[size=35]
مَراحُ المجـد[/size]
إلى كفرتخاريم مدينة الزعيم إبراهيم هنانو في ذكرى الجلاء
مراحَ المجد يا مهدَ الجَمالِ
ويا حُلُ ماً توارى في خيالي
للحظِكِ كلُّ ما أخفاهُ قلبي
من النجوى وما أبداه حاليإذا أخفيتُ حُبَّكِ باح طَرْفي
وعينُ الصبِّ أبلغُ في السؤالِ
فأنتِ، لطيفةَ النجوى، سؤالي
وفي عينيكِ قد طال انشغالي
ولا مَنٌّ عليكِ فأنتِ منّي
شُعاعُ الشمس في خَدِّ الهِلالِ
ولا زُلفى إليك فأنتِ عشقي
ومَن يعشقْ تَغَنّى بالجَمالِ
وشعري فيكِ لا أدعوهُ شِعرًا
هو التسبيحُ في جُنحِ الليالي
فإنَّ اللهَ مَصْدَرُ كلِّ حُسْنٍ
وقد حَسُنَتْ بطلعتِه المجالي
هو المعبودُ حيثُ يلوحُ وجْهٌ
سَجَدْنا مُخْبتينَ لذي الجَلالِ
* * *
ولُطْفِكِ، يا مَهاتي، وافتتاني
وطيفِكِ واشْتِياقي واعْتلالي
إذا سَنَحَتْ لسمعي منكِ نجوى
حلا عيشي بها وارتاحَ بالي
فكيف وقد كَحَلْتُ العينَ ممن
شُغِفْتُ به وأسْرَفَ بالدلالِ
* * *
(كفَرخاريمُ) كم أغنتْ خيالي
تِلالُكِ والسوارحُ في التِلالِ
وكم سَرَّحْـتُ في مَغناكِ طَرْفي
فهامُ الطَرفُ في حُللِ الكمالِ
ظباك الحُورُ ربّاتُ الحِجالِِ
نَوافِرُ مُسْرفاتٌ بالتعالي
رَشَقْنَ بمُرهفاتِ الهُدْبِ قلبي
ومِلْنَ عليَّ باللُّدْنِ العوالي
وصِيدُكِ هم نسورٌ في الرجالِ
تَرَبَّعُ فوقَ هامات الجبالِ
سلِ الساحاتِ عنهم يومَ ضَجَّتْ
بهم أُسْدًا تَنَادى للنِزالِ
وسَلْ عنهم إذا غضبوا (فرنسا)
قساورةً بساحاتِ النضالِ
أدار ثِفالَها ـ بَرًّا ـ (هنانو)
فضاء الليلُ من لَمْعِ النِصالِ
وناجَزَهم بحدِّ السيفِ حينًا
وحينًا بالسياسةِ والإيالِ
وأورى نارَها فكرًا وعزمًا
وتضحيةً ولم يبخلْ بِغالِ
وقد قلّتْ بنادقُهم فنابتْ
خناجرُ أو فؤوسٌ في الجدالِ
ففرَّ الدارعون، وليس بِِدْعًا
إذا فَرَّ الجبانُ من القتالِ
إذا نَقُصَ السلاحُ فليس عيبًا
إذا ما تمَّ إقدامُ الرجالِ