روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم .... سورة يونس الآية: 35

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم .... سورة يونس الآية: 35 Jb12915568671



فيض العليم .... سورة يونس الآية: 35 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم .... سورة يونس الآية: 35   فيض العليم .... سورة يونس الآية: 35 I_icon_minitimeالخميس يوليو 09, 2015 9:19 am

قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ
(35)
قولُهُ ـ تعالى شأنُه: {قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ} إلزامٌ للمُشْرِكينَ غِبَّ إِلْزامٍ، وإفْحامٌ لهم إثْرَ إِفْحامٍ احْتِجاجاً على مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ جِيءِ بِهِ لِيُبَيِّنَ الحقُّ سُبْحانَهُ الطُرُقَ الصَوابَ ويَدْعُو إلى العَدلِ، ويُفصِحُ بالحُجَجِ والآياتِ عَنِ الحَقائقِ. وَقُلْ لَهُمْ أيضاً أَيُّها النَبيُّ إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَهْدِي إلَى الحَقِّ وَالرَّشَادِ، بِوَجْهٍ مِنْ وُجُوهِ الهِدَايَةِ التِي تَتَمُّ بِهَا حِكْمَةُ الخَلْقِ، فَهَلْ مِنْ مَعْبُودَاتِكُمُ التِي جَعَلْتُمُوهَا لَهُ شُرَكَاءَ مَنْ يَسْتَطِيعُ التَّمْييزَ بَيْنَ الهُدَى وَالضَّلاَلِ، فَيُرْشِدُ غَيْرَهُ إلى طَرِيقِ الحَقِّ؟.
قولُهُ: {قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ} فإنْ عَجَزوا عَنِ الإِجَابَةِ، وهم لا مَحالةَ عاجِزون، لأَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّ شُرَكَاءَهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ شَيْئاً مِنْ ذَلِكَ، فقُلْ لَّهم: "اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ". وهُوَ رَدٌّ مُفْحِمٌ، وفيهِ حُجَّةٌ بالغةٌ بَيِّنَةٌ ظاهِرَةٌ، عَلَى أَحَقِيَّةِ اللهِ تَعالى بالعِبَادَةِ، دُونَ سِواهُ. والإنْسانُ هوَ أَكْمَلُ ما عَلى الأَرْضِ، وهو مِنْ جَسَدٍ ورُوحٍ، فالاستدلالُ على وُجودِ الخالِقِ وكَمالِهِ بإيجادِ الأَجْسادِ وما فيها هُوَ الخُلُقُ، والاسْتِدلالُ عَلى وجودِهِ ـ سُبْحانَه وتعالى، بِنِظامِ أَحْوالِ الأَرْواحِ وصَلاحِهِا هُوُ الهِدايَةُ الحقَّةُ.
قولُهُ: {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدَى} فَقُلْ لَهُمْ فلْيُعْمِلوا عُقولَهم ولْيَسْتَعْمِلوا فِكرهُم وليقلبوا الأمورَ عساهم يتوصَّلوا إلى إدراكِ الحَقِيقَةِ وَمَنْ هُوَ الأَحَقُّ بِأَنْ يُتَّبَعَ: الذِي يَهْدِي الضَّالِينَ، وَيَفْتَحُ عُيُونَ العُمْيِ لِيُبْصِرُوا الحَقَّ وَالآيَاتِ، أَمِ الذِي لاَ يَسْتَطِيعُ هِدَايَةَ نَفْسِهِ، وَهُوَ يَنْتَظِرُ الهدايةَ مِنْ غَيْرِهِ، أفَيَتْرُكُ عاقلٌ هدايةَ ربِّهِ، وإرشادَ مولاهُ العَظيمِ العَليمِ الذي لا يَعْذُبُ عَنْ عِلْمِهِ شَيْءٌ في الأَرْضِ ولا في السَمَواتِ، ويَطْلُبُ الهِدايةَ مِنْ جماداتٍ لا تَسْمَعُ ولا تُبْصِرُ، ولا تَفْقَهُ شَيْئاً، أَوْ مِنْ أَعْدائِهِ الشَياطِينَ جُنْدِ إبليسَ اللّعين، لأَنَّ العِبادَةَ في بَعْضِ مَرامِيها، اسْتِهْداءٌ واسْتِرْشادٌ.
قولُهُ: {فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} فَأي حُكْمٍ تحكمون، وعَنْ أَيِّ وِرْدٍ تُصْدِرونَ، وعَنْ أَيِّ خَيْرٍ أَنْفُسَكُم تَصُدُّونَ ولها عَنْه تَصْرِفون يا لاأيها الذين بربهم يشركون؟. وَكَيْفَ سَوَّيْتُمُ الحِجَارةَ والجَماداتِ بِرَبِّ العالمين، فسَوَّيْتُمْ بَيْنَ الخالِقِ وَبَيْنَ خَلْقِهِ، وَكيفَ عَدَلْتُمْ عَنْ عِبَادَةِ اللهِ إلَى عِبَادَةِ الأَصْنَامِ وَالأَوْثَانِ وَالأَنْدَادِ. وكيف أشركتمْ ما تصنعُ أيديكم بربِّ العبادِ ...؟.
قولُهُ تَعالى: {أَفَمَنْ يَهْدي} الفاءُ للعطفِ على مقدرٍ يقتضيهِ المقامُ، والهمزةُ للاسْتِفْهام الإنكاريِّ، وقُدِّمَتْ عَلى حَرْفِ العَطْفِ لأَحَقِيَّةِ الاسْتِفْهامِ بِالصَدارَةَ، و "مَنْ" اسْمٌ مَوْصولٌ مُبْتَدَأٌ، وخبرُهُ قولُهُ: "أحقُّ" و "أَنْ يُتَّبَعَ" المَصْدَرُ المُؤَوَّلُ مِنْ "إن" وما بعدها في محلِّ نصبٍ على نَزعِ الخافِضِ المقدَّر وهو الباء، و "يَهْدِي" مِنْ "هَدَى" ويَتَعَدَّى إلى اثْنَين أوّلهما بِنَفْسِهِ وثانِيهِما باللاّمِ أَوْ بِ "إلى"، وقدْ يُحْذَفُ الحَرْفُ تخْفِيفاً. وقد جُمِعَ هنا بَينَ الحالتين بحرْفِ الجَرِّ فَعَدَّى الأَوَّلَ والثالثَ بِ "إلى" والثانيَ باللامِ، وحُذِفَ المَفْعُولُ الأَوَّلُ مِنَ الأَفعالِ الثَلاثَةِ، والتَقديرُ: هَلْ مِنْ شُرَكائكم مَنْ يَهْدي غَيرَهُ إلى الحَقِّ؟ قُلِ اللهُ يَهْدي مَنْ يَشاءُ للحَقِّ، أَفَمَنْ يَهْدِي غَيْرَهُ إلى الحَقِّ. وَزَعَمَ الكِسائيُّ والفَرَّاءُ وتَبِعَهُما الزَمَخْشَرِيُّ أَنَّ "يَهْدي" الأَوَّلَ قاصِرٌ، وأَنَّهُ بمَعنى اهْتَدَى. وفِيهِ نَظَرٌ، لأنَّ مُقابِلَهُ وهوَ "قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ" مُتَعَدٍّ. وَقَدْ أَنْكَرَ أبو العباسِ المُبَرِّدُ أَيْضاً مَقالَةَ الكِسائيِّ والفَرّاءِ وقالَ: لا نَعْرِفُ "هَدَى" بمعنى "اهتدى". ولكنَّ الكِسائيَّ والفَرَّاءَ أَيَّدا قولَهما بما نَقَلاهُ، وإنَّما ضَعُفَ ذَلِكَ هُنا لِمُقابَلَتِهِ بالمُتْعدِّي، وقدْ تَقَدَّمَ أَنَّ التَعْدِيَةَ بِ "إلى" أو اللامِ مِنْ بابِ التَفنُّنِ في البَلاغَةِ، ولِذلك قالَ الزَمَخْشَرِيُّ: يُقالُ: هَدَاهُ للحَقِّ وإلى الحَقِّ، فجَمَعَ بينَ اللُّغَتَينِ. وقالَ غيرُهُ: إنِّما عُدِيَ المُسْنَدُ إلى اللهِ باللاّمِ لأَنَّها أَدَلُّ في بابِها عَلى المَعْنى المُرادِ مِنْ "إلى"؛ إِذْ أَصْلُها لإِفادَةِ المُلْكِ، فَكَأَنَّ الهِدايَةَ ممْلُوكَةٌ للهِ تَعالى. وفيهِ نَظَرٌ، لأَنَّ المُرادَ بِقولِهِ تَعالى: "أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الحَقِّ" هُوَ اللهُ تَعالى مَعَ تَعدِّي الفِعلِ المُسْنَدِ إِلَيْهِ بِ "إلى".
قولُهُ: {أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ} خَبَرٌ لِقَوْلِهِ: "أَفَمَنْ يَهْدي" و "أَنْ" في مَوْضِعِ نَصْبٍ أَوْ جَرٍّ بَعْدَ حَذْفِ الخافِضِ، والمُفَضَّلُ عَلَيْهِ محْذُوفٌ، وتَقْديرُ هذا كُلِّهِ: أَفَمَنْ يَهْدي إلى الحَقِّ أَحَقُّ بِأَنْ يُتَّبَعَ ممَّنْ لا يَهْدي. ذَكَرَ ذَلِكَ مَكِيٌّ ابِنُ أَبي طَالِبٍ، فَجَعَلَ "أَحَقَّ" هُنا عَلى بابِها مِنْ كَوْنِها للتَفْضيلِ. وقدْ مَنَعَ الشَيْخُ أَبو حَيَّانَ كَونَها هُنا للتَفْضِيلِ فَقالَ: و "أَحَقُّ" لَيْسَتْ للتَفْضيلِ، بَلِ المَعْنى: حَقيقٌ بِأَنْ يُتَّبَعَ. وَجَوَّزَ مَكِيٌّ أَيْضاً في المَسْألَةِ وَجْهَيْنِ آخَرَيْنِ أَحَدَهما: أَنْ تَكونَ "مَنْ" مُبْتَدَأً أَيْضاً، و "أنْ" في محَلِّ رَفْعٍ بَدَلاً مِنْها بَدَلَ اشْتِمالٍ، و "أَحَقُّ" خَبَرٌ عَلى ما كانَ. والثاني: أَنْ يَكونَ "أَنْ يُتَّبَعَ" في مَحَلِّ رَفْعٍ بالابْتِداءِ، و "أَحَقُّ" خَبرُهُ مُقَدَّمٌ عَلَيْهِ. وهذِهِ الجُمْلَةُ خَبَرٌ لِ "مَنْ يَهْدي"، فَتَحَصَّل في المسألةِ ثَلاثَةُ أَوْجُهٍ.
قولُهُ: {أَمَّنْ لاَّ يَهْدِي} أم: عاطفةٌ والجملةُ نَسَقٌ على "أَفَمَنْ"، وجاءَ هُنا عَلى الأَفْصَحِ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ قَدْ فُصِلَ بَيْنَ "أَمْ" وما عُطِفَتْ عَلَيْهِ بالخَبَرِ كَقَوْلِكَ: زَيْدٌ قائمٌ أَمْ عَمْرٌو. ومِثْلُهُ قَولُهُ تَعالى في سُورَةِ الفُرْقانِ: {أذلك خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الخُلْدِ} الآية: 15. وهذا بخِلافِ قولِهِ تَعالى في سورة الأَنْبياءِ: {أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ} الآية: 109. وسَيْأْتي هذا في مَوْضِعِهِ إنْ شاءَ اللهُ تَعالى.
قولُهُ: {إِلاَّ أَنْ يُهْدَى} اسْتِثْناءٌ مُنْقَطِعٌ، أَيْ: لكِنَّهُ يَحْتاجُ إلى أَنْ يُهْدى كَما تَقولُ: فُلانٌ لا يَسْمَعُ غيرَهُ إلاَّ أَنْ يُسْمَعَ، أَيْ: لَكِنَّهُ يًحْتاجُ إلى أَنْ يَسْمَعَ. ويجوزُ أَنْ يَكونَ اسْتِثْناءً مُتَّصِلاً، لأنَّه إذْ ذاكَ يَكونُ فيهم قابِلِيَّةُ الهِدايةِ بخِلافِ الأَصْنامِ. ويجوزُ أَنْ يَكونَ اسْتِثْناءً مِنْ تَمامِ المَفْعولِ لَهُ، أَيْ: لا يَهْدِي لِشَيْءٍ مِنَ الأَشْياءِ إلاَّ لأَجْلِ أَنْ يُهْدى بِغَيْرِهِ.
قولُهُ: {فَمَا لَكُمْ} مُبْتَدَأٌ وخَبَرٌ. ومَعْنى الاسْتِفْهامِ هُنا الإِنكارُ والتَعَجُّبُ، أَيْ: أَيُّ شَيْءٍ لَكُمْ في اتِّخاذِ هَؤلاءِ إذْ كانوا عاجزينَ عَنْ هِدَايَةِ أَنْفُسِهم فَكَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَهْدُوا غَيْرَهم؟ وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ بَعْضَ النَّحْويّينَ نَصَّ على أَنَّ مِثْلَ هَذا التَرْكِيبَ لا يَتِمُّ إلاَّ بِحالٍ بَعْدَهُ، نحوَ قولِهِ تَعالى في سَورَةِ المُدَّثِّرِ: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ} الآية: 49. ونحوَ قَوْلِهِ في سُورَةِ المائدَةِ: {وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ} الآيةَ: 84. إلى غيرِ ذَلِكَ، وهُنا لا يُمْكِنُ أَنْ تُقَدَّرَ الجُمْلَةُ بَعْدَ هَذا التَرْكِيبِ حالاً لأَنَّها اسْتِفْهامِيَّةٌ، والاسْتِفْهامِيَّةُ لا تَقَعُ حالاً.
وقولُهُ: "كَيْفَ تَحْكُمونَ" اسْتِفْهامٌ آخَرُ.
قَرَأَ أَبو بَكْرٍ عَنْ عاصِمٍ بِكَسْرِ ياءِ "يِهدي" فَأَتْبَعَ الياءَ للهاءِ في الكَسْرِ. وقَرَأَ حَفْصٌ بِكَسْرِ الهاءِ دُونَ الياءِ. فَأَمَّا كَسْرُ الهاءِ فلالْتِقاءِ الساكِنَيْنِ، وذَلِكَ أَنَّ أَصْلَهُ يَهْتَدي، فَلَمَّا قُصِدِ إدْغامُهُ سُكِّنَتِ التاءُ، والهاءُ قبلَها ساكِنَةٌ فكُسِرَتْ الهاءُ لالْتِقاءِ الساكِنَيْنِ. وقالَ أَبو حاتمٍ في قِراءَةِ حَفْصٍ "هيَ لُغَةُ سُفْلَى مُضَرٍ"، وَنَقَل عَنْ سِيبَوَيْهِ أَنَّهُ لا يُجيزُ "يِهْدي" ويُجيزُ "تِهْدي ونِهْدي وإِهْدي"، قالَ: لأَنَّ الكَسْرَةَ تَثْقُلُ في الياءِ. يَعْني أَنَّهُ يُجيزُ كَسْرَ حَرْفِ المُضارَعَةِ مِنْ هَذا النَّحْوِ نَحْوَ: "تِهْدي ونِهدي وإهدي" إذْ لا ثِقَلَ في ذَلِكَ، ولمْ يُجِزْهُ في الياءِ لِثِقَلِ الحَرَكَةِ المُجانِسَةِ لها عَلَيْها. وهذا فِيهِ غَضٌّ مِنْ قِراءَةِ أَبي بَكْرٍ، ولَكِنَّهُ قَدْ تَواتَرَ قراءةً فهُوَ مَقْبولٌ.
وقرأَ أَبو عَمْرٍو وقالونُ عَنْ نافعٍ بِفَتْحِ الياءِ واخْتِلاسِ فَتْحَةِ الهاءِ وتَشْديدِ الدالِ، وذَلِكَ أَنَّهما لَمَّا ثَقَّلا الفَتْحَةَ لإِدْغامِ اخْتَلَسا الفَتْحَةَ تَنْبيهاً عَلى أَنَّ الهاءَ لَيْسَ أَصْلُها الحَرَكَةَ بَلِ السُكونُ. وقرَأَ ابْنُ كَثيرٍ، وابْنَ عامرٍ ووَرْشٌ بإكْمالِ فَتْحَةِ الهاءِ عَلى أَصْلِ النَّقْلِ. وقدْ رُوِيَ عَنْ أَبي عَمْرٍو وقالونَ اخْتِلاسُ كَسْرَةِ الهاءِ عَلى أَصْلِ الْتِقاءِ الساكِنَيْنِ، والاخْتِلاسُ للتَنْبيهِ عَلى أَنَّ أَصْلَ الهاءِ السُكونُ كَما تَقَدَّمَ. وَقَرَأَ أَهْلُ المَدينةِ خَلا وَرْشاً بِفَتْحِ الياءِ وسُكونِ الهاءِ وتَشْديدِ الدالِ. واسْتَشْكل جماعةٌ هَذِهِ القِراءَةُ مِنْ حَيْثُ الجَمْعُ بَينَ الساكِنَيْنِ. قالَ المُبَرِّدُ: مَنْ رامَ هذا لا بُدَّ أَنْ يُحَرِّكَ حَرَكَةً خَفيَّةً. وقالَ أَبو جَعْفَرٍ النَحّاسُ: لا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَنْطِقَ بِهِ، وقالَ في "التَيْسيرِ": والنَّصُّ عَنْ قالونَ بالإِسْكانِ، ولا بُعْدَ في ذَلِكَ فَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ بَعْضَ القُرَّاءِ يَقْرأُ {نِعِمَّا} في سورة النِساء الآية: 58. و {لاَ تَعْدُواْ} في الآية: 154. منها، بالجَمْعِ بَين الساكِنَيْنِ، وقد تَقَدَّمَتْ قراءاتٌ كَثيرَةٌ في قَوْلِهِ: {يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ} سورَةِ البَقَرَةِ، الآية: 20. وسَيَأْتي مِثْلُ هَذا في سورة يس عند قولِه: {يَخِصِّمُونَ} الآية: 49.
وقرأََ الأَخَوان: "يَهْدي" بِفَتْح الياءِ وسُكونِ الهاءِ وتخفيفِ الدالِ مِنْ هَدى يَهْدي وفيهِ قَوْلانِ، أَحَدُهما: أَنَّ "هَدَى" بمعنى اهْتَدَى. والثاني: أنَّه مُتُعَدٍّ، ومَفْعولُه محذوفٌ كما تقدَّمَ تحريرُهُ. وقدْ تَقَدَّمَ قولُ الكسائيِّ والفَرَّاءِ في ذَلِكَ ورَدُّ المُبَرِّدِ عَلَيْهِما. وقالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: والذي أَقولُ: قِراءَةُ حمزَةَ والكِسائيِّ تَحْتَمِلُ أَنْ يَكونَ المَعْنى: أَمْ مَنْ لا يَهْدي أَحَداً إِلاَّ أَنْ يُهْدى ذَلِكَ الأَحَدُ بِهدايَةِ اللهِ، وأَمَّا على غيرِها مِنَ القِراءاتِ التي مُقْتَضاها "أم لا يَهْتدي إلاَّ أَنْ يُهْدى" فيَتَّجِهُ المَعْنى عَلى ما تَقَدَّمَ. ثمَّ قالَ: وقيلَ: تمََّ الكَلامُ عِنْدَ قَوْلِهِ: "أم مَنْ لا يَهِدِّي"، أَيْ: لا يَهِدِّي غَيْرَهُ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم .... سورة يونس الآية: 35
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم ... سورة يونس، الآية: 1
» فيض العليم .... سورة يونس الآية: 17
» فيض العليم .... سورة يونس الآية: 33
» فيض العليم .... سورة يونس الآية: 49
» فيض العليم .... سورة يونس الآية: 65

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: