روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 17

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 17 Jb12915568671



الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 17 Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 17   الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 17 I_icon_minitimeالخميس يوليو 18, 2019 4:27 pm

وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللهِ مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا
(17)


قوْلُهُ ـ تَعَالَى شَأْنُهُ: {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ} هَذَا مِنْ جَزَائهُمْ عَلَى اهْتِدَائِهِمْ، وَهُوَ مِنْ لُطْفِ اللهِ بِهِمْ. والمُخاطَبُ فِي الآيَةِ هُوَ النَّبِيُّ ـ صَلَواتُ اللهِ وسَلامُهُ عَلَيْهِ، وكلُّ مَنْ هُوَ أَهْلٌ للخِطَابِ. إِذًا فَالْخِطَابُ هنا هو لِغَيْرِ مُعَيَّنٍ، وَكلُّ مَنْ تُمْكِنُهُ الرُّؤْيَةُ، رأَى هذا الذي تَحَدَّثَتْ عَنْهُ هَذِهِ الآيَةُ الكريمةُ. وَهَذَا في التَخَاطُبِ كَثِيرُ الِاسْتِعْمَالِ عِنْدَ العَرَبِ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ نَابِغَةِ بَنِي ذُبيان:
تَرَى عَافِيَاتِ الطَّيْرِ قَدْ وَثِقَتْ لَهَا .... بِشَبَعٍ مِنَ السَّخْلِ الْعِتَاقِ الْأَكِايِلِ
وَقَدْ أَوْجَزَ مِنَ الْخَبَرِ أَنَّهُمْ لَمَّا قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: {فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ} الآيةِ: 16 السَّابِقَة، أَنَّهُمْ أَوَوْا إِلَيْهِ. وَالتَّقْدِيرُ: فَأَخَذُوا بِنَصِيحَتِهِ فَأَوَوْا إِلَى الْكَهْفِ. دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ فِي صَدْرِ الْقِصَّةِ: {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ} الْآيةَ: 10 السابقة، فَرَدَّ عَجُزَ الْكَلَامِ عَلَى صَدْرِهِ. والمَعْنَى: إِنَّكَ إِذا نَظَرْتَ إِليهمْ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ رَأَيتَهَا تَمِيلُ إِلَى جِهَةِ اليَمِينِ وتَنْحَرِفُ عَنْ كَهْفِهِمْ، فَتَتَجاوزُهمْ وتَتَرُكُهُمْ، وَتَعْدِلُ عَنْهم، أَمَّا عِنْدَ الغُرُوبِ فإِنَّها تَنْحرِفِ إِلى جِهَةِ الشِّمالِ.
وَ "تَتَزاوَرُ" تَتَنَحَّى وَتَمِيلُ، وهو مُضَارِعٌ مُشْتَقٌّ مِنَ الزَّوْرِ ـ بِفَتْحِ الزَّايِ، الذي هُوَ الْمَيْلُ. وَالمَصْدَرُ الِازْوِرَارِ. أَيْ: التَنَحِّي والمَيْلِ إِلَى جِهَةٍ أَوْ نَاحيَةٍ. وَمِنْهُ: فُلان أَزْوَرُ الْعَيْنِ، أَيْ مَائِلُ النَّظَرِ إِلَى نَاحِيَةٍ دُونَ الأَخْرَى، ويُسَمَّى أَيْضًا: الحَوَلُ. وَيُسْتَعْمَلُ أَيْضًا فِي غَيْرِ الْعَيْنِ، وَمِنْهُ يَقُولونَ: زَارَ فلانٌ فلانًا: إِذَا مَالَ إِلَيْهِ، وزارَ المكانَ إِذا عَرَّجَ عَلَيْهِ.
وأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ الطبَرِيُّ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُما، فِي قَوْلِهِ ـ تَبَارَكَتْ أَسْماؤُهُ: "تَزَاوَرُ"، قَالَ: المَعْنَى تَمِيلُ. وَالزُّورُ: الْمَيْلُ عَنِ الحَقِّ والصِّدْقِ. وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ عُمَرَ ابْنِ أَبِي رَبِيعَةَ:
وَخُفِّضَ عَنِّي الصَّوْتُ أَقْبَلْتُ مِشْيَةَ الْـ .. ـحُبَابِ وَجَنْبِي خِيفَةَ الْقَوْمِ أَزْوَرُ
قوْلُهُ: الحُبَابُ (بِالضَمِّ): أَيْ الحَيَّةِ.
وَقَالَ عَنْتَرَةَ العَبْسِيُّ يَصِفُ جَوَادَهُ في المَعْرَكَةِ وهوَ يُحاولُ اتِّقاءَ طَعْنِ الرِّماحِ بالتَنحِّي عَنْهَا، شَاكِيًا إِلَيْهِ أَلَمَ الطِّعانِ:
فَازْوَرَّ مِنْ وَقْعَ الْقَنَا بِلَبَانِهِ ................... وَشَكَا إِلَيَّ بِعَبْرَةٍ وَتَحَمْحُمِ
فَازْوَرَّ: أَيْ مَالَ بَعْضُ بَدَنِهِ إِلَى بَعْضٍ وَانْقَبَضَ.
وَالْإِتْيَانُ بِفِعْلِ الْمُضَارَعَةِ لِلدَّلَالَةِ عَلَى تَكَرُّرِ ذَلِكَ كُلَّ يَوْمٍ. وَمِنْهُ قَولُ بِشْرِ بْنِ أَبي خازمٍ:
يُؤمُّ بِهَا الحُداةُ مِياهَ نَخْلٍ ...................... وفِيهَا عن أَبَانِينَ ازْوِرَارُ
وَفِي حَدِيثِ غَزْوَةِ مُؤْتَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَأَى فِي سَرِيرِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ ازْوِرَارًا عَنْ سَرِيرِ صاحِبَيْهِ جَعْفَرٍ وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُم وعَنْ صحابةِ رَسولِ اللهِ أَجْمَعِينَ. وكانَ ـ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، يَنْقُلُ لأَصْحابِهِ في المَدينةِ المُنَوَّرَةِ أَخَبْارَ المَعْرَكَةِ في مُؤْتَةَ مِنْ أَطرافِ بلادِ الشَّامِ سَاعَةً بِسَاعَةٍ، فقال: أَخَذَ الرايةَ زيدُ ابْنُ حارثةَ، فقاتَلَ حتَّى ماتَ شَهِيدًا، وَصَعِدَ إِلَى جِوارِ رَبِّهِ عَلَى سَريرٍ مِنْ ذَهَبٍ. فَأخذ الرَّايَة جَعْفَرُ بْنُ أَبي طَالِبٍ وَلَمْ يَتْرُكهَا حَتَّى سَقَطَ بَعْدَ تِسْعِينَ ضَرْبَةً كُلُّهَا فِي مُقَدِّمَةٍ وَلَيْسَ فِي ظَهْرِهِ مِنْهَا شَيْءٌ، وَكَانَ يَقُولُ:
يَا حَبَّذَا الْجنَّةُ وَاقْتِرَابُها ............................ طَيِّبَةٌ وَبَارِدٌ شَرَابُها
والرُّومُ قَدْ دَنَا عَذَابُها ............................ كَافِرَةٌ بَعيدَةٌ أَنْسَابُها
عَليَّ إِذا لاقَيْتُها ضِرَابُها
ثُمَّ صَعِدَ إِلى جوارِ ربِّهَ على سريرٍ مِنْ ذهَبٍ، ثمَّ بَادَرَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ، وَأَخَذَ الرَّايَةَ وَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا، وَسَكَتَ ـ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ، فقالَ أصحابُهُ: ما بِهِ يا رَسولَ اللهِ؟. قالَ وصعِدَ إلى جوارِ ربِّهِ على سريرٍ مِنْ ذَهَبٍ وفي سريرِهِ ازْوِرارٌ عنْ سريرِ صاحبيْهِ، لَقَدْ تَرَدَّدَ سَاعَةَ الهُجُوم. وَذَلِكَ أَنَّهُ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، لمَّا رَأَى مَا فعَلَ صاحباهُ زيدٌ وجعفرَ مِنْ اقْتِحامِ صُفوفِ الرُّومِ والقِتالِ حَتَّى المَوْتِ، مَا كَانَ لَهُ إِلَّا أَنْ يَفْعَلَ فِعْلَهُما، فالموتُ محتَّمٌ ولا مندوحةَ عَنْهُ، فقد تردَّدَتْ نفسُهُ بعضَ الشَّيْءِ فخاطَبَها قائلًا:
أَقْسَمْتُ يَا نَفْسُ لَتَنْزِلنَّهْ ............................ طَائِعَةً أَوْ لَتُكْرَهِنَّهْ
إِنْ أَجْلَبَ النَّاسُ وَشدُّوُا الرَّنَّهْ ................. مَالِي أَرَاكِ تَكْرَهِينَ الْجَنَّهْ
لَطَالَمَا قَدْ كُنْتِ مُطْمَئِنَّهْ .................... هَلْ أَنْتَ إِلا نُطْفَةٌ فِي شَنَّهْ
***
يَا نَفْسُ إِنْ لَمْ تُقْتَلِي تَمُوتِي ............. هَذَا حِمَامُ الْمَوْتِ قَدْ صَلِيتِ
وَمَا تَمَنَّيْتِ فَقَدْ أُعْطِيتِ ..................... إنْ تَفْعَلِي فِعْلَهُمَا هُدِيتِ   
وَإِنْ تَأَخَّرْتِ فَقَدْ شَقِيتي
ثُمُّ كَرَّ عَلَى الرُّومِ مخْتَرِقًا صُفُوفَهم مفرِّقًا جُموعَهم موقعًا بِهِمُ القتلَ حتَّى قُتِلِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأَرضاهُ.
هَذَا مَلَخَّصُ قِصَّةِ مَعْرَكَةِ مُؤْتَةَ، وَمَنْ أَرَادَهَا مُفَصَّلةً فَهِيَ مَوْجُودَةٌ فِي: الجِهَادِ لابْنِ أَبي عَاصِمٍ: (ص: 268)، وسُنَنِ سَعيدِ بْنِ مَنْصُورٍ: (6/432)، وتَاريخِ الرُّسُلِ والمُلُوكِ للطَبَريِّ: (2/45)، ودَلائِلِ النُّبُوةِ للبَيْهَقِيِّ: (4/364)، مَجْمَعِ الزَّوائِدِ وَمَنْبَعِ الفَوائد لابْنِ حَجَرٍ الهيثميِّ:  (3/42)، والرَّوْضِ الأُنُفُ للإمامِ السُّهَيْليِّ: (7/16)، والسِّيرَةِ لابْنِ كَثيرٍ: (6/201)، وسُبُلِ السَّلامِ مِنْ صَحيحِ سِيرَةِ خَيْرِ الأَنَامِ ـ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: (1/490)، والصَّحيحُ مِنْ أَحَاديثِ السِّيرَةِ النَبَويَّةِ: (ص: 430). ونورِ اليَقينِ فِي سِيرَةِ سَيِّدِ المُرْسَلينَ لمحمدٍ الباجوريِّ، المعروفِ بالشيخِ الخُضَرِيِّ وغَيْرِهِم: (ص: 191).
وَالتَّعْرِيفُ فِي "الْيَمِينِ"، و "الشِّمالِ" عِوَضٌ عَنِ الْمُضَافِ إِلَيْهِ، أَيْ يَمِينِ الْكَهْفِ وَشِمَالِهِ، فَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ فَمَ الْكَهْفِ كَانَ مَفْتُوحًا إِلَى الشِّمَالِ الشَّرْقِيِّ، فَالشَّمْسُ إِذَا طَلَعَتْ تَطْلُعُ عَلَى جَانِبِ الْكَهْفِ وَلَا تَخْتَرِقُهُ أَشِعَّتُهَا، وَإِذَا غَرَبَتْ كَانَتْ أَشِعَّتُهَا أَبْعَدَ عَنْ فَمِ الْكَهْفِ مِنْهَا حِينَ طُلُوعِهَا. وَهَذَا وَضْعٌ عَجِيبٌ يَسَّرَهُ اللهُ لَهُمْ بِحِكْمَتِهِ لِيَكُونَ دَاخِلَ الْكَهْفِ بِحَالَةِ اعْتِدَالٍ فَلَا يَنْتَابُ الْبِلَى أَجْسَادَهُمْ، وَذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللهِ تَعَالَى وعَظيمِ قُدْرَتِهِ.
والْقَرْضُ أَصْلُهُ الْقَطْعُ. وقَرَضَ الشَّيْءَ: قَطَعَهُ، تَقُولُ الْعَرَبُ: قَرَضَتْ مَوْضِعَ كَذَا، أَيْ قَطَعَتْهُ. والقَطْعُ، مِنَ القَطِيعَةِ، أَي: الصَّرْمِ. وَقالَ أَبُو عَلِيٍّ الفارِسِيُّ: مَعْنَى "تَقْرِضُهم" تُعْطيهم مِنْ ضَوْئِها شَيْئًا ثُمَّ تَزُولُ سَريعًا كالقَرْضِ يُسْتَرَدُّ. وقَدْ يصِحُّ قوْلُهُ هذا لو أَنَّهُ قُرِئَ: "تُقْرِضُهُمْ" بِضَمِّ التاءِ، أَيْ مِنْ أَقْرَضَ يُقرِضُ. وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ: قَرَضَتْ مَوْضِعَ كَذَا جَاذَبَتْهُ، وَحَكَوْا عَنِ الْعَرَبِ قَرَضَتْهُ قُبُلًا وَدُبُرًا. وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
إِلَى ظُعُنٍ يَقْرِضْنَ أَجْوَازَ مُشْرِفٍ .......... شِمَالًا وَعَنْ أَيْمَانِهِنَّ الْفَوَارِسُ
وَأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُما، فِي قَوْلِهِ "تَقْرِضُهُمْ" قَالَ: تَذَرُهُمْ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، فِي قَوْلِهِ: "تَقْرِضُهُمْ" قَالَ: تَتْرُكُهُمْ.
قوْلُهُ: {وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ} أَيْ: والحَالُ أَنَّهم كانُوا فِي مُتَّسَعٍ مِنَ الْكَهْفِ، والْفَجْوَةُ: الْمُتَّسَعُ، وَهوَ مِنَ الْفِجَاءِ أَيْ: تَبَاعُدُ مَا بَيْنَ الْفَخِذَيْنِ، يُقالُ: رَجُلٌ أَفْجَأُ، وَامْرَأَةٌ فَجْوَاءُ، وَجَمْعُ الْفَجْوَةِ فِجَاءٌ، وَفَجَوَاتٌ. وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالى عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ ـ سُبْحانَهُ: "وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ" قَالَ: الْمَكَانُ الدَّاخِلُ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ عَنْ سَعيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: "وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ" قَالَ: يَعْنِي بِالفَجْوَةِ الْخَلْوَةِ مِنَ الأَرْضِ. وَيَعْنِي بِالخَلْوَةِ النَّاحِيَةُ مِنَ الأَرْضِ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ أَبي مَالِكٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ: "وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ" قَالَ: فِي نَاحِيَةٍ.
قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ، وابْنُ عطيَّةَ ـ رحِمَهُما اللهُ تَعَالَى: كَانَ كَهْفُهُمْ في بلادِ الرُّومِ مُسْتَقْبِلَ (بَنَاتِ نَعْشٍ)، لَا تَقَعُ فِيهِ الشَّمْسُ عِنْدَ الطُّلُوعِ، وَلَا عِنْدَ الْغُرُوبِ، وَلَا فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ. ثمَّ قالَ: لَقَدِ اخْتَارَ اللهُ لَهُمْ مُضْطَجَعًا فِي مَقْنَاةٍ، لَا تَدْخُلُ عَلَيْهِمُ الشَّمْسُ فيها فَتُؤْذِيهِمْ بِحَرِّهَا، وَتُغَيِّرُ أَلْوَانَهُمْ. وَهُمْ فِي مُتَّسَعٍ، يَنَالُهُمْ فيهِ بَرْدُ الرِّيحِ وَنَسِيمُهَا، وَيَدْفَعُ عَنْهُمْ كَرْبَ الْغَارِ وَغُمُومَهُ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: الْمَعْنَى أَنَّهُمْ فِي ظِلِّ نَهَارِهِمْ كُلِّهِ لَا تُصِيبُهُمُ الشَّمْسُ فِي طُلُوعِهَا وَلَا غُرُوبِهَا، مَعَ أَنَّهُمْ فِي مَكَانٍ وَاسِعٍ مُنْفَتِحٍ مُعَرَّضٍ لِإِصَابَةِ الشَّمْسِ لَوْلَا أَنَّ اللهَ يَحْجُبُهَا عَنْهُمُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ هَذَا الْقَوْلُ خَطَأٌ وَهُوَ أَنَّ الْكَهْفَ كَانَ مُسْتَقْبِلَ بَنَاتِ نَعْشٍ فَكَانَتِ الشَّمْسُ لَا تَقَعُ عَلَيْهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ صَرَفَ الشَّمْسَ عَنْهُمْ بِقُدْرَتِهِ، وَحَالَ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُمْ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ قَالَ: "ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللهِ"، أَيْ مِنْ عَجَائِبِ صُنْعِ اللهِ، وَدَلَالَاتِ قُدْرَتِهِ الَّتِي يَعْتَبِرُ بِهَا مَنْ يَهْدِ اللهُ.
قوْلُهُ: {ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللهِ} ذَلِكَ: الْإِشَارَةُ لِلتَّعْظِيمِ. وَ "آيَاتِ اللهِ" دَلَائِلُ قُدْرَتِهِ وَعِنَايَتِهِ بِأَوْلِيَائِهِ وَمُؤَيِّدِي دِينِهِ الْحَقِّ. قَالَ الزَّجَّاجُ: فِعْلُ الشَّمْسِ آيَةٌ مِنْ آياتِ اللهِ دُونَ أَنْ يَكُونَ بَابُ الْكَهْفِ إِلَى جِهَةٍ تُوجِبُ ذَلِكَ. وَالْجُمْلَةُ مُعْتَرِضَةٌ فِي خِلَالِ الْقِصَّةِ لِلتَّنْوِيهِ بِأَصْحَابِهَا.
قولُهُ: {مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ} اسْتِئْنَافٌ بَيَانِيٌّ لِمَا اقْتَضَاهُ اسْمُ الْإِشَارَةِ مِنْ تَعْظِيمِ أَمْرِ هَذِهِ الْآيَةِ الكَريمةِ وَأَصْحَابِهَا. أَيْ: أَنَّ هؤلاءِ الفِتْيَةَ كَانُوا مُهْتَدِينَ لِأَنَّ اللهَ هَدَاهُمْ فِيمَنْ هَدَى، وفيهِ تَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّ تَيْسِيرَ ذَلِكَ لَهُمْ مِنَ اللهِ تَعَالى هُوَ أَثَرُ تَيْسِيرِهِ إِيَّاهم لِلْيُسْرَى وَالْهُدَى، فَأَبْلَغَهُمُ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِمْ، وَرَزَقَهُمْ أَفْهَامًا تُؤْمِنُ بِالْحَقِّ وتخضَعُ لَهُ.
قولُهُ: {وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا} الْمُرْشِدُ: هو الَّذِي يُبَيِّنُ لِلْحَيْرَانِ وَجْهَ الرُّشْدِ الذي هُوَ إِصَابَتُهُ مَطْلُوبَهُ مِنَ الْخَيْرِ والفَلاحِ. فَإِنَّ مَنْ أَضَلَّهُ اللهُ تَعَالى بِسَبَبِ تَعَنُّتِهِ، وإِصْرارِهِ عَلَى عِنَادِهِ وشِرْكِهِ، لَنْ يُوجَدَ في حَيَاتِهِ مَنْ يُرْشِدُهُ إلى الحقِّ والصَّوابِ، ويَدُلُّهُ عَلى طُرُقِ الخَيرِ والبِرِّ والنَّجَاحِ. 
قوْلُهُ تَعَالَى: {وَتَرَى الشَّمْسَ} الواوُ: اسْتِئنافيَّةٌ، وَ "تَرَى" فِعْلٌ مُضارعٌ مرفوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، وعلامةُ رَفْعِهِ الضمَّةُ المُقدَّرةُ على آخِرِهِ منعَ مِنْ ظهورِها تَعَذُّرُ ظهورِها عَلى الأَلِفِ. وفاعِلُهُ ضَميرٌ مُسْتَتِرٌ فيهِ وُجوبًا تقديرُهُ (أَنتَ) يَعُودُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ ـ صِلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، أَوْ عَلَى كُلِّ مُؤهَّلٍ لهذا الخطابِ، و "الشَّمْسَ" مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصوبٌ، والجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لا محلَّ لها مِنَ الإِعْرابِ.
قولُهُ: {إِذا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ، وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ} إِذا: ظَرْفٌ لِمَا يُسْتَقْبَلُ مِنَ الزَّمَانِ مُجَرَّدٌ عَنْ مَعْنَى الشَّرْطِ، مبنِيٌّ علَى السُّكونِ في محلِّ النَّصْبِ، مُتَعَلِّقٌ بِـ "تَرَى"، وَيَجُوزُ أَنْ تَكونَ شَرْطِيَّةً مُتَعَلِّقَةً بِمَا بَعْدَهَا. وَ "طَلَعَتْ" فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفتْحِ، والتاءُ لتَأْنيثِ الفاعِلِ، وَفَاعِلُهُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ فيهِ جَوَازًا تقديرُهُ (هِيَ) يَعُودُ عَلَى "الشَّمْس"، وَالجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ الجَرِّ، عَلى أَنَّها مُضافٌ إِلَيْهِ، لِـ "إِذا". و "تَزاوَرُ" أَصلُهُ (تَتَزَاوَرُ) فَحُذِفتْ إحْدى تاءَيْهِ، وهوَ فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، وفاعِلُهُ ضَميرٌ مُسْتترٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ (هيَ) يَعُودُ عَلَى الشَّمْسِ. و "عَنْ" حَرْفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "تَزاوَرُ"، وَ "كَهْفِهِمْ" مجرورٌ بِحَرْفِ الجَرِّ، مُضافٌ، والهاءُ: ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجرِّ بالإضافةِ إِلَيْهِ، والميمُ علامةُ الجمعِ المُذكَّرِ. وَ "ذاتَ" مَنْصُوبٌ عَلَى الظَّرْفِيَّةِ المَكانيَّةِ، مُتَعَلِّقٌ بِـ "تَزاوَرُ"، وهوَ مُضافٌ، وَ "الْيَمِينِ" مَجْرورٌ بالإضافَةِ إِلَيْهِ، وهِيَ مِنْ إِضَافَةِ المُسَمَّى إِلَى الاسْمِ، وَجُمْلَةُ "تَزاوَرُ" الفعليَّةُ هذِهِ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ على الحالِ مِنَ الشَّمْسِ، أَيْ: وَتَرَى الشَّمْسَ وَقْتَ طُلوعِها، مُتَزَاوِرَةً عَنْ كَهْفِهم جِهَةَ يَمِينِ الكَهْفِ. وَ "وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ" الواوُ: للعَطْفِ، وَالجُمْلَةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى سابقَتِها فهي أَيْضًا في مَحَلِّ النَّصْبِ عَلَى الحَالِ مِنَ الشَّمْسِ.
قولُهُ: {وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ} الوَاوُ: للحالِ، و "هُمْ" ضميرٌ مُنْفَصِلٌ لجماعةِ الغائبينَ، مَبنيٌّ عَلَى السُّكونِ في محلِّ الرَّفعِ بالابْتِداءِ. و "فِي" حرْفُ جرٍّ متعلِّقٌ بخبرِ المبتَدَأِ، و "فَجْوَةٍ" مجرورٌ بِحَرْفِ الجَرِّ. و "مِنْهُ" مِنْ حرفُ جَرٍّ متعلِّقٌ بِصِفَةٍ لِـ "فَجْوَةٍ"، والهاءُ: ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجَرِّ بحرفِ الجرِّ، والجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ هَذِهِ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ عَلَى الحالِ مِنْ الهاءِ في "تَقْرِضُهُمْ".
قولُهُ: {ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللهِ} ذَلِكَ: "ذا" اسْمُ إشارةٍ إِلَى التَزَاوُرِ والقَرْضِ، مَبْنيٌّ عَلَى السُّكونِ في محلِّ الرَّفْعِ بالابْتِداءِ، واللامُ: للبُعْدِ، والكافُ للخطابِ. و "مِنْ" حرفُ جرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِخَبَرِ المُبْتَدَأِ، و "آياتِ" مجرورٌ بِحَرْفِ الجَرِّ مُضافٌ، واسْمُ الجَلالَةِ "اللهِ" في محلِّ الجرِّ مُضافٌ إليْهِ، والجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ هَذِهِ مُسْتَأْنَفَةٌ لا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ.
قولُهُ: {مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ} مَنْ: اسْمُ شَرْطٍ جازِمٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ مَفْعُولٌ بِهِ مُقَدَّمٌ. و "يَهْدِ" فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بِـ "مَنْ" عَلَى كَوْنِهِ فِعْلَ شَرْطٍ لَهَا، وَعَلامَةُ جَزْمِهِ حَذْفُ حَرْفِ العِلَّةِ. وَلَفْظُ الجَلالَةِ "اللهُ" فَاعِلُهُ مَرْفُوعٌ بِهِ، وَ "فَهُوَ" الفاءُ: رَابِطَةٌ لِجَوَابِ "مَنْ"، و "هُوَ" ضميرٌ مُنْفَصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلى الفَتْحِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بالابْتِداءِ. و "الْمُهْتَدِ" خَبَرُهُ مَرْفُوعٌ، وَعَلامَةُ رَفعِهِ الضَّمَّةُ المُقَدَّرَةُ عَلَى الياءِ المَحْذُوفَةِ للتَخْفِيفِ مُرَاعَاةً لِلَّفْظِ فِي الوَقْفِ، لثِقَلِ الضمَّةِ عَلَيْهَا. والجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ هذِهِ فِي مَحَلِّ الجَزْمِ بِـ "مَنْ" عَلَى كَوْنِهَا جَوابًا لَهَا، والجُمْلَةُ الشَّرْطِيَّةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ.
