روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم .... سورة يونس الآية: 71

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم .... سورة يونس الآية: 71 Jb12915568671



فيض العليم .... سورة يونس الآية: 71 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم .... سورة يونس الآية: 71   فيض العليم .... سورة يونس الآية: 71 I_icon_minitimeالجمعة يوليو 31, 2015 4:51 pm

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللهِ فَعَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ (71)

قولُهُ ـ جَلَّ شَأْنُهُ: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ} انتقالٌ مِنْ مَوْضوعٍ إلى آخرَ دَفْعاً لملَلِ القارِئِ أَوِ السامِعِ لأنَّ من طبيعةِ النُفوسِ أَنَّها تملَّ الشيءَ إذا دامَ أَوْ طالَ مكوثُهُ أو تردُّدُهُ، فقد انْتَقَلَ مِنْ مُقارَعَةِ المُشْرِكينَ بالحُجَجِ الساطِعَةِ على بُطْلانِ دِينِهم، وبالدَلائلِ الواضِحَةِ على تَفْنيدِ أَكاذيبِهم وتَكْذيبِهم، وما تخلَّلَ ذَلِكَ مِنَ الموْعِظَةِ والوَعيدِ بالعَذابِ العاجِلِ والآجِلِ والتخويفِ والإرْهابِ، إلى التَعْريضِ لهم بِذِكْرِ ما حَلَّ بالأُمَمِ المماثِلَةِ أَحوالُها لأَحْوالهم. فإنَّ نوحاً ـ عَليْهِ السَّلامُ، مَعَ قومِهِ مَثَلٌ لحالِ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَعَ المُشْرِكينَ مِنْ قومِهِ في ابْتِداءِ الأَمْرِ وتَطَوُّرِهِ، ففي ذِكْرِ عاقبَةِ قومِ نُوحٍ ـ عَليه السَّلامُ، تعريضٌ للمُشْرِكينَ بِأَنَّ عاقِبَتَهم كَعاقِبَةِ أُولئكَ، أَوْ أَنَّهم إنَّما يُمَتَّعون قليلاً ثمَّ يُؤْخَذونَ أَخْذَةً رابِيَةً، كَما مُتِّعَ قومُ نوحٍ زَمَناً طَويلاً ثمَّ لم يُفْلِتوا مِنَ العذابِ في الدُنيا، فَذِكْرُ قِصَّةِ نُوحٍ مَعَ قومِهِ عِظَةٌ للمُشْرِكين، وتأنيسٌ وتسَلِيةٌ منَ اللهُ تَعَالَى لِقَلْبِ رَسولِه الكريم، ـ عَلَيْهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أفضلُ الصلاةِ وأكملُ التسَليم، عَمَّا يُلاَقِيهِ مِنْ إِيذَاءِ قَوْمِهِ، وَتَكْذِيبِهِمْ، بِمَا يَقُصُّهُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْبَاءِ المرْسلين السَّابِقِينَ. ناهيك عمّا في هذا القَصِّ من سِيَرِ هؤلاء العظماءِ من عبرةٍ. فيَبْدَأُ اللهُ تَعَالَى بِقِصَّةِ نبيِّه ورسولِهِ نُوحٍ ـ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، حينَ دَعا قومَهُ إلى اللهِ تعالى مُدَّةً طَويلَةً، فَمَكَثَ فيهم أَلْفاً إلاَّ خمسينَ عامًا، يدعوهم فيها إلى اللهِ مولاه، فَلَمْ يستجب لدعوته إلاَّ قِلَّةٌ منهم، ولم يَزِدْهم طولُ دُعائهِ إيَّاهمْ إلاَّ فرارً من الحقِّ ومفارقةً للصوابِ، ثمَّ إنَّهم ضاقوا به وتَمَلْمَلوا مِنْ طولِ ما دَعاهم وسَئِموا منه. لذلك يقولُ تَعَالَى لنبيِّهِ محمَّداً ـ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَخْبِرْ يَا مُحَمَّدُ كُفَّارَ مَكَّةَ الذِينَ يُكَذِبُونَكَ، خَبَرَ نُوْحٍ مَعَ قَوْمِهِ الذِينَ كَذَّبُوهُ، ماذا حلَّ بهم وكَيْفَ أَهْلَكَهُمُ اللهُ بذنوبهم وتكذيبِ رسولِهِ إليهم، فعاقبهُمْ أَجْمَعِينَ بِالغَرَقِ، فلْيَحَذَرْ هَؤُلاَءِ أَنْ يُصِيبَهُمْ مِنَ البَلاَءِ وَالهَلاَكِ وَالدَّمَارِ مَا أَصَابَ أُوْلَئِكَ.    
قولُهُ: {إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللهِ} قَالَ نُوحٌ لِقَوْمِهِ: يَا قَوْمِ تقرُّباً منهم وتحبُّباً إليهم، لعلَّهم يصغون إلى صوتِ العقلِ والمَنْطِقِ فيعلمون أنّ الرجلُ لا يغشُّ قومهُ بل ينصحُ لهم حرصاً على مصلحتهم، وبما أنهم قومه فهم أدرى الناس به وبسيرته في الصدق والاستقامة، فقال لهم محذِّراً: إِنْ كَانَ ثَقُلَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي بَيْنَكُمْ وكَبُرَ، وَإِنْ شَقَّ عَلَيْكُمْ تَذْكِيرِي إِيَّاكًُمْ بِآيَاتِ اللهِ، وَحُجَجِهِ وَبَرَاهِينِهِ، ف "كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي" شَقَّ عَلَيْكم وأَحْرَجَكم. والكِبَرُ: وَفْرَةٌ حَجْمِ الجِسْم بالنِسْبَةِ لأَمْثالِهِ مِنْ أَجْسامِ نَوْعِهِ، وهو مستَعارٌ هنا لكونِ وَصْفٍ مِنْ أَوْصافِ الذَواتِ أَوِ المَعاني أَقْوَى فيهِ مِنْهُ في أَمْثالِهِ مِنْ نَوْعِهِ، فقدْ يَكونُ مَدْحاً كَقَوْلِهِ تَعالى في سورة البقرة: {واسْتَعْينوا بالصَّبْرِ والصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ}، الآية: 45. وقد يكونُ ذَمّاً كما في قولِهِ: {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} سورةُ الكهف، الآية: 5، وقد يُسْتَعارُ للمَشَقَّةِ والحرجِ، كقَوْلِهِ تَعالى في سورة الشورى: {كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ} الآية: 13. وكقولِهِ في سورة الأنعام: {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ} [الآية: 35. وكذلك هُنا. فَإِنِّ نبيَّ اللهِ نوحاً ـ عليه السلامُ، قال لهم قَدْ وَكَّلْتُ أَمْرِي إِلَى اللهِ الذِي أَرْسَلَنِي، وَاعْتَمَدْتُ عَلَيْهِ وَحْدَهُ، فهو يحميني ويعصمني منكم وسينصُرني عليكم، فاحذروا عاقبة تكذيبِ رسولِهِ ومحاربةِ دينه. و "المَقامُ" بفتحِ الميمِ وُقوفُ الرَّجُلِ لِكَلامٍ أَوْ لخُطْبَةٍ أَوْ نحوِهِ، وهو مصدرٌ ميميٌّ مُرادِفٌ للقيامِ. وقد اسْتُعْمِلَ هُنا في معنى شَأْنِ المرءِ وحالِهِ كما هو قولُه تعالى في سورة الرحمن: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} الآية: 46, وكما هو في قولِهِ: {قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَاماً} سورة مريم، الآية: 73. أيْ خيرٌ حالةً وشأناً. وهذا الاسْتعمالُ مِنْ قَبيلِ الكِنايَةِ، لأنَّ مَكانَ المَرْءِ ومَقامهُ مِنْ لَوازِمِ ذاتِه، وفيهِما مَظاهرُ أَحْوالِه. و "المُقامُ" بِضَمِّ الميمِ إِقامَتُهُ ساكِناً في مَوْضِعٍ أَوْ بَلَدٍ، والتذكيرُ: الوعْظُ والزجرُ عن اقترافِ المعاصي والتحذيرُ منْ ارتكاب المخالفات.
قولُهُ: {فَعَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ} التَوَكُّلُ: تَعْويلُ المَرْءِ عَلى مَنْ يُدَبِّرُ لَهُ أَمْرَهُ ويَتَعَهَّدُهُ. والمعنى: يا قومُ إنْ كُنْتُمْ تَسْتَضْعِفونَ حالي لقلَّةِ أتباعي وأنصاري، فإنِّي حينَ أَدْعوكم إلى الله إنَّما أنا متوكِّلٌ عليهِ فهو متكفِّلٌ بحمايتي ونُصرتي، ولذلك فإني لا أُبالي بعدائكم لي وحربكم، ولستُ أخاف كثرتكم، ولا أنا مهتمٌّ بعداوتكم لِتَوَكُّلي عَلى اللهِ تَعالى فافْعَلوا كُلَّ ما تَسْتَطيعون وما تَقْدِرون عليه، فإنَّ شيئاً لَنْ يَثْنِيَني عَنِ القيامِ بما كلَّفَني بِه ربي ومولايَ، وما أَمَرني بِتَبليغِهِ لكم، فافعلوا ما بَدا لكم.
قولُهُ: {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ} تَفْريعٌ على جملة: "عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ"، فَاجْتَمِعُوا أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ، مِنَ الأَصْنَامِ التي تَعْبُدونَ وتَدْعُونَهُا لكم آلهةً، وتدبَّروا أمركم، وما بوسعكم فعلُه في حربكم لله ورسولِه، ودينِهِ القويم الذي ارْتَضاهُ لكمْ. و "أجمعوا" مِنْ أَجمع الرَجُل عَلى الشَيْءِ إذا أحكمه وعَزَمَ على فعلِهِ، فهو كما قالَ نبيُّ اللهِ هُودٌ ـ عليه السلامُ، لقومه: {فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ} سورة هود، الآيتان: 55 و 56. ومِنْه الحديثُ الشريفُ: ((مَنْ لم يُجْمِعْ على الصومِ مِنَ اللَّيلِ فلا صَوْم لَهُ)). أخرجَهُ أَبو داوودَ، والتِرْمِذِيُّ، والنَسائيُّ، وابْنُ ماجَةَ، مِنْ حَديثِ السيِّدَةِ حَفْصَة أُمِّ المؤمنين ـ رضيَ اللهُ عنها. ومِنْهُ قوْلُ الراجز أَبي النَّجمِ العَجيلي:
يا لَيْتَ شِعْرِي والمُنَى لا تَنْفَعُ .......... هَلْ أَغْدُوَنْ يوماً وأَمْري مُجْمَعُ
وتَحْتَ رَحْلِي زَفَيَانٌ مَيْلَعٌ ......................... كأَنَّها نائِحَةٌ تَفَجَّعُ
تَبْكِي لمَيْتٍ وسِوَاهَا الموجَعُ
قال الرجز: زَفَيان، أي خفيفةٌ. وميلع: من تمْلَعُ الناقةُ في سيرِها مَلْعاً، أَيْ تُسْرِعُ. ومِنْه قولُ الحارثُ بن حلِّزة ، مِنَ الخفيفِ:
أجْمَعُوا أمْرَهُمْ بِليْلٍ فلمَّا ............. أصْبَحُوا أصْبَحَتْ لَهُمْ ضَوْضَاءُ
ومنه قولُ أَبي ذُؤيْبٍ الهُذَليِّ، مِنَ الكامل:
ذكر الورود بها فأجمع أمرَهُ ................... شوقاً وأقبلَ حينَه يَتَتَبَّعُ
قولُهُ: {ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً} لاَ تَتْرُكُوا أَمْرَكُمْ مُلْتَبَساً عَلَيْكُمْ غَمَّةً، بَلْ كُونُوا عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْهُ، لِكَيْلا تَتَحَوَّلُوا عَنْهُ، والغُمَّةُ: اسْمُ مَصْدَرٍ للغَمِّ. وهوَ السَتْرُ. والمُرادُ بها هنا السَتْرُ المجازيُّ، وهو انْبِهامُ الحالِ، وعدمُ تَبَيُّنِ السَدادِ فيهِ، ومنه قولُ طَرَفَةَ بْنِ العَبْدِ:
لَعَمْرُكَ ما أَمْرِي عَلَيَّ بِغُمَّةٍ .............. نهاري، ولا ليلي عَلَيَّ بِسَرْمَدِ
ويُقالُ: غَمٌّ وغُمَّةٌ نحوَ كَرْبٌ وكُرْبَةٌ. وهو مِنْ قولهم: غَمَّ عَلَيْنا الهلالُ فهو مَغْموم إذا التُمِسَ فلمْ يُرَ. ويُقالُ: هوَ في غُمَّة مِنْ أَمْرِهِ إذا لمْ يَتَبيَّنْ لَهُ.
قولُهُ: {ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ} اقْضُوا: أَمْرٌ مِنَ القضاءِ، بمعنى الإتمامِ والفَصْلِ، أَيْ: أَنْفِذوا ما تَرَوْنَهُ مِنَ الإضْرارِ بي. ويجوزُ أَنْ يَكونَ مِنَ القَضاءِ بمعنى الحُكمِ، وهوَ قريبٌ مِنَ الوَجْهِ الأوَّلِ، أَيْ: أَنفذوا حُكمَكم، وَافْصِلُوا أَمْرَكُمْ مَعِيَ، فَإِنْ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ مُحِقُّونَ فَاقْضُوا إِلَيَّ، وَافْعَلُوا مَا تَسْتَطِيعُونَ، وَلاَ تُؤَخِرُونِي سَاعَةً وَاحِدَةً وَلاَ تُنْظِرُونَ. و "ثمَّ" للتَراخي الرُتَبي في عطفِ الجُمَلِ على الجُمَلِ، فإنَّ رُتْبَةَ إِنْفاذِ الرَأْيِ بما يُزْمِعون عَلَيْهِ مِنْ أَذًى لَهُ ـ عليه السلامُ، أَقْوَى مِنْ تَدبيرِ ذَلك، ومِنْ رُتْبَةِ إِجماعِ الرأيِ عَلَيهِ فهوَ ارْتِقاءٌ مِنَ الشيءِ إلى أَعْلى مِنْهُ.
قوله تعالى: {واتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ} الواو: اسْتِئْنافِيَّةٌ، و "اتْلُ" فعلُ أَمْرٍ، وفاعلُهُ ضَميرٌ يَعودُ على النبيِّ محمَّدٍ ـ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، و "عَلَيْهِمْ"، جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ ب "اتلُ"، و "نَبَأَ"، مَفْعولٌ بِهِ مضافٌ، و "نُوحٍ" مُضافٌ إِلَيْهِ، والجملةُ مُسْتَأْنَفَةٌ.
قولُهُ: {إِذْ قَالَ لقومِهِ} اسْمٌ ظَرْفيٌّ لما مَضَى مِنَ الزَمان، مُتَعَلِّقٌ ب "نَبأ"، ويجوز أنْ يكونَ بَدلاً مِنْه بَدَلَ اشْتِمالِ. وجَوَّزَ أَبُو البَقاءِ أَنْ تَكونَ حالاً مِنْ "نَبَأ" وليس بظاهرٍ، ولا يجوزُ أَنْ يَكونَ مَنْصوباً بِ "اتلُ" لِفَسادِهِ، إذْ "اتلُ" مُسْتَقْبَلٌ، و "إذ" ماضٍ، و "قالَ" فعلٌ ماضٍ وفاعِلُه ضميرٌ مستترٌ فيه يعودُ عل "نوح". و "لِقَوْمِهِ" اللام: حرفُ جرٍّ إمَّا للتبليغِ وهُوَ الظاهرُ، وإمَّا للعِلَّةِ وليسَ بِظَاهرٍ، والجارُّ والمجرورُ متعلِّقٌ ب "قالَ" و "قومِ" مضافٌ والهاءُ في محلِّ جرٍّ بالإضافة. وجملةُ "قال" في محلِّ جرِّ مضافٍ إلى "إِذْ".
وقوله: {يا قومِ إنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَّقَامِي وتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللهِ} يا: حرفُ نِداءٍ، و "قوم" مُنادى مُضاف، وجملةُ النِداءِ هذِهِ في محلِّ نَصْبٍ بالقولِ. و "إِنْ" حرفُ شَرْطٍ. و "كَانَ" فعلٌ ماضٍ ناسِخٌ واسمُ "كان" ضَميرُ الشأنِ المُسْتَتِر فيها، تقديرُهُ: هوَ، يَعودُ إلى الشَأْنِ، و جملة "كبُرَ" من الفعل اللازمِ وفاعلِهِ خبرُ "كانَ"، وجملةُ "كان: في محلِّ الجَزْمِ بِ "إنْ" على كونها شَأْنِيَّةً، أَوْ هي زَائدةٌ لِزيادتها بَينَ أَداةِ الشَرْطِ وفِعْلِهِ. {كَبُرَ}: فعلٌ ماضٍ في محَلِّ الجزَمْ بـِ "إنْ" على كَوْنِهِ فِعْلَ شَرْطٍ لها. و "عَلَيْكُمْ" جارٌ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بِهِ، و "مَقَامِي" فاعلُ "كَبُرَ". و "تَذْكِيرِي" معطوفٌ عليهِ، و "بِآيَاتِ" جارٌّ ومجرورٌ، و " اللهِ" مُضافٌ إِلَيْهِ مُتَعَلِّقٌ ب "تَذْكِيرِي". وهو من باب الإِسناد المجازي كقولهم: "ثَقُل عليَّ ظلُّه".
قولُهُ: {فَعَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ} الفاءُ: رابطةٌ لجوابِ "إنْ" الشَرْطِيَّةِ، و "عَلَى اللهِ" مُتَعَلِّقٌ ب "تَوَكَّلْتُ"، و "تَوَكَّلْتُ" فِعْلٌ وفاعلٌ في محلِّ الجَزمِ ب "إنْ" كونَهُ جوابَ الشَرْطِ، ويجوزُ أيضاً أَنْ تَكونَ جملةُ: "تَوَكَّلْتُ" مُعْتَرِضَةً، فيَكون الجوابُ جملةَ: "أجمعوا" وهذا أَوْلى؛ لأنَّهُ لا يَصِحُّ أَنْ يِكونَ "تَوَكَّلْتُ" جَوابًا؛ لأنَّهُ لا يَحْسُنُ تَرَتُّبُهُ على الشَرْطِ، إذْ هوَ مُتَوَكِّلٌ عَلى اللهِ دائمًا، وجملةُ "إنْ" الشَرْطِيَّةِ في محلِّ نَصْبٍ بالقولِ، على كونها جَوابَ النِّداءِ. وقد تقدَّمَ على فعلِ الجوابِ شِبْهُ جملةٍ مما أَوْجَبَ الفاءَ. وقيل: الجوابُ محذوفٌ، أيْ: فافْعَلوا ما شِئْتُمْ. ومِنَ الشواهدِ على كونِ قولِه: "فَعَلَى الله تَوَكَّلْتُ" جملةٌ اعْتِراضِيَّةٌ بَينَ الشَرْطِ وجوابِهِ، قَوْلُ عنترةَ بْنِ شدّادٍ العَبْسيِّ:
إمَّا تَرَيْني قد نَحَلْتُ ومَنْ يَكنْ ........... غَرَضاً لأَطرافِ الأَسِنَّة يَنْحَلِ
فلرُبَّ أبْلَجَ مثلِ بَعْلِكِ بادِنٍ ............ ضَخْمٍ على ظَهْرِ الجَوادِ مُهَبَّلِ
غادَرْتهُ مُتَعفِّرًا أَوْصالُهُ .................... والقومُ بين مُجرَّحٍ ومُجَدَّلِ
وهو من قصيدةٍ له مطلعها:
عَجِبَتْ عُبَيْلَة ُ مِنْ فَتى ً مُتَبَذِّلِ ....... عاري الأشاجِعِ شاحِبٍ كالمُنْصُلِ
وقوله: {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ} الفاءُ: رابِطَةٌ لجوابِ الشرطِ أَوْ عاطِفَةٌ، "أجمِعوا" فعلٌ وفاعلُهُ الواو الدالَّةُ على الجماعةِ، و "أمركم" مفعولُهُ والكافُ مضافٌ إليه والميمُ للجمعِ المُذكَّرِ، والجُمْلَةُ في محلِّ جزْمٍ عطفاً على جوابِ الشرطِ، أَوْ هيَ الجوابُ، و "شُرَكَاءَكُمْ" مَنْصوبٌ على أنَّهُ مَفْعولاً مَعَهُ، ولا يَصِحُّ أنْ عطفُهُ على: "أَمْرَكُمْ" لأنَّ الشُرَكاءَ ذواتٌ لا يَتَسَلَّطُ عَلَيْهِ: "أجمعوا" إلاَّ بِقِلَّةٍ ويَصِحُّ نَصْبُهُ بإضْمارِ فعلٍ لائقٍ، نحوَ: واسْتَعينوا شُرَكاءَكُمْ، أوْ "فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ" واجْمَعوا شُرَكاءَكُم، بهمزَةِ الوَصْلِ عَلى حَدِّ قولِهم: (عَلَفْتُها تِبْنًا وماءً بارِدًا) أو يُقَدَّرُ مُضافٌ في المَعْطوفِ، والتَقْديرُ: فَأَجمِعوا أَمْرَكم وأَمْرَ شُرَكائكم.
وقيلَ "أَجْمَعَ" مُتَعَدٍّ بِنَفْسِهِ، وقيل: بحرْفِ جَرٍّ ثمَّ حُذِفَ اتِّساعاً؟ فقالَ أَبو البَقاءِ: هو "مِنْ قولك" أجمعتُ على الأمرِ: إذا عَزَمْتَ عَلَيْه، إلاَّ أَنَّهُ حُذِفَ حَرْفُ الجَرِّ فَوَصَلَ الفِعْلُ إِلَيْهِ. وقيلَ: هوَ مُتَعَدٍّ بِنَفسِهِ في الأَصْلِ، فَ "أَجْمَعْتُ الأَمْرَ" أَفْصَحُ مِنْ "أَجْمَعْتُ عَليه" وأَجمعَ أَمرَهُ جَعَلَهُ مجموعاً بعدما كانَ مُتَفَرِّقاً، وَتفْرِقَتُه أَنْ يَقولُ مَرَّةً أفْعَلُ كَذا، ومَرَّةً أفعلُ كَذا، وإذا عَزَمَ عَلى أَمرٍ واحِدٍ فقدْ جَمَعَهُ أَيْ: جَعَلَهُ جميعاً، فهذا هوَ الأَصْلُ في الإِجماعِ، ثمَّ صارَ بمعنى العَزْمِ حتى وُصِلَ بِ "على" فقيلَ: أَجْمَعْتُ على الأمر، أيْ: عَزَمْتُ عليه، والأصل: أَجمعتُ الأَمْرَ.
قوله: {ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً} ثُمَّ" حرْفُ عَطْفٍ. و "لا" الناهيَةُ، و "يَكُنْ" فعلٌ مُضارِعٌ ناقِصٌ مَعْطوفٌ عَلى: "أجمعوا" على أنَّهُ جوابُ الشَرْطِ، و "أَمْرُكُمْ" اسْمُ "يَكُنْ". و "عَلَيْكُمْ" مُتَعَلِّقٌ ب "غُمَّةً"، و "غُمَّةً" خبرُ "يكن" مَنْصوبٌ.
قولُهُ: {ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ} ثُمَّ: حرفُ عطفٍ، و "اقْضُوا" فعلٌ وفاعلُهُ واوُ الجماعةِ في محلِّ جَزْمٍ بِ "إنْ" الشَرْطِيَّةِ مَعْطوفاً على قولِهِ: "لا يَكُنْ"، لأنَّ العَطْفَ كان هنا بحرفٍ مُرَتِّبٍ، ومفعولُ "اقضوا" محذوفٌ، أيْ: اقْضُوا إِليَّ ذَلِكَ الأمْرَ الذي تُريدونَ إِيقاعَهُ بي، كَقَوْلِهِ تعالى في سورة الحجر: {وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأمر} الآية: 66. فعدَّاه لمفعولٍ صريح. و "إِلَيَّ" جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بِ "اقْضُوا"، و "ولا تُنْظِرون" "الواوُ: حرفُ عطفٍ، و "لا" الناهيةُ، و "تُنْظِرُونِ" فعلٌ وفاعلٌ مجزومٌ ب: "لا" الناهيةِ، وعلامةُ جَزْمِهِ حَذْفُ النُونِ لأنَّهُ من الأفعالِ الخمسةِ، والنون: نُونُ الوِقايَةِ؛ لأنَّها تَقي الكَسْرَةَ عَنِ الفِعلِ، وهو في الأساس "تنظرونني" وياءُ المُتَكَلِّمِ المحذوفَةِ اجتزاءً عَنْها بِكَسْرَةِ نُونِ الوِقايَةِ، في محلِّ نَصْبِ مَفْعولٍ بِهِ، وجملة "وَلا تُنْظِرُونِ" في محلِّ الجزْمِ عطفاً على الجملَةِ من قولِهِ: "ثُمَّ اقْضُوا" على كونها جوابَ الشَرْطِ.
قرأ العامَّةُ: {مَقامي} بفتحِ الميم، وقرأَ أَبو رَجاءٍ، وأَبو مِجْلَزٍ، وأَبو الجَوْزاءِ "مُقامي" بِضَمِّ الميمِ، و "المَقامُ" بالفَتْحِ مَكانُ القِيامِ، وبالضَمِّ مَكانُ الإِقامَةِ، أَوِ الإِقامةُ نَفْسُها. وقالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: ولم يُقْرَأْ هُنا بِضَمِّ الميمِ كأَنَّهُ لم يَطَّلع على قراءَةِ هؤلاءِ الآباءِ.
وقرأ العامة: {فأَجمِعوا} وقرأ نافع فيما روى عنه الأصمعي وهي قراءة الأعرج وأبي رجاء وعاصم الجحدري والزهري والأعمش "فاجمَعوا" بفتحِ الميم مِنْ جمعَ إذا ضَمَّ شَيْئاً إلى شيءٍ.
وقرأ العامَّةُ: {وشركاءَكم} نَصباً وفيه أوجه، أحدها: أَنَّه معطوفٌ على "أَمْرَكم" بتقدير حذف مضاف، أي: وأمر شركاءكم كقوله: {وَسْئَلِ القرية} سورة يوسف الآية: 82، ودلَّ على ذلك ما قدَّمْتُه من أن "أَجْمع" للمعاني. والثاني: أنه عطف عليه من غير تقدير حذف مضاف، قيل: لأنه يقال أيضاً: أجمعت شركائي. الثالث: أنه منصوب بإضمار فعلٍ لائق، أي: وأجمعوا شركاءكم بوصل الهمزة. وقيل: تقديره: وادعوا، وكذلك هي في مصحف أُبَيّ "وادعوا" فأضمرَ فعلاً لائقاً كقوله تعالى: {والذين تَبَوَّؤوا الدار والإيمان} سورة الحشر الآية: 9، أي: واعتقدوا الإِيمانَ، ومثلُه قولُ الآخر:
فَعَلَفْتُها تِبْناً وماءً بارداً ...................... حتى شَتَتْ هَمَّالةً عيناها
نسب البيتُ بعضُهم لذي الرُّمَّةِ وهو غير موجودٍ في ديوانه. وكقولِ عبدِ اللهِ ابْنِ الزَّبْعَرَى:
ورأيتِ زوجَك في الوغى ........................ مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحا
وقيل البيتُ للحارث المخزومي. وكقول الراعي النُميري:
وهِزَّةِ نشْوَةٍ مِنْ حيّ صِدْقٍ ............... يُزَجِّجْنَ الْحَوَاجِبَ والْعُيُونا
يُريدُ: ومُعْتَقِلاً رُمْحاً، وكَحَّلْنَ العُيونا. وقدْ تَقَدَّمَ أَنَّ في هذِهِ الأَماكِنِ غيرَ هذا التَخْريجِ. الرابع: أنه مفعولٌ معه، أي: مع "شركائكم" قال الفارسي: وقد يُنْصب الشركاء بواو مع، كما قالوا: جاء البُرْدُ والطَّيالسةَ، ولم يذكر الزمخشري غيرَ قولِ أبي علي. قال الشيخ أبو حيان الأندلسي: وينبغي أَنْ يكونَ هذا التخريجُ على أنه مفعول معه من الفاعل، وهو الضمير في "فَأَجْمعوا" لا من المفعول الذي هو أَمْرَكُمْ وذلك على أشهرِ الاستعمالين، لأنه يقال: أجمع الشركاءُ أمرَهم، ولا يقال: "جَمَع الشركاء أمرهم" إلا قليلاً، قلت: يعني أنه إذا جعلناه مفعولاً معه من الفاعل كان جائزاً بلا خلافٍ، لأنَّ مِن النحويين مَنْ اشترط في صحةِ نصبِ المفعول معه أن يصلح عَطْفُه على ما قبله، فإن لم يَصْلُحْ عطفُه لم يَصِحَّ نصبُه مفعولاً معه، فلو جعلناه من المفعول لم يَجُزْ على المشهور، إذ لا يَصْلُح عَطْفُه على ما قبله، إذ لا يقال: أجمعت شركائي، بل جَمَعْت.
قرأَ العامةُ: {وشُرَكاءَكُمْ} بالنصبِ، وقرأَ الحَسَنُ، والسُلَمِيُّ، وعيسى بْنُ عُمَرَ، وابنُ أَبي إسحاق، وسَلامُ، ويعقوب: "وشركاؤكم" رفعاً. وفيه تخريجان، أَحَدُهما: أَنَّهُ نَسَقٌ على الضميرِ المَرْفوعِ بِ "أَجْمِعُوا" قبلَه، وجاز ذلك إذ الفصلُ بالمفعولِ سَوَّغ العطف، والثاني: أنه مبتدأ محذوف الخبر، تقديرُه: وشركاؤكم فَلْيُجْمِعوا أمرهم.
وشَذَّتْ فرقةٌ فقرأت: "وشركائكم" بالخَفْضِ ووُجِّهَتْ على حذف المضافِ وإبقاءِ المضافِ إليه مجروراً على حالِهِ كَقَوْلِ أبي دُؤاد الأيادي من المُتقارب:
أكلَّ امرِئٍ تحسبين أمرَأً ........................ ونارٍ تَوَقَّدُ بالليل نارا
أي: وكل نار، فتقدير الآية: وأمر شركائكم، فحذف الأمر وأبقى ما بعدَه على حاله، ومَنْ رأى برأي الكوفيين جوَّز عطفه على الضمير في "أمركم" من غيرِ تأويل، وقد تقدَّم ما فيه من المذاهب أعني العطفَ على الضميرِ المجرور مِنْ غير إعادة الجارِّ في سورة البقرة.
وقرأ السَّرِيُّ "ثم أفْضُوا" بقطع الهمزة والفاء، مِنْ أفضى يُفْضي إذا انتهى، يقال: أَفْضَيْتُ إليك، قال تعالى: {وَقَدْ أفضى بَعْضُكُمْ إلى بَعْضٍ}  سورة النساء: 21. فالمعنى: ثم افضُوا إلى سِرِّكم، أي: انتهوا به إليَّ. وقيل: معناه: أَسْرِعوا به إليَّ . وقيل : هو مِنْ أفضى، أي: خَرَج إلى الفضاء، أي: فأصحِروا به إليَّ، وأَبْرِزوه لي كقول زُهيرِ بْنِ أَبي سُلْمى المُزني:
أبى الضيمَ والنعمانُ يَحْرِقُ نابَه ........ عليه فأفضى والسيوفُ مَعاقِلُهْ
ولامُ الفضاءِ واوٌ؛ لأنه مِنْ فَضَا يَفْضُو، أي: اتَّسَع. وقوله: لا تُنْظِرون، أي: لا تُؤَخِّرون من النَّظِرة وهي التأخير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم .... سورة يونس الآية: 71
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم ... سورة يونس، الآية: 1
» فيض العليم .... سورة يونس الآية: 17
» فيض العليم .... سورة يونس الآية: 33
» فيض العليم .... سورة يونس الآية: 49
» فيض العليم .... سورة يونس الآية: 65

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: