عَبْرةٌ ودُعاءُ
أَنا في رِحابِكِ عَبْرةٌ ودُعاءُ
يا أُمَّنا العَذراءَ يا (عَذراءُ)
أَهْفو إلى نَجْواكِ، تَحْدوني المُنى
ويَطيرُ بِي نَحْو السَمَاءِ رَجاءُ
لحنُ الوفاءِ على شِفاهي نَغْمَةٌ
قُدسيَّةٌ وقصيدةٌ عَصَماءُ
طَرِبَتْ لها الأرواحُ مِنّا والنُهى
وسما على رَجْعِ الصَدى الأحْياءُ
فَجرٌ بـ (مَرْيَمَ) شَعْشَعتْ أَنوارُهُ
وتَزاحمتْ في أُفْقِهِ الأضواءُ
بِالمَريَميِّ تَبَدَّدَتْ حُلَكُ الدُجا
وتَوالتِ الآياتُ والآلاءُ
وعلى خُطاه تَواثَبَتْ أَفراحُنا
وشَـدَتْ على غُصنِ العُلا وَرقاءُ
سِرٌّ تَبَدَّى للبَصائرِ وانجلى
أَنوارُهُ ـ أَنّى سَرَتْ ـ خَضراءُ
مِن فَيضِ روحِ اللهِ ـ جَلَّ جَلالُهُ ـ
حَمَلت بـ (عيسى مر يمُ العذراءُ)
فَتَمَلَّكَت منّا قلوباً شاقَها
للمُرسَلينَ محَبَّةٌ وولاءُ
يا مَنْ أَتَيْتِ العالمينَ بِسيِّدٍ
نُورٌ على آثارِهِ وضِياءُ
مِنَّا السَلامُ عليكِ ما رَوَّى النَّدى
وَرْدَ الجِنانِ وضاعَتِ الأَشْذاءُ
حَمَلتْ بِهِ يُسراً، فَمَا في حَمْلِهِ
أَلمٌ ولا حَلَّت بها وَعَثاءُ
وأَجاءها، ثَمَّ، المَخاضُ فأَمسَكَتْ
جِذْعِ النَخيلِ فهَزَّهُ اسْتِحْياءُ
والجِذعُ من يَبَسٍ تَقَطَّعَ جَذْرُها
للسُوسِ فيها مَسْرَحٌ وخِباءُ
فاسَّاقَطَتْ رُطَباً على أَذْيالهِا
أَوَ دَبَّ في الجِذْعِ اليَبابِ نمَاءُ؟
يا نَخْلَةَ الميلادِ تيهي واشْمَخي
هذا المَسيحُ وهذه العذراءُ
نادى بِها مِنْ تَحْتِها لا تَحْزَني
واستَبْشِري فغداً لَنا العَلياءُ
هذي الرِطابُ، كُلي هَنيئاً واشْربي
لِتَقَرَّ منْكِ العينُ، فهو عَطاءُ
وإذا الغَداةَ أَتَيْتِ قومَكِ فانْذُري
صَوماً كأنَّك فيهمُ خَرساءُ
فَسَلوهُ ـ إنْ شِئْتم ـ فإنَّ بَيانَهُ
العُلْوِيَّ يَجْثو دونَهُ البُلَغاءُ
قالوا: أَنَسأَلُ غَافياً في مَهدِهُ
مَن قال إنَّ عُقولَنا خَرْقاءُ؟
فأَجابَهم في مَهدِهِ: لا تَعجَبوا
أَنا آيَةُ الخَلاقِ يا جُهَلاءُ
يا بْنَ المَحَبَّةِ والسَمَاحَةِ والسَنا
أَنا في رِحابِكَ عَبْرَةٌ ودُعاءُ
فالمُفْسِدونَ بكلِّ أَرْضٍ أَدْمَنوا
صَلْبَ المَحَبَّةِ، فالسَلامُ هَبَاءُ
وعلى صَليبِكَ عَلَّقوا أَطْفالَنا
والأُمَّهاتُ صُلِبْنَ والآباءُ
ومَن ادَّعى حُبَّ الَمسيحِ وأُمِّهِ
يَتآمرونَ، فكلُّهم أَعْداءُ
نَحْنُ الُمحِبُّونَ المَسيحَ وأُمَّهُ
والمؤمنون بدينِهِ الشُرَفاءُ
ويَهودُ (أَمريكا ) بَراءٌ منْهمُ
(عيسى المَسيحُ) وأُمُّهُ (العذراءُ)