قولُهُ: {وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا} الواوُ: عَاطِفَةٌ، وَ "مَنْ" كَسَابِقَتِها تَقَدَّمَ إعْرابُها. و "يُضْلِلْ" فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بِـ "مَنْ" عَلَى كَوْنِهِ فِعْلَ شَرْطٍ لَهَا، وَفَاعِلُهُ ضَميرٌ مُسْتترٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ (هوَ) يَعُودُ عَلَى اللهِ تَعَالَى. و "فَلَنْ" الفاءُ: رَابِطَةٌ لِجَوَابِ الشرطِ وُجُوبًا نظَرًا لِاقْتِرانِهِ بـ "لَنْ". و "لَنْ" حرفٌ نَاصِبٌ، و "تَجِدَ" فعلٌ مُضارِعٌ مَنْصُوبٌ بِـ "لنْ" وفاعِلُهُ ضَميرٌ مُسْتترٌ فيهِ وُجُوبًا تَقْديرُهُ (أَنْتَ) يَعُودُ عَلَى سيِّدِنا مُحَمَّدٍ ـ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أَوْ عَلَى كلِّ مَنْ يَصْلُحُ لهذا الخِطابِ العُلْوِيِّ السَّامي. و "لَهُ" اللامُ: حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "تَجِدَ"، والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجرِّ بحرفِ الجَرِّ. و "وَلِيًّا" مَفْعُولٌ بِهِ لِـ "تَجِدَ" منصوبٌ بِهِ لأَنَّ الفعلَ هو مِنْ "وَجَدَ" بِمَعْنَى أَصَابَ. و "مُرْشِدًا" صِفَةٌ لِـ "وَلِيًّا" منصوبةٌ مِثْلُهُ، والجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ فِي مَحَلِّ الجَزْمِ بِـ "مَنْ" عَلى كَوْنِهَا جَوابَ شَرْطٍ لَهَا، وَجُمْلَةُ "مَنْ" الشَّرْطِيَّةِ مَعْطوفَةٌ عَلَى جُمْلَةِ "مَنْ" الأَولَى.
قَرَأَ الجُمْهُورُ: {تَزَّاورُ} بِتَثْقِيلِ الزَّايِ، وَالْأَصْلُ" تَتَزَاوَرُ". وَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَيَعْقُوبُ: "تَزْوَرُّ" بِسُكُونِ الزَّايِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ عَلَى وَزْنِ تَحْمَرُّ. وَقَرَأَ أَهْلُ الْكُوفَةِ: بِفَتْحِ الزَّايِ خَفِيفَةً وَأَلِفٍ بَعْدَهَا، وقَرَأَ أَبو رَجَاءٍ وَالجَحْدَرِيُّ وابْنُ أبي عَبْلَةَ وأَيُّوبُ السُّخْتيانِيُّ "تَزْوَارُّ" بِزِنَةِ تَحْمارُّ. وَقَرَأَ عَبْدُ اللهِ وَأَبُو المُتَوَكِّلِ "تَزْوَئِرُّ" بِهَمْزَةٍ مَكْسُورَةٍ قَبْلَ رَاءٍ مُشَدَّدَةٍ، وَأَصْلُهَا "تَزْوارُّ" كَقِراءَةِ أَبي رَجَاءٍ وَمَنْ مَعَهُ، وَإِنَّمَا كَرِهَ الجَمْعَ بَيْنَ السَّاكِنَيْنِ، فَأَبْدَلَ الأَلِفَ هَمْزَةً كإِبْدالِها في "جَأَنّ" وَ "الضَّأَلِّينَ".
قرأَ الجُمهورُ: {تَقْرِضُهم} بالتاءِ مِنْ فوق، وَقُرِئَ: "يَقْرِضُهم" بالياءِ مِنْ تَحْت، فَيعودُ الضميرُ عَلى الكَهْفِ، وفي ذلكَ مُخَالَفَةٌ بَيْنَ الفِعْلِيْنَ وفاعِلِهُمَا، فَالأَوْلَى أَنْ يَعُودَ عَلَى الشَّمْسِ وَيَكونُ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ عَامِرِ بْنِ جُوَيْنٍ الطَّائيِّ:
فَلَا مُزْنَةٌ وَدَقَتْ وَدْقَها ......................... وَلاَ أَرْضٌ أَبْقَلَ إِبْقَالَهَا
وهوَ قَوْلُ ابْنِ كَيْسَانَ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 17
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 3
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 20
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 38
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 53
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 68

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: