قصيدة من السبعينات تتحدث عن الزواج والمهور كنت قد ألقيتها على أكثر من منبر ثقافي ونشرتها في ديواني الثاني عبير الخيال وفي بعض المنتديات والمواقع الالكترونية منذ سنوات، وقصتها أن فتاة عندنا تزوجت بمهر مرتفع قدره عشرون ألف ليرة لأنها موظفة وكان المهور حينها بين ث3 ـ 5 آلاف ليرة سورية فكانت القصيدة سخرية من هذا المنطق الذي ينظر إلى الزواج كأنه بازار وإلى الفتاة كأنها سلعة فيه، واستخدمت كلمة (بازار) رغم انها ليست بعربية لما تحمل من سخرية ولأنها مرتبطة عندنا نحن الفلاحين بسوق الدواب، وقيمة القصيدة تكمن في موضوعها الذي يعالج أحد هموم المجتمع، أكثر من فنيّتها.
طلب هذه القصيدة اليوم أحد الأصدقاء. فبحثت عنها على جوجل لأطبعها له وإذ بأحد قراصنة الشعر ينشرها على منتدى الحياة الزوجية، حاذفاً بعض الأبيات التي لم يستطع قراءتها ـ على ما يبدو ـ لأن بعض الأبيات التي نقلها مختل الوزن لذلك أعيد نشرها هنا كاملة واضبطها بالشكل لعله يراها فيحسن قراءتها ويصلح ما أفسد:
بازار فتاة
عشرون ألفاً .. وانتهى البازارُ ... نصفٌ مُعجَّلُ مهرِها وسوارُ
وجِهازُها عشرون ألفاً غيرَها ... إن كان عندكَ طابقٌ أو دارُ
مفروشةٌ فرشاً يليقُ بمثلِنا ... فلِكُلِّ قومٍ في الدُنا مِعيارُ
ولكُلِّ فردٍ في البريَّةِ مَنْزلٌ ... تعلو بقدرِ علوِّه الأسعارُ
بنتي موظَّفةٌ وذاتُ مُرَتَّبٍ ... ضخمٍ له تتطلَّعُ الأنظارُ
لولا الحياءُ لما رضيتُ لأنهم ... زادوا عليك، ويشهدُ السِمسارُ
لكنني أعطيتُ وعداً وانتهى ... فالخُلُفُ في عُرْفِ الرجالِ شنارُ
...............
عمّاهُ لستُ مهرِّباً متمرِّساً ... أو جُمْرُكيًّا حَبلُهُ جرارُ
أنا لستُ شُرطيَّ المُرور وليس لي ... في كلِّ مَركبةٍ جرتْ مِعشارُ
أنا لستُ جرّاحاً أشُقُّ بمبضعي ... جَيْبَ البخيلِ وليسَ لي زُوّارُ
أنا لستُ قوّاداً ولا متعهِّداً ... أنا ليس لي نفطٌ ولا آبارُ
أنا مثلُ بنتك كاتبٌ متواضعٌ ... خاوي الجيوب وغرفتي إيجارُ
لكنّ لي نفساً يفوقُ إباؤها ... كلَّ الكنوزِ ويسقطُ الدينارُ
إن لم يُجَمِّعْ بين قلبينا الودا ... دُ فكلُّ قيدٍ من قيودك عارُ