روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 113

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية:  113 Jb12915568671



فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية:  113 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 113   فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية:  113 I_icon_minitimeالإثنين فبراير 25, 2013 4:08 am

لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ
قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ.
(113)


قولُه
ـ سبحانه وتعالى: {
لَيْسُوا سَوَاءً}.
أي ليسوا متساوين في هذه الأعمالِ وتلكَ الأخلاقِ، أو ليسوا متساوين مُطلَقًا،
فليسوا جميعًا أشرارًا. وإنَّ اللهَ ـ سبحانه وتعالى ـ لم يَخلُقْ طائفةً كبيرةً
منَ الناسِ اجتمعتْ على الشرِّ اجتماعًا مُطلَقًا، بحيث يرتضيه الجميع ويقصدونَه
ويُريدونَه ويَبتغونَه عامدين مريدين معتدين، بل إنَّ منهم الضالَّ، ومنهم المُضَلّ،
ومنهم الناطقُ بالحقِّ الذي لَا يَجدُ داعيًا، أو يَحمِلُ على السكوتِ في وَسَطِ نُكْرانِ
الضالِّين، ففي وسطِ طُغيانِ فرعون، وانقماعِ قومِه في إرادتِه، وُجِدَ مؤمنُ آلِ
فِرعوْن، يَنطُقُ فيهم قائلًا ـ كما حَكى اللهُ تعالى عنه: {وَقَالَ رَجُلٌ
مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ
يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ
يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ
الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28)
يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ
يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ
إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (29).



أخرجَ
ابنُ إسحق والطَبرانيُّ والبيهقيُّ وغيرُهم عنِ ابنِ عبّاسٍ ـ رضي



اللهُ
عنهما ـ أنّه قال: لمَّا أسلَمَ عبدُ اللهِ بنُ سلامٍ وثَعْلَبَةُ بنُ شُعْبَة وأُسَيْدٌ
بنُ شُعْبَة وأُسَيْدٌ بنُ عُبيْدٍ ومَنْ أَسْلَمَ مِنْ يهود معهم فآمنوا وصدَّقوا
ورَغِبوا في الإسلامِ قالتْ أحبارُ يَهود وأهلُ الكُفْرِ منهم: ما آمَنَ بمحمَّدٍ
وتَبِعَه إلَّا أشْرارُنا ولو كانوا مِن خِيارِنا ما تَرَكوا دينَ آبائهم وذَهبوا
إلى غيرِه فأنزلَ اللهُ ـ تعالى ـ في ذلك "
لَيْسُواْ سَوَاء"
إلى قولِهِ: {وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصالحين}، آل عمران: 114.



وبعدَ
أنْ ذَكرَ ـ سبحانَه ـ أنَّهم ليْسوا سواءً، وقد ذَكَرَ أحوالَ أَشرارِهم، أخَذَ يُبيِّنُ
أحوالَ أخيارَهم. بقولِه: {
مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ
آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ
} أي من أهلِ الكتابِ الذين ذكرنا أوصافَ الكَثرَةِ منهم
ـ طائفة تُؤم وتُقصُدُ موجودةً حاضرةً ليستْ ماضيَةً خاليةً، فمعنى "
قائمةٌ" على هذا موجودةٌ، وفسَّرَ الزمخشريُّ كلمةَ "قائمةٌ" بمعنى مستقيمةٍ على العدلِ والحقِّ، مأخوذةٌ من
قولهم أقمتُ العُودَ فقامَ واستقام. وقد ذَكرَ ـ سبحانَه ـ في هذا الجزءِ مِنَ
الآيةِ الكريمةِ وصفيْن اثْنيْن: أنَّهم يَتلونَ آياتِ اللهِ، والثاني أنَّهم يَسجُدون،
ومعنى يَسجُدون أيْ يَخضَعون ويَتَطامَنون للحقِّ ولا يَجحَدون، ويَتَّجهون إلى ربِّهم.
يَرجونَ رِضاهُ، ولا يَسْتَكبِرون عن نِداءِ الحقِّ إذا دُعوا، فكَنّى بالسُّجودِ
عنِ الخُضوعِ المُطلَقِ الذي يُعَدُّ السُّجودُ مظهرَه، ويَصِحُّ أنْ يُرادَ بِه
السُّجودُ الذي يَقعُ في صلاةِ المُسلمين على ما سَنبيِّنُ، وقد ذَكر ذلك الوصفَ
مصدَّرًا بـ "
هم"
إذ يَقولُ: وهم يَسجُدون، فلم يَقُلْ ويَسْجُدون؛ للإشارة إلى أنَّ الخُضوعَ
والإذعانَ للحَقِّ شأنٌ من شئونهم، وليس حالًا تعرضُ لهم، إذْ إنَّ ذِكرَ الضميرِ
فيه تقويةُ الإسنادِ وتوثيقٌ لدوامِه واستمرارِه.



وما
هو الكتاب الذي يتلونه كما أشار الوصفُ الأوَّلُ؟ إنَّ الجَوابَ عن هذا السؤالِ يَسْتَدْعي
بيانَ مَنْ هذه الطائفةُ التي استحقتْ تلك الأوصافَ الجَليلةَ التي وصَفَها اللهُ
تعالى بها، ونقول في ذلك: إنَّ العلماءَ قد اختلفوا في ذلك على رأييْن: أحدُهما:
أنَّها طائفةٌ مِنْ أهلِ الكِتابِ آمنوا بالله ـ تعالى ـ وبرسولِه محمَّدٍ ـ صلى
الله عليه وسلم ـ وأذعنوا للحقِّ الذي جاء به ودعا إليه، ومِن هؤلاءِ عبدُ اللهِ
بنُ سلامٍ وطائفةٌ مِنَ اليَهودِ الذين كانوا يُقيمون مع النبي ـ صلى الله عليه
وسلم ـ وهو يَنطبقُ على النصارى وغيرهم الذين يَهتدون بهدْيِ الإسْلامِ، ويَرْتَضونَه
عن بَيِّنةٍ دينًا لهم، وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيهم وفي أمثالِهم
ممَّن يكونونَ في قابلِ الأيامِ: ((ثلاثةٌ لهم أَجران: رجلٌ مِنْ أهلِ الكِتابِ آمَنَ
بنبيِّه وآمَنَ بمحمَّدٍ، والعبدُ المملوكُ إذا أدَّى حقَّ اللهِ وحقَّ مَواليه،
ورجلٌ كانت عندَه أمَةٌ فأدبَها وأحسَنَ تأديبَها وعلَّمَها فأحسنَ تعليمَها ثمَّ
أعْتَقَها فلَه أجران)). (متَّفَقٌ عليه). وعلى هذا الرأي يكونُ تفسيرُ "
قائمة" بمعنى موجودةٍ؛ لأنَّها قد وُجِدتْ حقيقةً، وارْتَضَتِ
الإسلامَ دينًا.



الرأيُ
الثاني أنَّ هذه الطائفةَ من أهلِ الكتابِ لم تَعتنِقِ الإسلامَ، وكانت قبلَه أو
بعدَه ولم تَبْلُغْها الدعوةُ على وجهِها، ولم تُحَرِّفِ التوراةَ أو الإنجيلَ أوْ
لم تأخذْ بالمُحَرَّفِ منهما، وقد أُثِرَ ذلك الرأيُ عن بعضِ السَلَفِ، فقد رُوي
عنِ ابنِ عبَّاسٍ أنَّه قال في معنى "
أُمَّة قائمة":
"أمَّةٌ مهتديَةٌ قائمةٌ على أمرِ اللهِ لمْ تَنْزِعْ عنه وتَتْرُكْه كما تَرَكَه
الآخرون وضيَّعوهُ" ورُويَ عن قَتادةَ أنَّه كان يَقولُ في الآيةِ: "ليس
كلُّ القومِ هلكٌ، لقد كان فيهم بقيّةٌ". ويكون معنى "
قَائِمَةٌ" على هذا التفسير بمعنى مستقيمةٌ مهتديةٌ مؤمنةٌ
بالحق مذعنة له.



وآياتُ
الكتابِ التي يَتلونَها على ذلك هي البَقيَّةُ الصحيحةُ مِن كتُبِهم التي تَشتَمِلُ
على أَدعيَةٍ كلُّها توحيدٌ وضَراعةٌ ونحوُ ذلك من أمثالِ بعضِ مزاميرِ داوود، كالذي
جاء في المزمورِ الخامس والعشرين: (إليكَ يا ربّ أرفعُ نفسي، عليك توكَّلتُ، فلا تَدَعْني
أَخْزَى، لَا تشمتْ بيَ أعدائي، كلُّ مُنتَظريكَ لَا يُخزَوْن، لِيَخْزَ الغادرون
بِلا سَبَبٍ، طُرُقَكَ يا رَبُّ عرِّفْني، سُبُلَك عَلِّمْني، ورَبِّني في حَقِّكَ
وعلِّمْني). وأمثالُ هذه الأدعيةِ والمُناجاةِ لَعَلَّها البَقيَّةُ الباقيَةُ مِن
تِلك الكُتُب التي حُرِّفَ فيها الكَلِمُ عن مَواضِعِه.



قوله ـ تعالى:
{لَيْسُواْ سَوَاءً}
الظاهرُ في هذه الآية أنَّ الوقفَ على "سواءً" تامٌّ، فإنَّ الواوَ اسمُ "ليس"، و"سواءً" خبر، والواو
تعودُ على أهل الكتابِ المتقدِّمِ ذكرُهم، والمَعنى: أنَّهم مُنقسِمون إلى مُؤمِنٍ
وكافرٍ لقولِهِ: {مِّنْهُمُ المؤمنون وَأَكْثَرُهُمُ الفاسقون}، آل عمران: 110.
فانتفى اسْتِواؤُهم. و"سواءً"
في الأصلِ مصدرٌ فلِذلك وُحِّدَ، وقد تقدَّم تحقيقُه أولَ البقرة. وقال أبو عبيدةَ:
الواو في "ليسوا"
علامةُ جمعٍ وليستْ ضميراً، واسمُ "ليس" على هذا "أمةٌ"، و"قائمةٌ" صفتُها،
وكذا "يَتْلُون"، وهذا على لغة "أكلوني البراغيث" كقولِ أُحَيْحة
بنِ الجَلاح:



يَلُومونني في اشتراءِ النخيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلِ
أَهْلي فكلُّهمُ أَلْوَمُ



قالوا : "وهي
لغةٌ ضعيفةٌ". ونازع السُهيْلي النَّحْويين في كونِها ضعيفةً، ونَسبَها
بعضُهم لأَزْدِ شَنوءَة، وكثيراً ما جاء عليها الحديث، وفي القرآنِ مثلُها.



قال ابنُ
عطيّة: "وما قالَه أبو عبيدةَ خطأٌ مردودٌ، ولم يُبَيِّن وجهَ الخطأ، وكأنَّه
تَوَهَّم أنَّ اسم "ليس" هو "أمة قائمة" فقط، وأنَّه لا محذوفَ
ثمَّ، إذْ ليسَ الغَرَضُ تفاوتَ الأمةِ القائمةِ التاليةِ، فإذا قُدِّر ثَمَّ
محذوفٌ لم يكن قول أبي عبيدة خطأً مردوداً، إلَّا أنَّ بعضَهم رَدَّ قولَه بأنَّها
لُغةٌ ضعيفةٌ، وقد تقدَّم ما فيها والتقديرُ الذي يَصِحُّ به المعنى، أي: ليس
سواءً من أهل الكتاب أمةٌ قائمةٌ موصوفةٌ بما ذُكِر وأمةٌ كافرةٌ، فهذا تقديرٌ
يَصِحُّ به المعنى الذي نَحا إليْه أبو عبيدة.



وقال الفرّاءُ:
إنَّ الوقف لا يَتِمُّ على "سواء
فجعل الواوَ اسمَ "ليس"
و"سواءً"
خبرَها، كما قال الجمهور، و"أمَّةٌ" مرتفعة بـ "سواء" ارتفاعَ الفاعلِ،
أي: ليس أهلُ الكتابِ مستوياً، منهم أُمَّةٌ قائمةٌ موصوفةٌ بما ذُكِر وأُمُّةٌ كافرةٌ،
فَحُذِفَتِ الجملةُ المعادِلة لدلالةِ القسمِ الأولِ عليها كقولِ الشاعر أبو ذُؤيب:



دعاني إليها القلبُ إني لأمْرِها ............. سميعٌ
فما أَدْري أَرُشْدٌ طِلابُها



أي: أمْ غَيٌّ،
فَحُذِف "الغَيّ" لدلالةِ ضدِّه عليه، ومثلُه قولُ الآخر:



أراكَ فما أَدْرِي أَهَمٌّ هَمَمْتَه ...............
وذو الهَمِّ قِدْماً خاشِعٌ مُتَضائِلُ



أي: أَهَمٌّ هَمَمْتَهُ
أم غيرُه، فَحُذِفَ للدلالةِ، وهو كثيرٌ، قال الفراء: "لأنَّ المساواة تقتضي
شيئين كقولِهِ {سَوَاءً العاكف فِيهِ والباد} الحج: 25، وقولِه {سَوَاءً
مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ}، الجاثية: 21. وقد ضُعِّف قولُ الفراء من حيث الحذفُ
ومن حيث وَضْعُ الظاهرِ موضِعَ المضمر، إذ الأصل: منهم أمةٌ قائمة، فَوُضِعَ "أهل
الكتابِ" موضِعَ الضمير.



والوَجْه أنْ
يَكونَ "ليسوا سواءً"
جملةً تامَّة، وقولُه: {مِّنْ
أَهْلِ الكتاب أُمَّةٌ
} جملةٌ برأسها، وقولُه: {يَتْلُونَ} جملةً أخرى مبيِّنَةً لعدم استوائِهم،
كما جاءَتِ الجملةُ مِنْ قولِه: {تَأْمُرُونَ بالمعروف} آل عمران: 110. إلخ
مبيِّنَةً للخيرية. ويجوزُ أن يكونَ "يتلون" في محلِّ رفعٍ صفةً لأمَّةٍ.
ويجوزُ أَنْ يكونَ حالاً من "أمةٌ" لتخصُّصِها بالنعتِ، وأنْ يكونَ حالاً من الضميرِ في "قائمة"، وعلى كونِها
حالاً من "أمة"
يكونُ العامل فيها الاستقرارَ الذي تَضَمَّنه الجارُّ، ويجوزُ أَنْ يكونَ حالاً من
الضمير المستكنِّ في هذا الجارِّ لوقوعهِ خبراً لأمة.



قوله: {آنَاءَ الليلِ} ظرفٌ لـ "يتلون". والآناءُ:
الساعات، واحدها: "أنَى" بفتح الهمزة والنون بزنة "عَصَا" أو "إنَى"
بكسر الهمزة وفتح النون بزنة "مِعَى"، أو "أَنْيٌ" بالفتح
والسكون بزِنة "ظَبْي" أو "إنْيٌ" بالكسر والسكون بزنة "نِحْي"،
أو "إنْوٌ" بالكسر والسكون مع الواو بزنة "جِرْو"، فالهمزة في
"آناء" منقلبةٌ عن ياء على الأقوالِ الأربعةِ كرِداء، وعن واوٍ على
القولِ الأخير، نحو: "كِساء" وستأتي بقيَّةُ هذه المادةِ في مواضع.



ولا يَجوز ُأن
يكونَ "آناء الليل"
ظرفاً لـ "قائمةٌ"
قال أبو البقاء: لأنَّ "قائمة"
قد وُصِفَتْ فلا تعملُ فيهما بعد الصفة. وهذا على التقدير أنْ يكونَ "يَتْلُون" وصفاً لقائمة،
وفيه نظرٌ؛ لأنَّ المعنى ليس على جَعْلِ هذه الجملةِ صِفةً لما قبلها، بل على
الاستئنافِ للبيان المتقدم، وعلى تقديرِ جَعْلِها صفةً لِما قبلها فهي صفةً لـ "أمة" لا لـ "قائمة" لأنَّ الصفةَ لا
تُوصَفُ، إلَّا أَنْ يكونَ معنى الصفةِ الثانيةِ لائقاً بما قبلها نحو: "مرَرْتُ
برجلٍ ناطقٍ فصيحٍ" فـ "فصيح" صفة لناطق، لأنّ معناه لائقٌ به.
وبعضُهم يجعلُه وصفاً لرجلٍ، وإنَّما المانعُ مِن تعلٌّقِ هذا الظرفِ بـ "قائمة" ما ذكرْتُه من
اسْتِئنافِ جُمْلَتِه.



قولُه: {وَهُمْ يَسْجُدُونَ} يَجوزُ
أنْ تكونَ حالاً مِنْ فاعلِ "يَتْلُون" أي: يَتْلُون القرآن وهم ساجِدون، وهذا قد يكونُ
في شريعتِهم مشروعيَّةُ التِلاوةِ في السُجودِ بخِلافِ شريعتِنا، وبهذا يُرَجَّحُ
قولُ مَنْ يقول: إنَّهم غيرُ أُمُّةِ محمَّدٍ. ويَجوز أنْ تكونَ حالاً مِن الضميرِ
في "قائمةٌ".
وفيه ضعفٌ للاستئنافِ المذكورِ، ويَجوزُ أنْ تَكونَ مُستأنَفَةً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 113
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 158
» فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 52
» فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 68
» فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 83
» فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 117

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: