روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 154

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية:  154 Jb12915568671



فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية:  154 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 154   فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية:  154 I_icon_minitimeالسبت مارس 23, 2013 4:35 pm

ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ
أَمَنَةً نُعاساً يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ
أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ
يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ
لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كانَ
لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنا هاهُنا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي
بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ
وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ
وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ.

(154)


قَوْلُهُ
تَعَالَى: {
ثُمَّ
أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً
} أي أنزلَ اللهُ على أهلِ الإخلاص واليقينِ منكم، "أمَنَةً" بعدَ غمٍّ، دون أهلِ النِفاقِ والشكِّ. والْأَمَنَةُ
وَالْأَمْنُ سَوَاءٌ. وَقِيلَ: الْأَمَنَةُ إِنَّمَا تَكُونُ مَعَ أَسْبَابِ
الْخَوْفِ، وَالْأَمْنُ مَعَ عَدَمِهِ.



لقد
تَفَضَّلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى الْمُؤْمِنِينَ بَعْدَ هَذِهِ الْغُمُومِ فِي
يَوْمِ
أُحُدٍ بِالنُّعَاسِ
حَتَّى نَامَ أَكْثَرُهُمْ، وَإِنَّمَا يَنْعَسُ مَنْ يَأْمَنُ وَالْخَائِفُ لَا
يَنَامُ. رَوَى الْبُخَارِيُّ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ قَالَ: غَشِيَنَا
النُّعَاسُ وَنَحْنُ فِي مَصَافِّنَا يَوْمَ أُحُدٍ، قَالَ: رفعتُ رأسي يومَ أُحُدٍ
فجَعلتُ لا أرى أَحَدًا مِنَ القومِ إلَّا وهو يَميدُ تحتَ جَحْفَتِهِ مِنَ النُعاسِ
فَجَعَلَ سَيْفِي يَسْقُطُ مِنْ يَدِي وَآخُذُهُ، وَيَسْقُطُ وَآخُذُهُ.



وتخصيصُ النُّعاسِ
تَنبيهٌ على صِيانَتِهم مِنَ الحالةِ المَذمومةِ النومُ العميقُ، ومنهم مَنْ جَعَلَهُ
اسْتِعارةً لِرَباطةِ جأشِهم. وزَوالِ خوفِهم، وذلك لِما تَرى مِنْ حالِ المُطمئنِّ،
ويُوصَفُ المَغمومُ بالسَهَرِ، ومِنْهم مَنْ تَجاوَزَ ذلك، وقال: إنَّه لمَّا ذَكَر
في الأوَّلِ قولَه: {فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى ما
فَاتَكُمْ} بيَّن هاهنا أنَّه تعالى هذَّبَ طائفةً من المؤمنين، حتّى صارتْ نفوسُهم
آمنةً مطمئنَّةً تحتَ قضاءِ اللهِ، وهذه حالةُ الرضى، فقد قيل: الرضى أنْ يَكونَ
العبدُ ساكنًا تحتَ قضاءِ اللهِ، مطمئنًّا عندَ كلِّ واردٍ سَرَّ أمْ ساءَ.



قولُه: "يَغْشَى" قُرِئَ
بِالْيَاءِ وَالتَّاءِ. الْيَاءُ لِلنُّعَاسِ، والتاء للأمَنَةِ. والطائفة تُطلَقُ
على الواحدِ والجماعةِ. "وَطائِفَةٌ
قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ
" يَعْنِي الْمُنَافِقِينَ: مُعَتِّبَ
بْنَ قُشَيْرٍ وَأَصْحَابَهُ، وَكَانُوا خَرَجُوا طَمَعًا فِي الْغَنِيمَةِ
وَخَوْفَ الْمُؤْمِنِينَ فَلَمْ يَغْشَهُمُ النُّعَاسُ وَجَعَلُوا يَتَأَسَّفُونَ
عَلَى الْحُضُورِ، وَيَقُولُونَ الْأَقَاوِيلَ. وَمَعْنَى "قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ"
حَمَلَتْهُمْ عَلَى الْهَمِّ، وَالْهَمُّ مَا هَمَمْتُ بِهِ، يُقَالُ: أَهَمَّنِي
الشَّيْءُ أَيْ كَانَ مِنْ هَمِّي. وَأَمْرٌ مُهِمٌّ: شَدِيدٌ. وَأَهَمَّنِي
الْأَمْرُ: أَقْلَقَنِي: وَهَمَّنِي: أَذَابَنِي. أَيْ إِذْ طَائِفَةٌ يَظُنُّونَ
أَنَّ أَمْرَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاطِلٌ، وَأَنَّهُ لَا
يُنْصَرُ. "ظَنَّ
الْجاهِلِيَّةِ
" أَيْ ظَنَ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَحُذِفَ. "يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ
الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ
" لَفْظُهُ اسْتِفْهَامٌ وَمَعْنَاهُ الْجَحْدُ،
أَيْ مَا لنا شيءٌ مِنَ الْأَمْرِ، أَيْ مِنْ أَمْرِ الْخُرُوجِ، وَإِنَّمَا
خَرَجْنَا كُرْهًا، يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى إِخْبَارًا عَنْهُمْ: "لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ
شَيْءٌ مَا قُتِلْنا هاهُنا
". قَالَ الزُّبَيْرُ: أُرْسِلَ عَلَيْنَا
النَّوْمُ ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَإِنِّي لَأَسْمَعَ قَوْلَ مُعَتِّبِ بْنِ قُشَيْرٍ
وَالنُّعَاسُ يَغْشَانِي يَقُولُ: لَوْ كَانَ لنا مِنَ الأمرِ شيْءٌ ما قُتِلْنا
ها هنا. وَقِيلَ: الْمَعْنَى يَقُولُ لَيْسَ لَنَا مِنَ الظَّفَرِ الذي



وعدَنا بِه محمَّدٌ
شيءٌ.



وقَوْلُهُ
تَعَالَى: {قُلْ إِنَّ
الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ
} كَمَا تَقُولُ: إِنَّ الْأَمْرَ أَجْمَعَ
لِلَّهِ. فَهُوَ تَوْكِيدٌ، وَهُوَ بِمَعْنَى أَجْمَعَ فِي الْإِحَاطَةِ
وَالْعُمُومِ، وَأَجْمَعُ لَا يَكُونُ إِلَّا تَوْكِيدًا. أَيِ النَّصْرُ بِيَدِ
اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَيَخْذُلُ مَنْ يَشَاءُ. وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي
قَوْلِهِ: "يَظُنُّونَ
بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ
" يَعْنِي
التَّكْذِيبَ بِالْقَدَرِ. وَذَلِكَ أَنَّهُمْ تَكَلَّمُوا فِيهِ، فَقَالَ اللَّهُ
تَعَالَى: "قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ
كُلَّهُ لِلَّهِ
" يَعْنِي الْقَدَرَ خَيْرَهُ وَشَرَّهُ مِنَ اللَّهِ.
"يُخْفُونَ فِي
أَنْفُسِهِمْ
) أَيْ مِن الشِرْكِ وَالْكُفْرِ وَالتَّكْذِيبِ. "مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ"
يُظْهِرُونَ لَكَ. "يَقُولُونَ
لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنا هاهُنا
" أَيْ مَا
قُتِلَ عَشَائِرُنَا. فَقِيلَ: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ قَالُوا لَوْ كَانَ لَنَا
عَقْلٌ مَا خَرَجْنَا إِلَى قِتَالِ أَهْلِ مَكَّةَ، وَلَمَا قُتِلَ رُؤَسَاؤُنَا.
فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: "قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ"
أَيْ لَخَرَجَ. "الَّذِينَ
كُتِبَ
" أَيْ فُرِضَ. "عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ" يعني في اللوح المحفوظ. "إِلى مَضاجِعِهِمْ"
أَيْ مَصَارِعِهِمْ. وَقِيلَ: "كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ" أَيْ فُرِضَ عَلَيْهِمُ
الْقِتَالُ، فَعَبَّرَ عَنْهُ بِالْقَتْلِ، لِأَنَّهُ قد يؤول إِلَيْهِ. وَقِيلَ:
لَوْ تَخَلَّفْتُمْ أَيُّهَا الْمُنَافِقُونَ لَبَرَزْتُمْ إِلَى مَوْطِنٍ آخَرَ
غَيْرِهِ تُصْرَعُونَ فِيهِ حَتَّى يَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي الصُّدُورِ
وَيُظْهِرَهُ لِلْمُؤْمِنِينَ. وَالْوَاوُ فِي قَوْلِهِ "وَلِيَبْتَلِيَ" مقحمةٌ
كقولِه: {وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} الأنعام: 75. أَيْ لِيَكُونَ، وَحُذِفَ
الْفِعْلُ الَّذِي مَعَ لَامِ كَيْ. وَالتَّقْدِيرُ "وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ
مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ" فَرَضَ اللَّهُ
عَلَيْكُمُ الْقِتَالَ وَالْحَرْبَ وَلَمْ يَنْصُرْكُمْ يَوْمَ أُحُدٍ
لِيَخْتَبِرَ صَبْرَكُمْ وَلِيُمَحِّصَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ إِنْ تُبْتُمْ وَأَخْلَصْتُمْ.
وَقِيلَ: مَعْنَى "لِيَبْتَلِيَ"
لِيُعَامِلَكُمْ مُعَامَلَةَ الْمُخْتَبِرِ. وَقِيلَ: لِيَقَعَ مِنْكُمْ
مُشَاهَدَةُ مَا عَلِمَهُ غَيْبًا. وَقِيلَ: هُوَ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ،
وَالتَّقْدِيرُ لِيَبْتَلِيَ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ تَعَالَى. وَقَدْ تَقَدَّمَ
مَعْنَى التَّمْحِيصِ.



قولُه: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ
الصُّدُورِ
} أَيْ مَا فِيهَا مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ. وَقِيلَ: ذَاتُ
الصُّدُورِ هِيَ الصُّدُورُ، لأنَّ ذاتَ الشيءِ نفسُه.



قوله تعالى:
{أَمَنَةً نُّعَاساً} في
نَصْبِ كلٍّ منهما أربعةُ أوْجُهٍ، الأوَّلُ من وجوهِ "أَمَنَةً" أنَّها
مفعولُ "أَنْزَل".
الثاني: أنَّها حالٌ مِن "نُعاساً"
لأنَّها في الأصلِ صفةُ نَكِرَةٍ فلمَّا قُدِّمتْ نُصِبَتْ حالاً. الثالث: أنَّها
مفعولٌ مِن أجلِه، وهو فاسدٌ لاختلالِ شَرْطٍ وهو اتحادُ الفاعل، فإنَّ فاعلَ "أَنْزل" غيرُ فاعلِ الـ
"أمَنة".
الرابع، أنَّه حالٌ من المُخاطَبين في "عليكم"، وفيه حينئذٍ تأويلان: إمَّا على
حَذْفِ مُضافٍ أي: ذوي أمنةٍ، وإمَّا أن يكونَ "أَمَنَةً" جمعَ "آمِن" نحو: بارٌّ
وبَرَرةٌ، وكافِرٌ وكَفَرَةٌ. وأَمَّا "نُعاساً" فإنْ أَعْربْنا "أمنةً" مفعولاً به كان
بدلاً، وهو بدلُ اشتمال، لأنَّ كلاًّ مِنْ الأمنةِ والنعاسِ يَشتَمِلُ على الآخَر،
أو عطفَ بيانٍ عند غيرِ الجمهورِ، فإنَّهم لا يَشترطون جَرَيانَه في المعارف، أو
مفعولاً من أجلِه وهو فاسدٌ بما تقدَّم، وإنْ أَعْرَبْنا "أمنةً" حالاً كان "نعاساً"
مفعولاً بـ "أَنْزل"
عطفاً على قولِه: "فأثابكم"، وفاعلُه ضميرُ اللهِ تعالى، و"ألـ"
في "الغمّ" للعهدِ، لِتَقدُّمِ ذِكْرِه.



وقرأ
الجمهورُ: "أَمَنَةً"
بفتح الميم: إمَّا مصدراً بمعنى الأمنِ، أو جمع "آمِن" على ما تقدَّم
تفصيلُه. والنُخَعِيُّ وابنُ مُحيصِنٍ بِسُكونِ الميم، وهو مصدرٌ فقط، وكلاهما
للمَرَّةِ.



قوله: {يغشى} قرأ حمزة والكسائي
بالتاءِ مِن فوقٍ، والباقون بالياء من تحت، وخَرَّجوا قراءةَ حمزة والكسائي على أنَّها
صفةٌ لـ "أمَنَة"
مُراعاةً لها. ولا بُدَّ من تفصيلٍ وهو: إنْ أَعْرَبوا "نُعاساً" بدلاً
أوْ عطفَ بيانٍ أَشْكَلَ قولُهم مِنْ وجهيْن، أحدُهما: أنَّ النُحاةَ نَصُّوا على
أنَّه إذا اجتمعَ الصفةُ والبدلُ أوعطفُ البيان، قُدِّمتِ الصفةُ وأُخِّر غيرُها.
وهنا قد قَدَّموا البدلَ أو عطفَ البيانِ عليها. والثاني: أنَّ المَعروفَ في لُغةِ
العَرَبِ أنْ تُحَدِّثَ عنِ البَدَلِ لا عَن المُبدَلِ منه، تقول: "هندٌ
حسنُها فاتِنٌ" ولا يجوزُ: "فاتنةٌ" إلَّا قليلاً، فَجَعْلُهم "نُعاساً" بدلاً من "أمنة" يَضْعُفُ بهذا،
فإنْ قيل: قد جاءَ مراعاةُ المبدلِ منه في قوله:



فكأنه لَهِقُ السَّراةِ كأنه ..........................
ما حاجِبَيْهِ مُعَيَّنٌ بِسَوادِ



فقال: "مُعَيَّن"
مراعاةً للهاء في "كأنَّه"، ولم يراعِ البدلَ وهو "حاجَبْيه"
ومثلُه قولُ الأخطل:



إنَّ السيوفَ غُدُوَّها ورَواحَها ............ تَرَكَتْ
هوازنَ مثلَ قَرْن الأعْضَبِ



فقال: "تَرَكَتْ"
مراعاةً للسيوف، ولو راعَى البدلَ لقال: "تركا". فالجواب: أنَّ هذا وإنْ
كان قد قال بِه بعضُ النَّحْوِيِّين مُستنِداً إلى هذين البيْتين مؤوَّلٌ بأنَّ "مُعَيَّن"
خبرٌ عن "حاجبيه" لجريانِهِما مَجْرى الشيءِ الواحدِ في كلامِ العربِ،
وأنَّ نَصْبَ "غُدُوَّها ورَواحَها" على الظرفِ لا على البدل، وقد
تقدَّم لنا شيء من هذا عند قوله: {عَلَى الملكين بِبَابِلَ هَارُوتَ
وَمَارُوتَ} البقرة: 102.



وإنْ
أَعربوا "نُعاساً" مفعولاً من أجلِه لَزِم الفصلُ بين الصفةِ والمَوصوفِ
بالمفعولِ له، وكذا إنْ أَعْربوا "نعاساً" مفعولاً به، و"أَمَنَةً" حالاً يلزم
الفصلُ أيضاً، وفي جوازِه نظرٌ. والأحسنُ حينئذٍ أنْ تكونَ هذه الجملةُ استئنافيَّةً
جَواباً لسؤالٍ مُقَدَّرٍ، كأنَّه قيل: ما حُكْمُ هذه الأمَنَة؟ فأخبرَ بقوله "تَغْشى"، ومَنْ قرأ
بالياء أعاد الضميرَ على "نُعاساً"
وتكون الجملةُ صفةً له. و"منكم"
صفةً لـ "طائفة"
فيتعلَّق بمحذوف.



قوله: {وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ}
في هذه الواوِ ثلاثةُ أوجُهٍ، أحدُها: أنَّها واوُ الحالِ، وما بعدَها في محلِّ
نصبٍ على الحالِ، والعاملُ فيها "يغشى" والثاني: أنَّها واوُ الاستئنافِ، وهي التي عَبَّر
عنها مكي بواوِ الابتداءِ، والثالث: أنَّها بمعنى "إذ" وهو ضعيفٌ. و"طائفةٌ" مبتدأ، والخبرُ
"قد أَهَمَّتْهُمْ
أنفسُهم
"، وجاز الابتداءُ بالنكرةِ لأحد شيئين: إمَّا للاعتماد على
واوِ الحال، وقد عَدَّه بعضُهم مُسَوِّغاً، وإنْ كان الأكثرُ لم يذكروه، وأنشد:



سَرَيْنا ونجمٌ قد أضاءَ فمذْ بدا ............
مُحيِّاكِ أَخْفَى ضَوْءُه كلَّ شارِقِ



وإمَّا
لأنَّ الموضعَ موضعُ تفصيلٍ، فإنَّ المعنى: يَغْشى طائفةً، وطائفةٌ لم يَغْشَهم،
فهو كقولِ امرئ القيس:



إذا ما بكى مِنْ خَلْفِها انصرَفَتْ له ...........
بشِقٍّ وشِقٌّ عندنا لم يُحَوَّلِ



ولو قُرئ
بنصبِ "طائفةً" على أن تكونَ المسألةُ من باب الاشتغال لم يكن ممتنعاً
إلَّا مِن جِهةِ النقلِ.



وفي خبرِ
هذا المبتدأِ أربعةُ أَوْجُهٍ، أحدُها: أنَّه "قد أَهَمَّتْهُم" كما تقدَّم،
الثاني: أنَّه "يَظُنُّون" والجملةُ قبلَه صفةٌ لـ "طائفة".
الثالث: أنَّه محذوفٌ، أيْ ومنكم طائفةٌ وهذا يُقَوِّي أنَّ معناه التفصيلُ، والجُملتان
صفتان لـ "طائفة"، أو يكونُ "يظنون" حالاً مِنْ مفعولِ "أهمَّتْهم"
أو مِنْ "طائفة" لِتخصُّصه بالوصْفِ، أو خبراً بعدَ خبرٍ إنْ قلْنا إنَّ
"قد أهمَّتهم" خبرٌ أولُ، وفيه من الخلافِ ما مَضَى غيرَ مرَّةٍ.



الرابع:
أنَّ الخبرَ "يقولون"، والجملتان قبلَه على ما تقدَّم من كونِهِما صفتين
أو خبرين، أو إحداهما خبرٌ والأخرى حالٌ، ويجوزُ أَنْ يكون "يقولون"
صفةً، أو حالاً أيضاً إنْ قلنا: إنَّ الخبرَ الجملة التي قبله، أو قلنا إنَّ
الخبرَ مضمر.



وقوله: {يَظُنُّونَ} له مفعولان، "غيرَ الحق" مفعولٌ أولُ
أي: أمراً غير الحقّ، و"بالله"
هو المفعول الثاني. وقال الزمخشري: "غير الحقّ" في حكم المصدر، ومعناه:
يَظُنُّون باللهِ غيرَ الحق الذي يَجبُ أنْ يُظَّنَّ به، و"ظنَّ الجاهلِيّة"، بدلٌ
منه، ويجوز أن يكونَ المعنى: "يظنون باللهِ ظَنَّ الجاهلِية"، و"غيرَ الحقِّ" تأكيدٌ لـ
"يظنّون"
كقولِك: "هذا القولُ غيرُ ما تقول"، فَعَلى ما قال لا يتعدَّى "ظنَّ" إلى مفعولين، بل
تكونُ الباءُ ظرفيةً للظن، كقولك: "ظننت بزيد" أي: جعلْتُه مكانَ ظنِّي،
وعلى هذا المعنى حَمَل النحويين قولَ دريد بن الصمّة:



فقلت لهم ظُنُّوا بألفَيْ مُدَجَّجٍ ..............
سَراتُهمُ في الفارسِيِّ المُسَرَّدِ



أي: اجعلوا ظنَّكم
في أَلفَي مُدَجَّج. وتحصَّل في نصب "غير الحقِّ" وجهان، أحدهما: أنَّه مفعولٌ أوَّلُ لـ "يظنون". والثاني: أنَّه
مصدرٌ مؤكِّدٌ للجُملةِ التي قبلَه بالمَعنييْن اللَّذيْن ذَكرَهما الزمخشري. وفي
نصبِ "ظنَّ الجاهليةَ"
وجهان أيضاً: البدلُ من "غيرَ
الحق
ِّ"، أوْ أنَّه مصدرٌ مؤكِّدٌ لـ "يظنُّون"، و"بالله": إمَّا متعلق بمحذوف على جَعْلِه
مفعولاً ثانياً، وإمَّا بفعلِ الظنِّ على ما تقدَّمَ وإضافةُ "الظن" إلى "الجاهلية" كقولك: "حاتمُ الجودِ، ورجلُ صدقٍ"
يريد الظنَّ المختصَّ بالمِلَّةِ الجاهليَّةِ، ويجوزُ أنْ يُرادَ: "ظنَّ أهلِ الجاهليَّة"
وقيل: المعنى: المُدَّةُ الجاهليَّة أي: القديمة قبلَ الإِسلام نحو: حَمِيَّة
الجاهلية.



قوله: {هَل لَّنَا مِنَ الأمر مِن شَيْءٍ}
مِنْ: في "من شيء" زائدةٌ في المُبتدأ،
وفي الخبرِ وجهان، وأصحُّهما أنَّه "لنا"، فيكون "من الأمر" في محلِّ نصبٍ على الحالِ من "شيء" لأنَّه نعتُ نَكِرةٍ
قُدِّم عليها فيَنتَصِبُ حالاً. ويتعلَّقُ بمَحذوفٍ. والثاني: أنْ يكونَ "من الأمر" هو الخبر، و"لنا" تبيين، وبه تتِمُّ
الفائدةُ كقولِه: {وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} الإخلاص: 4، وهذا ليس بشىءٍ
لأنَّه إذا جعلناه للتبيين فحينئذ يتعلَّق بمحذوفٍ، وإذا كان كذلك فيَصيرُ "لنا" من جملةٍ أخرى،
فتبقى الجملةُ من المبتدأ والخبر غيرَ مستقلَّةٍ بالفائدة، وليس نظيراً لقوله: {وَلَمْ
يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} فإنَّ "له" فيها متعلِّقٌ بنفسِ "كفواً" لا بمحذوفٍ، وهو نظيرُ: لم يكن أحد
قائلاً لِبَكْرٍ "فـ "لبكر" متعلِّقٌ بنفسِ الخبر.



وهل هذا
الاستفهامُ على حقيقتِه؟ فيه وجهان أظهرهما: نعم، ويعنون بالأمر: النصرَ والغَلَبةَ.
والثاني: أنَّه بمعنى النفيِ، كأنَّهم قالوا: ليس لنا من الأمرِ أيْ النصرِ شيءٌ،
وإليْه ذَهَبَ قَتادةُ وابنُ جُريجٍ، ولكنْ يَضعُفُ هذا بقوله: {قُلْ إِنَّ الأمر كُلَّهُ للَّهِ}
فإنَّ مَنْ نَفَى عن نفسِه شيئاً لا يُجاب بأَنْ يُثْبَتَ لِغيرِه، لأنَّه مُقِرٌّ
بذلك، اللّهمَّ إلّا أَنْ يُقَدِّرَ جملةً أخرى ثبوتيةً مع هذه الجملةِ فكأنَّهم
قالوا: ليس لنا من الأمرِ شيءٌ، بل لِمَنْ أَكْرَهَنا على الخروج، وحَمَلَنا عليه،
فحينئذ يَحْسُن الجوابُ بقولِه: {قُلْ
إِنَّ الأمر كُلَّهُ للَّهِ
} لقولِهم هذا.



وهذه
الجملةُ الجوابيَّةُ اعتراضٌ بيْن الجُملِ التي جاءتْ بعدَ قولِه: {وَطَآئِفَةٌ} فإنَّ قولَه: {يُخْفُونَ في أَنْفُسِهِم}
وكذا "يقولون"
الثانية: إمَّا خبرٌ عن "طائفة"
أو حالٌ مِمَّا قبلَها.



وقرأ
الجماعةُ "كلَّه"
بالنصب، وفيه وجهان، أظهرُهما: أنَّه تأكيدٌ لاسْمِ "إنْ". والثاني أنَّه
بدلٌ منه، وليس بواضحٍ. و"لله"
خبرُ "إنَّ". وقرأ أبو عَمرو: "كلُّه" رفعاً وفيه وجهان،
أشهرُهما: أنَّه رفعٌ بالابتداء، و"لله" خبرُه، والجملةُ خبرُ "إنَّ" نحو: "إنَّ مالَ زيد كلُّه عنده".
والثاني: أنَّه توكيدٌ على المحلِّ، فـ "إنَّ" اسمُها في الأصلِ مرفوعٌ بالابتداء،
فيكونُ "لله"
خبراً لـ "إنَّ"
أيضاً. و"يُخْفون":
إمَّا خبرٌ لـ "طائفة"
أو حالٌ مِمَّا قبلَه كما تقدَّم. وأمَّا "يقولون" فيَحتمل هذين الوجهين، ويُحتملُ أَنْ
يكون تفسيراً لقوله: "يُخْفون"
فلا محلَّ له حينئذ.



وقوله: {ما قُتِلْنَا} جوابُ "لو"، وجاء على الأفصحِ:
فإنَّ جوابَها إذا كان مَنْفِيًّا بـ "ما" فالأكثر عدمُ اللامِ، وفي الإِيجاب
بالعكس. وقوله: {لَوْ كَانَ
لَنَا مِنَ الأمرِ شَيْءٌ
} كقوله: {هَل لَّنَا مِنَ الأمرِ مِن شَيْءٍ} وقد
عُرِف الصحيحُ من الوجهين.



وقد أَعْرَب
الزمخشريُّ هذه الجملَ الواقعةَ بعد قولِه: {وَطَآئِفَةٌ} إعراباً أَفضى إلى خُروجِ المُبتَدَأِ
بِلا خَبَرٍ، ولا بُدَّ مِن إيرادِ نَصِّهِ لِيتبيَّنَ ذلك، قالَ ـ رحِمَهُ اللهُ:
فإنْ قلتَ كيف مَواقِعُ هذه الجُمَلِ التي بعدَ قولِه: "وطائفة"؟ قلت: "قد أهَمَّتْهُمْ" صفةٌ
لـ "طائفة"
و"يظنون"
صفةٌ أُخرى أو حال، بمعنى: قد أهمَّتْهم أنفسَهم ظانِّين، أو استئنافٌ على وجْهِ
البيانِ للجُملةِ قبلَها، و"يقولون"
بدلٌ من "يظنُّون".



وهل هذا
الاستفهامُ على حقيقتِه؟ فيه وجهان أظهرُهما: نعم، ويعنون بالأمر: النصرَ
والغلبةَ. والثاني: أنّه بمعنى النفي، كأنَّهم قالوا: ليس لنا من الأمر أيْ النصرِ
شيءٌ، وإليْه ذهبَ قَتادةَ وابنُ جُريْجٍ، ولكنْ يَضعفُ هذا بقولِه: {قُلْ إِنَّ الأمرَ كُلَّهُ للَّهِ}
فإنَّ مَنْ نَفَى عن نفسِه شيئاً لا يُجابُ بأَنْ يُثْبَتَ لغيرِه، لأنَّه مُقِرٌّ
بذلك، اللهمَّ إلَّا أَنْ يُقَدِّرَ جملةً أُخرى ثبوتيَّةً مع هذه الجُملةِ فكأنَّهم
قالوا: ليس لنا منَ الأمرِ شيءٌ ، بل لِمَنْ أَكْرَهَنا على الخروج، وحَمَلَنا
عليه، فحينئذ يَحْسُن الجواب بقوله: {قُلْ إِنَّ الأمرَ كُلَّهُ للَّهِ} لقولِهم هذا.



وهذه
الجملةُ الجوابيةُ اعتراضٌ بين الجمل التي جاءت بعد قوله: {وَطَآئِفَةٌ} فإنَّ قولَه: {يُخْفُونَ في أَنْفُسِهِم}
وكذا "يقولون"
الثانية: إمَّا خبرٌ عن "طائفة"
أو حالٌ مِمَّا قبلَها.



وقرأ
الجماعةُ "كلَّه"
بالنصب، وفيه وجهان، أظهرُهما: أنَّه تأكيدٌ لاسْمِ "إن". والثاني أنَّه بدلٌ منه، وليس
بواضحٍ. و"لله"
خبرُ "إنْ".
وقرأ أبو عَمْرٍو: "كلُّه" رفعاً وفيه وجهان، أشهرُهما: أنَّه رفعٌ
بالابتِداءِ، و"لله"
خبرُه، والجملةُ خبرُ "إنَّ"
نحو: "إنَّ مالَ زيد كلُّه عنده". والثاني: أنَّه توكيدٌ على المحلِّ، فـ
"إنَّ" اسمُها في الأصلِ مرفوعٌ بالابتِداءِ، وهذا مذهبُ الزَجّاجِ والجُرميِّ،
يُجْرون التوابعَ كلَّها مُجْرى عطفِ النَسَقِ، فيكونُ "لله" خبراً لـ "إنَّ" أيضاً. و"يُخْفون": إمَّا خبرٌ لـ
"طائفةٍ" أو حالٌ مِمَّا قبلَه كما تقدَّم. وأمَّا "يقولون" فيحتمِلُ هذيْن
الوجهيْن، ويَحتمل أَنْ يكون تفسيراً لقولِه "يُخْفون" فلا محلَّ له حينئذٍ.



وقولُه: {ما قُتِلْنَا} جوابُ "لو"، وجاء على الأفصحِ:
فإنَّ جوابَها إذا كان منفيًّا بـ "ما" فالأكثرُ عدمُ اللامِ، وفي الإِيجاب بالعكس. وقولُه: {لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأمرِ
شَيْءٌ
} كقولِه: {هَل لَّنَا مِنَ الأمر مِن شَيْءٍ} وقد عُرِف الصحيحُ من الوجهين.



وقد أَعْرَب
الزمخشريُّ هذه الجملَ الواقعةَ بعدَ قولِه: {وَطَآئِفَةٌ} إعراباً أَفضى إلى خروجِ المبتدأِ
بلا خَبَرٍ، ولا بدَّ من إيرادِ نَصِّه لِيَتَبَيَّنَ ذلك، قال رحمه اللهُ: "فإنْ
قلت كيف مواقعُ هذه الجمل التي بعد قولِه: "وطائفة"؟ قلتُ: "قد أهَمَّتْهُمْ" صفةٌ
لـ "طائفة"
و"يظنون"
صفةٌ أخرى أو حالٌ، بمعنى: قد أهمَّتْهم أنفسُهم ظانِّين، أو استئنافٌ على وجهِ
البَيانِ للجملةِ قبلَها، و"يقولون"
بدلٌ من "يظنون".



فإن قلت:
كيف صَحَّ أنْ يَقعَ ما هو مسألةٌ عن الأمرِ بَدَلاً من الإِخبارِ بالظنِّ؟ قلت:
كانت مسألتُهم صادرةً عن الظنِّ فلِذلك جازَ إبدالُه منه، و"يُخفون" حال
من "يقولون
و"قُلْ إِنَّ الأمر
كُلَّهُ للَّهِ
" اعتراضٌ بين الحال وصاحبِ الحالِ، و"يقولون" بدلٌ من "يُخْفون"،
والأجودُ أَنْ يكون استئنافاً، انتهى كلامُه. وهذا من أبي القاسم بناءً على أنَّ
الخبرَ محذوفٌ كما قَدَّمْتُ لك تقريرَه في: "ومنكم طائفةٌ" لأنَّه
موضعُ تفصيلٍ.



قولُه: {لَبَرَزَ} جاء على الأفصح، وهو
ثبوت اللام في جوابها مُثْبَتاً، والجمهورُ "لبرز" مخفَّفاً مُبَيِّناً
للفاعل، وأبو حَيَوَةَ: "لبُرِّز" مشدّداً مَبنيّاً للمفعول، عدَّاه
بالتضعيف. وقرىءَ "كَتَب" مبنياً للفاعل وهو الله تعالى، "القتلَ" مفعولاً به،
والحسن: "القتالُ" رفعاً.



قوله: {وَلِيَبْتَلِيَ} فيه خمسةُ
أوجه، أحدُها: أنَّه متعلِّقٌ بفعلٍ قبلَه، تقديرُه: فَرَض اللهُ عليكم القتالَ
ولم ينصُرْكم يومَ أُحُدٍ لِيَبْتَلِيَ ما في صُدوركم، وقيل: بفعلٍ بعدَه، أي: لِيبتليَ
فَعَلَ هذه الأشياء. وقيلَ : الواوُ زائدةٌ واللام متعلِّقةٌ بما قبلَها، وقيل: "وليبتلي" عطفٌ على "ليبتلي"
الأولى، وإنَّما كُرِّرتْ لِطُولِ الكلامِ، فعُطِف عليه "وليمحِّص" قالَه ابْنُ
بَحْرٍ. وقيلَ: هو عطفٌ على علةٍ محذوفةٍ تقديرُه: لِيَقضيَ اللهُ أمرَه وليبتلي،
وجَعَلَ متعلَّقَ الابتلاءِ ما انطوت عليه الصدورُ، والذي انطوى عليه الصدرُ هو
القلب، لقوله: {القلوب التي فِي الصدور} الحج: 46، وجَعَل متعلَّقَ التمحيصِ وهو تصفيةُ
ما في القلب، وهو النيَّاتُ والعقائد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 154
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 55
» فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 70
» فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 85
» فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 104
» فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 119

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: