روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم .... سورة يونس الآية: 58

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم .... سورة يونس الآية: 58 Jb12915568671



فيض العليم .... سورة يونس الآية: 58 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم .... سورة يونس الآية: 58   فيض العليم .... سورة يونس الآية: 58 I_icon_minitimeالأربعاء يوليو 22, 2015 9:15 am

قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ
(58)

قولُهُ ـ تعالى شأْنُهُ: {قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} تَفريعٌ على كَوْنِ القُرآنِ الكريم هُدًّى ورحمةً للمؤمنين، وتلوينٌ للخطابِ يَأْمُرُ اللهُ تَعَالَى فيه رَسُولَهُ ـ صَلّى اللهُ عليهَ وسلَّمَ، بِأَنْ يُبَلِّغَ المُؤْمِنِينَ، بِأَنَّهُ يَحُقُّ لَهُمْ أَنْ يَفْرَحُوا بِفَضْلِ اللهِ عَلَيْهِمْ، وَبِنِعْمَةِ الإِيمَانِ، وَبِالرَّحْمَةِ الخَاصَّةِ بِهِمْ، وَبِمَا جَاءَهُمْ مِنَ الهُدَى وَدِينِ الحَقِّ، فَذَلِكَ أَوْلَى بِهِمْ أَنْ يَفْرَحُوا بِهِ، تنبيهاً إلى أَنَّ ذَلِكَ فضْلٌ مِنَ اللهِ عَلَيْهم ورَحمةٌ بهم عليهم أَنْ يُقَدِّروا قَدْرَ نِعْمَتِهما، وأَنْ يَعْلَموا أنها نعمةٌ تَفوقُ نِعْمَةَ المالِ التي حُرِمَ مِنْها أَكْثَرُ المؤمنينَ ومُنِحَها أَكْثَرُ المُشْرِكِينَ، والفرحُ: شِدَّةُ السُرورِ. فكانَتِ الجُمْلَةُ حَقيقَةً بِأَنٍ تُفْتَتَحَ بِفاءِ التَفٍريع.
أَخْرَجَ أَحمدُ، وأَبو عُبَيْدٍ، وسَعيدُ بْنُ مَنْصورٍ، وابْنُ أَبي شَيْبَةَ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أَبي حاتمٍ، وابْنُ الأَنْباريِّ في المَصاحِفِ، وأَبو الشَيْخِ، والحاكمُ وصَحَّحَهُ، وابْنُ مِرْدُوَيْهِ، وأَبو نُعيمٍ في الحُلْيَةِ، والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإِيمانِ مِنْ طُرُقٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ، قَالَ أُبَيُّ: أَوَسَمَّانِي لَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَقَرَأَ: "قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا". وأَخْرَجَ أَبو الشَيْخِ، وابْنُ مِرْدُوَيْهِ، عَنْ أَنَسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْه قال: قالَ رَسُولُ اللهِ ـ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: "قل بفضل الله وبرحمته" قال: ((فضلُ اللهِ القُرْآنُ، ورَحمَتُه أَنْ جَعَلَهم مِنْ أَهْلِهِ)).
وأَخْرَجَ ابْنُ جريرٍ، وابْنُ المنذرِ، وابْنُ أَبي حاتمٍ، والبَيْهَقِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما في قولِهِ: "قل بفضل الله وبرحمته" قال: فَضْلُهُ الإِسْلامُ ورحمتُه القُرآنُ.
وأخرجَ ابْنُ أَبي حاتمٍ والطَبرانيُّ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ أَيْفَعَ بْنَ عَبْدِ الْكَلاعِيِّ، يَقُولُ: لَمَّا قَدِمَ خَرَاجُ الْعِرَاقِ إِلَى عُمَرَ ـ رضي اللهُ عنه، خَرَجَ عُمَرُ وَمَوْلَى لَهُ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَعُدُ الإِبِلَ، فَإِذَا هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ، فَجَعَلَ عُمَرُ، يَقُولُ: الْحَمْدُ للهِ، وَيَقُولُ مَوْلاهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَذَا وَاللهِ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ، فَقَالَ عُمَرُ: كَذَبْتَ لَيْسَ هَذَا هُوَ, يَقُولُ اللهُ: "بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ" وَهَذَا مِمَّا تَجْمَعُونَ. أي: ليس هذا المالُ هوَ المَعْنِيُّ هنا، وإنَّما فَضْلُ اللهِ ورحمتُه يِتَمَثَّلُ فيما جاءهم مِنَ اللهِ تعالى مِنْ دِينٍ قَويمٍ، ورسولٍ كَريمٍ، وقرآنٍ مُبينٍ.
قولُهُ: {هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} بَيَانٌ للمَقْصودِ مِنَ القَصْرِ المُسْتَفادِ مِنْ تَقْديمِ المجرورَيْن. وأفرد الضمير بتأويل المذكور كما أفرد اسم الإشارة. والضمير عائد إلى اسْمِ الإشارة، أيْ: ذَلِكَ خيرٌ ممّا يجمعون. فالمُعتادُ أَنَّ جامعَ المالِ يفرح بجمعه، والمُرادُ ب "مَا يَجْمَعُونَ" الأموالُ والمكاسِبُ لأنَّ فعلَ الجمْعِ غَلَبَ في جمعِ المالِ. وَهُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُهُ النَّاسُ مِنْ حُطَامِ الدُّنْيا الزَّائِلَةِ الفَانِيَةِ.
قوله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ الله وَبِرَحْمَتِهِ} قُلْ: فِعْلُ أَمْرٍ، وفاعلُهُ ضَميرٌ يَعودُ على محمَّدٍ ـ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ، والجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ، وفي تعلُّق هذا الجارِّ أَوْجُهٌ:
أَوَّلُها: أَنَّ "بِفَضْلِ" و "بِرَحمتِهِ" مُتَعَلِّقٌ بمَحْذوفٍ تقديرُهُ: بِفَضْلِ اللهِ وبِرَحمتِهِ لِيَفْرَحُوا بِذَلِكَ فَلْيَفْرَحوا، فحَذَفَ الفِعْلَ الأَوَّلَ لِدَلالَةِ الثاني عَلَيْهِ، فهُما جملَتانِ. قَال الزَمخشريِّ: أَصْلُ الكَلامِ: بِفَضْلِ اللهِ وبِرَحمتِه فَلْيَفْرَحوا فَبِذلكَ والتَكْريرُ للتَأْكيدِ والتَقْريرِ وإيجابِ اخْتِصاصِ الفَضْلِ والرَّحمةِ بالفَرَحِ دَونَ ما عَداهما مِنْ فَوائدِ الدُنيا، فحُذِفَ أَحَدُ الفعَلْين لِدَلالَةِ المَذْكورِ عَلَيْهِ، والفاءُ داخلةٌ لمعنى الشَرْطِ كأنَّهُ قيلَ: إنْ فَرِحوا بِشَيْءٍ فَلْيَخُصُّوهما بالفَرَحِ فإنَّه لا مَفْروحَ بِهِ أَحَقُّ مِنْهُما.
الثاني: أَنَّ الجارَّ الأَوَّلَ مُتَعَلِّقٌ أَيْضاً بمَحْذوفٍ دَلَّ عَلَيْهَ السِياقُ والمعنى، لا نَفْس الفِعلِ الملفوظِ به والتقديرُ: بِفَضْلِ اللهِ وبِرَحمتِه فَلْيَعْتَنوا فبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحوا قالَهُ الزَمخشَريُّ.
الثالث: أَنْ يَتَعَلَّقَ الجارُّ الأَوَّلُ بِ "جاءتكم" قال الزمخشري: ويجوز أَنْ يُرادَ "قد جاءَتْكم موعظةٌ بفضلِ اللهِ وبِرَحمتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحوا، أَيْ فبِمَجيئِها فَلْيفرحوا. قال أبو حيّان الأندلُسي: أَمَّا إِضْمارُ "فليعتنوا" فلا دَليلَ عَلَيْهِ. قالَ السمينُ: الدَلالةُ عَلَيْهِ مِنَ السِياقِ واضِحَةٌ، وليسَ شَرْطُ الدَّلالَةِ أَنْ تَكونَ لَفْظِيَّةً. وقالَ أبو حيّانَ: وأَمَّا تَعَلُّقُهُ بِقَوْلِهِ: {قد جاءتْكم} فيَنْبَغي أنْ يُقَدَّرَ محذوفاً بعدَ "قل"، ولا يَكونُ مُتَعَلِّقاً ب {جاءتكم} الأُولى للفَصْلِ بينَهُما ب "قل". قال السمينُ: هذا إيرادٌ واضحٌ، ويجوزُ أَنْ تَكونَ "بفضل الله" صفَةً ل {موعظة} أي: مَوْعِظَةٌ مُصاحِبَةٌ أَوْ مُلْتَبِسَةٌ بِفَضْلِ اللهِ.
الرابعُ: قالَ الحُوفيُّ: الباءُ مُتَعَلِّقةٌ بما دَلَّ عَليْهِ المعنى أَيْ: قد جاءَتْكمُ المَوْعِظَةُ بِفَضْلِ اللهِ.
الخامسُ: أَنَّ الفاءَ الأُولى زَائدةٌ، وأَنَّ قولَهُ "بذلك" بَدَلٌ مِمَّا قبْلَهُ وهو "بِفَضْلِ الله وَبِرَحْمَتِهِ" وأُشير بذلك إلى اثنين وهما الفضلُ والرحمةُ كقوله تعالى في سورة البقرة: {لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذلك} الآية : 68، وكقولِ ابْنِ الزَبْعَرى:
إنَّ للخيرِ وللشرِ مَدَى ........................ وكِلا ذلك وَجْهٌ وقَبَلْ
وفي هاتين الفاءَيْن أَوْجُهٌ:
أَحَدُها: أَنَّ الأُولى زائدةٌ، وقد تَقدَّمَ تحريرُهُ في الوَجْهِ الخامسِ.
الثاني: أَنَّ الفاءَ الثانيةَ مُكرَّرةٌ للتَوْكيدِ، فعلى هذا لا تكونُ الأُولى زائدةً، ويكونُ أَصْلُ التَرْكيبِ: فبذلك لِيَفْرَحوا، وعلى القولِ الأَوَّلِ قبلَهُ يَكونُ أصلُ التركيب: بذلك فَلْيفرحوا.
الثالث: قالَ أَبو البَقاءِ: الفاءُ الأُولى مُرْتَبِطَةٌ بما قبلَها، والثانيةُ بفعلٍ محذوفٍ تقديرُه: فلْيَعْجَبوا بِذَلِكَ فَلْيَفْرَحوا كَقَوْلهم: زَيْداً فاضْرِبْهُ، أي: تَعمَّدْ زَيْداً فاضْرِبْهُ.
قولُهُ: {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} الفاءُ: عاطِفَةٌ لِفِعلٍ محذوفٍ على المحذوفِ السابقِ، تقديرُهُ: فلْيَعْجَبوا، و "بذلك" جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بهذا الفعلِ المقدَّرِ، أَعني: يَعْجَبوا، و "فَلْيَفْرَحُوا" الفاءُ: عاطِفةٌ ما بعدها على "يَعجَبوا" المحذوف. واللامُ: لامُ الأمْرِ، و "يفرحوا" مجزومٌ بها، والجملةُ معطوفةٌ على "يَعجبوا".
قولُهُ: {هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} هو: مُبْتَدأٌ، عائدٌ على الفضلِ والرَّحمَةِ، وإنْ كانا شَيْئَينِ؛ لأنهما بمعنى شيءٍ واحدٍ ، عُبِّر عنْهُ بِلَفْظَتَينِ للتَأْكيدِ، وأُشيرَ إِلَيْهِما بإشارَةِ الواحِدِ. و "خيرٌ" خبرُهُ، و "مِمَّا" الجارُّ متعلِّق ب "خَيْرٌ" و "ما" اسمٌ موصولٌ بمعنى الذي، وجملةُ "يَجْمَعُونَ" صلتُهُ أَوْ صِفَةٌ لها، والعائدُ أَوِ الرابِطُ محذوفٌ، تقديرُهُ "يجمعونه".
قرَأَ الجُمْهورُ: {فَلْيفرحوا} بياءِ الغِيْبَِة. وقرَأَ عُثْمانُ بْنُ عَفّانٍ، وأُبيُّ بنُ كعبٍ، وأَنَسُ بْنُ مالك، والحَسَنُ، وأَبو رَجاء، وابنُ هرمز، وابن سيرين ـ رضي اللهُ عنهم جميعاً، بِتَاءِ الخِطابِ، وهي قراءةُ رَسُولِ اللهِ ـ صلى اللهُ عليه وسلّم. قالَ الزمخشري: وهوَ الأَصْلُ والقياسُ. وقالَ أبو حيّان الأندلُسيُّ: (إنها لُغَةٌ قَليلةٌ) يَعني أَنَّ القياسَ أَنْ يُؤْمَرَ المُخَاطَبُ بِصيغَةِ افْعَلْ، وبهذا الأصلِ قَرأَ أُبَيُّ "فافرحوا" وهيَ في مُصْحَفِهِ كذلِكَ، وهذِهِ قاعدةٌ كُلِّيَّةٌ: وهي أَنَّ الأَمْرَ باللامِ يَكْثُرُ في الغائبِ والمُخاطَبِ المبْنيِّ للمَفْعولِ، مِثالُ الأوَّلِ: ليقم زيداً. وكالآيَةِ الكريمةِ في قِراءَةِ الجُمْهورِ، ومثالُ الثاني: لِيُعْنَ بحاجَتي، ولْتُضْرَبْ يا زَيْدُ. فإنْ كانَ مَبْنِيّاً للفاعلِ كانَ قليلاً كقِراءَةِ عُثمانَ ومَنْ مَعَهُ. وفي الحديثِ الشريف ((لِتَأْخُذوا مَصافَّكم)). بَلِ الكَثيرُ في هذا النوعِ الأَمرُ بِصيغَةِ افْعَلْ نحوَ: قمْ يا زَيْدُ وقوموا، وكذلك يَضْعُف الأمْرُ باللامِ للمُتَكَلِّمِ وحدَهُ أَوْ ومعَهُ غيرُهُ، فالأوَّلُ نحو "لأقُمْ" تَأْمُرُ نَفْسَكَ بالقيامِ، ومِنْهُ قولُهُ ـ عليْهِ الصلاةُ والسلامُ: ((قومُوا فَلأُصَلِّ لَكم)).
ومثالُ الثاني: لِنَقُمْ. أَيْ: نحنُ وكذلِكَ النَهْيُ، ومِنْهُ قولُ الوَلِيدِ بْنِ عُقبَة:
إذا ما خَرَجْنا مِنْ دمشقَ فلا نَعُدْ ......... بها أبداً ما دام فيها الجُراضِمُ
الجُراضِمُ: كَبيرُ البَطْنِ كَثيرُ الأَكْلِ، ويَقْصِدُ بِهِ أَميرَ المُؤْمنينَ مُعاوِيَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ونَقَل ابْنُ عَطِيَّةَ عَنِ ابْنِ عامرٍ أَنَّهُ قَرَأَ "فَلْتَفْرحوا" خطاباً، وهذِهِ لَيْسَتْ مَشْهورةً عَنْهُ. وقرأَ الحَسَنُ وأَبو التَيَّاحِ "فَلِيفرحوا" بِكَسْرِ اللامِ، وهوَ الأَصْلُ.
وأَخْرَج الطَيالِسِيُّ، وأَبو داوودَ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، وابْنُ مِرْدُوَيْهِ عَنْ أُبيٍّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قال: أَقْرَأَني رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: "فبذلك فلتفرحوا" بالتاء. وأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ أيضاً عَنْهُ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ كان يَقْرَأُ: "فبذلك فلتفرحوا هو خيرٌ مما تجمعون" بالتاءِ". وأَخْرَجَ ابْنُ أَبي عُمَرَ العَدنيُّ، والطَبرانيُّ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما، عَنِ النَبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، أنَّهُ كانَ يَقْرَأُ: "فبِذلِكَ  فلْتَفْرَحوا".
وقرَأَ الجمهورُ: {يجمعون} أيضاً بياء الغيبةِ، وقَرَأَ ابْنُ عامِرٍ "تَجْمعون" بتاءِ الخطابِ وهو يحتَمِلُ وَجْهَينِ أَحَدُهما: أَنْ يَكونَ مِنْ بابِ الالْتِفاتِ فيَكونَ في المَعْنى كَقِراءَةِ الجَماعَةِ، فإنَّ الضَميرَ يُرادُ بِهِ مَنْ يُرادُ بالضَميرِ في قولِهِ: "فَلْيفرحوا". والثاني: أَنَّهُ خِطابٌ لِقَوْلِهِ في الآيةِ التي قبلَها: {يا أَيُّها النّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ}، وهذِهِ القراءةُ تُناسبُ قراءةَ الخِطابِ في قولِهِ: "فَلْيفرحوا"، وقد تقدَّمَ أَنَّ ابْنَ عَطِيَّةَ نَقَلها عَنْهُ أَيْضاً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم .... سورة يونس الآية: 58
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم ... سورة يونس الآية: 10
» فيض العليم .... سورة يونس الآية: 26
» فيض العليم .... سورة يونس الآية: 42
» فيض العليم .... سورة يونس الآية: 74
» فيض العليم .... سورة يونس الآية: 90

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: