَعَلَ فِعلًا لِغَيْرِ مَا عَلِمَ أَنَّهُ يَكونُ، أَوْ كانَ جَاهِلًا بِعَوَاقِبِهِ، فَهُوَ عَابِثٌ.
و "بَعَثْنَاهُمْ" هُنَا: أَيْقَظْناهُمْ مِنْ نَوْمِهِمْ؛ لأَنَّ نَوْمَهُمُ الطَّويلَ الذي اسْتَغْرَقَ ثَلاثَمِئَةِ سَنَةٍ وَنَيِّفًا أَشْبَهُ بالمَوْتِ، وَلِذَلِكَ قالَ: بعثْناهم، ولمْ يقُلْ: أَيْقَظْناهم. والْبَعْثُ: التَّحْرِيكُ عَنْ سُكُونٍ.
قولُهُ: {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} أَيْ: كَمْ يومًا لَبِثْنَا فِي هَذَا الْكَهْفِ: قالُ فريقٌ مِنْهم: لَبِثْنا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ، لأنَّهمْ دَخَلُوا الْكَهْفَ غُدْوَةً وَبُعِثُوا أَصِيلًا، ـ كَمَا قَالَهُ غيْرُ واحدٍ مِنَ الْمُفَسِّرينَ: فَلِذَلِكَ قَالُوا: لَبِثْنَا يَوْمًا، فَلَمَّا رَأَوُا الشَّمْسَ بَاقِيَةً قَالُوا: أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ.
قولُهُ: {قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُما، القائلُ: هُوَ رَئِيسُهُمْ يَمْلِيخَا، رَدَّ ذَلِكَ إِلَى عِلْمَ اللهِ تَعَالَى، لِأَنَّهُ لَمَّا نَظَرَ إِلَى أَشْعَارِهِمْ وَأَظْفَارِهِمْ وَبَشَرَةِ وُجُوهِهِمْ، رَأَى آثَارَ تَّغَيُّرٍ شَدِيدٍ فِيهَا، فَعَلِمَ أَنَّ مِثْلَ ذَلِكَ التَّغَيُّرِ لَا يَحْصُلُ في يومٍ أَوْ بعضِ يومٍ، ولا في أَيَّامَ، إِذْ هوَ مُحْتاجٌ لِأَيَّامٍ طَوِيلَةِ.
قولُهُ: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ} الوَرِقُ: الفِضَّةُ المَضْرُوبَةُ لتكونَ ليتعاملَ الناسُ بها في بَيْعِهِمْ وشِرائهم. وَقِيلَ: الفِضَّةُ مُطْلَقًا. وَيُقالُ لَهَا أَيضًا: "الرِّقَةُ" بِحَذْفِ الواوِ، كَ "عِدَةٍ". فقدْ جاءَ في الحديثِ الشَّريفِ: ((في الرِّقَةِ رُبْعُ العُشْرِ))، رواهُ البخاريُّ مِنْ حديثِ أَنَسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ. وَيُسمَّى صاحِبُ الدراهمِ الفِضيةِ ورَّاقًا، وَقَدْ جُمِعَتْ شُذُوذًا جَمْعَ المُذَكَّرِ السَّالِمِ، فقَالُوا: حُبُّ الرِّقَيْنِ يُغَطِّي أَفْنَ الأَفِين. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُما: كَانَتْ وَرِقُهُمْ كَأَخْفَافِ الرُّبَعِ. أَيْ الفَصِيلِ يَنْتُجُ فِي الرَّبيعِ. وَالْوَرِقُ اسْمُ الفِضَّةِ سَوَاءٌ كَانَتْ مَضْرُوبَةً أَمْ لَا، وَفِيهِ لُغَاتٌ: "وَرِقٌّ"، وَ "وَرْقٌ"، وَ "وِرْقٌ"، مِثْل: "كَبِدٍ"، وَ "كَبْدٍ"، وَ "كِبْدٍ"، قَالَ الْفَرَّاءُ: وَكَسْرُ الْوَاوِ أَرْدَؤُهَا. وقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: أَصْلُهُ وَرِقٌ، مِثْلَ "صِلَةٍ" وَ "عِدَةٍ". قَالَ الْمُفَسِّرُونَ كَانَتْ مَعَهُمْ دَرَاهِمُ عَلَيْهَا صُورَةُ الْمَلِكِ الَّذِي كَانَ فِي زَمَانِهِمْ، يَعْنِي بِالْمَدِينَةِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا الْيَوْمَ (طَرَسُوسُ)، وَهَذِهِ الْآيَةُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ السَّعْيَ فِي التِماسِ الزَّادِ أَمْرٌ مَطْلوبٌ شَرْعًا، لأَنَّ فيهِ الحِفاظَ عَلى الحَيَاةِ الَّتي هِيَ أَمَانَةُ اللهِ تعالى عِنْدَ عَبْدِهِ، فَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ كلِّ ما قدْ يُعرِضُ هَذِهِ الحياةَ للخَطَرِ، إِلَّا في أَمْرٍ نَدَبَهُ اللهُ إِلَيْهِ، كالجِهَادِ فِي سَبيلِ اللهِ ـ تَعَالَى، ولَا يَتَعَارَضُ السَّعْيُ في طلَبِ الرِّزْقِ مَعَ التَّوَكُّلَ عَلَى اللهِ تَعَالى، واللهُ أَعْلَمُ.
قولُهُ: {فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ} فإنَّهُمْ لَمَّا كانوا مَأْخُوذينَ عَنْهُمْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ طَلَبٌ لِطَعَامٍ أَوْ شَراِب، وَلَا لأَيِّ شَيْءٍ مِنْ حُظُوظِ النَّفْسِ، فَلَمَّا رُدُّوا إلَى الصَّحْوِ والتَمْييزِ فإِنَّهم أَوَّلَ مَا أَحَسُّوا بِحَالِهِمْ، أَخَذُوا فِي تَدْبيرِ أُمورِ الطَّعامِ، وَيُرْوَى أَنَّهُمُ انْتَبَهُوا جِيَاعًا، وفِيِهِ دَلَالَةٌ عَلَى ابْتِدَاءِ المَخْلُوقاتِ بالأَكْلِ، وشِدَّةِ حاجتِهِم إِلَيْهِ. وأَصْلُ الزَّكاءِ: النَّمَاءُ والزِّيادَةِ. وقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما: "أَزْكَى طَعَامًا" يُرِيدُ مَا حَلَّ مِنَ الذَّبَائِحِ لِأَنَّ عَامَّةَ أَهْلِ بَلَدِهِمْ كَانُوا مَجُوسًا، وَفِيهِمْ قَوْمٌ يُخْفُونَ إِيمَانَهُمْ. وَأَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما، فِي قَوْلِهِ: "أَزْكَى طَعَامًا" قَالَ: أَحَلُّ ذَبِيحَةً، وَكَانُوا يَذْبَحُونَ للطَّواغِيتِ. وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ أَيْضًا ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما: فِي قَوْله: "أَزْكَى طَعَامًا" يَعْنِي أَطْهَرُ لأَنَّهم كَانُوا يَذْبَحُونَ الْخَنَازِيرَ. إِذًا فهمْ يُوصُونَهُ أَنْ يَبْحَثَ لهم عنْ طعامٍ حلالٍ مِنْ عندِ أُولئِكَ الذينَ يَكْتُمونَ إيمانَهم. وَقَالَ مُجَاهِدٌ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: كَانَ مَلِكُهُمْ ظَالِمًا، فَقَوْلُهُمْ: "أَزْكى طَعامًا"، يُرِيدُونَ أَيُّهَا أَبْعَدُ عَنِ الغَضَبِ. وَقِيلَ: يُريدونَ بـ ""أَزْكى طَعامًا" أَيُّهَا أَطْيَبُ وَأَلَذُّ، فإِنَّ الطَّيِّبَ أَصْلَحُ لِلْأَنْفُسِ وَأَنْفَعُ، وأَزْيَدُ في العُقُولِ؛ ولِذَلِكَ جَعَلَ اللهُ ـ سُبْحانَهُ، أَرْزَاقَ البَشَرِ الأَطْيَبَ والأَلْيَنَ؛ لِمَا أَنَّهُ يَزيدُ في العَقلِ وَالفَهْمِ، وجَعَلَ طعامَ غَيْرِهِمْ مِنَ الحَيَوانِ الخَبيثَ الخَشِنَ، لأَنها لا تحتاجُهُ فإِنَّهُ لَيْسَ لَهَا عَقْلٌ، وأَمَّا مَنْ كانَ مِنْ أَهْلِ المَعْرِفَةِ فَلا يُوافِقُهُ الخَشِنُ مِنَ المَلْبُوسِ وَلَا المُبْتَذَلُ في المَطْعَمِ مِنَ المَأْكُولِ. فَالخَشِنُ لمَنْ كانَ مِنْ أَهْلِ المُجاهَدَاتِ وَأَصْحَابِ الرِّياضات. والذي ارْتقى مَقَامَ المَعِرْفَةِ لا يَوَافِقُهُ إِلَّا كُلُّ لَطيفٍ، وَلَا يَسْتَأْنِسُ إِلَّا بِكُلِّ مَلِيحٍ جميلٍ. وَقِيلَ كانَ مُرادَ أَهلِ الكهْفِ: أَيُّهَا أَرْخَصُ وأَكْثَرُ. لأَنَّهُمْ فِي مَكانٍ لَا يَدْرُونَ مَتَى هُمْ خارجونَ مِنْهُ، فَطَلَبُوا الأَكْثَرَ؛ لِشِدَّةِ حَاجَتِهِمْ إِلَيْهِ، ويَكْفِي لِطولِ مُكوثِهم. وَأَستبعِدُ هُذا التأْويلَ لأَنَّهم كانُوا أَبْنَاءَ أَثْرياءِ قَوِمِهم ـ كَمَا تَقَدَّمَ، واللهُ أَعْلَمُ.
قولُهُ: {وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا} وَلْيَتَلَطَّفْ: أَيْ لِيَكُنْ دُخُولُ الْمَدِينَةِ وَشِرَاءُ الطَّعَامِ، فِي سِرٍّ وَكِتْمَانٍ، حَتَّى لا يَشْعُرَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَيُضطَّرَّ لإخْبارِهم بِمَكَانِكُمْ. ويجوزُ أَنْ يكونَ المًرادُ بالتَّلَطُّفِ السَّمَاحَةُ والتَسَاهُلُ فِي الشِّرَاءِ؛ وقدْ جاءِ فيما رَوَاهُ البُخَارِي وغَيْرُهُ، والنَّصُّ للبُخاري، مِنْ حَديثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((رَحِمَ اللهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى)). أَخْرَجَهُ الأئمَّةُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَل في مُسْنَدِهِ: (3/340، برقم: 14713)، والبُخَارِيُّ في صَحيحِهِ: (2076)، وابْنُ مَاجَةَ: (2203)، والتِّرْمِذِيُّ: (1320). فقد تَوَاصَوْا فِيمَا بَيْنَهُمْ بِحُسْنِ التَّخَلُّقِ وَجَميلِ التَّرَفُّقِ.
قَوْلُهُ تَعَالى: {وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ} الواوُ: اسْتِئْنافِيَّةٌ، و "كَذلِكَ" الكافُ حرفُ جَرٍّ وتشْبيهٍ متعلِّقٌ بِنَعْتٍ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ، والتقديرُ: كَمَا أَنَمْناهمْ تِلْكَ النَّوْمَة، كَذَلك بَعَثْناهُمْ ادِّكارًا بِقُدْرَتِهِ تَعَالى. أَوْ: بَعَثْنَاهُمْ بَعْثًا كائِنًا كَإِنَامَتِنَا إِيَّاهُمُ المُدَّةَ الطويلَةَ فِي كَوْنِ كُلٍّ مِنْهُمَا آيَةً مِنْ آياتِنَا. و "ذا" اسْمُ إِشارةٍ مبنيٌّ عَلَى السُّكونِ في محلِّ الجرِّ بالكافِ، واللامُ للبُعْدِ والكافُ الثانيةُ للخطابِ. و "بَعَثْناهُمْ" فِعْلٌ ماضٍ مبنيٌّ على السُّكونِ لاتِّصالِهِ بضميرِ رَفْعٍ متحرِّكٍ هو "نا" المعظِّمِ نفسَهُ ـ سُبْحانَهَ، و "نا" التعظيمِ ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في محلِّ الرَّفعِ فاعِلُهُ، والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في محلِّ النَّصْبِ بالمَفْعُوليَّةِ، والميمُ للجمعِ المُذكَّرِ، والجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لا محلَّ لها مِنَ الإعرابِ. و "لِيَتَساءَلُوا" اللامُ: حَرْفُ جَرٍّ وَتَعْليلٍ متعلِّقةٌ بالفِعْلِ "بَعَثْنا"، وَقالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: هِيَ للصَّيْرورَةِ، لِأَنَّ البَعْثَ لَمْ يَكُنْ للتَّساؤلِ. والصَّحيحُ أَنَّها عَلَى بَابِها مِن السَّبَبَيَّةِ. و "يَتَسَاءَلُوا" فِعْلٌ مُضارعٌ مَنْصُوبٌ بِـ "أَنْ" مُضْمَرَةً بَعْدَ لامِ "كيْ"، وعلامةُ نَصْبِهِ حذفُ النونِ مِنْ آخِرِهِ لأنَّهُ مِنَ الأفعالِ الخمسةِ، وواوُ الجماعةِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مبنيٌّ عَلَى السُّكونِ في محلِّ الرَّفعِ بالفاعليَّةِ، والأَلِفُ فارقةٌ. و "بَيْنَهُمْ" مبنيٌّ على الظَرْفِيَّةِ الاعتباريَّةِ، مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفِ حالٍ مِنْ "واوِ" الفاعِلِ، والتقديرُ: حَالَةَ كَوْنِهِمْ مُتَنَازِعِينَ بَيْنَهُمْ، وَالجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هذِهِ صِلَةُ "أَنْ" المُضْمَرَةِ، و "أَنْ" مَعَ صِلَتِهَا فِي تَأْويلِ مَصْدَرٍ مَجْرُورٍ بِاللَّامِ، والتَقْديرُ: وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِتَسَاؤُلِهِمْ بَيْنَهُمْ.
قولُهُ: {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ} قالَ: فِعْلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتْحِ. و "قائِلٌ" فاعِلُهُ مرفوعٌ بِهِ. و "مِنْهُمْ" مِنْ: حرفُ جرٍّ متعلِّقٌ بصِفَةٍ لِـ "قائِلٌ"، والهاءُ: ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجرِّ بحرفِ الجرِّ، والميمُ للجمعِ المذكَّرِ، والجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ مُسْتَأْنَفَةٌ اسْتِئْنافًا بَيَانِيًا، مَسُوقَةٌ لِبَيانِ التَسَاؤُلِ بَيْنَهُمْ، لا محلَّ لها مِنَ الإِعْرَابِ.
قولُهُ: {كَمْ لَبِثْتُمْ} كَمْ: اسْمُ اسْتِفْهَامٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في مَحَلِّ النَّصْبِ عَلَى الظَرْفيَّةِ الزَّمانيَّةِ، وَالمُمَيِّزُ مَحْذوفٌ، والتَقْديرُ: كَمْ يَوْمًا لَبِثْتُم، وذلكَ لِدَلالَةِ الجَوَابِ عَلَيْهِ. ويجوزُ أنْ يكونَ نَصْبِهُ عَلى أَنَّهُ مَفْعُولٌ مُقَدَّمٌ وُجُوبًا لِـ "لَبِثْتُمْ". وَ "لَبِثْتُمْ" فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ لاتِّصالِهِ بِضَميرِ رَفْعٍ مُتَحَرِّكٍ هو تاءُ الفاعِلِ، وهي ضميرٌ متَّصِلٌ بهِ في محلِّ الرَّفعِ بالفاعِليَّةِ، والميمُ للجمعِ المُذكَّرِ، والجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هذِهِ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ بالقولِ لـ "قالَ".
قولُهُ: {قَالُوا: لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} قَالُوا: فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لاتِّصالِهِ بواوِ الجماعةِ، وواوُ الجَماعَةِ ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ الرَّفعِ بالفاعِليَّةِ، والأَلِفُ للتفريقِ، والجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لا محلَّ لها مِنَ الإعرابِ. و "لَبِثْنا" فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ لاتِّصالِهِ بضميرِ رفعٍ متحرِّكٍ هو "نا" الجماعةِ، و "نا" الجماعةِ ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ مبنيٌّ عَلى السُّكونِ في محلِّ الرَّفعِ بالفاعليَّةِ. والجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ بالقولِ لِـ "قالَ قائلٌ". و "يَوْمًا" مصوبٌ على الظَّرْفِيَّةِ الزمانيَّةِ مُتَعَلِّقٌ بِـ "لَبِثْنا". و "أَوْ" حرفُ عَطْفٍ للشَّكِّ فِيهم، وَقِيلَ: للتَّفْصِيلِ، أَيْ: قَالَ بَعْضُهُمْ كَذَا وَبَعْضُهُمْ كَذَا. و "بَعْضَ" مَعْطُوفٌ عَلَى "يَوْمًا" منصوبٌ مثلهُ، وهوَ مُضافٌ. و "يَوْمٍ" مجرورٌ بالإضافةِ إِلَيْهِ.
قوْلُهُ: {قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ} قَالُوا: فِعْلٌ ماضٍ مبْنِيٌّ عَلَى الضمِّ لاتِّصالِهِ بواوِ الجماعةِ، وواوُ الجَماعَةِ ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ الرَّفعِ بالفاعِلِيَّةِ، والأَلِفُ للتفريقِ، والجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لا مَحَلَّ لها مِنَ الإعرابِ. وَ "رَبُّكُمْ" مرفوعٌ بالابْتِدَاءِ، مُضافٌ، وكافُ الخِطابِ ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجَرِّ بالإِضافةِ إِليْهِ، والميمُ للجمعِ المُذكَّرِ. و "أَعْلَمُ" خَبَرُهُ مرفوعٌ، وَالجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ، بالقولِ لِـ "قالُوا". و "بِما" الباءُ حرْفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِالخَبَرِ "أَعْلَمُ"، و "ما" موصولةٌ مبنيَّةٌ على السكونِ في محلِّ الجَرِّ بحرفِ الجرِّ، أَوْ هيَ نَكِرةٌ مَوْصوفةٌ. و "لَبِثْتُمْ" فِعْلٌ ماضٍ مبنيٌّ عَلَى السُّكونِ لاتِّصالِهِ يضميرِ رفعٍ متحرِّكٍ هو تاءُ الفاعِلِ، وتاءُ الفاعِلِ ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الرَّفعِ بالفاعليَّةِ، والميمُ للجمعِ المُذكَّرِ، والجُمْلةُ صِلَةٌ لِـ "ما" فلا حلَّ لها مِنَ الإعرابِ، أَوْ صِفَةٌ لَهَا في محلِّ الجرِّ إنْ كانتْ نَكِرةٌ مَوْصوفةً، وَالعائِدُ، أَوِ الرَّابِطُ مَحْذوفٌ والتَقْديرُ: قُلْ: ربُّكم أَعْلمُ بِمَا لَبِثْتُمُوهُ.
قولُهُ: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ} الفَاءُ: عَاطِفَةٌ عَلَى مَحْذُوفٍ. وَ "ابعثوا" فِعْلُ أَمْرٍ مبنيٌّ على حذْفِ النونِ مِنْ آخِرِهِ لأنَّهُ مِنَ الأفعالِ الخمسةِ، وواوُ الجماعةِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ الرَّفعِ بالفاعِلِيَّةِ، والألِفُ فاقةٌ، والجُمْلَةُ مَعْطوفَةٌ عَلَى مَحْذوفٍ، والتقديرُ: فَاتْرُكُوا التَساؤُلَ، وَخُذُوا بِمَا هوَ أَهَمُّ وَأَجْدَى، لَنَا فِي مَوْقِفِنَا هَذَا، فَابْعَثُوا .. . و "أَحَدَكُمْ" مَفْعُولٌ بِهِ منصوبٌ، وهوَ مُضافٌ، كافُ الخِطابِ ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في محلَّ الجرِّ بالإضافةِ إلَيْهِ، والميمُ للجمعِ المُذكَّرِ. و "بِوَرِقِكُمْ" الباءُ: حَرْفُ جَرٍّ للمُلابَسَةِ؛ أَيْ: مُلْتَبِسًا بِهَا، ومُصَاحِبًا لَهَا، وهوَ مُتَعَلِّقٌ بِـ "ابْعَثُوا" أَوْ بِحَالٍ مِنَ أَحَدِكُمْ، أَيْ: مُصاحِبًا لَهَا، وَمُلْتَبِسًا بِهَا. و "هذِهِ" الهاء: للتنْبيهِ، وَ "ذه" اسْمُ إِشَارةٍ مَبْنِيٌّ عَلى الكَسْرِ في محلِّ الجرِّ على كونِهِ عَطْفَ بَيَانٍ لـ "وَرِقِ" أَوْ بَدَلًا مِنْهُ، و "إِلَى" حرفُ جرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "ابْعَثُوا"، و "الْمَدِينَةِ" مجرورٌ بحرْفِ الجَرِّ.
قولُهُ: {فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا} الفاءُ: للعَطفِ، وَاللَّامُ: لامُ الأَمْرِ. و "يَنْظُرْ" فِعلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بها، وَفاعِلُهُ ضَميرٌ مُسْتترٌ فيهِ جوازًا تقدرُهُ (هو) يَعُودُ عَلَى "أَحَدَكم"، والجُمْلَةُ في محلِّ النَّصْبِ عَطْفًا عَلَى جُمْلَةِ "فَابْعَثُوا" عَلَى كَوْنِها مَقُولَ القولِ لِـ "قالُوا". وَ "أَيُّها" أَيُّ: اسْمُ اسْتِفْهامٍ؛ مرفوعٌ بالابْتِداءِ، وهو مُضافٌ، و "ها" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في مَحَلِّ الجَرِّ بِالإضافةِ إِلَيْهِ. وَ "أَزْكَى" خَبَرُهُ مَرْفُوعٌ، ويَجُوزُ أَنْ يُعْرَبَ "أَيُّ" اسْمًا مَوْصُولًا مَبْنِيًّا عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ على أَنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ لِـ "فلْيَنْظُرْ"، و "أَزْكى" خَبَرٌ لِمُبْتَدَأٍ محذوفٍ تقديرُهُ (هو)، مرفوعٌ وعلامةُ رَفعِهِ الضمَّةُ المُقدَّرةُ على آخرِهِ لتَعَذُّرِ ظهورِها عَلى الأَلِفِ. وَ "طَعامًا" تَمْييزٌ مُحَوَّلٌ عِنِ المُبْتَدَأِ، مَنْصُوبٌ بِاسْمِ التَفْضِيلِ "أَزْكَى"، وَالجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ فِي مَحَلِّ تَفْسيرِ النَّصْبِ سَادَّةٌ مَسَدَّ مَفْعُولَيْ "يَنْظُر" مُعَلَّقٌ عَنْهَا بِاسْمِ الاسْتِفْهَامِ.
قولُهُ: {فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ} الفاءُ: للعَطْفِ، وَالَّلامُ: لامُ الأَمْرِ، و "يَأْتِكُمْ" فِعْلٌ مُضارعٌ مَجْزُومٌ بِلامِ الأَمْرِ، وَعَلامَةُ جَزْمِهِ حَذْفُ الياءِ مِنْ آخرِهِ لأنَّهُ فعلٌ مُضارعٌ معتلُّ الآخِرِ بها، وَفَاعِلُهُ ضَميرٌ مُسْتترٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ (هو) يَعُودُ عَلَى "أَحَدَكم"، وَكافُ الخطابِ: فِي مَحَلِّ النَّصْبِ بالمَفْعُوليَّةِ، والميمُ: علامةُ الجَمعِ المُذكَّرِ. والجُمْلَةُ فِي مَحَلَّ النَّصْبِ عَطْفًا عَلَى جُمْلَةِ "فَلْيَنْظُرْ". و "بِرِزْقٍ" الباءُ: حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "يَأْتِ" و "مِنْهُ" مِنْ: حرفُ جرٍّ متعلِّقٌ بِصِفَةٍ لِـ "رِزْق"، والهاءُ: ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجرِّ بحرفِ الجَرِّ.
قولُهُ: {وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا} الواوُ: للعَطْفِ، واللامُ: للأَمْرِ، و "يَتَلَطَّفْ" فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بها، وَفَاعِلُهُ ضَميرٌ مُسْتترٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ (هو) يَعُودُ عَلَى "أَحَدَكم"، وَالجُمْلَةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى جُمْلَةِ "فَلْيَأْتِكُمْ". و "وَلا" الواوُ: عِاطِفَةٌ، و "لا" نَاهِيَةٌ جازِمَةٌ، و "يُشْعِرَنَّ: فِعْلٌ مُضارِعٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ لاتِّصالِهِ بِنُونِ التَوْكِيدِ، الثَّقِيلَةِ، فِي مَحَلِّ الجَزْمِ بِـ "لا" النَّاهِيَةِ، وَفاعِلُهُ ضَميرٌ مُستترٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ (هو) يَعُودُ عَلَى "أَحَدَكم". و "بِكُمْ" الباءُ: حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "يُشْعِرَنَّ"، وكافُ الخِطابِ ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجرِّ بالإِضَافَةِ إِلَيْهِ، والميمُ للجمعِ المُذكَّرِ. و "أَحَدًا" مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ، وَالجُمْلَةُ الفعليَّةِ هَذِهِ معطوفةٌ عَلَى جُمْلَةِ قَوْلِهِ: "وَلْيَتَلَطَّفْ".
قَرأَ الجمهورُ:{وَرِقِكُمْ} بِكَسْرِ الرَّاءِ، وهوَ الأَصْلُ، وَقَرَأُ أَبُو عَمْروٍ، وقرأَ حمزةُ وأَبو بَكْرٍ بِفَتْحِ الواوِ وسكونِ الراءِ والفَكِّ. والتَسْكِينُ تَحْفِيفٌ كَ "نَبْقٍ" فِي "نَبِقٍ". وَحَكَىَ الزَّجَّاجُ كَسْرَ الواوِ وَسُكونَ الرَّاءِ، وَهُوَ نَقْلٌ، وَهَذَا كَمَا يُقالُ: كَبِدْ وكَبْد وكِبْد. وَقَرَأ أَبُو رَجاءٍ وَابْنُ مُحَيْصِنٍ كَذَلِكَ، إِلَّا أَنَّهُ بإدْغامِ القافِ. واسْتَضْعَفُوها مِنْ حَيْثُ الجَمْعُ بَيْنَ سَاكِنَيْنِ عَلَى غَيْرِ حَدِّيْهِمَا، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي المُتَواتِرِ مَا يُشْبِهُ هَذِهِ القراءةَ نَحْوَ قولِهِ مِنْ سورةِ البقرةِ: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِي} الآية: 271، وَقولِهِ مِنْ سورةِ النِّساء: {لاَ تَعْدُّواْ فِي السَّبْتِ} الآية: 154، ورُوِيَ عَنِ ابْنِ مُحَيْصِنٍ أَنَّهُ أَدْغَمَ كسرَ الراءَ فِرارًا مِمَّا ذَكَرْتَ.
وقُرِئَ "بِوَارِقِكم" اسْمَ فَاعِلٍ، أَيْ: صَاحِبُ وَرِقٍ، كَ "لابِنٍ". وَقَيلَ: هُوَ اسْمُ جَمْعٍ كَ "جِامِلٍ" و "باقِرٍ".
قَرَأَ العامَّةُ: {وَلِيَتَلَطَّفْ} بِسُكونِ لامِ الأَمْرِ، وَقَرَأَ الحَسَنُ بِكَسْرِها، عَلَى الأَصْلِ. وقَرَأَ قُتَيْبَةُ المَيَّال: "ولْيُتَلَطَّفْ" مَبْنِيًّا للمَفْعُولِ.
قرأَ العامَّةُ: {ولا يُشْعِرنَّ بكم أحَدًا}، وَقَرَأَ أَبو جَعْفر، وأَبو صالحٍ، وقُتَيبَةُ: "ولا يَشْعُرَنَّ بكم أَحَدٌ" بِفْتْحِ الياءِ وَضَمِّ العَيْنِ، فَـ "أَحَدٌ" هو الفَاعِلُ بِهِ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 19
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 14
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 33
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 49
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 64
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 79

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: