روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 36

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 36 Jb12915568671



فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 36 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 36   فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 36 I_icon_minitimeالجمعة أبريل 03, 2015 2:54 am

فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 36

إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ
(36)

قولُهُ ـ تعالى شأنُهُ: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا} تَتَضَمَّنُ هذِهِ الآيةُ والتي تَليها ما كانَتْ عَلَيْهِ العَرَبُ في جاهِلِيَّتِهم مِنْ تحريمِ للشُهورِ الحُرُمِ. فقد كانَ العربُ يعظمون الأشهرَ الحرمَ فيلقون أسلحتهم ويتناسون ثاراتِهم، ويؤجلون حروبهم في هذه الأشهرِ الحرم ويتوجّهون إلى بيت اللهِ الحرام يؤدون فريضةَ الحجِّ تلبيةً لدعاء أبي الأنبياء إبراهيم ـ عليه الصلاةُ والسلامُ، الذي قالَ: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} سورة إبراهيم، الآية: 37. فكانوا يعظمون هذه الأشهرَ الحُرُمَ إلى أن وسوس لهم الشيطانُ بنسئِها كما سيأتي في الآيةِ التي بعدها. وكانَ لِشَهْرِ رَجَبٍ في أَنْفُسِهم حُرْمَةٌ شَديدةٌ وتعظيمٌ خاصٌّ. فقدَ أَخْرَجَ البُخاريُّ، والبيهقيُّ، عَنْ أَبي رَجاءِ العطارِديِّ ـ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: كُنّا في الجاهِلِيَّةِ إذا دَخَلَ رَجَبُ نَقولُ: جاءَ منصلُ الأَسِنَّة، لا نَدَعُ حَديدةً في سَهْمٍ ولا حَديدَةً في رُمْحٍ إلاَّ انْتَزَعْناها فأَلْقيناها. وأَخْرج البيهقيُّ وَضَعَّفَهُ عَنْ السيدة عائِشَةَ أمِّ المؤمنين ـ رَضِيَ اللهُ عَنْها وأرضاها، أنَّها قالتْ: قالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ: ((أَنَّ رَجَبَ شَهْرُ اللهِ ويُدْعى الأَصَمَّ، وكانَ أَهْلُ الجاهِلِيَّةِ إذا دَخَلَ رَجَبُ يُعْطِّلونَ أَسْلِحَتَهم ويَضَعونَها، فكانَ الناسُ يَنامونَ ويَأْمَنَ السَبيلُ ولا يَخافونَ بعضَهم بَعْضاً حَتى يَنْقضي)). وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ قيسِ بْنِ أَبي حازمٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قال: كنّا نُسَمّي رَجَبَ الأَصَمَّ في الجاهليةِ مِنْ شِدَّةِ حُرْمَتِهِ في أَنْفُسِنا.
ويَعْني ب "عِدَّةَ الشُهورِ" عدَدَ شُهورِ السَنَةِ، وإنَّما كانَتْ اثْنيْ عَشَرَ شَهْراً لمُوافَقَةِ الأَهِلَّةِ ولِنُزولِ الشَمْسِ والقَمَرِ في اثْنَيْ عَشَرَ بُرْجاً يَجريانِ فيها على حِسابٍ مُتَّفِقٍ، قالَ تعالى في سورةِ الرَحمن: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} الآية: 5. وقالَ في سورة يونُس ـ عليه السلام: {هُوَ الذي جَعَلَ الشَمْسَ ضِيَاءً والقمرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السنينَ والحِسابَ} الآية: 5. فجَعَلَ تقديرَ القمرِ بالمَنازِلِ عِلَّةً للسنينَ والحِسابِ، فكانت السنة القمريَّةُ كما كانتِ السَنَةُ الشَمْسِيَّةُ مؤلَّفةً أَيْضاً مِنِ اثْنيْ عَشَرَ شَهْراً تَبَعاً لِحركةِ الشمسِ وتَنَقُّلها في أَبْراجها، وقد سمّى الشمسَ سِراجاً وهَّاجاً فقالَ في سورة النبأ: {وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا} الآية: 13، والسِراجُ فيهِ حَرارَةٌ وضوءٌ. أَمَّا القَمَرُ فقد سَمَّاه مُنِيراً فقالَ في سورة الفرقان: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا} (61) الآية: 61. لأنَّ أَشِعَةَ الشَمْسِ تَنْعَكِسُ عَلَيْهِ فيُنيرُ دون حرارة، ووضع سبحانه في هذين الكَوْكَبينِ موازينَ الزَمَنِ.
قالَ ـ عليه الصلاةُ والسلامُ: ((أَلاَ إنَّ الزَمانَ قَدِ اسْتَدارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَمواتِ والأرضَ، السَنَةُ اثْنا عَشَرَ شَهْراً، منْها أَرْبَعةٌ حُرُمٌ، ثلاثةٌ مُتَوالياتٌ: ذُو القعدَةِ، وذُو الحِجَّةِ، والمُحَرَّمُ، ورَجَبُ مُضَرٍ الذي بينَ جمادى وشَعْبان)). أَخْرَجَهُ الشيخان، وأحمدُ، وأَبو داوودَ، وابْنُ المُنذرِ، وابْنُ أبي حاتم، وأبو الشيخ، وابن مردويه، والبيهقيُّ في شُعَبِ الإِيمانِ من حديث أَبي بَكرَةَ ـ رضي اللهُ عنه.
وَقِيلَ إِنَّ آيَةَ تَحْرِيمِ الأَشْهُرِ الحُرُمِ قَدْ نُسِخَتْ، بِدَلِيلِ أَنَّ الرَّسُولَ ـ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، حَاصَرَ أَهْلَ الطَّائِفِ فِي الشَّهْرِ الحَرَامِ ذِي القِعْدَةِ، وَبِدَلِيلِ أَنَّ اللهَ أَمَرَ بِقِتَالِ المُشْرِكِينَ دُونَ اسْتِثْنَاءٍ، وَقَالَ: فَلاَ تَظْلِمُوا فِيْهِنَّ أَنْفُسَكُمْ. وَدَلِيلُ السِّيَاقِ أَنَّهُ أَمَرَ بِذَلِكَ أَمْراً عَاماً.
قولُه: {فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} أَيْ: في حُكْمِ اللهِ تَعالى وتَقديرِهِ في اللوحِ المحفوظِ، أَوْ فيما أَثْبَتَهُ وأَوْجَبَهُ، عندَ ابْتِداءِ خلقِ هَذا العالَم، والمرادُ أَنَّهُ في ابْتِداءِ ذَلِكَ كانَتْ عِدَّتُها ما ذُكِرَ وهي الآنَ على ما كانَتْ عليْهِ. فقد أَخْرجَ البَزَّارُ، وابْنُ جَريرٍ وابْنُ مردويْهِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قال: قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((إنَّ الزَمانَ قَدِ اسْتَدارَ كَهَيْئَتِهِ يَومَ خَلَقَ اللهُ السَمَواتِ والأرضَ، مِنْها أَرْبَعةٌ حُرُمٌ، ثلاثةٌ مُتَوالياتٌ، ورَجَبُ مُضَر بين جمادى وشعبان)). وأخرج ابْنُ جريرٍ الطبريُّ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أَبي حاتمٍ، وابنُ مردويْهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما، قال: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ، في حَجَّةِ الوَداعِ بِمِنىً في أَوْسَطِ أَيَّامِ التَشْريقِ فقال: ((أَيَّها الناسُ إنَّ الزَمانَ قدِ اسْتَدارَ، فهوَ اليومَ كَهَيْئَتِهِ يَومَ خَلَقَ اللهُ السَمواتِ والأَرْضَ، وإنَّ عِدَّةَ الشُهورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، أَوَّلُهُنَّ رَجَبُ مَضَرٍ بينَ جمادى وشَعبان، وذُو القِعْدَةِ، وذو الحِجَّةِ، والمحرّمُ)).
وأَخْرَجَ الإمامُ أَحمد، والباورْدِي، وابنُ مردويْه، عَنْ أَبِى حُرَّةَ الرُّقَاشِيِّ عَنْ عَمِّهِ، قَالَ كُنْتُ آخِذاً بِزِمَامِ نَاقَةِ رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، فِي أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ أَذُودُ عَنْهُ النَّاسَ فَقَالَ: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلْ تَدْرُونَ فِي أَيِّ شَهْرٍ أَنْتُمْ وَفِي أَيِّ يَوْمٍ أَنْتُمْ وَفِي أَيِّ بَلَدٍ أَنْتُمْ؟)). قَالُوا فِي يَوْمٍ حَرَامٍ وَشَهْرٍ حَرَامٍ وَبَلَدٍ حَرَامٍ. قَالَ: ((فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَهُ)). ثُمَّ قَالَ: ((اسْمَعُوا مِنِّي تَعِيشُوا، أَلاَ لاَ تَظْلِمُوا، أَلاَ لاَ تَظْلِمُوا، أَلاَ لاَ تَظْلِمُوا. إِنَّهُ لاَ يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ إِلاَّ بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ، أَلاَ وَإِنَّ كُلَّ دَمٍ وَمَالٍ وَمَأْثَرَةٍ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمِي هَذِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ أَوَّلَ دَمٍ يُوضَعُ دَمُ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، كَانَ مُسْتَرْضِعاً فِي بَنِي لَيْثٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ، أَلاَ وَإِنَّ كُلَّ رِباً كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، وَإِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ، قَضَى أَنَّ أَوَّلَ رِباً يُوضَعُ رِبَا الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ، أَلاَ وَإِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ)). ثُمَّ قَرَأَ "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ". ((أَلاَ لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، أَلاَ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ، وَلَكِنَّهُ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَكُمْ فَاتَّقُوا اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ، فِي النِّسَاءِ فَإِنَّهُنَّ عِنْدَكُمْ عَوَانٌ لاَ يَمْلِكْنَ لأَنْفُسِهِنَّ شَيْئاً وَإِنَّ لَهُنَّ عَلَيْكُمْ وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ حَقٌّ أَنْ لاَ يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَداً غَيْرَكُمْ وَلاَ يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمْ لأَحَدٍ تَكْرَهُونَهُ فَإِنْ خِفْتُمْ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْباً غَيْرَ مُبَرِّحٍ)). قَالَ حُمَيْدٌ قُلْتُ لِلْحَسَنِ مَا الْمُبَرِّحُ قَالَ الْمُؤَثِّرُ ((وَلَهُنَّ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَإِنَّمَا أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ، أَلاَ وَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ أَمَانَةٌ فَلْيُؤَدِّهَا إِلَى مَنِ ائْتَمَنَهُ عَلَيْهَا)). وَبَسَطَ يَدَيْهِ فَقَالَ: أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ؟ أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ؟ أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ؟)) ثُمَّ قَالَ: ((لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَإِنَّهُ رُبَّ مُبَلَّغٍ أَسْعَدُ مِنْ سَامِعٍ)). قَالَ حُمَيْدٌ قَالَ الْحَسَنُ حِينَ بَلَغَ هَذِهِ الْكَلِمَةَ قَدْ وَاللهِ بَلَّغُوا أَقْوَاماً كَانُوا أَسْعَدَ بِهِ. مُسْنَدُ أَحمد: (45/127).
و "حُرُمٌ" أَيْ: يَحْرُمُ فيها انتهاكُ المحارِمِ، فلقدْ جعلَ سبحانَه، بَعْضَ الشُهورِ أَعْظَمَ حُرْمَةً مِنْ بَعضٍ لِيَكونَ كَفُّهم فِيها عَنِ المعاصي ذَريعَةً إلى اسْتِدامةِ الكَفِّ في غيرِها تَوْطِئَةً للنَفْسِ على فِراقِها، وذلك مَصْلَحَةً مِنْهُ في عبادِهِ ولُطفاً بهم. فهُوَ وإنْ كان محرَّماً فيما سِواها لكِنَّهُ فيها أَعْظَمُ حُرْمَةً. وهذا المعنى غيرُ مُسْتَبْعَدٍ في الشرائعِ، وله سبحانُه، أَنْ يَتَصَرَّفَ في مُلْكِهِ كيفَ يشاءَ، فإنَّهُ تعالى مَيَّزَ البَلَدَ الحَرامَ عَنْ سائرِ البِلادِ بمزيدِ الحُرمَةِ، وميَّز يَوْمَ الجُمُعَةِ عَنْ سائرِ أَيَّامِ الأُسبوعِ، وميَّزَ يومَ عَرَفَةَ عنْ سائرِ الأيامِ بتِلْك العِبادَةِ المَخْصوصَةِ، وميَّزَ شَهْرَ رَمَضانَ عَنْ سائرِ الشُهورِ بوجوبِ صومه، وميَّزَ بعضَ ساعاتِ اليومِ بِوُجوبِ الصَلاةِ فيها، وميَّزَ ليلةَ القَدْرِ عن سائر الليالي، وميَّزَ بَعْضُ الأَشْخاصِ عَنْ سائرِ الناسِ بخلْعةِ الرِسالَةِ. وعَنْ كَعْبٍ ـ رضي اللهُ عنْهُ، قال: (اختارَ اللهُ البُلْدانَ، فأَحَبُّ البُلْدانِ إلى اللهِ البَلَدُ الحَرامُ، واختارَ اللهُ الزَمانَ، فأحَبُّ الزَمانِ إلى اللهِ الأَشْهُرُ الحُرُمُ، وأَحَبُّ الأَشْهُرِ إلى اللهِ ذُو الحِجَّةِ، وأَحَبُّ ذو الحِجَّةِ إلى اللهِ العَشْرُ الأَوَّلُ مِنْهُ، واخْتَارَ اللهُ الأَيامَ، فأَحَبُّ الأَيامِ إلى اللهِ يَوْمُ الجُمُعَةِ، وأَحَبُّ الليالي إلى اللهِ ليلةُ القَدْرِ، واختارَ اللهُ ساعاتِ اللَّيلِ والنَهارِ، فأَحَبُّ الساعاتِ إلى اللهِ ساعاتُ الصَلَواتِ المكتوباتِ، واخْتارَ اللهُ الكلامَ، فأَحَبُّ الكَلامِ إلى اللهِ لا إلَهَ إلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبرُ، وسُبْحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ). أَخْرَجَهُ البَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإِيمانِ. والنَسائيُّ في السُنَنِ الكبرى. والمروزيُّ في كتاب تَعظيمِ قَدْرِ الصَلاةِ. وأَبو نُعيْمٍ في الحلْيَةِ. وأَخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أَبي حاتمٍ، وأَبو الشَيْخِ عَنْ قَتادَةَ ـ رضيَ اللهُ عَنْهُ، أنَّه قالَ: إنَّ الله اصْطَفى صَفايا مِن خلْقِهِ، اصْطَفى مِنَ الملائكةِ رُسُلاً ومِنَ الناسِ رُسُلاً، واصْطَفى مِنَ الكلامِ ذِكْرَهُ، واصْطَفى مِنَ الأرْضِ المَساجِدَ، واصْطَفى مِنَ الشُهورِ رَمَضانَ، واصْطَفى مِنَ الأَيامِ يَومَ الجُمُعَةِ، واصطفى مِنَ الليالي ليلةَ القدْرِ، فعَظِّموا ما عَظَّمَ اللهُ فإنَّما تَعْظُمُ الأُمورُ لما عَظَّمَها اللهُ تعالى بِهِ عِنْدَ أَهْلِ الفَهْمِ والعَقْلِ. ورَحِمَ اللهُ شيخَنا المُربي العارفَ باللهِ الشيخَ عَبْدَ القادرِ عيسى القادريّ الشاذليّ الهاشميّ الحلبيّ، المدفون بجوارِ سيدي أَبي أيّوبٍ الأنصاريّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، في اسْطَنْبول، فلَطالمَا سمِعتُهُ يُرَدِّدُ: إنَّ للهِ خواصّاً في الأَزْمِنَةِ والأَمْكِنَةِ والأَشْخاصِ.
ومِمّا جاءَ في خواصِّ اللهِ في شَهْرِ رَجَبٍ، ما أَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ أَنَسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، مَرْفوعاً قال: ((خِيرَةُ اللهِ مِنَ الشُهورِ شَهْرُ رَجَبْ، وهُوَ شَهْرُ اللهِ، مَنْ عَظَّمَ شَهْرَ رَجَبٍ فقد عَظَّمَ أَمْرَ اللهِ، ومَنْ عَظَّمَ أَمْرَ اللهِ أَدْخَلَهُ جَنَّاتِ النَعيم، وأَوْجَبَ لَهُ رُضْوانَهُ الأَكْبَرَ، وشَعْبانُ شَهْري، فمَنْ عَظَّمَ شَهْرَ شَعْبان فَقَدْ عَظَّمَ أَمْري، ومَنْ عَظَّمَ أَمْري كُنْتَ لَهُ فَرَطاً وذُخْراً يَوْمَ القِيامَةِ، وشَهْرُ رَمَضانَ شَهْرُ أَمَّتي فمَنْ عَظَّمَ شَهْرَ رَمضانَ وعَظَّمَ حُرْمَتَهُ ولم يَنْتَهِكْهُ، وصامَ نهارَهُ، وقامَ ليلَه، وحَفِظَ جَوارِحَهُ، خَرَجَ مِنْ رَمَضانَ وليسَ عَلَيْهِ ذَنْبٌ يَطْلُبُهُ اللهُ بِهِ)). وأَخْرَجَ مُسْلِم في الصحيح، وأبو داوودَ، عَنْ عُثمانَ بْنِ حَكيمٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُ، قال: سَأَلْتُ سَعيدَ بْنَ جُبيرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ صِيامِ رَجَبٍ؟ فقال: اخَبَرني ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما، أَنَّ رَسولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ، كانَ يَصومُ حتى نَقولَ لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ حتى نَقولَ لا يَصومُ)). وفي رَجَبٍ حُمِلَ نُوحٌ ـ عليه السَلامُ، في السَفينَةِ فصامَ وأَمَرَ مَنْ مَعَهُ أَنْ يَصوموا، وجَرَتْ بهِمُ السَفينَةُ سِتَّةُ أَشْهُرٍ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنَ المُحَرَّمِ.
قولُهُ: {ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} قالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ، أيْ: ذلك الحسابُ الصَحيحُ والعَدَدُ المُسْتَوفى، وقال الكلبيُّ: يَعني القضاء الحقّ المُسْتَقيم.
قولُهُ: {فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} قِيلَ إِنَّ مَعْنَى "لاَ تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ" هُوَ لاَ تَجْعَلُوا حَرَامَ هَذِهِ الأَشْهُرِ حَلاَلاً، وَلاَ حَلاَلَها حَرَاماً، كَمَا فَعَلَ أَهْلُ الشِّرْكِ، وقال ابْنُ عبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُما، فلا تَظْلموا أَنفُسكم بمعاصِي اللهِ تَعالى في الشُهورِ الاثنيْ عَشَرَ كُلِّها. وقالَ قَتادَةُ: فلا تَظْلِموها بمعاصيِ اللهِ في الأَرْبعةِ الأَشْهُرِ. وقالَ الحَسَنُ وابْنُ إسْحاقَ: فلا تَظلِموا أَنْفُسَكُم في الأَشْهُرِ الحُرُم الأَرْبَعَةِ بإحْلالِها بَعْدَ تحريمِ اللهِ تَعالى لَها. وقالَ ابْنُ بَحْرٍ: فلا تَظْلموا فيها أَنْفُسَكُمْ، أَيْ: تَتْرُكوا فيها قِتالَ عَدُوِّكم. وأَخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أَبي حاتمٍ، وأَبو الشَيْخِ عَنْ قَتادَةَ ـ رضيَ اللهُ عَنْهُ في قولِهِ: "فلا تظلموا فيهن أنفسكم" قالَ: إنَّ الظُلمَ في الشَهْرِ الحرامِ أَعْظَمُ خَطيئةً ووِزْراً مِنَ الظُلْمِ فيما سِواهُ، وإنْ كانَ الظُلْمُ على كلِّ حالٍ عَظيماً ولكنَّ اللهَ يُعْظِمُ مِنْ أَمْرِهِ ما شاءَ. وأَخْرَجَ ابْن ُالمُنْذِرِ، وابْنُ أَبي حاتمٍ، وأَبو الشَيْخِ، عَنِ ابْنِ عباسٍ "فلا تظلموا فيهن أنفسكم" قال: في الشُهورِ كُلِّها. وأَخرجَ ابْنُ أبي حاتمٍ عَنِ ابْنِ زَيْدٍ في قولهِ تعالى: "فلا تَظْلموا فيهِنَّ أَنْفُسَكم" قال: الظُلمُ العُمُلُ لمعاصِي اللهِ والتَرْكُ لِطاعَتِهِ.
قولُهُ: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً} وَقَاتَلُوا المُشْرِكِينَ جَمِيعُكُمْ كَافَّةً، وَكُونُوا يَداً وَاحِدَةً فِي دَفْعِ عُدْوَانِهِمْ، وَكَفِّ أَذَاهُمْ، لأَنَّهُمْ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً لِهَدْمِ دِينِكُمْ، وَالقَضَاءِ عَلَيْهِ، وَإٍطْفَاءِ نُورِ اللهِ، فَأَنْتُمْ أَجْدَرُ بِالاتِّحَادِ لِدَفْعِ العُدْوَانِ، وَجَعْلِ كَلِمَةِ اللهِ هِيَ العُلْيَا، أَخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أَبي حاتمٍ والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإِيمان، عَنِ ابْنِ عبّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُما، في قولِهِ: "إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله" ثمَّ اخْتَصَّ مِنْ ذلكَ أَرْبَعةَ أَشْهُرٍ فجعلَهُنَّ حُرُماً وعَظَّمَ حُرُماتهم، وجعلَ الذَنْبَ فيهِنَّ أَعْظمُ، والعَمَلَ الصالحَ والأَجْرَ أَعْظم، "فلا تظلموا فيهنَّ أَنْفُسَكم" قال: في كُلِّهِنَّ "وقاتلوا المشركين كافة" يقول: جميعاً. وأَخْرَجَ ابْنُ أَبي، حاتمٍ وأَبو الشَيْخِ، عنْ مقاتل ـ رضي اللهُ عنه، في قوله تعالى: "وقاتلوا المشركين كافة" قال: نَسَخَتْ هذِهِ الآيةُ كُلَّ آيَةٍ فيها رُخْصَةٌ.
قولُهُ: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقِينَ، يَنْصُرُهُمْ وَيَمُدُّهُمْ بِعَوْنِهِ وَجُنْدِه. ومَنْ كانَ اللهُ معهُ فمن عليه!.
قولُهُ تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ عند الله اثنا عشر شهراً} عِدَّةَ: اسمُ "إنَّ" والعِدَّةُ: مصدرٌ بمعنى العَدَد. و "عندَ الله" مَنْصوبٌ بِهِ على الظرفيَّةِ، أَيْ في حُكْمه. و "اثنا" خبرُ "إنَّ" مرفوعٌ وعلامةُ رفعِهِ الألفُ لأنَّه ملحقٌ بالمثنّى. "عشر" جزءٌ مَبْنيٌّ على الفَتْحِ لا مَحَلَّ لَهُ من الإعرابِ، و "شَهْراً" نصبٌ على التمييز، وهو مؤكِّدٌ لأنَّه قد فُهِم ذلك مِنَ الأَوَّلِ، فهو كقولِكَ: عِنْدي مِنَ الدنانير عِشرونَ ديناراً. والجُمعُ مُتغايرٌ في قولِهِ: "عدَّة الشهور"، كما في قولِهِ: {الحجُّ أَشْهُرٌ} سُورةِ البقرة، الآية: 197. لأنَّ هذا جمعُ كَثْرَةٍ، وذاك جمعُ قلة.
قولُهُ: {فِي كِتَابِ الله} هذا الجارُّ والمجرور، يجوزُ أَنْ يَكونَ صفةً ل "اثْنا عشر"، ويجوزُ أنْ يكونَ بِدِلاً مِنَ الظَرْفِ قبلَهُ، وهو ضَعيفٌ لأنَّه يَلْزمُ مِنْهُ أَنْ يُخْبرَ عَنِ المَوصولِ قبلَ تمامِ صِلَتِهِ؛ فإنَّ هذا الجارَّ مُتَعَلِّقٌ بِهِ على سبيلِ البَدَلِيَّةِ، وعلى تقديرِ صِحَّةِ ذلك مِنْ جِهَةِ الصِناعَةِ، كيف يَصِحُّ مِنْ جِهَةِ المَعنى؟، ولا يجوزُ أَنْ يَكونَ "فِي كِتَابِ الله" مُتَعَلِّقاً ب "عدة" لِئَلاَّ يَلزَمَ الفَصْلُ بينَ المَصْدَرِ ومَعْمولِهِ بِخَبَرِهِ، وقياسُ مَنْ جَوَّزَ كونَهُ بَدَلاً مِنَ الظَرْفِ أَنْ يجوِّزَ هذا.
قولُهُ: {يَوْمَ خَلَقَ} يجوزُ فيه أَنْ يَتَعَلَّقَ ب "كتاب" على أَنَّه يُرادُ بِهِ المَصْدَرُ لا الجُثَّةُ. ويجوزَ أَنْ يَتَعَلَّقَ بالاسْتِقرارِ في الجارِّ والمجرورِ، وهو "فِي كِتَابِ الله"، ويكون الكتابُ جُثَّةً لا مَصْدراً.
قولُهُ: {مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} هذه الجملةُ صفةٌ ل "اثنا عشر". ويجوزُ أَنْ تَكونَ حالاً مِنَ الضَميرِ في الاسْتِقْرارِ. كما يجوزُ أَنْ تَكونَ مُسْتَأْنَفةً. والضمير في "منها" عائدٌ على "اثنا عَشَرَ شَهْراً" لأنَّهُ أَقربُ مَذْكورٍ، لا على "الشهور".
قولُهُ: {فيهنَّ أربعةٌ حُرُمٌ} فيهنَّ: والضميرُ هنا عائدٌ على: "اثنا عشر" أيضاً. وقالَ الفَرَّاءُ وقتادَة ُيعودُ على "أَرْبعةٌ حُرُم"، وهذا أَحْسَنُ لأنها أَقربُ مَذكورٍ. ولأنَّه قد تَقرَّرَّ أَنَّ مُعامَلَةَ جمعِ القِلَّةِ لغيرِ العاقلِ معاملةَ جماعةِ الإِناث أَحْسَنُ مِنْ معاملَةِ ضميرِ الواحدَةِ، بعكسِ جمعِ الكثرةِ، فنقولُ: الأَجذاعُ انْكَسَرْنَ، و "الجُذوعُ انْكَسَرَتْ. ويجوز العكسُ.
قولُهُ: {وقاتلو المشركين كافَّةً كما يُقاتلونكم كافة} {كَافَّةً} الأولى و الثانية: مَنْصوبٌ على الحالِ: إمّا مِنَ الفاعِلِ، أوْ مِنَ المفعول، وقد تقدَّمَ أنَّ "كافَّة" لا يُتَصَرَّفُ فيها بِغَيرِ النَصْبِ على الحالِ، وأَنها لا تَدْخُلُها "أل" التعريف، وأَنها لا تُثَنَّى ولا تُجْمَعُ. و "كما" الكافُ: اسْمٌ بمعنى مِثْل، نائبُ مفعولٍ مُطْلَق، أي: قتالاً مِثْلَ قِتالهم لَكم، و "ما" مَصْدَرِيَّةٌ، والمَصْدَرُ المُؤَوَّلُ منْ "أنَّ اللهَ مَعَ المُتَقين" سَدَّ مَسَدَّ مَفعوليْ عَلِمَ.
وقولُه: {ذلك الدين} جملةٌ مُسْتَأْنَفَةٌ لا محل لها، وكذا جملةُ {فلا تظلموا".

قرأ العامَّةُ: {اثنا عَشَرَ} بفتح العينِ، وقرأَ أَبو جَعْفَر وهُبيرةُ عنْ حَفصٍ: "اثنا عْشَرَ" بِسُكونِها مَعَ ثُبوتِ الألِف قبلَها، واستُكْرِهَتْ من حيث الجمعُ بين ساكِنَينِ على غيرِ حَدَّيْهِما كقولهم: التقت حَلْقتا البِطان. بإثباتِ الأَلِفِ مِنْ "حَلْقتا". وقرأَ طَلْحَةُ "اثنا عَشْرَةَ" بِسُكونِ الشِينِ كأنَّه حُمِلَ "عَشْر" في المُذَكِّرِ على "عشْرَةٍ" في المُؤنَّثِ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 36
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم ... سورة التوبة الآية: 14
» فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 31
» فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 46
» فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 62
» فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 77

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: