روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 40 (1)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة التوبة، الآية:  40 (1) Jb12915568671



فيض العليم ... سورة التوبة، الآية:  40 (1) Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 40 (1)   فيض العليم ... سورة التوبة، الآية:  40 (1) I_icon_minitimeالسبت أبريل 11, 2015 4:43 am

إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
(40)
قولُهُ ـ تَعالى شَأْنُهُ: {إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ} أَيْ: إنْ لمْ تَنْصُروهُ فَسَيْنْصُرُهُ اللهُ الذي نَصَرَهُ من قبلُ وقتَ ضَرورةٍ أَشَدَّ مِنْ هذه، فحُذِفَ الجَزاءُ وأُقيمَ سَبَبُهُ مُقامَه. والخطابُ للمُؤمنين لتحذيرهم مِنَ التقاعُسِ عَنْ نُصْرَةِ النَبيَِّ ـ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ، وتَذكيرِهم بِأَنَّ اللهَ تَبارَكَ وتَعالى الذي نَصَرَهُ في ظُروفٍ كانت أَشَدَّ قَسْوَةً عليه مِنْ ظُروفِ مَعْرَكَةِ اليرموكِ، لَهُوَ قادرٌ على نَصْرِهِ في كُلِّ الأَوقاتِ وفي جميعِ الأَحْوالِ، حتى ولَوْ لم يَكُنْ مَعَهُ أَحَدٌ مِنَ الخَلْقِ أَبَداً، ويُذَكِّرُهم سُبْحانَهُ بِنَصْرِهِ لرسولِهِ على مُشْرِكي قُرَيْشٍ وكُفَّارِها مُجْتَمعين، يومَ حاصرَ مَنْزِلَهُ مِنْ كُلِّ قَبيلةٍ مِنْ قبائلِ قُرَيْشٍ فتىً مِنْ أَشدِّ فِتيانِها لِيَضْرِبوهُ جميعاً ضَرْبَةَ رَجُلٍ واحدٍ فيتفرَّقَ دَمُهُ ويضيعَ بين هذِهِ القَبائلِ فَلا يَقْوى بَنُو هاشِمٍ (قبيلةُ النبيّ) على حَرْبِ كُلِّ هَذِهِ القبائلِ مجْتَمِعَةً فيَذْهَبُ دَمُهُ هَدْراً، لكنَّ الله أَعْمى عَنْهُ عُيونَ هَؤلاءِ الفِتْيَةَ، فخَرَجَ مِنْ بَيْنِهم وحيداً حاثياً التُرابَ على رُؤوسِهم، فلمْ يَرَهُ أَحدٌ مِنهم، ولا شَعَرَ أَحَدٌ بخُروجِهِ.
ثمَّ لمَّا اخْتَبَأَ وصاحبهُ الصِدِّيقُ في الغارِ، وجاءَ صَنادِيدُ قُرَيْشٍ ووَقَفُوا على الغَارِ المختَبِئِ فيه مع صاحبِه رَدَّهُمُ اللهُ تَعالى عَنْهُ بأوْهى سلاحَينِ في الدُنيا، خُيُوطُ العَنكبوتِ وبَيْضُ الحَمامِ، ولم تَكُنْ صُحْبَةُ أَبي بَكرٍ لِرَسولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، إلاَّ مؤانسةً لَهُ وتَشْريفاً لأَبي بَكْرٍ وتَفْضيلاً. وهذا واضحٌ مِنْ خَوْفِهِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، على رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عليه وسلّم، وطَمْأَنَةِ النَبيِّ لَهُ وتَسْكينِ رَوْعِهِ، ثمَّ بَعْدَ ذلك نصرَ اللهُ المؤمنين بهِ ـ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ، في غَزْوةِ بَدْرٍ وهُمْ مِنَ الضعْفِ وقلَّةِ العَدَدِ في مُقابِلِ قُوَّةِ جَيْشِ قُرَيْشٍ وكَثْرَةِ عَدَدِهِ، بحيث لم يكونوا ليحلموا بذلك. وهذا أُسْلوبٌ آخَرُ لتَرْغيبِ المسلمين في الجِهادِ، بعد أَنْ ذَكَرَ في الآيَةِ التي قبلها أَنَّهم إنْ لم يَنْفروا باسْتِنْفارِهِ ويَنصْروهِ، فإنَّ اللهَ سيَنْصُرُهُ بِدَليلِ أَنَّ اللهَ نَصَرَهُ عندما أخرجَهُ الكفارُ مِنْ بَلَدِهِ ودِيارِهِ ولم يَكُنْ مَعَهُ إلاَّ رَجُلٌ واحِدٌ، فنَصْرُهُ لَهْ هَهُنا أَوْلى. ومعنى "أَخْرَجَهُ الذين كَفَرُواْ" أَيْ: أَنَّهم جَعَلوهُ كالمُضْطَرِّ إلى الخُروجِ، لشدَّةِ حربهم لِرِسالَتِهِ، وتعذيبهم لأصحابه، وتآمُرِهم عَلى قَتْلِهِ.
وذلِكَ أَنَّ قُريْشاً ومَنْ في مَكَّةَ مِنَ المُشْرِكينَ تَعاقَدوا على قَتْلِهِ ـ صَلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ، فنَزَلَ عليه قولُهُ تعالى: {وإذْ يَمْكُر بِكَ الذينَ كفروا} سورةُ الأنفالِ، الآية: 30. يَأْمُرُهُ فيه أَنْ يَخْرُجَ هُوَ وأَبو بَكْرٍ أَوَّلَ اللَّيْلِ إلى الغارِ. فخرجَ رسُولُ اللهِ ـ صلى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ، وصاحبُه أَبو بَكْرٍ أَوَّلَ اللَّيْلِ إلى الغارِ، وأَمَرَ عَلِيّاً أَنْ يَضّطجِعَ على فِراشِهِ، لِيَمْنَعَهُم السَوادُ مِنْ طَلَبِهِ، حتى يَبْلُغَ هُوَ وصاحبُهُ إلى ما أَمَرَ اللهُ تعالى بِهِ. فلمَّا وَصّلا إلى الغارِ دَخَلَ أَبو بَكْرٍ الغارَ أوَّلاً، يَلْتَمِسُ ما فيه، فقالَ لَهُ النَبيُّ ـ صَلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ: ((مالَكَ؟)) فقال: بِأَبي أَنْتَ وأُمِّي يا رسولَ اللهِ، الغِيرانُ مَأْوَى السِبَاعِ والهَوامِ، فإنْ كانَ فيهِ شيءٌ كانَ بي لا بِكَ، وكانَ في الغارِ جُحْرٌ، فَوَضَعَ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، عَقِبَهُ عَلَيْهِ لِئَلاَّ يَخْرُجَ منه ما يُؤذي الرَسُولَ.
قولُهُ: {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} الغارُ نَقْبٌ عَظيمٌ يكونُ في الجَبَلِ، ويُجْمَعُ على غِيرانِ، كتاجٍ وتِيْجان، وقاعٍ وقِيعان. والغارُ أَيْضاً نَبْتٌ طيبُ الرِيحِ، والغارُ أَيْضاً الجماعةُ، والغارانِ البَطْنُ والفَرْجُ. وأَلِفُ الغارِ منقلبةٌ عن واو. والمُرادُ بالجبلِ هنا جَبَلُ ثَوْرٍ في يمينِ مَكَّةَ على مَسيرَةِ ساعَةٍ، وقد مَكَثَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ، فيهِ مَعَ أَبي بَكْرٍ ثلاثَ ليالٍ.
قولُهُ: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا} و "صاحبه" هو أبو بكرٍ الصديقُ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، بِلا خِلافٍ، ورُوِيَ أَنَّ أَبا بَكْرٍ قالَ يوماً وهُوَ على المِنْبَرِ: أَيُّكم يَحْفَظُ سُورَةَ التَوْبَةِ، فقالَ رَجُلٌ أَنَا، فقالَ اقْرِأْ فَقَرَأَ، فلما انْتَهى إلى قولِهِ: "إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا" بَكى ـ رضي اللهُ عنه، وقالَ أَنَا واللهِ صاحِبُهُ، وقالَ الليثُ: ما صَحِبَ الأنبياءَ مِثْلُ أَبي بَكْرٍ الصِدّيقِ، وقالَ سُفيانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: خَرَجَ أَبو بَكْرٍ بهذِه الآيَةِ مِنَ المُعاتَبَةِ التي في قولِهِ: "إلاَّ تَنْصُروهُ". بلْ خَرَجَ مِنْها كُلُّ مَنْ شَهِدَ غَزْوَةَ تَبوكٍ ولمْ يَتَخَلَّفْ عن رسولِ اللهِ ـ صلى اللهُ عليه وسلَّم، وإنَّما المُعاتَبَةُ لِمَنْ تَخَلَّفَ عنه.
وفي هذِه الآيَةِ تَنْويهٌ بِأسبقيةِ أَبي بَكْرٍ في الدين، حاكمةٌ بفضلِه على مَنْ سواهُ مِنَ المسلمين، لأنَّه لمَّا طَلَبَ المُشْرِكونَ الأثَرَ وقَرُبوا، بَكى أَبو بَكْرٍ خَوْفاً على رَسُولِ اللهِ ـ صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ، فقالَ لَهُ: "لا تحزَنْ إنَّ اللهَ مَعَنا" فقالَ أَبو بَكْرٍ: إنَّ اللهَ لَمَعَنا؟، فقال الرسولُ: ((نعم)) فجَعَلَ يَمْسَحُ الدُموعَ عَنْ خَدِّهِ. وقيلَ: لمَّا طَلَعَ المُشْرِكونَ فوقَ الغارِ أَشْفَقَ أَبو بَكْرٍ على رَسولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم، وقال: إنْ تُصَبِ اليومَ ذَهَبَ دِينُ اللهِ. فقالَ رَسُولُ اللهِ: ((ما ظَنَّكَ باثْنَينِ اللهُ ثالِثُهُما؟)). وقيلَ لمَّا دَخَلَ الغارَ وَضَعَ أَبو بَكْرٍ ثُمامَةً على بابِ الغارِ، أمرهُ بذلك النبيُّ، فلمَّا رآها المشركون ظنوها نابتةً. وبَعَثَ اللهُ حمامَتَيْنِ فباضَتَا في أَسْفَلِهِ، والعَنْكبوتُ نَسَجَتْ عَلَيْهِ، وقالَ رَسُولُ اللهِ ـ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ((اللهمَّ أَعْمِ أَبْصارَهم)) فجَعلوا يَتَرَدَّدونَ حولَ الغارِ ولا يَرَوْنَ أَحَداً. فقد دَلَّتْ هذِهِ الآيةُ على فَضيلَةِ أَبي بَكْرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنه، مِنْ وُجوهٍ:
الأول: أَنَّهُ ـ عَلَيْهِ الصلاةُ والسلامُ، لما ذَهَبَ إلى الغارِ، كان يخافُ الكُفَّارَ على نفسِهِ، فلولا أنَّه كانَ موقناً بأنَّ أَبا بَكْرٍ مِنَ المؤمِنينَ المُحَقِّقينَ الصادقينَ الصِدِّيقين لما صحِبَهُ في تلكَ الحال، لأنَّه لو جازَ أَنْ يَكونَ باطِنُهُ بِخلافِ ظاهرِهِ، لخافَ أَنْ يَدُلَّ عليه أَعْداءَهُ، أَوْ أَنْ يُقْدِمَ هو عَلى قَتْلِهِ. وقد كان في خدمةِ الرسولِ جماعَةٌ من المخلصين، ومنهم مَنْ كانَ أَقْرَبَ إليهِ نَسَباً مِنْ أَبي بَكْرٍ، لكنَّ اللهَ تَعالى أَمَرَهُ بِأَنْ يَسْتَصْحِبَه في تلك الرحلةِ الخاصَّة في الصعوبةِ، لخُصوصيَّةٍ لأبي بكرٍ عندَ رَبِّه سُبْحانَهُ، ولذلك خُصَّ بهذا التَشريفِ دون غيرِهِ فدَلَّ على مَنْصِبٍ رفيعٍ لهُ في الدين.
ثمَّ إنَّ الجميعَ فارقوا رَسولَ اللهِ ـ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، وهاجرَ إلاَّ أبو بكرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْه، فما سَبَقَه في الهجرَةِ ولا تخلَّف عنه، بَلْ صَبرَ على مُؤانَسَتِهِ ومُلازَمَتِهِ وخِدْمَتِهِ وصحبته عِندَ هذا الخوفِ الشديدِ حيثُ لم يَبْقَ مَعَهُ أَحَدٌ، وذلك يُوجِبُ له الفَضْلَ العظيمَ. وقد سمَّاهُ ربُّه "ثَانِيَ اثنين" فجُعِلَ ثانيَ محمَّدٍ ـ صلى الله عليه وسلّم، حالَ كونِهِما في الغارِ، وقد ثَبُتَ لأهلِ العلمِ أَنَّهُ ـ رَضِيُ اللهُ عنهُ، كان ثانيَ رسولِ الله في أَكثرِ المَناصِبِ الدينية:
فقد كان أَوَّلَ مَنْ عرضَ عليه النبيُّ الإسلامَ، وكانَ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ، ثمَّ عَرَضَه هو على طلحةَ والزبيرِ وعثمانَ بْنَ عفانٍ وجماعةٍ آخرينَ مِنْ أَجِلَّةِ الصَحابَةِ ـ رَضِيَ الله تعالى عنهم، والكلُّ آمَنوا على يَدَيْه، ثمَّ جاءَ بهم إلى رَسولِ اللهِ ـ صَلَّى الله عليه وسلم، بعدَ أيامٍ قلائلَ، فكانَ هو "ثَانِيَ اثنين" في الدعوةِ إلى اللهِ.
وكلَّما وَقَفَ رَسولُ اللهِ ـ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، في غَزْوَةٍ، كانَ أَبو بَكْرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يَقِفُ في خِدْمتِه لا يُفارقُه، فكانَ "ثاني اثنين: في مجلِسِهِ.
ولمَّا مَرِضَ رَسولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عليْه وسَلَّمَ، قامَ مقامَهُ يؤمُّ الناسَ في الصَلاةِ التي هي الركنُ الأهمُّ في الدينِ بعد الشهادتين فكانَ "ثاني اثنين" في هذه أيضاً.
ثمَّ كان خليفتَهُ الأَوَّلَ عَلى أُمَّتِهِ، يرعى شؤونها، ويُؤَسِّسُ لها دَوْلَتَها، ويَجْمَعُ كَلِمَتَها، ويحارِبُ أَعداءَها، لحمايةِ بيضَةِ الدين، والذَوْدِ عنْ حياضِهِ، حتى أَرْسى دَعائمَ دَوْلَةِ الإسْلام فَكانَ في ذَلكَ "ثاني اثنين".
ولمَّا تُوفيَ ـ رضيَ اللهُ عَنْهُ، دُفِنَ بِجَنْبِه ـ صلى اللهُ عليه وسَلَّمَ، فكانَ "ثانيَ اثنين" هُناكَ أَيْضاً، وفيه من التشريف والتفضيل ما لا يخفى على ذي بصيرة، وإنَّما كان ذلك كلَّه بتقديرِ العزيزِ العليم وفضلِهِ ـ سبحانه وتعالى.
وقد طَعَنَ بعضُ الحَمْقى الروافِضُ في هذا وقالوا: كونُهُ "ثاني اثنين" للرَّسولِ لا يكونُ أَعظَمَ مِنْ كَوْنِ اللهِ تَعالى رابعاً لِكُلِّ ثَلاثةٍ في قولِهِ: {مَا يَكُونُ مِن نجوى ثلاثة إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ} سورة المجادِلَة الآية: 7. ثمَّ إنَّ هذا الحُكمَ عامٌّ في حَقِّ الكافرِ والمؤمنِ، فلمَّا لمْ يَكنْ هذا المعنى مِنَ اللهِ تَعالى دالاًّ على فَضيلَةٍ، فَإنَّه مِنَ النَبيِّ لا يَدَلُّ عَلى فَضيلةٍ أيضاً.
والجوابُ: أَنَّ المُرادَ هُناكَ كَوْنُه تَعالى مَعَ الكُلِّ بالعِلْمِ والتَدبيرِ، وكونُه مُطَّلِعاً على ضَميرِ كُلِّ أَحَدٍ، أَمَّا هَهُنا فالمُرادُ بقولِهِ تَعالى: "ثَانِيَ اثنين" تَخْصيصُهُ بهذِهِ الصِفَةِ في مَعْرِضِ التَعْظيمِ.
ومن دَلالةِ هذِه الآيةِ على فَضْلِ أَبي بَكْرٍ. قولُهُ: "لاَ تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا" ولا شَكَّ أَنَّ المُرادَ مِنْ هذِهِ المَعِيَّةِ، معيَّةُ الحِفْظِ والنُصْرَةِ والحِراسَةِ والمعونة، فقد شَرَكَ الرَسولُ ـ عليه الصلاةُ والسلامُ، بينَ نَفْسِهِ وبَين أَبي بَكْرٍ في هذه المَعيَّةِ، فإنْ حمَلوا هذِهِ المَعِيَّةَ على وَجْهٍ فاسِدٍ، لَزِمَهم إدْخالُ الرَسولَِ فيه، وإنْ حملوها على محْمَلٍ رَفيعٍ شَريفٍ، لَزِمَهم إدْخالُ أَبي بَكْرٍ فيهِ، وبعبارَةٍ أُخرى، فقد دَلَّتْ الآيةُ على أَنَّ أَبا بَكْرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، كانَ اللهُ مَعَهُ، وكلُّ مَنْ كانَ اللهُ مَعَهُ فإنَّهُ يَكونُ مِنَ المُتَّقينَ المحسِنين، لقولِهِ تَعالى في سُورَةِ النَحْلِ: {إِنَّ اللهَ مَعَ الذين اتَّقوا والذين هُم مُّحْسِنُونَ} الآية: 128. والمُرادُ مِنْهُ الحَصْرُ بدليلِ "إنَّ" و "الذين"، والمعنى: إنَّ اللهَ مَعَ الذين اتَّقوا لا مَعَ غَيرِهم، وذَلِكَ يَدُلُّ على أَنَّ أَبَا بَكْرٍ مِنَ المُتَّقينَ المحْسِنين، لا كما يزعمون افتراءً على اللهِ. ومن ثمَّ فإنَّ قولَهُ: {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا} لاَ تَحْزَنْ" نهيٌ مطلَقٌ لأَبي بكرٍ عَنِ الحُزْنِ، والنَهْيُ المُطْلَقُ ـ كما قالَ العلماءُ، يُوجِبُ الدَوامَ والتَكْرارَ، وذلك يَقْتَضِي أَنْ لا يَحْزَنَ أَبو بَكْرٍ بعدَ ذَلكَ البَتَّةَ، قبلَ المَوْتِ وعِنْدَ الموتِ وبعده. و " إِنَّ اللهَ مَعَنَا" يَدُلُّ على كونِه "ثاني اثنين" في الشَرَفِ الحاصِلِ مِنْ هذِهِ المَعِيَّةِ، كما كانَ "ثاني اثنين إذْ هما في الغارِ"، وذلك مَنْصِبٌ في غايةٍ الشَرَفِ.
قولُهُ: {فَأَنزَلَ الله سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا} الضميرُ في "عَلَيْهِ" يعودُ إلى أبي بكرٍ لأَنَّ "صاحِبِهِ" أَقْرَبُ المَذْكوراتِ المُتَقَدِّمَةِ في هذِهِ الآيَةِ وهُوَ أَبُو بِكْرٍ والضَميرُ يَجِبُ عَوْدُهُ على أَقْرَبِ مَذْكورٍ، فقولُه تعالى: "إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ" تَقديرُهُ: إذْ يَقولُ محمَّدٌ لِصاحِبِهِ أَبي بَكْرٍ لا تَحْزَنْ. لأَنَّ الحُزْنَ والخوفَ كانا في نَفْسِ أَبي بَكْرٍ وليسَ في نفسِ الرَسولِ، فإنَّهُ ـ صلى اللهُ عليه وسلّم، كانَ آمِناً ساكِنَ القَلْبِ بما وَعَدَهُ اللهُ مِنْ نَصرٍ، فلمَّا قالَ لأَبي بَكْرٍ لا تَحْزَنْ صارَ آمِناً، فَصَرَفُ السَكينةَ إلى أَبي بَكْرٍ ليزولَ خَوْفُه، أَوْلى مِنْ صَرْفِها إلى الرَسُولِ ساكِنَ القَلْبِ قَوِيِّ النَفْسِ. فلو كان المُرادُ إنْزالَ السَكينةِ على الرَسُولِ لَوَجَبَ أَنْ يُقالَ: إنَّ الرَسُولَ كانَ خائفاً قبلَ ذلك، ولو كانَ الأَمْرُ كذلكَ لما أَمْكَنَهُ أَنْ يطمئنَ أبا بَكْرٍ، ويهدِّئَ روعَهُ، فالخائفُ لا يمكنُه أنْ يَنْزِعَ الخَوْفَ منْ قلْبِ غيرِهِ، وإلاّ لَوَجَبَ أَنْ يُقال: فأَنَزَلَ اللهُ سَكينَتَهُ عَلَيْهِ، فقالَ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنَ، فلمّا ذَكَرَ أَوَّلاً أَنَّه ـ صلى الله عليه وسلّمَ، قالَ لصاحِبِهِ لا تحزَنْ، ثمَّ ذَكَرَ نُزولَ السكينةِ بِفاءِ التَعْقيبِ، فقال: "فَأَنزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ" عُلِمَ أَنَّ نُزولَ السكينَةِ مَسْبُوقٌ بحُصولِها في قَلْبِ الرَسُولِ ـ عَليه الصَلاةُ والسلامُ، فقد وجَبَ، إذاً، أَنْ تَكونَ هذِهِ السَكينةُ نازلَةً على قَلْبِ أَبي بَكْرٍ.
وقيلَ: المرادُ مِنْ قولِه تعالى: "فَأَنزَلَ الله سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ" نُزولُها على قلبِ الرَسول، بِدليلِ عَطْفِ قولِهِ: "وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا" عليه، وهذا لا يَليقُ إلاَّ بالرَسولِ، والمَعْطوفُ يَجِبُ كونُه مُشاركاً للمَعْطوفِ عليه، وهذا القولُ منهم ضَعيفٌ واهٍ، لأنَّ قولَهُ: "وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا" إشارةٌ إلى قِصَّةِ بَدْرٍ التي كانتْ بعدَ ذَلِكَ، والتي أيَّدَ اللهُ فيها رسولَهُ بأنْ أنزل ملائكةً يحاربون المشركين لم يَرَهُمُ المؤمنونَ، فهو مَعطُوفٌ على قولِهِ: "فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ" والتَقديرُ: إلاَّ تَنْصروهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ في الغارِ إذْ يَقولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إنَّ اللهَ مَعَنا، فأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وأَيَّدَهُ في معركةِ بَدْرٍ بِجُنودٍ لم تَرَوْها.
قولُه: {وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى} وجعلَ كَلِمَةَ الذين كَفروا، التي هِيَ الكُفْرُ والشِرْكُ والاسْتِكْبارُ في الأرضِ بِغيرِ حَقٍّ، والفَسادُ فيها، جَعَلَها السُفَلى بِأَنْ دَحَرَها ودَحضَها وأَذَلَّها.
قولُه: {وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا} وَكَلِمَةُ الله: أَيْ التي هي التوحيدُ أَوْ دَعْوةُ الإسْلامِ "هِيَ العُليا" فلا يُدانيها في عزتها ورفعتها شيءٌ، وتَغييرُ الأُسْلوبِ للدَلالَةِ على أَنَّها في نَفْسِها كَذلِكَ لا يَتَبَدَّلُ شَأْنُها ولا يَتَغَيرُ حالُها، ولِذلكَ توسَّطَها ضَميرُ الفَصْلِ "هي".
قولُه: {وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} وَاللهُ عَزِيزٌ فِي انْتِقَامِهِ وَانْتِصَارِهِ ، وَهُوَ مَنِيعُ الْجَانِبِ لاَ يُضَامُ ، وَهُوَ حَكِيمٌ فِي شَرْعِهِ وَتَدْبِيرِهِ .
قولُهُ تعالى: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ} هذا الشَرْطُ جَوابُه محذوفٌ لدَلالَةِ قولِهِ: "فقدْ نَصَرَهُ اللهُ" عَليه، والتقديرُ: إنْ لا تَنْصُروهُ فَسَيَنْصُرُهُ اللهُ. وذكرَ الزمخشريُّ مع هذا الوجهِ وجهاً آخر فقال: إنَّهُ أَوْجَبَ لَهُ النُّصْرَةَ، وجَعَلَهُ مَنْصوراً في ذلك الوقتِ فَلَنْ يُخْذَلَ مِنْ بعده. قال الشيخ أبو حيّانَ الأندلسيُّ: وهذا لا يَظْهَرُ مِنْهُ جوابُ الشَرْطِ لأَنَّ إيجابَ النُصْرَةِ لَهُ أَمْرٌ سَبَقَ، والماضي لا يَتَرَتَّبُ على المُسْتَقْبَلِ، فالذي يَظْهَرُ الوَجْهُ الأَوَّلُ.
قولُهُ: {إذ أخرجه الذين كفروا ثَانِيَ اثنين} إذ: ظرفُ زمانٍ للإخراج، "ثاني" حالٌ مِنْ مفعولِ "أخرجه" و "اثنين" مُضافٌ إليْهِ مجرورٌ بالياءِ؛ لأنَّهُ مُلْحَقٌ بالمُثَنّى، وقد تقدَّم معنى الإِضافَةِ في نحوِ هَذا التَرْكيبِ عندَ قولِهِ تَعالى في سورةِ المائدة: {ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ} الآية: 73. أيْ: أَحَدَ اثْنينِ مِنْ غيرِ اعْتبارِ كَوْنِهِ ـ صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ ثانياً، فإنَّ معنى قولهم "ثالثَ ثلاثةٍ، ورابِعَ أَرْبَعَةٍ" ونحو ذلك، أَحَدُ هَذِهِ الأَعْدادِ مُطْلَقاً لا الثالثَ والرابعَ خاصَّةً.
قولُهُ: {إِذْ هُمَا فِي الغار} بَدَلٌ مِنْ "إذْ" الأُولى فالعاملُ فيها "فقد نَصَره"، ومَنْ مَنَع أَنْ يَكونَ العاملَ في البَدَلِ هُوَ العاملُ في المُبدَلِ مِنْهُ قَدَّرَ عاملاً آخَرَ، أَيْ: نَصَرَهُ "إذْ هما في الغار".
قولُهُ: {إِذْ يَقُولُ} بَدَلٌ ثانٍ مِنْ "إذ" الأُولى. وتقارُبُ الأَزْمِنَةِ يُنْزِلُها مَنْزِلَةَ المُتَّحِدَةِ، وقالَ أَبو البَقاءِ: إنَّ "إذ هما في الغار"، و "إذ يقول" ظرفانِ لِثانيَ اثْنَينِ. والوجهُ الأوَّلُ.  
والضميرُ في "عليه" يَعودُ عَلى أَبي بَكْرٍ، لأَنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، كانَ عَلَيْهِ السَكِينَةُ دائماً. والضميرُ في "أَيَّدَهُ" يعودُ للنَبيِّ ـ صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ، كما قدَّمْنا في التَفْسيرِ. و "لم تَرَوْها" صِفَةٌ لِ "جُنودٍ".
قولُهُ: {وَكَلِمَةُ الله هِيَ العليا} كلمةُ رفعٌ على الابْتِداءِ، و "هي" يجوزُ أَنْ تَكونَ مُبْتَدَأً ثانياً، و "العُلْيا" خبرُها، والجملةُ خبرُ المبتدأِ الأَوَّلِ، ويجوزُ أَنْ تَكونَ "هي" فَصْلاً لا محلَّ لها من الإعرابِ، و "العليا" الخبر. وقُرِئَ "وكلمةَ اللهَ" بالنَصْبِ نَسَقاً على مفعولَيْ جَعَلَ، أيْ: وجَعَلَ كَلِمَةَ اللهِ هِيَ العُلْيا. وقدْ ضعَّفَ أَبو البَقاءِ هذه القراءةَ لِثلاثةِ أَوْجُهٍ، أحدُها: وَضْعُ الظاهرِ مَوْضِعَ المَضْمَرِ، إذِ الوَجْهُ أَنْ تَقولَ: وكَلِمَتُه. الثاني: أَنَّ فيهِ دَلالَةً على أَنَّ كَلِمَةَ اللهِ كانتْ سُفْلَى فَصَارَتْ عُلْيا، وليسَ كَذلك. والثالث: أَنَّ تَوْكيدَ مِثْلِ ذَلكَ بِ "هي" بَعيدٌ، إذِ القِياسُ أَنْ يَكونَ "إيَّاها". وقال السمينُ الحلبي: أَمَّا الأَوَّلُ فلا ضَعْفَ فيهِ لأنَّ القُرآنَ مَلآنُ مِنْ هَذا النوعِ وَهُوَ مِنْ أَحْسَنِ ما يَكونُ لأنَّ فيهِ تَعْظيماً وتَفْخيماً. وأَمّا الثاني فلا يَلْزَمُ ما ذَكَرَ وهُوَ أَنْ يَكونَ الشَيْءُ المُصَيَّرُ على الضِدِّ الخاصِّ، بَلْ يَدُلُّ التَصْييرُ على انْتِقالِ ذَلِكَ الشَيْءِ المُصَيَّرِ عَنْ صِفَةٍ مّا إلى هَذِهِ الصِفَةِ. وأَمَّا الثالثُ: ف "هي" لَيْسَتْ تَأْكِيداً البَتَّةَ إنَّما "هي" ضَميرُ فَصْلٍ على حالِها لا محلَّ له من الإعراب، وكَيْفَ يَكونُ تَأْكِيداً وَقَدْ نَصَّ النَحْوِيُّونَ على أَنَّ المُضْمَرَ لا يُؤَكِّدُ المُظَهَرَ؟  وجملةُ "وكلمة الله هي العليا" مُسْتَأْنَفَةٌ.
وقرأ الجمهورُ: {ثانيَ اثنين} بِنَصبِ الياءِ مِنْ "ثاني". وقرأَتْ فِرْقَةٌ "ثاني اثنين" بِسُكونِ الياءِ مِنْ ثاني، حكاها أَبو عَمْرٍو بْنُ العَلاءِ، ووَجْهُهُ أَنَّهُ سَكَّنَ الياءَ تَشْبِيهاً لها بالأَلِفِ، فهي كقراءةِ {ما بَقِي مِنَ الرَّبا} بمدِّ الياءِ دونَ تحريكها بالفتح، ومن ذلك قولُ جَريرٍ:
هوَ الخَليفةُ فارْضوا ما رَضِي لَكُمُ ....... ماضِي العَزِيمَةِ ما في حُكْمِهِ جَنَفُ
بمدِّ ياءِ "رَضَي".
وقرأَ الجمهورُ: {وأيّدَهُ} بِتَشديدِ الياءِ، وقرَأَ مجاهد: "و أَأْيَدَهُ" بِأَلِفَيْنِ.
وقرأ الجمهورُ: {وكلمةُ} بالرَّفْعِ، على الابتداءِ، وقَرأَ الحَسَنُ بْنُ أبي الحَسَنِ ويَعْقوبُ "وكلمةَ" بالنّصْبِ على المفعوليَّةِ ل "جَعَلَ" وقد تقدّمَ توجيهُ القِراءتَينِ في الإعْرابِ.
وقال الأَعْمَشُ: ورَأَيْتُ في مُصْحَفِ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ المَنْسوبِ إلى أُبيِّ بْنِ كَعْبٍ ـ رضي اللهُ عنهما: "وجَعَلَ كَلِمَتَهُ هِيَ العُلْيا".
هذا ومِنْ جملةِ ما مَنَّ بِهِ عَليَّ مولايَ الذي لا تحصى نِعمُه، ولا يُحَدُّ فيضُ فضلِهِ وكرَمُهُ، أنْ شرَّفَني بِنَظْمِ بعض أَحْداثِ الهِجَرَةِ الشريفةِ والسيرةِ العطرة في قصيدٍ سميَّتُها (ملحمةُ الهجرةِ النبوية) وقد جاز لي تسميتُها بالملحمةِ لما ذكرتُهُ فيها أحداثٍ، وها أَنَذا أُثبِتُها هنا التماساً لدعوةٍ من أخٍ كريم أو أخت طاهرة بظهر الغيبِ علي أحظى منه ـ صلى الله عليه وسلَّم، بالشفاعةِ والقربِ، ومِنْ مولاهُ ـ جَلَّ وعَلا، بالمَغْفِرَةِ والرُضوانِ.
 
 
[size=32]            [/size][size=37]        ملحمة الهجرة النبويَّةِ[/size]
 
 
[size=32]1 ـ أَرِحِ الفُؤادَ بِذِكْرِهم وتَنَسَّمِ[/size]
[size=32]                                         وأَعِدْ أَحاديثَ الهوى وتَرَنَّمِ[/size]
[size=32]2 ـ واذْكُرْ، رَعاكَ اللهُ، مُهجةَ مُغرمٍ[/size]
[size=32]                                    ما مثلُها، في الحُبِّ، مُهْجَةُ مُغْرَمِ[/size]
[size=32]3 ـ أَوْدَى بها طُولُ البُعادِ وشَفَّها[/size]
[size=32]                                         وَجْدٌ بِظَبْيٍ في العَقيقِ مُخَيِّمِ[/size]
[size=32]4 ـ وسَرى بها عِطْفُ النَسيمِ مُعَطَّراً[/size]
[size=32]                                         لمّا سَرَى نحوَ الحِمَى بِتَحَشُّمِ[/size]
[size=32]5 ـ يا حَبَّذا أَرْضُ العَرارِ فكَمْ لَنَا[/size]
[size=32]                                          وَلَهٌ بِطِيبِ شَمِيمِها والمَلْثَمِ[/size]
 
[size=32]6 ـ عَرِّجْ بِها، واحمِلْ إلَيْها مُهْجَةً[/size]
[size=32]                                          سَئِمَ الهَوى مِنْها ولمّا تَسْأَمِ[/size]
[size=32]7 ـ وإذا مَرَرْتَ عَلى الدِيارِ فَبُثَّها[/size]
[size=32]                                     ما شِئْتَ مِنْ وَجْدِ الفُؤادِ وسَلِّمِ[/size]
[size=32]8 ـ وإذا وَصَلْتَ إلى مُقامِهِمُ فَقِفْ[/size]
[size=32]                                           أَدَباً وناجِهِمُ بِقَلْبٍ مُحْرِمِ[/size]
[size=32]9 ـ قلْبٌ تَوَلَّهَ بالحَبيبِ وآلِهِ[/size]
[size=32]                                        حاشا يُضُامَ فَحُبُّهم كالبَلْسَمِ[/size]
[size=32]10 ـ فيهِ الشِفاءُ لِكُلِّ ضُرٍّ مَسَّهُ[/size]
[size=32]                                              فَعَلَيْهِمُ مِنّي سَلامُ مُتَيَّمِ[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 40 (1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم ... سورة التوبة الآية: 1
» فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 18
» فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 34
» فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 49
» فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 65

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: