روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 51

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 51 Jb12915568671



فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 51 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 51   فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 51 I_icon_minitimeالخميس أبريل 16, 2015 5:31 am

قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
(51)
قولُهُ ـ تعالى شأنُه: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا} الخطابُ للنبيِّ ـ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ تشريفاً وللمُؤمِنِين باللهِ عامَّةً تَكْليفاً إلى قيامِ الساعَةِ. قُلْ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لِهَؤُلاَءِ الذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا يُصِيبُ المُسْلِمِينَ مِنَ المَصَائِبِ، وَتَسُوؤُهُم النِّعْمَةُ الَّتِي تُصْيبُ المُسْلِمِينَ: نَحْنُ تَحْتَ مَشِيئَةِ اللهِ وَقَدَرِهِ، وَمَا قَدَرَهُ لَنَا سَيَأْتِينَا، وَلَيْسَ لَهُ مَانِعٌ وَلاَ دَافِعٌ، فلَنْ يُصيبَنا مِنْ حَسَنَةٍ أوْ سَيِّئةٍ، نِعْمَةٍ أوْ مُصيبَةٍ، إلاَّ بِقَضاءٍ مِنَ اللهِ تَعالى وقَدَرٍ مَكْتوبٍ في اللَّوْحِ المحفوظِ مِنْ قبلِ أَنْ نُخلَقَ في هذِهِ الحياةِ، ليس لنا ولا لأَحَدٍ مِنَ الخَليقَةِ، مجتمعةً أَوْ مُتَفَرِّقةً، رَدُّهُ ولا تَغييرُهُ ولا تبديلُهُ، ولا تقديمُه ولا تَأْخيرُهُ، وهذا من صُلْبِ عقيدةِ الإيمانِ التي يجبُ على المُسلمِ الإيمانُ بها بادئَ ذي بَدءٍ، وأَيُّ خَلَلٍ فيها أوْ نَقْصٍ، مُحْبِطٌ للعملِ مخرجٌ مِنَ المِلَّةِ. فقد جاء في الصَحيحِينِ مِنْ حديثِ المُغيرةَ بْنَ شُعْبَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أنَّه سمع النبيَّ ـ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يقول: ((اللَّهمَّ لا مانِعَ لما أَعْطَيْتَ، ولا مُعْطِيَ لما مَنَعْتَ، ولا يَنْفَعُ ذا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ)). وعنْه أيضاً ـ رضِيَ اللهُ عَنْهُ، أنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ، كانَ يَقولُ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتوبَةٍ: ((لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمْدُ وهوَ على كُلِّ شَيْءٍ قديرٌ، اللَّهُمَّ لا مانِعَ لما أَعْطَيْتَ، ولا مُعْطِيَ لما مَنَعْتَ، ولا يَنْفَعُ ذا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ)). أَخْرَجَهُ البُخارِيُّ في الأَذانِ، بابِ: الذِكْرِ بَعْدَ الصَلاةِ: 2/325، وأخرجَهُ مُسْلِمٌ في المَساجِدِ، بابِ: اسْتِحْبابِ الذِكْرِ بَعْدَ الصَلاةِ بِرَقَمِ: (593) 1/415. وجاء في الحديثِ المشهورِ عنِ ابْنِ عبّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما، قال: كُنْتُ خَلْفَ النبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ يوماً فقال: ((يا غُلاَمُ إنِّي أُعَلِّمَكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللهِ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، وَإذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ الله، وإذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، واعْلَم أنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ، لم يَنْفَعُوكَ إلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وإن اجْتَمَعُوا عَلَى أن يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لم يَضُرُّوكَ إلاَّ بِشَيْءٍ قد كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رفعت الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ)). رَواهُ التِرْمِذِيُّ وقال: حديثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ. وفي رِوايَةِ غيرِ التِرْمِذِيِّ زِيادَةٌ: ((احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إلى اللهِ في الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، واعْلَمْ أن ما أَخْطَأَكَ لم يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَمَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ . . .))، وفي آخرهِ: ((واعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ، وأَنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً)). قالَ الإمامُ النَوَوِيُّ ـ رضيَ اللهُ عنهُ، ورحمَهُ: هَذا حَديثٌ عَظِيمُ الموقع.
قولُهُ: {هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} وهو سُبْحانَهُ وتعالى، مولانا الذي يَرْعَى شُؤنَنا ويَتَولَّى جميعَ أَمْرِنا، وَنَحْنُ مُتَوَكّلُونَ عَلَى اللهِ، مُنيبونَ إلَيْهِ، وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الوَكِيلُ، فَلاَ نَيْأَسُ عِنْدَ الشِّدَّةِ، وَلاَ نَبْطَرُ عِنْدَ النِّعْمَةِ، وهو ـ سبحانَهُ وتَعالى، مَوْلى جميعِ المُؤمِنين، لا يُوالُونَ غَيرَهُ ولا يَتَّكِلونَ على أَحَدٍ سِواهُ، ولا يخافون إلاَّ اللهَ، فبهِ يؤمنون وعليه يتوكَّلون وإياه يعبدون وإليه يُنيبونَ وغضَبَهُ يتَّقون ورضاهً يطلبون، وهو الذي يحبُّون وفي رَحمتِهِ ومغفرتِه يَطْمَعونَ. وحَقُّ المؤمنين أنْ لا يَتَوَكَّلوا عَلى غَيرِ اللهِ، فلْيَفْعَلوا ما هُو حَقٌّ لهم.
وقالوا ثلاثةٌ تُوجِبُ للعَبْدِ الرَّاحَةَ مِنَ التَعَبِ، والسُكونَ إلى الرَبِّ، وتُذْهِبُ عَنْهُ حرارَةَ التَدْبيرِ والاخْتِيار، وظُلْمَةَ الأَكْدارِ والأَغيارِ: أَحَدُها: تحقيقُ العِلْمِ بِسَبْقِ القَضاءِ والقَدْرِ، حتى يَتَحَقَّقَ بِأَنَّ ما أَخْطأَهُ لمْ يَكُنْ لِيُصيبَهُ، وما أَصَابَهُ لم يكن لِيُخْطِئَهُ، قال تعالى: "قل لن يُصيبَنا إلاَّ ما كَتَبَ اللهُ لَنا"، {وَإنْ يمْسَسْكَ اللهُ بضُرِّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إلاَّ هُوَ}، وقالَ الشاعرُ العبّاسيُّ عبدُ اللهِ بْنُ محمَّدِ بْنِ عُيَيْنَة لذي اليمين، طاهرِ بْنِ الحُسَيْنِ، أَكْبرِ أَعوانِ الخليفةِ المأْمونِ:
لمَا رَأَيْتُكَ قاعداً مُسْتَقْبَِلاً ................... أَيْقَنْتُ أَنَّكَ للهُمومِ قَرينُ
فارْفِضْ بها وتَعَرَّ مِنْ أَثوابها ............... إنْ كانَ عِنْدَكَ للقَضاءِ يَقينُ
مالا يَكونُ فَلا يَكونُ بحيلَةٍ ................ أَبَداً وما هُوَ كائنٌ سَيَكونُ
يَسْعى الذَكِيُّ فلا يَنالُ بِسَعْيِهِ .............. حَظّاً و يحظَى عاجزٌ ومَهينُ
سَيَكونُ ما هُوَ كائنٌ في وقْتِهِ .............. وأَخُو الجَهالَةِ مُتْعَبٌ محزونُ
وقد وَرَدَ عَنْ سَيِّدِنا عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ أَنَّه قالَ: سَبْعُ آياتٍ: مَنْ قَرَأَها أَوْ حمَلَها مَعَهُ؛ لَوِ انْطَبَقَتِ السَماءُ على الأَرْضِ؛ لجَعَلَ اللهُ لَهُ فَرَجاً ومخْرَجاً مِنْ أَمْرِهِ، فذَكَرَ هذِهِ الآيَةَ: "قلْ لَنْ يُصيبَنا ..."، وقولَهُ في سَورة يُونُس: {وَإِن يَمسَسْك اللهُ بِضُرٍ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِه} الآية: 107. وآيَتَينِ في سُورَةِ هُودٍ: {وَما مِن دآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} الآية: 6، و {إنّي تَوَكَّلتُ عَلَى اللهِ رَبَي وَرَبّكُم مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} الآية: 56، وقولَهُ تعالى في سورة العنكبوت: {وكأَيَّن مّنِ دَآبَّةٍ لاَّ تَحمِلُ رِزقُها اللهُ يرزُقُها وَإِيَّاكمُ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ} الآية: 60، وقولَهُ في سورةِ فاطرٍ {مَّا يَفتَحِ اللهُ للِنَّاسِ مِن رَّحمَةٍ فَلاَ مُمسكَ لَهَا وَمَا يَمسِك فَلاَ مُرسِلَ لَهُ مِنْ بَعدِهِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكيمُ} الآية: 2، وقولَهُ في سورة الزُمَر: {ولَئن سَأَلتَهُم مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} الآية: 38.
قولُهُ تعالى: {قلْ لَنْ يُصيبَنا إلاَّ ما كَتَبَ اللهُ لَنا} ما: هي الموصولة في محلِّ رفعِ فاعلِ "يصيبنا". و "إلاَّ" أداةُ حصر، و "لنا" اللامُ هنا مُفيدةٌ معنى الاخْتِصاصِ كأنَّهُ قِيلَ: لَنْ يُصيَبنا إلاّ ما اخْتَصَّنا اللهُ بِهِ بإثْباتِهِ وإيجابِهِ مِنَ النُصْرَةِ عَليكم أَوِ الشَهادَةِ. أَلا تَرى إلى قولِهِ: "هُوَ مَوْلانَا" أيْ: الذي يَتَولاّنا ونَتَولاّهُ، كما قالَ تعالى في سورة محمد ـ عليه الصلاةُ والسلامُ: {ذلك بِأَنَّ اللهَ مَولى الذين آمَنوا، وأَنَّ الكافرين لا مولى لهم} الآية: 11.
وقولهُ: {وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} الفاءُ تَدُلُّ على محذوفٍ مُفَرَّعٍ عليْهِ اقْتَضاهُ تَقديمِ المَعمولِ، أَيْ: على اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المؤمنون.
ويجوزُ في هذِهِ الجملةِ أَنْ تَكونَ مَعْطوفَةً على جملَةِ {قُلْ لَنْ يصيبَنا} فهيَ خَبرٌ في معنى الأمْرِ مِنْ كلامِ اللهِ تَعالى، أيْ: قُلْ ذلك ولا تَتَوَكَّلوا إلاَّ على اللهِ دُونَ نُصْرَةِ هؤلاءِ، أَيْ: اعْتَمِدوا على فَضْلِهِ عَليكم. ويجوزُ أَنْ تَكونَ مَعْطوفةً على جملةِ: {لَنْ يُصِيبَنَا} أيْ: قلْ لهم ذلك. أو الفاءُ زائدةٌ، واللامُ لامُ الأَمْرِ الجازِمةُ وجملة "فلْيَتَوَكَّلْ" مُسْتَأْنَفَةٌ لا محَلَّ لها.
قولُه: {هُوَ مَوْلاَنَا} هذه الجملَةُ في مَوْضِعِ الحالِ مِنِ اسْمِ الجَلالَةِ، أَوْ مُعْتَرِضَةٌ، أَيْ: لا يُصِيبُنا إلاَّ ما قَدَّرَهُ اللهُ لَنا.
قرأ الجمهور: {لن يُصِيبَنَا} نَصْباً بِ "لن". وحكى أبو عُبَيْدَةَ أَنَّ مِنَ العَرَبِ مَنْ يجزِمُ بها. قالَ عَمْرو بْنُ شَقيقٍ: سمعْتُ (أَعْيُنَ) قاضي الرَيِّ يَقْرَأُ. لن يُصيبَنَّا "بِتَشديدِ النُونِ"، قالَ أَبُو حاتمٍ: ولا يجوزُ ذلك؛ لأنَّ النونَ لا تَدْخُلُ مَعَ "لن"، ولو كانتْ لِطَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ لجازَ، لأنَّها مَعَ "هَلْ"، قالَ اللهُ تَعالى في سورةِ الحجِّ: {هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ} الآية:: 15، فأَبو حاتمٍ يَعْني أَنَّ المُضارِعَ يَجوزُ تَوْكيدُهُ بَعْدَ أَداةِ الاسْتِفْهامِ، وابْنُ مُصَرِّفٍ يَقْْرَأُ "هل" بَدَلَ "لَنْ"، وهي قراءَةُ ابْنِ مَسْعودٍ ـ رضي اللهً عنه. وبها قرأُ أيضاً طَلْحَةُ بْنُ مصرِّفٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنه.
وقد اعتُذِرَ عَنْ هَذِهِ القِراءَةِ: فإنَّها حمَلَتْ "لن" على "لم" و "لا" النافِيَتَينِ، و "لم" و "لا" يجوزُ تَوْكيدُ الفِعْلِ المَنْفِيِّ بعدَهما. أَمَّا "لا" فقد تقدَّمَ تحقيقُ الكلامِ عَلَيها في الأَنْفال، وأمَّا "لم" فقدْ سُمِعَ ذَلِكَ وأَنْشَدوا لأبي الصَمَّاءِ، مُساوِر بْنِ هِنْدٍ العَبْسِيٍّ، يصف سِقاءَ لَبنٍ:
يَحْسَبُه الجاهل ما لم يَعْلما .................. شيخاً على كرسيِّه مُعَمَّمَا
أراد "يَعْلَمَنْ" فأبدل الخفيفةَ ألفاً بعد فتحة كالتنوين. ونُسِبَ هذا البيتُ لأبي حيَّان الفَقْعَسِيِّ. وقد وجَّهَ الزَمَخْشَريُّ هذه القراءةَ بِأََنَّ وزنَها "يُفَيْعِل" وليس "يُفَعِّل" لأنَّهُ مِنْ بناتِ الواوِ لِقَوْلهم في الصَوابُ: صابَ يَصوبُ، ومَصَاوِب، في جمعِ مَصيبةٍ، فَحَقُّ "يُفَعِّلَ" مِنْهُ "يُصَوِّب". أَلا تَرى إلى قولهم: صَوَّبَ رَأْيَهُ، إلاَّ أَنْ يَكونَ مِنْ لُغَةِ مَنْ يَقولُ: صابَ السَهْمُ يَصيبُ كَقولِ الكُمَيْتِ الأسديِّ:
واستبي الكاعِبَ العَقيلَةَ إذْ ............... أَسْهُمِيَ الصائِبات والصُّيُب
يَعني أَنَّ أَصْلَهُ صَوْيِب فاجْتَمَعَتِ الواوُ والياءُ، وسُبِقَتْ إحْداهما بالسُكونِ، فقُلِبَتِ الواوُ ياءً، وأُدغم فيها، وقد تقدَّمَ مثلُ ذلك في تحيَّزَ، بأنَّ أَصْلَهُ تَحَيْوَز. وأَمَّا إذا أَخَذْناهُ مِنْ لُغَةِ مَنْ يَقولُ: صابَ السَهْمُ يَصيبُ فهوَ مِنْ ذواتِ الياءِ فَوَزْنُهُ على هذِهِ اللَّغَةِ فَعَّلَ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 51
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: