[size=32]فاتَ الأوان يا أردوغان[/size]
للأسف أُكَرِّرها والأسى يعتصر قلبي: لقد فات الأوانُ يا أردوغانَ. لقد ذهبت آمالك بعيداً وتبدَّدت أحلامُك بإعادة مجد أجدادك العظماء، وخابت أمالُ أمَّتك الإسلامية بأنْ تَكونَ لها على يدك دولتُها، وأَنْ تَعود لها عزَّتها.
إذا كان مثلي وأنا من العامَّةِ قد استشعرَ الخطرَ وحثَّكَ على اتخاذ زِمامِ المبادرةِ سريعاً قبل أن يستشري الداءُ ويستعدَّ الأعداء ويصل إلى مرحلة لا يفيد معها علاجَ، فمن المؤكَّد أن مثلك أدرى بذلك، لكنك لم تملك شجاعة المبادرة في الوقت المناسب، فكنت كالأرنب الذي نام عنِ السلحفات حتى أدركت الهدف ولم يعد بإمكانه تدارك أمره.
لقد ذكرتك منذ أمدٍ بعيد بسياسةِ قدوتنا العظمى ـ صلى اللهُ عليه وسلم، وسيرته الشريفةِ، وكيف كان يباغت عدوَّه قبل أن يُكمِلَ استعدادَه للمهاجمةِ الدعوة الإسلامية للقضاء على الدين الحنيف، كما ذكرتك بما حلَّ بالمرحوم صدام حسين عندما لم يصغ إلى نصيحة رئيس الأركان المصري الأسبق، بمهاجمة نقاط تجمع الحلفاء قبل أن يكتمل تجمعهم وينتظم أمرهم، وكان عليك أن تصغي إليَّ بالرَغْمِ مِنَ الفوارِقِ بَيْنَنا فقد أصغى مَنْ هُوَ أَعْظَمُ منك، وهو الفاروقُ ـ رَضِيَ اللهُ عنه، لامرأةٍ.
وإنْ كنت لا تقرأ فهذه مصيبةٌ أيْضاً لأنَّ مَن كان في مركزك يجب أن يكون له الكثيرُ مِن المساعدين والمستشارين يتابعون ويلخصون له، فقد كان حافظ الأسد لا ينام حتى يطلع على ملخصات لكل ما يكتب في الصحف المحلية والعربية والعالمية. فإنَّ رجلَ الدولة يجب أن يكون يقظاً متحسِّباً مطلعاً على كلِّ ما يجري حولَه، حتى يتَّخِذَ القَرارَ المُناسِبَ في الوقتِ المُناسِبِ.
ماذا تنتظرُ وأنت تعلم أنَّ الأيدي الصهيوأمريكية تعمل لتفتيت المنطقة بما فيها دولتك؟ إنّك لَنْ تُضيعَ أحلامك وآمال أمَّتك فيك بإعادة مجدها ولن تضيع سوريا التي علق شعبها عليك الآمال العريضة وحسب، بل لن تستطيع أن تحافظ على كيانك ودولتك. اللهم هيأ لهذه الأمة من يقودها إلى ما فيه عِزَّةُ دِينِها وصلاحُ أَمرِها إنك على كل شيء قدير، فلا حولَ لنا ولا قوَّة إلاَّ بك يا علِيُّ يا عظيم. وصلِّ على عبدك ونبيك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.