روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 162

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 162 Jb12915568671



فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 162 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 162   فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 162 I_icon_minitimeالأربعاء مارس 05, 2014 9:03 am

[size=26.6667]إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي للهِ رَبِّ الْعالَمِينَ[/size]
[size=26.6667](162)[/size]
[size=26.6667]قَوْلُهُ تَعَالَى شأنُهُ: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي} أَمْرٌ من اللهِ ـ تعالى ـ لِرَسولِه ـ صلى الله عليه وسلَّم ـ و[/size][size=29.3333]أُعيدَ الأمرُ لِما أَنَّ المأمورُ بِهِ مُتَعَلِّقٌ بِفُروعِ الشَرائعِ وما سَبَقَ بأُصولِها [/size][size=26.6667]فقالَ: قُلْ: أَجْعَلُ صَلاتي ونُسُكي ومَحْيايَ ومَماتي للهِ رَبِّ العالمين، فهو إذاً أمرٌ بالدعوةِ إلى اللهِ تعالى. أوْ هو على سَبيلِ المُنابَذَةِ مَعَ أُولَئِكَ الكَفَرَةِ الفَجَرَةِ. وقد خاطَبَ الله رسولَه بهذه الآياتِ والمُرادُ بالخطابِ: الخلقُ كُلُّهُ، ولو كانَ المُرادُ بالخِطابِ هو خاصَّةً، لَما قالَ لَهُ: "قُلْ"، ولَكانَ قالَ لَهُ: افْعَلْ كذا، ولا تَفعلْ كَذا؛ فهو هُنا يَأمرُهُ بالتَبْليغِ، وكذلِكَ قَوْلُهُ تعالى: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} فمَن سَأَلَ عَنْ صِفاتِ اللهِ، فعَلَيْهِ أَنْ يَصِفَه لَهُ كَما وَرَدَ في سُورةِ الإخْلاصِ، وإنَّ رَسولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ وغيرُهُ مِنَ الخَلائقِ سَواءٌ في ذلك الخِطاب. أَمّا قولُه: "قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي.." فهو أَمْرٌ بإخْلاصِ العِبادة للهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وإسلامِ النَّفْسِ لَهُ في جميعِ أَحوالِ مَحْياهُ ومَمَاتِه. و"صلاتي" قَدْ تَقَدَّمَ اشْتِقَاقُ لَفْظِ الصَّلَاةِ، و"صَلَاتِي" أَيْ دُعائي وضَراعَتي، وعِباداتي، ومِنْها الصَلاةُ المَفروضةُ، والنَّفْلُ والتَهَجُّدُ، كلُّها للهِ وحدَهُ ليس لأحَدٍ فيها شِرْكَةٌ أو نصيبٌ، وخُصَّتِ الصَلاةُ بالذكرِ، لأنَّها عَمودُ الدينِ ولُبُّه، ولا دينَ مِنْ غَيْرِ صلاةٍ لقولِه ـ عليه الصلاةُ والسلامُ: ((الصلاةُ عَمودُ الدينِ)) ، وغيرِهِ. وقَدْ تَقَدَّمَ لَنا بَحْثٌ مُوَسَّعٌ في هَذا المَوضوعِ. و"نُسُكي": النُسُكُ: العبادةُ مُطْلَقاً، فهي تشمَلُ جميعَ العبادات ويكونُ الكَلامُ حينئذٍ مِنْ عَطْفِ العامِّ على الخاصِّ، والنُسُكُ أَيْضاً جمعُ نَسيكةٍ، وهي الذَبيحةُ مِنْ أُضْحِيةِ حجٍّ أوْ عُمْرَةٍ، وبها فَسَّرَ ابْنُ كَثيرٍ النُسُكَ هُنا، وذلكَ لأَنَّ العَرَبَ كانوا يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ على مِلَّةِ إبْراهيمَ ـ عليه الصلاةُ والسّلام ـ بينما هم يُشْرِكونَ باللهِ ويُهِلّونَ في أُضْحياتِهم وذَبائحِهم لِغَيْرِهِ، فَبَيَّنَ لَهم النبيُّ ـ صلى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ـ بِأَمْرٍ مِنْهُ ـ تَعالى ـ أَنَّ مِلَّةَ إبراهيمَ كانت ديناً قِيَماً وكان ـ عَلَيْهِ السّلامُ ـ يَعْبُدُ اللهَ وحدَهُ ولا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، ويُهِلُّ في ذبائحِهِ للهِ ـ تَعالى ـ وحدَه. وقد أَهَلَّ النَبِيُّ ـ صَلى اللهُ علَيْهِ وسَلَّمَ ـ للهِ في أُضحياتِهِ، فقد ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ، وقالَ حينَ ذَبْحِهِما: ((إِنِّي وجَّهْتُ وجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)). رواهُ ابْنُ ماجَةَ: عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، عَنْ جَابِر بْنِ عَبْد اللهِ رضي اللهُ عنهم. كما رواهُ التِرْمِذِيُّ وأَبو داوودَ وأَحْمَدُ. وَقَالَ الْحَسَنُ: نُسُكِي دِينِيٌّ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: عِبَادَتِي، وَمِنْهُ النَّاسِكُ الَّذِي يَتَقَرَّبُ إِلَى اللهِ بِالْعِبَادَةِ. وَقَالَ قَوْمٌ: النُّسُكُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ جَمِيعُ أَعْمَالِ الْبِرِّ وَالطَّاعَاتِ، مِنْ قَوْلِكَ نَسَكَ فُلَانٌ فهو ناسِكٌ، إذا كان متعبِّداً. [/size]
[size=26.6667]قولُه: { وَمَحْيايَ وَمَماتِي للهِ} أي مَا أَعْمَلُهُ فِي حَيَاتِي، ومَا أُوصِي بِهِ بَعْدَ وَفَاتِي من بِرٍّ وأعمالٍ خيريَّةٍ، كلُّ ذلك أَيْ أُفْرِدُهُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ تَقَرُّبِاً إِلَيْهِ ـ تعالى. وَقِيلَ: "وَمَحْيايَ وَمَماتِي للهِ" أَيْ حَيَاتِي وَمَوْتِي لَهُ. قَالَ إِلْكِيَا الطَّبَرِيُّ: قَوْلُهُ تَعَالَى: {قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ} إِلَى قَوْلِهِ: "قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي للهِ رَبِّ الْعالَمِينَ" اسْتَدَلَّ بِهِ الشَّافِعِيُّ عَلَى افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ بِهَذَا الذِّكْرِ، فَإِنَّ اللهَ أَمَرَ به نَبِيَّهُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وأَنْزَلَهُ فِي كِتَابِهِ، ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيثَ أَميرِ المؤمنين عَلِيٍّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ كَانَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ قَالَ: ((وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ. إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي للهِ رَبِّ الْعالَمِينَ" إِلَى قَوْلِهِ: "وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ")). ورَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ قَالَ: ((وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ. إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ. اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ)). الْحَدِيثَ. وَأَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَقَالَ فِي آخِرِهِ: بَلَغَنَا عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ وَكَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ بِاللُّغَةِ وَغَيْرِهَا قَالَ: مَعْنَى قَوْلِ رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ)): الشَّرُّ لَيْسَ مِمَّا يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَيْكَ. قَالَ مَالِكٌ: لَيْسَ التَّوْجِيهُ فِي الصَّلَاةِ بِوَاجِبٍ عَلَى النَّاسِ، وَالْوَاجِبُ عَلَيْهِمُ التَّكْبِيرُ ثُمَّ الْقِرَاءَةُ. قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ: لَمْ يَرَ مَالِكٌ هَذَا الَّذِي يَقُولُهُ النَّاسُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ. وَفِي مُخْتَصَرِ مَا لَيْسَ فِي الْمُخْتَصَرِ: أَنَّ مَالِكًا كَانَ يَقُولُهُ فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ، لِصِحَّةِ الْحَدِيثِ بِهِ، وَكَانَ لَا يَرَاهُ لِلنَّاسِ مَخَافَةَ أَنْ يَعْتَقِدُوا وُجُوبَهُ. قَالَ أَبُو الْفَرَجِ الْجَوْزِيُّ: وَكُنْتُ أُصَلِّي وَرَاءَ شَيْخِنَا أَبِي بَكْرٍ الدَّيْنَوَرِيِّ الْفَقِيهِ فِي زَمَانِ الصِّبَا، فَرَآنِي مَرَّةً أَفْعَلُ هَذَا فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، إِنَّ الْفُقَهَاءَ قَدِ اخْتَلَفُوا فِي وُجُوبِ قِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ، وَلَمْ يَخْتَلِفُوا أَنَّ الِافْتِتَاحَ سُنَّةٌ، فَاشْتَغِلْ بِالْوَاجِبِ وَدَعِ السُّنَنَ. وَالْحُجَّةُ لِمَالِكٍ قَوْلُهُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ لِلْأَعْرَابِيِّ الَّذِي عَلَّمَهُ الصَّلَاةَ: ((إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ)) وَلَمْ يَقُلْ لَهُ سَبِّحْ كَمَا يَقُولُ أَبُو حَنِيفَةَ، وَلَا قُلْ وَجَّهْتُ وَجْهِيَ، كَمَا يَقُولُ الشَّافِعِيُّ. وَقَالَ لِأُبَيٍّ: ((كَيْفَ تَقْرَأُ إِذَا افْتَتَحْتَ الصَّلَاةَ))؟ قَالَ: قُلْتُ اللهُ أَكْبَرُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. فَلَمْ يَذْكُرْ تَوْجِيهًا وَلَا تَسْبِيحًا. فَإِنْ قِيلَ: فَإِنَّ عَلِيًّا قَدْ أَخْبَرَ أَنَّ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ كَانَ يَقُولُهُ. قُلْنَا: يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ قَالَهُ قَبْلَ التَّكْبِيرِ ثُمَّ كَبَّرَ، وَذَلِكَ حَسَنٌ عِنْدَنَا. فَإِنْ قِيلَ: فَقَدْ رَوَى النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ أَنَّ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ كَانَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ كَبَّرَ ثُمَّ يَقُولُ: (إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي) الْحَدِيثَ قُلْنَا: هَذَا نَحْمِلُهُ عَلَى النَّافِلَةِ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ، كَمَا جَاءَ فِي كِتَابِ النَّسَائِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري ـ رضي اللهُ عنه ـ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ إذا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ بِاللَّيْلِ قَالَ: (سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ تَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ). أَوْ فِي النَّافِلَةِ مُطْلَقًا، فَإِنَّ النَّافِلَةَ أَخَفُّ مِنَ الْفَرْضِ، لِأَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يُصَلِّيَهَا قَائِمًا وَقَاعِدًا وَرَاكِبًا، وَإِلَى الْقِبْلَةِ وَغَيْرِهَا فِي السَّفَرِ، فَأَمْرُهَا أَيْسَرُ. وَقَدْ رَوَى النَّسَائِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ كَانَ إِذَا قَامَ يُصَلِّي تَطَوُّعًا قَالَ: ((اللهُ أَكْبَرُ. وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ. إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي للهِ رَبِّ الْعالَمِينَ. لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ. اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ)). ثُمَّ يَقْرَأُ. وَهَذَا نَصٌّ فِي التَّطَوُّعِ لَا فِي الْوَاجِبِ. وَإِنْ صَحَّ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي الْفَرِيضَةِ بَعْدَ التكبير، فيُحمَلُ عَلَى الْجَوَازِ وَالِاسْتِحْبَابِ، وَأَمَّا الْمَسْنُونُ فَالْقِرَاءَةُ بَعْدَ التَّكْبِيرِ، [/size][size=29.3333]وكان القاضي أَبو يُوسُفَ (من أصحاب أبي حنيفة) يَستحِبُّ أَنْ يَقولَ بِهذِه الكلمات والكلمات التي رواها علي بن أبي طالب ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ من غير إيجاب لذلك ولا حظر لما سواه.[/size] [size=29.3333]وكان أبو حنيفة ـ رحمه الله ـ لا يستحب أن يزيد في الفرائض على ما روي عن أبي سعيد الخدري ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ عن رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ وما روت أمُّ المؤمنين السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ وما روي عن عمرَ وعبد الله ـ رضي الله عنهما.[/size] [size=29.3333]وأما في النوافل فله أن يزيد ما شاء فيها من الثناء والدعوات؛ فيحتمل أن يكون ما رواه علي بن أبي طالب ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ من فعل رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ كان ذلك في النوافل.[/size]
[size=26.6667]ثُمَّ إِذَا قال فَلَا يَقُلْ: "وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ". إِذْ لَيْسَ أَحَدُهُمْ بِأَوَّلِهِمْ إِلَّا [/size]
[size=26.6667]مُحَمَّدًا ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فإنْ قيلَ: أوَ ليس إِبْرَاهِيمُ وَالنَّبِيُّونَ قَبْلَهُ؟ وأجيبَ عَنْهُ بالآتي: أَوَّلاً: أَنَّهُ أَوَّلُ الْخَلْقِ أَجْمَعُ مَعْنًى، كَمَا فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصلاةُ والسَّلَامُ: ((نَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَنَحْنُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ ...)) البخاري ومسلم. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ ((نَحْنُ الْآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا وَالْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلَائِقِ)). ثانِياً: أَنَّهُ أَوَّلُهُمْ لِكَوْنِهِ مُقَدَّمًا فِي الْخَلْقِ عَلَيْهِمْ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ} سورة الأحزاب، الآية: 7. وأخرج الطبريُّ وابْنُ أبي شيبةَ عن قَتَادَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ: ((كُنْتُ أَوَّلَ الْأَنْبِيَاءِ فِي الْخَلْقِ وَآخِرَهُمْ فِي الْبَعْثِ)). فَلِذَلِكَ وَقَعَ ذِكْرُهُ هُنَا مُقَدَّمًا قَبْلَ نُوحٍ وَغَيْرِهِ. الثالث: أَوَّلُ المُسلمين مَنْ أَهْلِ مَلَّتِهِ، قالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ وَهُوَ قَوْلُ قَتَادَةَ وَغَيْرِهِ. وَاخْتَلَفَتِ الرِّوَايَاتُ فِي "أَوَّلُ" فَفِي بَعْضِهَا ثُبُوتُهَا وَفِي بَعْضِهَا لَا، عَلَى مَا ذَكَرْنَا. وَرَوَى عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَا فَاطِمَةُ قُومِي فَاشْهَدِي أُضْحِيَّتِكِ فَإِنَّهُ يُغْفَرُ لَكِ فِي أَوَّلِ قَطْرَةٍ مِنْ دَمِهَا كُلُّ ذَنْبٍ عَمِلْتِيهِ ثُمَّ قَوْلِي: "إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي للهِ رَبِّ الْعالَمِينَ. لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذلِكَ أُمِرْتُ، وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)). قَالَ عِمْرَانُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا لَكَ وَلِأَهْلِ بَيْتِكَ خَاصَّةً، أَمْ لِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً؟ قَالَ: ((بَلْ لِلْمُسْلِمِينَ عامّةً)). [/size]
[size=26.6667]قولُهُ تعالى: {ومحياي ومماتي} قَرَأَ الْحَسَنُ: "نُسْكِي" بِإِسْكَانِ السِّينِ. وَقَرَأَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ "وَمَحْيَايْ" بِسُكُونِ الْيَاءِ فِي الْإِدْرَاجِ. وَقرأ الْعَامَّةُ بِفَتْحِهَا، لِأَنَّهُ يَجْتَمِعُ سَاكِنَانِ. قَالَ النَّحَّاسُ: لَمْ يُجِزْهُ أَحَدٌ مِنَ النَّحْوِيِّينَ إِلَّا يُونُسُ، وَإِنَّمَا أَجَازَهُ لِأَنَّ قَبْلَهُ أَلِفًا، وَالْأَلِفُ الْمَدَّةُ الَّتِي فِيهَا تَقُومُ مَقَامَ الْحَرَكَةِ. وَأَجَازَ يُونُسُ اضْرِبَانِ زَيْدًا، وَإِنَّمَا مَنَعَ النَّحْوِيُّونَ هَذَا لِأَنَّهُ جَمَعَ بَيْنَ سَاكِنَيْنِ وليس في الثاني إِدْغَامٌ، وَمَنْ قَرَأَ بِقِرَاءَةِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَأَرَادَ أَنْ يَسْلَمَ مِنَ اللَّحْنِ وَقَفَ عَلَى" مَحْيايَ" فَيَكُونُ غَيْرَ لَاحِنٍ عِنْدَ جَمِيعِ النَّحْوِيِّينَ. وَقَرَأَ ابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ وَعَاصِمٌ الْجَحْدَرِيُّ" وَمَحْيَيَّ" بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ الثَّانِيَةِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ، وَهِيَ لُغَةُ عُلْيَا مُضَرَ يَقُولُونَ: قَفَيَّ وَعَصَيَّ. وَأَنْشَدَ أَهْلُ اللُّغَةِ لأبي ذؤيب الهذلي:[/size]
[size=26.6667]سَبَقُوا هَوَيَّ وَأَعْنَقُوا لهواهم ....................... فتخرموا ولكل جنب مصرع[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 162
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: